تقرير "مستقبل التجارة": دبي تسجل نمواً كبيراً في التجارة الخارجية خلال العام الماضي

سجلت دبي نمواً كبيراً في التجارة الخارجية خلال العام 2020 على الرغم من التحديات الاقتصادية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، إذ شهد النصف الثاني من العام ارتفاعاً بنسبة 6 في المئة على أساس سنوي في أحجام التجارة و8 في المئة في قيمة الصادرات الإجمالية، وفق تقرير مركز دبي للسلع حول مستقبل التجارة 2021 بعنوان "تحدي التوقعات وتعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد الجائحة".

يتوقع التقرير انتعاش أنشطة التجارة العالمية خلال العام 2021 بعد أن أظهرت مرونة لافتة وسط التحديات الاقتصادية الصعبة المرتبطة بجائحة كوفيد-19، ويرجح أن تسهم التجارة العالمية في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي خلال العام الحالي وما بعده وسط توقعات بأن يتصدر الاقتصادان الأميركي والصيني هذا النمو.

توصيات تسرع التعافي

يقدم تقرير مستقبل التجارة توصيات عدة رئيسية للحكومات والشركات التي تسعى للتأقلم مع المشهد الجديد وتسريع وتيرة التعافي من الجائحة. ويوصي بتسريع التجارة المستدامة بشكل أكبر عبر تنويع علاقاتها التجارية العالمية بهدف تعزيز التحول الاقتصادي وتحقيق نمو مكثف في الوظائف بما يضمن مُعالجة بطالة الشباب ونقص العمالة أثناء الانتعاش، كما ينبغي للشركات والحكومات التحلي بالمرونة ومواصلة الابتكار لمواجهة التقلبات المستمرة للسوق واغتنام الفرص الفريدة الناجمة عن جائحة كوفيد-19. ويوصي التقرير بزيادة الاستثمار في التقنيات الرقمية المستقبلية لخفض التكاليف وتعزيز التكامل بين القطاعات، وبزيادة أنشطة البحث والتطوير بهدف دمج الممارسات المستدامة التي سيعتمد بعضها على تقنيات جديدة، فضلاً عن الاستفادة من مناطق التجارة الحرة واستخدامها بشكل استراتيجي.

صورة أكثر إيجابية

وتعليقاً على التقرير، قال الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة أحمد بن سليم: "كانت التوقعات بشأن التجارة العالمية في العام الماضي قاتمة في ضوء انشغال العالم بمكافحة جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها، لكن تبدو الصورة أكثر إيجابية اليوم وفق التقرير". وأضاف أنه على الرغم من المرونة اللافتة التي تمتعت بها أنشطة التجارة العالمية إلا أنها تمر بسلسلة من التغييرات الواسعة التي ستغير مشهد التجارة العالمية خلال السنوات المقبلة في ضوء تأثير التقنيات الرقمية واختلاف سلوكيات المستهلكين والتوجه نحو مكافحة التغير المناخي فضلاً عن تأثير العوامل الجيوسياسية.

التكنولوجيا تحول المسارات

وأوضح بن سليم أن التقرير كشف نتائج عدة أهمها أن التكنولوجيا كانت العنصر الأكثر مساهمة في التحولات التي شهدتها توقعات التجارة العالمية حيث ستسهم تقنيات بلوك تشين والتمويل اللامركزي وغيرها من التقنيات الجديدة والمبتكرة في تسريع نمو التجارة. وأعطى مثالاً على أن إجراءات التمويل اللامركزي شهدت استثمارات كبيرة من بداية العام الجاري حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للاستثمار في التمويل اللامركزي بمقدار ثلاث مرات من 20 مليار دولار إلى 60 ملياراًَ ويساهم النمو المستمر للبنية التحتية الرقمية في تسريع التحول اللافت لأنشطة التجارة من المستوى الوطني إلى العالمي.

ملامح جديدة لمستقبل التجارة

من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي للسلع المتعددة فريال أحمدي: "إن الأدلة التي يقدمها تقرير مستقبل التجارة تشير إلى توقعات إيجابية بخصوص آفاق التجارة العالمية، إذ نجحت في تخطي كل التوقعات ومواصلة دعم النمو الاقتصادي العالمي"، مشيرة إلى أن الاعتماد المستمر على التكنولوجيا سيسهم في تشكيل ملامح جديدة لمستقبل التجارة وتمثلت إحدى السمات البارزة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية في تركيز الحكومات والشركات والمستثمرين على الممارسات المستدامة في أنشطة التجارة الدولية لتغدو اليوم إحدى أبرز الأولويات في أجندات الأعمال.