يقول رئيس مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" لقطاع المشاريع والمؤسسات في هواوي الشرق الأوسط ديفيد شي إن مراكز البيانات ستصبح المكان الذي يستحوذ على أكثر من 90 في المئة من "قوة الحوسبة والبيانات" بحلول العام 2025. ويضيف أن هذا الأمر سيشكل حدثاً تاريخياً في ظل تنامي التوجه نحو الاقتصاد الرقمي وانتاج البشرية للبيانات بشكل لم يسبق له مثيل. ويضيف ديفيد شي في لقاء مع "أولاً - الاقتصاد والأعمال": "هذه المراكز ستسهم بخلق بصمة كربونية أكثر اتساعاً تشكل ضغوطاً كبيرة على البيئة".
ويتابع ديفيد شي قائلاً: "في ضوء هذه المعطيات، أضحت الحاجة إلى بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر استدامة بمثابة أولوية رئيسية للمؤسسات والحكومات. وعليه، فإن مراكز البيانات القائمة بالكامل على حلول التخزين الوميضية المستدامة تعمل على تسهيل عمليات التخزين الأخضر للبيانات والموفر للطاقة، الأمر الذي سيؤدي إلى إحداث تنمية مستدامة للمؤسسات من خلال الحدّ بشكل كبير من البصمة الكربونية الناتجة عن مراكز البيانات".
مراكز صديقة للبيئة
ويشرح قائلاً: "هناك العديد من الطرق التي توفر هواوي من خلالها للعملاء إمكانية بناء مراكز بيانات صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون. بداية، ستساعد وحدة الطاقة المتقاربة الكاملة الارتباط من هواوي والتي تعمل بطاقة غير قابلة للانقطاع (UPS) العالية الكثافة والكفاءة مدمجة مع مركز توزيع طاقة (PDC) غير قابلة للانقطاع، على خفض الأثر البيئي لمركز البيانات بنسبة 47 في المئة. تستخدم هذه الوحدة أيضاً حيز مركز البيانات بالكامل، مما يتيح مساحة تخزين أكثر بـ 10 في المئة، كما أعلنت هواوي عن إطلاق حل تبريد تبخيري غير مباشر (وحدة معالجة البيئة) يعمل عبر مبادل حراري مدمج لتعزيز قوة مصادر التبريد الطبيعية، ويمكن لوحدة معالجة البيئة أيضاً العمل مع حل iCooling، وتقنية لتحسين كفاءة الطاقة تعمل بالذكاء الاصطناعي بهدف زيادة فاعلية نظام كفاءة استهلاك الطاقة لأقل من 1.2 وذلك بالمقارنة مع نظام التبريد القائم على المياه المبردة، مما يحد من معدل استهلاك الطاقة السنوي بأكثر من 14 في المئة".
وعن الجانب المتعلق بالبنية التحتية يقول ديفيد شي: "تتمثل إحدى طرق خفض استهلاك الطاقة في مركز البيانات باستخدام وحدات التخزين الوميضية بالكامل. فنظراً الى احتوائها عدداً أقل من الأجزاء المتحركة وامتلاكها كثافة أعلى، تتطلب محركات أقراص الحالة الصلبة (SSD) حجم طاقة وتبريد أقل بكثير من الأقراص الصلبة التقليدية، كما إنها تعتبر أكثر موثوقية وكفاءة، حيث يقلل زمن الوصول إلى البيانات المطلوبة بمقدار النصف إلى 0.05 مللي ثانية، ومن المتوقع أن تزيد سرعة النسخ الاحتياطي بمقدار ثلاثة أضعاف. أما على صعيد المنصة السحابية، تتيح حلول إدارة السحابة الذكية وحلول مخزون البيانات من هواوي للعملاء الاستفادة من باقة حلول وخدمات متنوعة ومرنة لإدارة بياناتهم بسلاسة".
التخزين في خدمة
التحول الرقمي
ويتابع ديفيد شي، فيقول: "يؤدي النمو السريع للبيانات إلى زيادة الطلب على حلول تخزين وتحليل البيانات المخصصة للأعمال بشكل أكثر ذكاء وأماناً واستدامة. وتتمثل أبرز المتطلبات والتحديات التي تواجه البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الآن في الأمان والموثوقية وتحسين كفاءة خفض التكاليف والإدارة الذكية والمرونة والاستجابة السريعة في الوقت الفعلي. ونظراً الى كونها مدفوعة بهذه المتطلبات والتحديات، تعتبر مراكز البيانات القائمة بالكامل على حلول التخزين الوميضية أحد توجهات التطوير الأساسية لمراكز البيانات المستقبلية. فهذه المراكز تتمتع بمزايا الكثافة العالية والموثوقية والاستجابة السريعة والاستهلاك المنخفض للطاقة، ما يتيح لها توفير الخدمات الأساسية للمؤسسات بشكل أكثر فاعلية وتلبية أعباء العمل الصعبة للتطبيقات الأكثر أهمية".
ويضيف: "توفر حلول التخزين الوميضية "الفلاش" أداءً أفضل بسرعة لا تضاهى. فمثلاً، يوفر حل "أوشن ستور دورادو" OceanStor Dorado من هواوي ما يصل إلى 21 مليون عملية إدخال واستخراج بيانات في الثانية، وزمن استجابة يقدر بنحو 0.05 مللي ثانية، مما يوفر أداء أفضل حتى 5 أضعاف مقارنة ببنية التخزين التقليدية، كما يتيح "أوشن ستور" نسبة توافر مؤكد بنسبة 99.99999 في المئة، ويضمن استمرارية الأعمال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وحماية البيانات بنسبة 100 في المئة".
حلول التخزين
في خدمة الأمن الرقمي
وعن الجانب المتعلق بالأمن الرقمي، يقول: "ينظر رواد الأعمال وتكنولوجيا المعلومات للأمن السيبراني باعتباره أحد أكبر مخاوفهم. فقد تسببت عمليات اختراق البيانات التي حظيت بتغطية إعلامية جيدة بخسائر تقدر بملايين الدولارات، بل وتسببت في إلحاق ضرر أكبر بسمعة المؤسسات التي تم اختراقها. ومن وجهة نظرنا، تمثل الخطوة الأولى في علاج هذا التحدي في إدراك أن الأمن عبارة عن مصدر قلق مشترك ويجب التعاون المنفتح للعمل على تحدياته وإيجاد الحلول الكفيلة باستقراء أخطاره ومنعها، فالمسؤولية مشتركة ولا يمكن حصرها بجهة واحدة. ومن خلال العمل مع قطاعات الأعمال والحكومات وضمن إجماع عالمي وفقاً لمعايير دولية مشتركة تقودها منظمات وجهات متخصصة، يمكننا ان نقطع شوطاً طويلاً للتخفيف من وطئة تحديات الأمن السيبراني التي تواجهها المؤسسات والعمل على إيجاد الحلول لها".
ويتابع قائلاً: "تعدّ حلول الأمن السيبراني جزءاً أصيلاً من منتجات هواوي وتشكل ركيزة أساسية في جوهر عملها. فالشركة حريصة على ضمان أعلى معايير الأمن السيبراني عبر كامل دورة حياة المنتج وفي جميع العمليات، بدءاً بالبحث والتطوير وانتهاء بتصنيع المنتج والشركاء والموردين المعنيين به كافة، ما يوفر للعملاء إمكانات مرنة شاملة تضمن أمان بياناتهم والتطبيقات القائمة على أفضل الممارسات الدولية بما في ذلك الإطار العام للأمن السيبراني التابع للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST)، والذي أشرنا إليه للتأكيد على امتثال حل التخزين Ransomware Protection من هواوي للمعايير".
ويقول: "ضمان الالتزام بأعلى المعايير في الأمن السيبراني ليس خياراً جوهرياً بالنسبة لنا وحسب، بل مسؤولية نأخذها على عاتقنا بمنتهى الجدية، فقد خضعت حلولنا لتقييمات واختبارات صارمة وحازت حلول التخزين "أوشن ستور دورادو" على درجة 3.0+ في شهادة تقييم مستوى الضمان من "المعايير المشتركة" (Common Criteria EAL 3.0+)، حيت تعدّ "المعايير المشتركة" المعيار الذهبي في أمان المنتج. وسنسعى لترسيخ دعائم الموثوقية لدى عملائنا من خلال سلسلة حلول حماية البيانات "أوشن بروتكت" التي تم إطلاقها أخيراً بهدف توفير حلول حماية بيانات كاملة وشاملة".
حلول التخزين
في المنطقة
وعن مستوى حلول التخزين التي تقدمها هواوي، يقول ديفيد شي: "تدعم هواوي عملاءها بحلول تخزين رائدة، فقد احتلت أعمال تخزين البيانات التابعة لهواوي المرتبة الثانية عالمياً في حجم المبيعات في العام 2021. وقد حازت على تقدير "غارتنر" لأكثر من ست سنوات، وفاز حل التخزين القائم بالكامل على التخزين الوميضي من هواوي "أوشن ستور دورادو" بجائزة "أفضل اختيار للعملاء" من مجلة جارتنر بير إنسايتس".
ويضيف: "تواصل هواوي دعم هذه الحلول من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات الأبحاث والتطوير لتضمن للشركة الحفاظ على موقعها الريادي في طليعة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وعلى الصعيد العالمي، تم تصنيف هواوي بأنها ثاني أكبر مستثمر من القطاع الخاص في الأبحاث والتطوير. فالشركة تمتلك 12 مركزاً للأبحاث والتطوير، يعمل فيها أكثر من 4000 موظف متخصص، ولديها 3000 براءة اختراع متخصصة في مجال تخزين البيانات، وتقدم مساعداتها المباشرة لأكثر من 15000 عميل في أكثر من 150 دولة. ومع ذلك، فإننا عازمون على مواصلة الابتكار في مجال حلول التخزين ومراكز البيانات لنقدم لعملائنا منتجات وحلول رائدة تعتبر الأكثر تقدماً في القطاع".
110 آلاف
براءة اختراع
ويشرح قائلاً: "العام 2021، استثمرت هواوي في البحث والتطوير 22.4 مليار دولار أي ما يعادل 22.4 في المئة من إيراداتها الإجمالية. وبلغ إجمالي استثمارات هواوي في البحث والتطوير على مدار السنوات العشر الماضية أكثر من 132.5 مليار دولار. وجاءت هواوي في المرتبة الأولى بعدد براءات الاختراع التي منحها مكتب براءات الاختراع الأوروبي، وبالمرتبة الخامسة في عدد براءات الاختراع التي منحها مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، كما جاءت هواوي في المرتبة الثانية على لائحة الاتحاد الأوروبي للاستثمار في البحث والتطوير الصناعي. ووصل عدد براءات الاختراع التي تمتلكها إلى 110 آلاف براءة اختراع. وتقدمت من المرتبة 49 إلى المرتبة 44 على قائمة "فورتشن غلوبال 500" لأفضل شركات العالم. وكانت في المرتبة الثامنة على قائمة "فوربز" لأفضل جهات التوظيف في العالم . وعلاوة على ذلك، تمتلك هواوي نظاماً عالمياً شاملاً لسلسلة توريد المنتجات، والذي يضمن بشكل فعال توفير الإمدادات السريعة لمعدات وحلول التخزين. ففي منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال، يمكننا ضمان التسليم السريع لمنتجات وحلول التخزين في فترة تتراوح ما بين أسبوع و3 أسابيع فقط، ما يمنح العملاء إمكانية نشر هذه الحلول وطرحها في السوق خلال فترة وجيزة".
ويختم ديفيد شي قائلاً: "بالاعتماد على خبراتنا وحلولنا العالية الكفاءة في مجال تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عملنا على إنشاء نظام بيئي رقمي يمنح الأطراف كافة قيمة إضافية مشتركة لمساعدة مختلف قطاعات الأعمال على التحول إلى المنظومة الرقمية. فقد تم اختيار هواوي كشريك للتحول الرقمي من قبل أكثر من 700 مدينة وتمتلك شراكات مع 267 شركة من بين أكبر 500 شركة عالمية وفقاً لتصنيف مجلة فورتشن، بينما يعمل معنا أكثر من 30000 شريك لخدمة قطاع الشركات".