"Swatch" من جديد.. ورقة رابحة بيد "SWATCH GROUP" ورقم صعب في صناعة الساعات

في وقت كان لا يزال وسط الساعات منشغلاً فيه باستحواذ "Rolex" على "Bucherer"، ومستقبل هذا الاستحواذ وتأثيره على العلامة السويسرية والسوق نفسها، جاء إعلان "SWATCH GROUP" عن تعاون العلامتين التابعتين للمجموعة "Blancpain" و"Swatch" لإطلاق مجموعة مشتركة ليسرق اهتمام خبراء الصناعة، والمهتمين، وعشاق الساعات والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعاون أنتج الكثير من التساؤلات، أهمها من بعد "Blancpain" التي كان رئيسها مارك حايك متحمّساً جداً وراغباً بأن يكون التالي، من خلال العلامات التي يرأسها، يتعاون مع علامة "Swatch"، وذلك بعد تعاون الأخيرة مع "Omega" أثمر "Omega Moonswatch Collection" المكوّنة من نسخ ترمز إلى الكواكب.

نجاح استثنائي

حصدت المجموعة المستندة إلى ساعة "Omega Speedmaster" الأيقونية نجاحاً استثنيائياً تُرجم بصفوف الانتظار الطويلة أمام متاجر "Swatch" المنتقاة حول العالم، للحصول على نسخة منها، كما حققت مبيعاتها إيرادات لكلا العلامتين، وبالتالي لـ"SWATCH GROUP" نفسها. وأثبتت أن ساعة "Swatch" "المنقذة" لصناعة الساعات السويسرية في ثمانينات القرن الماضي، لا تزال ورقة رابحة في يد "SWATCH GROUP" ورقماً صعباً في معادلة صناعة الساعات السسويسرية، وهو ما عبّر عنه صراحة حايك لدى طرح الساعة الجديدة بقوله إنه، "من دون Swatch، لما كانت صناعة الساعات استمرت وحظيت بقدَر رائع كهذا".

جذب الاهتمام بـ"Blancpain"

صحيح أن التعاون بين علامتي "Swatch" و"Omega" يجوز وصفه بالمتكافئ نظراً للوعي الكبير بالعلامتين، إلاّ أنه بالنسبة إلى التعاون مع "Blancpain" أتى ارتباطها بـ"Swatch" بمثابة أداة تسويقية لعلامة "Blancpain" المجهولة من قبل الغالبية العظمى من الشباب ومن غير الضالعين في صناعة الساعات. وقد نجحت "Swatch" في جذب الاهتمام إلى العلامة الشقيقة الراقية، العريقة والمتجذّرة في صناعة ساعات الغطس الاحترافية. تمثّل هذا الاهتمام بالتهافت على شراء الساعة وفقدانها من السوق مباشرة بعد طرحها.

ردّ على الانتقادات؟

قد يجوز القول كذلك إن مجموعة "Blancpain X Swatch" جاءت كردّ على الكثير من الانتقادات التي طالت صناعة الساعات السويسرية متهمة إياها بالفشل بمواكبة التطور الحاصل في العالم وتقديم ساعات عصرية بأسعار متدنية نسبياً تحاكي الأجيال الشابة وتطلّعاتها وطلباتها، خصوصاً في مواجهة هجمة الساعات الذكية. وبحسب الرئيس التنفيذي لدار "Hublot" ريكاردو غوادالوبي في حديث خاص إلى "أولاً - الاقتصاد والأعمال"، إن "صناعة الساعات السويسرية عاجزة عن الانخراط في صناعتها لافتقادها إلى التكنولوجيا الخاصة بهذه الصناعة". وينطلق غوادالوبي من تجربة "Hublot" في هذا المجال ليشير إلى أن "الحصول على هذه التكنولوجيا مكلف جداً، وبالتالي المنافسة في مجال الساعة الذكية غير ممكن من الناحية الاقتصادية". ويشدّد على "قوة سويسرا"، في المقابل، "في صناعة الساعات التقليدية". وعليه، قد تكون مجموعة "Bioceramic Scuba Fifty Fathoms"، ومن ورائها علامة "Swatch"، نجحت في جعل صناعة الساعات السويسرية الميكانيكيةـ إذ زوّدت بحركة "SISTEM51" الخاصة بعلامة "Swatch" ـ بمتناول شريحة واسعة جداً من العملاء، فسعر تجزئتها لا يتجاوز الـ400 دولار (قد يزيد عن ذلك بشكل طفيف تبعاً لأسعار الصرف في الأسواق المحلية). ووفق مصدر في "SWATCH GROUP" في المنطقة، فإن سعرها في دبي هو 1500 درهم. هذا، وتمتاز الساعة بإطلالة عصرية وشبابية أيضاً مفعمة بالألوان، وهو أمر غير معهود في ساعات "Fifty Fathoms" الأصلية.

تجدر الإشارة إلى أن علامات عدة حاولت، خلال الأزمة الاقتصادية منتصف العقد الماضي، تقديم ساعات ميكانيكية بأسعار متدنية مقارنة بأسعارها المعتادة، مستخدمة الفولاذ بشكل أساسي، إلا أن ثمن هذه الساعات لم يصل إلى مستويات أسعار "Omega X Swatch" و"Blancpain X Swatch". فهل تكون "SWATCH GROUP" نجحت حيث فشل الآخرون؟

احتفال بالمحيطات

بالعودة إلى المجموعة الجديدة، تتألف مجموعة "Bioceramic Scuba Fifty Fathoms" من خمسة إصدارات يرمز كل إصدار منها إلى محيط من المحيطات الخمسة والتي تلتزم "Blancpain" بحمايتها والحفاظ عليها بعمق. وقد جمعت العلامتان، أي "Blancpain" و"Swatch"، أفضل ما لديهما من ابتكار، ومادة البيوسيراميك (خليط فريد تملك الدار براءة اختراعه مكوّن بثلثيه من السيراميك وثلث من مواد عضوية مشتقّة من زيت الخروع)، ومقاومة للمياه وحركة ميكانيكية بإحتياطي طاقة مدته 90 ساعة لإطلاق مجموعة غير محدودة من ساعة "Blancpain Fifty Fathoms" التي أبصرت النور قبل 70 عاماً وأحدثت ولادتها ثورة في صناعة الساعات، إذ أصبحت أول ساعة غطس حقيقية.

وتحتوي هذه النسخ على مواصفات "Fifty Fathoms" مثل العلبة، وإطارها الدوار باتجاه واحد لقياس مدة الغطس، بالإضافة إلى الحركة الذاتية التعبئة "SISTEM51" المقاومة للمغناطيس، وهي تمتاز بألوان لم تعهدها ساعة "Fifty Fathoms" الأصلية، تضفي لمسة حيوية على الساعة الأصلية مع أساور مصنوعة من شباك صيد أعيد تدويرها مستخرجة من عمق المحيط. ويعرض كل طراز من الطرز الخمسة شعار "Blancpain X Swatch" المشترك على الميناء والتاج.

تتمتع الساعة بقدرة على مقاومة المياه لغاية عمق 91 متراً، وهي متوفّرة للبيع فقط في بعض متاجر "Swatch" حول العالم، وفي عدد محدود جداً من متاجر "Blancpain" إنما للعرض وليس للبيع.