الشيخ محمد بن راشد يطلق "خطة دبي الحضرية 2040"

أطلق نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "خطة دبي الحضرية 2040" التي ترسم خريطة مستقبلية متكاملة للتنمية العمرانية المستدامة، محورها الرئيسي التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة في الإمارة، وتعزيز التنافسية العالمية، وتوفير خيارات متعدّدة للسكان والزوّار خلال الـ20 سنة المقبلة.

وتستهدف الخطّة رفع كفاءة استغلال الموارد، وتطوير مجتمعات حيويّة وصحيّة، ومضاعفة المساحات الخضراء الترفيهيّة والحدائق لتوفير بيئة صحيّة للسكان والزوّار، بالإضافة إلى توفير خيارات تنقّل مستدامة ومرنة، ورفع كفاءة استخدام الأراضي لدعم الأنشطة الاقتصادية وتعزيز استقطاب الاستثمارات الخارجية في القطاعات الجديدة، وتحسين الاستدامة البيئية، وحماية التراث الثقافي والعمراني.

5 مراكز تسهم في دعم القطاعات الاقتصادية

كما تسعى الخطّة إلى تركيز التنمية والاستثمار في 5 مراكز أساسية تسهم في دعم القطاعات الاقتصادية، وتنويع فرص العمل، وتوفير الاحتياجات الإسكانية والخدمات، وتشمل مركزاً تاريخياً وثقافياً، والمركز الاقتصادي والتجاري العالمي يضم "مركز دبي المالي العالمي"، وشارع الشيخ زايد، والخليج التجاري، ووسط المدينة، والمركز السياحي والترفيهي في منطقة المارينا و"أبراج بحيرات جميرا"، بالإضافة إلى "مركز إكسبو 2020"، ومركز "واحة دبي للسيليكون".

6 مستويات للتمدّن

وتحدّد الخطّة 6 مستويات للتمدُّن تتبع هيكلاً متدرّجاً لمراكز عمرانية متعدّدة الاستعمالات والكثافات سيتم في ضوئها تحديد مستوى البنية التحتية للمرافق والخدمات كافة، مع التوسّع في استخدام وسائل التنقّل، وتسعى الخطة أيضاً إلى توفير الاحتياجات الإسكانية المستقبلية في مجتمعات متكاملة وفق أفضل المعايير التخطيطيّة لأكثر من 20 عاماً.

مضاعفة الأنشطة الفندقية والسياحية

وتشمل الخطّة مضاعفة مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134 في المئة، ورفع مساحة الأنشطة الاقتصادية إلى 168 كيلومتراً مربعاً لتعزيز مكانة دبي كمركز اقتصادي ولوجيستي عالمي، مع زيادة مساحات الأراضي المخصّصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة 25 في المئة، بالإضافة إلى زيادة مساحات الشواطئ المفتوحة للجمهور بنسبة 400 في المئة في حلول العام 2040.

قانون مرن للتخطيط العمراني

وتهدف الخطّة أيضاً إلى إصدار قانون متكامل ومرن للتخطيط الحضري يدعم استدامة التنمية والتطوير، ويراعي التوجّهات المستقبلية للإمارة، بالإضافة إلى استكمال عمليات التنمية والتطوير لمنطقة حتَّا التي تعدّ من أهم الوجهات السياحية الرئيسة في دبي، وتنميتها بمشاركة القطاع الخاص وتعزيز الفرص الاقتصادية فيها عبر دعم المشاريع المحلية لأهالي المنطقة لتنشيط الحركة السياحية وتشجيع رواد الأعمال، وتطوير مجمّعات سكنية متكاملة للمواطنين تلبي احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.

آل مكتوم: نعمل لاستكمال نموذج تنموي يهدف إلى رفاه المجتمع

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن النهضة التنموية التي أسّسها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في دبي منذ ستينات القرن الماضي مستمرة في تحقيق أهدافها، مع مواصلة الإمارة تنفيذ خطط واستراتيجيات تطوير تضع الإنسان وسعادته ورفاهيته واستقراره في مقدمة الأولويات، واتّباع أسلوب عمل أساسه الاستلهام من أفضل الممارسات العالمية، مع مواءمتها بما يتوافق مع احتياجات المجتمع ويكفل لأفراده مستقبلاً أفضل.

ووجّه آل مكتوم بأن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، مؤكداً مواصلة العمل لاستكمال نموذج تنموي عالمي يهدف إلى رفاه المجتمع وتمكين أفراده وتحفيزهم على الإبداع، والابتكار، والنجاح، عبر تهيئة بيئة تلبّي متطلّباتهم وتوفّر لهم مساحة كفيلة بإطلاق طاقاتهم الكامنة، مشيراً إلى أن الهدف اليوم بأن تكون دبي في أعلى مراتب الريادة عالمياً وضمن جميع المجالات.

تجدر الإشارة إلى أن "خطة دبي الحضرية 2040" تعدّ السابعة في تاريخ الإمارة، إذ أُطلقت الخطة الأولى في العام 1960، وشهدت دبي خلال الفترة من العام 1960 إلى 2020، زيادة في عدد سكانها بنحو 80 مرة، حيث ارتفع من 40 ألف نسمة في العام 1960 إلى نحو 3.3 ملايين نسمة في نهاية العام 2020، كما تضاعفت مساحة المنطقة الحضرية والمبنية بنحو 170 مرة، وزادت من 3.2 كيلومترات مربعة إلى 1490 كيلومتراً مربعاً في الفترة ذاتها.