الرئيس التنفيذي لـ"إنجي" في السعودية: المنطقة العربية مقبلة على مضاعفة إنتاجها من الطاقة المتجددة

"الاستثمار في الطاقة المتجددة" عنوان المرحلة المقبلة التي ستشهدها المنطقة العربية وخصوصاً الخليجية من خلال التركيز على إنشاء مشاريع جديدة تشمل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتحلية المياه وغيرها، وذلك لما لها من جوانب اقتصادية مهمة وانخفاض تكاليفها التشغيلية والتي تحاكي تطلعات الدول العربية في سبيل تأمين حاجات ومتطلبات شعوبها.

حجم إنتاج المنطقة العربية من الطاقة المتجددة

يرى الرئيس التنفيذي لشركة "إنجي" في السعودية تركي الشهري في حديث إلى "أولاً – الاقتصاد والأعمال" أن إنتاج الطاقة المتجددة يبلغ نحو 5 جيغاواط في المنطقة وبنحو 5 مليارات دولار من الاستثمارات، مشيراً إلى أنه، وبناء على دراسة قامت بها شركة "فروست آند سوليفان"، فإن إنتاج الطاقة المتجددة سيبلغ حدود 60 جيغاواط في حلول العام 2025 أي ما يعادل نحو 55 إلى 60 مليار دولار من الاستثمارات، موضحاً أن أغلبية عمليات الإنتاج هذه ستكون من دول الخليج.

حجم إنتاج السعودية من الطاقة المتجددة

ويتوقع الشهري أن تنتج الدول العربية 30 في المئة من إجمالي إنتاج الطاقة المتجددة حول العالم في حلول العام 2030، لافتاً النظر إلى أن المنطقة مقبلة على مضاعفة إنتاجها من الطاقة المتجددة. ويقول إن حجم إنتاج السعودية من الطاقة المتجددة في الوقت الحالي يبلغ 1 جيغاواط، مشيراً إلى أن المملكة كانت قد أعلنت منذ سنوات عدّة أن الهدف من مزيج الطاقة في قطاع الكهرباء سيكون بنسبة 50 في المئة من الغاز و50 في المئة من الطاقة المتجددة التي تعادل 100 جيغاواط في حلول العام 2030، متوقعاً أن تشهد هذه الفترة وحتى العام 2030 إقامة مناقصات عديدة سينتج عنها نحو 80 الى 90 مشروعاً جديداً في هذا المجال مع إضافة نحو 80 إلى 90 جيغاواط إضافية. ويلفت النظر إلى أن 20 في المئة من قدرة تحلية المياه حول العالم تنتج في السعودية وأن 50 في المئة من تحلية المياه حول العالم تنتج من قبل دول الخليج.

الحاجة الفعلية للطاقة المتجددة في المنطقة

ويقول الشهري إن الحاجة الفعلية للطاقة المتجددة في المنطقة تكمن بشكل أساسي في جانبها الاقتصادي فضلاً عن الفوائد الأخرى التي تؤمّنها مثل الوظائف وتأسيس المصانع الجديدة، مشيراً إلى أنه كانت الدول تعتمد على الهيدروكربون بشكل كلي في السابق، مشدداً على ضرورة استبدال هذه التقنية بالغاز وبالطاقة المتجددة في عمليات الإنتاج اليومية خصوصاً بعد أن أصبحت تكاليف هذه الطاقة منخفضة ولها جانب اقتصادي مهم.

الاكتفاء الذاتي

وحول بلوغ الدول الخليجية مرحلة الاكتفاء الذاتي من الإنتاج، يشير الشهري إلى أن العالم بأسره قد يبلغ هذه المرحلة في حلول العام 2050 خصوصاً وأن الطاقة المتجددة تستخدم في أوقات معيّنة بحسب توافر الموارد التي تؤمّنها كالشمس والرياح، مشدداً على ضرورة العمل لتأمين هذه الطاقة بطريقة مستمرة على مدار الساعة من خلال وسائل عدّة ومن بينها الهيدروجين الأخضر، مبيّناً أن السعودية والدول الخليجية بشكل عام ستكون رائدة في هذا المجال.

المقوّمات

ويوضح أن في المنطقة مقوّمات تساعد على بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي خصوصاً لناحية المساحات التي تحتاجها لعمليات إنتاج الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى وجود الشمس على مدار السنة وشبكة كهرباء قوية تتحمّل القدرات بشكل كبير، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من ذلك هو التحول من الاستخدام العالي للهيدروكربون الذي تعتمد عليه المنطقة منذ سنوات عدة بالإضافة إلى كيفية تصدير الطاقة المتجددة إلى الدول الأخرى.

الذكاء الاصطناعي

ويعتبر الشهري أن من أصعب الأمور التي تواجهها الشركات حول العالم هو استخدام المعلومات وإدارتها خصوصاً وأن هناك تقنيات واستراتيجيات جديدة تصدر يومياً، لافتاً النظر إلى أن عدم استخدام هذه التقنيات وعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيكونان عائقاً أمام الشركات للتواصل مع المتغيّرات الحاصلة وأمام كيفية استخدام المعلومات الموجودة بشكل غير طبيعي ومطابقتها مع استراتيجية هذه الشركات والاستفادة منها لتقديم الخدمات على أساسها. ويوضح أن شركة "إنجي" تستخدم البيانات في أجهزة محطاتها التي تحتاج إلى مراقبة على مدار الساعة، بالإضافة إلى استخدامها في تقديم حلول حول الإنتاجات وأفضل الوسائل التقنية التي تستخدمها دولة ما بناء على سياستها، وذلك لمعرفة كيفية وصول هذه الدولة إلى الهدف الذي وضعته ضمن مدة زمنية محددة.

التقنيات المستخدمة في إنتاج الطاقة المتجددة

وحول التقنيات المستخدمة في إنتاج الطاقة المتجددة في المنطقة، يوضح أن التركيز اليوم على استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسبب انخفاض تكلفتها وإضافتها إلى شبكة أغلبيتها معتمدة على الهيدروكربون، مشيراً إلى أنه مع الوقت ومع وصول أي دولة إلى إنتاج أكثر من 30 في المئة من هذه الطاقة فهي تحتاج إلى استخدام تقنيات أخرى مثل البطاريات والتخزين وقدرات أعلى، متوقعاً أن يحصل هذا التغير خلال سنة أو سنتين على أبعد تقدير خصوصاً وأنه سيتم الإعلان عن مشاريع جديدة تشمل التخزين وبطاريات في السعودية على أساس ألا تؤثر على الشبكة الطاقوية تكون بديلاً عن الشمس والرياح في حال عدم توفرها.

تحلية المياه

ويلفت النظر إلى أن تحلية المياه تعتمد على تقنية "Reverse Osmosis" (RO) التي تستخدم عن طريق الشبكة بعد أن كان يتم استخدام تقنية "MED" و"MSF" التي كانت تتكل على الغاز، مشيراً إلى أن تقنية "Reverse Osmosis" لها كفاءة عالية جداً بالإضافة إلى أن المشاريع التي تمّ إنشاؤها خلال السنتين الأخيرتين تشمل الطاقة الشمسية وتحلية المياه، مضيفاً أن أول مشروع قامت به شركة "إنجي" قبل سنة كان لتحلية المياه في ينبع عبر تقنية "RO" بقدرة 20 ميغاواط وأن آخر مشروع فازت به الشركة كان مشروع "الجبيل 3 ب" يعتمد على الطاقة الشمسية بقدرة 60 ميغاواط، ويتوقع أن ترتفع نسبة المشاريع التي ستعتمد على تقنية "RO"  في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

تبريد المناطق              

وحول التقنية المعتمدة في عملية تبريد المناطق، يوضح الشهري أن هذه التقنية هي "District Cooling" وهي من أفضل أنواع التبريد وهي تعتمد على شبكة الكهرباء وتمتلك كفاءة عالية في عملها، مشيراً إلى أن الطاقة النظيفة تسهّل أعمالها وبالتالي سيكون التبريد نظيفاً.