الرئيس التنفيذي لـ"سيتا": قطاع الطيران سينتقل نحو الفضاء الرقمي في جميع أجزائه
الرئيس التنفيذي لـ"سيتا": قطاع الطيران سينتقل نحو الفضاء الرقمي في جميع أجزائه
- دبي- زينة أبوزكي
شكّلت التحديات التي واجهت معظم الشركات دافعاً أساسياً للبحث في الحلول التي من شأنها الحدّ من الآثار السلبية التي واجهتها هذه الشركات مع انتشار جائحة كورونا وتداعياتها على القطاعات الاقتصادية كافة، شركة "سيتا"، عملت على تطوير حلولها التكنولوجية في قطاع الطيران، وفي هذا الإطار، يتحدث الرئيس التنفيذي لشركة "سيتا" ديفيد لافوريل إلى "أولاً – الاقتصاد والأعمال" عن تداعيات الجائحة وسبل مواجهة التحديات الناتجة عنها في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة نتيجة الوضع السياسي في أوروبا وارتفاع أسعار الطاقة والجهود التي تتخذها شركات الطيران للوصول إلى الحياد الكربوني العام 2050.
يقول لافوريل عندما نتطلع إلى المستقبل، تبرز أمامنا العديد من الصعوبات والتحديات، إلاّ أنّ الطلب القوي الذي يواصل تعزيز انتعاش قطاع النقل الجوي وتوفير فرص جديدة يساهم في التخفيف من آثار هذه التحديات. ومع تعافي القطاع من آثار الجائحة، يتعين علينا حالياً مواجهة تداعيات اقتصادية كبيرة نتيجة الوضع السياسي الحالي في أوروبا، وسيكون لارتفاع أسعار الطاقة وبلوغها لمستويات قياسية تبعاتٍ كبيرة على قطاع الطيران والاقتصاد العالمي عموماً، وهذا بدوره سيساهم في زيادة التكاليف ورفع مستويات التضخم، كما سيؤثر على مستويات الطلب خلال الأشهر المقبلة.
الوصول إلى الحياد الكربوني العام 2050
وفي الوقت نفسه، تتخذ شركات الطيران، من خلال الاتحاد الدولي للنقل الجوي ومجلس المطارات الدولي، قراراً يتسم بالمسؤولية والشجاعة بتحديد أهدافٍ للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف الطموحة اتخاذ إجراءاتٍ واضحةٍ ومباشرة. وعلى الرغم من ذلك، ما زلنا نشهد تعافياً قوياً في أعداد المسافرين مع تزايد الطلب بعد عامين من القيود المفروضة على السفر.
وإلى جانب التركيز على تعزيز تعافي القطاع، نولي الاهتمام أيضاً إلى التحول الرقمي لمواكبة متطلبات واحتياجات السوق المتغيرة. فقد ساعدت الجائحة على جذب انتباه المسؤولين التنفيذيين ومجالس إدارة الشركات إلى مدى أهمية التكنولوجيا، وخصوصاً بعد ما تسببت الجائحة في فرض المزيد من الضغوط المالية على القطاع، مما شجع على الانفتاح على طرقٍ جديدة ومبتكرة للعمل قادرة على النهوض بالقطاع والارتقاء به.
ولطالما كانت "سيتا" من الشركاء الموثوقين للقطاع، إذ نعمل مع معظم شركات الطيران حول العالم، وتُستخدم حلولنا وخدماتنا في أكثر من ألف مطار في مختلف أنحاء العالم، وواصلنا خلال العامين الماضيين الاستثمار في محفظتنا بهدف مساعدة عملائنا على التحول الرقمي لخفض التكاليف وأتمتة رحلات المسافرين والحدّ من تأثيرات عملياتهم على البيئة، كما نرى أن التحول الرقمي من الركائز الرئيسة لتطوير عمليات الشركات، وبالتالي يمكن لشركات الطيران والمطارات الاستفادة من مثل هذه الإمكانات لتطوير أعمالها على نحو يواكب الطلب المتنامي في القطاع بأقل التكاليف ومن دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.
ونحرص في "سيتا" على مساعدة عملائنا من خلال تزويدهم بحلولٍ ذكية تدعم مسيرة نموهم وتعافيهم من تداعيات جائحة "كوفيد-19".
أولوية الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات
توجّب على المسؤولين التنفيذيين في شركات الطيران والمطارات إعادة تركيز أولويات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، وزيادة الإنفاق على حلول التحول الرقمي لمواجهة هذه التحديات.
وعلى سبيل المثال، يُظهر تقرير رؤى "سيتا" لتكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوّي 2021 أنّ غالبية شركات الطيران (84 في المئة) والمطارات (81 في المئة) تتوقع أن تتساوى نفقاتها على الحلول التقنية لعام 2022 مع العام 2021 أو تتجاوزها، إذ تشهد خدمات أتمتة معاملات المسافرين زيادةً كبيرة في الإنفاق، بعد أن اقتصر الاستثمار في هذه الخدمات بنسبة 56 في المئة على شركات الطيران و67 في المئة على المطارات في العام 2021. وتؤكد هذه التوقعات تركيز شركات الطيران والمطارات على تنظيم رحلات أكثر سلاسة بالاعتماد على الخدمات الرقمية، بهدف زيادة ثقة المسافرين وضمان راحتهم.
وعملت "سيتا" خلال العامين الماضيين على تطوير محفظة حلولها، من خلال تعديل أو إطلاق منتجات وحلول تواكب المتطلبات الجديدة في القطاع، حيث تمّ التركيز على مجالات رئيسية عدة سيكون فيها للتكنولوجيا دور مهم في القطاع ومنها:
أتمتة رحلة المسافرين مع حلول المقاييس الحيوية والتقنيات المحمولة، توفير تجارب غير تلامسية من خلال الأجهزة المحمولة وأحدث تقنيات الاتصال والتطبيقات الرقمية داخل الطائرة، كما نحرص من خلال خدمة "موبايل أون آير" الجيل الرابع على تمكين المسافرين من استخدام بيانات أجهزتهم المحمولة، كما لو أنهم على الأرض من خلال شبكاتهم الخاصة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في العمليات التشغيلية بين المطارات وشركات الطيران وتخفيض تكاليفها.
ونظراً الى الحاجة الملحّة إلى تخفيض تكاليف العمليات التشغيلية في المطارات وزيادة مرونتها، بالتزامن مع التقلبات في مستويات الطلب، تنصح "سيتا" باعتماد تقنياتها ونظمها للحوسبة السحابية للمساعدة في إدارة هذه العمليات وتحسينها، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية، كما أطلقت مجموعة من الحلول المخصصة للطائرات، لتطوير ورقمنة عملياتها وجعلها أكثر كفاءة واستدامة.
التحول نحو الخدمات الذاتية والأكثر استدامة
وعن عملية التحول الرقمي التي يشهدها القطاعين العام والخاص يقول لافوريل: أودّ بدايةً تسليط الضوء على التسارع في التحول نحو تقنيات الأتمتة والخدمة الذاتية التي ستُحدث تغييراً كبيراً في الرحلات، حيث ستلبي رغبة الركاب في إدارة رحلتهم باستخدام أجهزتهم المحمولة. ويُعد هذا المجال واحداً من المجالات التي حققت فيه "سيتا" مكانة رائدة.
وعلى المدى الطويل، نرى أن القطاع سينتقل نحو الفضاء الرقمي في جميع أجزائه، وقد نصل إلى مرحلة يمكن للمسافرين فيها التنقّل من دون الحاجة إلى تقديم وثائق سفر أو مطالبتهم بالتوقف لتأكيد هويتهم، إضافة إلى إمكانية تسجيل الوصول أو عبور الحدود أو الحصول على جميع الخدمات في وجهتهم. وتعمل "سيتا" في هذا المجال على الاستفادة من حلّ "سمارت باث" الحالي، إذ يمكن للمسافرين اليوم استخدام هويتهم البيومترية لتسجيل الوصول أو الصعود إلى الطائرة في مطارات مثل بكين وأورلاندو، مصطحبين معهم بياناتهم البيومترية طوال رحلتهم.
كما أودّ التركيز على اتجاه آخر، وهو الضغط المتزايد على القطاع ليكون أكثر استدامة من الناحية البيئية. وتشير نتائج تقرير رؤى "سيتا" لتكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوي 2021 إلى أن أغلب شركات الطيران تمنح أولوية كبيرة للتقنيات الجديدة التي من شأنها جعل العمليات أكثر استدامة، بما فيها تحسين تخطيط مسارات الرحلات بالاعتماد على البيانات بهدف تعزيز كفاءة الرحلات وتقليل استهلاك الوقود. وتقوم معظم المطارات بتنفيذ مبادرات الاستدامة، وتعزز من استخدامها لتقنيات الأبنية الذكية والأتمتة. وتشير تقديرات القطاع إلى أن تحسين العمليات والبنية التحتية يمكن أن يقلّل من الانبعاثات بنسبة تصل إلى 10 في المئة. وتضمن تقنيات "سيتا" تحقيق ذلك وخفض الانبعاثات على الفور. أما الاتجاه الأخير الذي أودّ تسليط الضوء عليه فهو الحاجة إلى مشاركة البيانات واستخدامها بشكل أفضل، فلطالما كانت الحاجة إلى مشاركة البيانات بشكل آمن بين عدد كبير من الجهات المعنية تحدياً كبيراً. ونعتقد أن تقنية بلوك تشين توفر إمكانات كبيرة لقطاع النقل الجوي، بسبب قدرتها الفريدة على مشاركة المعلومات بشكل فوري وآمن وسري بين العشرات من الجهات المعنية في المطارات والحكومات وشركات الطيران والشركات المصنعة للمعدات الأصلية.
أهمية أسواق المنطقة بين الفرص والتحديات
وعن مدى أهمية أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتحديات والفرص التي توفرها المنطقة، يقول لافوريل، تشهد منطقة الشرق الأوسط انتعاشاً متسارعاً بفضل جهود التحول الرقمي والدعم الحكومي الكبير، من خلال المبادرات المهمة مثل التصاريح الصحية للسفر. وينطوي هذا الانتعاش والتعافي في القطاع على أهمية بالغة في منطقة دول الخليج في ظلّ تصنيف قطاع الطيران واحداً من أهم القطاعات المعزز للتوسع الاقتصادي في المنطقة. وتضطلع التكنولوجيا بدور رئيسي في هذا الانتعاش، إذ يتزايد الطلب على الابتكارات التقنية القائمة على إنترنت الأشياء والروبوتات والذكاء الاصطناعي. وأبدت المطارات وشركات الطيران اهتمامها في المشاركة بالتجارب الطموحة على صعيدي الابتكار والتمويل والتي تتسم بالتميز والقدرة على إحداث تغييرات محورية بدلاً من الاكتفاء بتحسين أو الارتقاء بأساليب تقديم الخدمات، إذ نشهد إقبالاً واسعاً على اعتماد الحلول المبتكرة في المنطقة.
دور بارز للمطارات الاقليمية
وسجلت أفريقيا بدورها مستويات انتعاش قوية في العام الماضي، حيث كانت قطاعات السفر الجوي المحلية والإقليمية في أبرز الأسواق مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا سباقةً لتعزيز التعافي والانتعاش بعد أزمة "كوفيد-19". وتشير التوقعات إلى أن المطارات الإقليمية سيكون لها دور بارز خلال السنوات المقبلة. ويبقى السؤال حول مدى استعداد هذه المطارات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين؟ حيث سيتعين على المطارات الإقليمية مواءمة استراتيجياتها بما يتماشى مع احتياجات القطاع خلال فترة ما بعد الجائحة.
وكما هي الحال في المطارات الكبيرة الرئيسة، تحتاج المطارات الإقليمية إلى أخذ التحول الرقمي في عين الاعتبار حتى تتمكن من مواكبة التغييرات التي ستطرأ على القطاع في المستقبل.
وعملنا في "سيتا" جاهدين لجعل الحلول التي كانت مخصصة فقط لكبرى المطارات الرئيسية متاحةً للاستخدام في العمليات الأصغر نطاقاً. والخبر الجيد هو أن تقنيات الحوسبة السحابية تساعد المطارات الإقليمية على تحمّل تكاليف التحول الرقمي واستخدام تقنيات المعلومات الحديثة. على سبيل المثال، يمكن للمطارات من خلال استخدام تقنيات الحوسبة السحابية في معالجة بيانات المسافرين، تفعيل المنهجيات المشتركة من خلال أكثر الأساليب فعالية لناحية التكلفة، وتحقيق وفورات لناحية البنية التحتية والمساحة وأعمال الصيانة.
نظام متعدد الوسائط لتسيير رحلة جوية
وعن أبرز نقاط القوى التي تتمتع بها الشركة يقول لافوريل، بوصفنا شركة مملوكة من قبل القطاع وننشط في جميع جوانب النقل الجوي، نحن في "سيتا" نفخر بما لدينا من معرفة وخبرات تمكنّنا من تلبية متطلبات واحتياجات عملائنا والقطاع.
كما إننا في "سيتا" نتمتع بالخبرة اللازمة لجذب مختلف الجهات المعنية وتوحيد جهودهم من خلال منصة واحدة، فضلاً عن دفع القطاع لاعتماد الوسائل الرقمية لتحسين العمليات وتجارب العملاء. فعندما ننظر إلى رحلة جوية واحدة من دبي إلى جنيف مثلاً، يبرز لدينا نحو 10 أطراف معنية؛ بدءاً من شركة الطيران والمطار ووصولاً إلى وكالة الحدود ومزوّدي خدمات المناولة الأرضية، والذين يحتاجون جميعهم إلى التعاون معاً لدعم هذه الرحلة. وهذا ما تساهم حلولنا في إنجازه، بل وتنفرد به "سيتا". ومن خلال استخدام نظام متعدد الوسائط يضم أكثر من 100 جهة فاعلة لتسيير رحلة جوية على نحو متكامل من الإقلاع إلى الهبوط، نحن قادرون على دعم الأنظمة الرقمية الموحدة التي من شأنها تسهيل تجارب السفر بالمستوى نفسه في قطاع السفر الجوي.
الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية
وفي ما يتعلق بالحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية يقول لافوريل، تلتزم "سيتا" بممارسات الأعمال المسؤولة التي تقوم على مبادئ الحوكمة الرشيدة، وهو ما يمثل إحدى مزاياها المعروفة. ونرتكز في عملياتنا على المبادئ الجوهرية وقواعد السلوك المهنية، وذلك حرصاً على الالتزام بأعلى مستويات المسؤولية في كل ما نقوم به في أي مكان.
وتشتمل استراتيجيتنا على برامج تدعم موظفينا والمجتمعات التي ننشط بها، وتساهم في الحدّ من بصمتنا البيئية وتمكّن عملاءنا من المطارات وشركات الطيران من تقليل تأثير عملياتهم على البيئة، كما بادرنا إلى التوقيع على الميثاق العالمي للأمم المتحدة واتخاذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بمثابة إطار عمل لتحديد وقياس مدى تقدم أدائنا. كما تلتزم "سيتا" بتوفير بيئة عمل عادلة ومنصفة، من شأنها زيادة رفاهية الموظفين وصقل خبراتهم وتعزيز التنوع والشمول، ونحرص على دعم المجتمعات في جميع أنحاء العالم، من خلال برامج المسؤولية المجتمعية وبرامج الحدّ من الانبعاثات الكربونية وأنشطة المجتمع المحلي ودعم الأعمال الإنسانية في أيام العمل التطوعي لموظفي "سيتا".
وعلى صعيد البيئة، لطالما كانت "سيتا" من الرائدين في جهود الاستدامة في القطاع، إذ حصلت الشركة على شهادة بروتوكول حيادية الكربون في العام 2021. وأنجزنا أخيراً خطوة جديدة وطموحة للحدّ من تأثيرنا على البيئة، من خلال الإعلان عن التزامنا بتحديد أهداف قائمة على العلم لخفض الانبعاثات، بما ينسجم مع معيار الحياد الكربوني في مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم.
وفي العام 2021، عملنا على تعزيز جهودنا المبذولة لدعم قطاع الطيران في الحد من انبعاثاته الكربونية وتحقيق الانتعاش من دون الإضرار بالبيئة من خلال التكنولوجيا، ويأتي ذلك في إطار مساعي القطاع لتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050.
وفي حين أن تركيز شركتنا يتمحور بشكل أساسي على الطائرات، فإننا نعتزم تسريع وتيرة جهودنا خلال العام الجاري للمساهمة في مساعدة المطارات على تحقيق أهدافهم في الحدّ من الانبعاثات الكربونية. وخلال العام الماضي، أبرمنا شراكة مع "إنفجن ديجيتال"، الشركة العالمية الرائدة في حيادية الكربون والمتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي للأشياء وتتخذ من سنغافورة مقراً لها، للتعاون على توفير حلول شاملة لتحقيق الحياد الكربوني في المطارات في جميع أنحاء العالم.
شركات
أشخاص
الأكثر قراءة
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال
-
صندوق النقد الدولي يحذر من النمو المتسارع للديون العالمية: لإجراءات عاجلة تكبح نموها
-
"بيورهيلث القابضة" الإماراتية تسجل صافي أرباح بقيمة 1.4 مليار درهم في 9 أشهر