فيليبس لـ"أولاً": الابتكار عنوان القطاع الصحي السعودي
فيليبس لـ"أولاً": الابتكار عنوان القطاع الصحي السعودي
لقاء خاص مع رئيس الأسواق الدولية في فيليبس هينك سيبرن دي يونغ
- دبي - سليمان عوده
تبذل السعودية جهوداً حثيثة لتحديث وتطوير القطاع الصحي في المملكة، وتستعين لهذه الغاية بأبرز الشركات العالمية الرائدة في ميدان التقنيات الصحية. من هذه الشركات "فيليبس"، التي تعمل بشكل وثيق مع القطاعين العام والخاص في المملكة عبر عدد من المشاريع، ينتظر أن تحدث تحولاً ملحوظاً على صعيد العناية الصحية في السعودية، لا سيما عبر الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. في هذا اللقاء الخاص الذي أجري على هامش "مؤتمر الصحة العربي 2020" في دبي، يلقي هينك سيبرن دي يونغ، رئيس الأسواق الدولية في "فيليبس"، الضوء على أحدث تقنيات الشركة، ويكشف عن أبرز المشاريع الموضوعة قيد التنفيذ راهناً.
انضم هينك إلى "فيليبس" قبل عقدين تقريباً، وشغل مناصب قيادية في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، حيث قاد من مواقعه المختلفة التحولات الكبرى في أعمال الشركة، وأبرزها زيادة الاستثمار في الابتكار. وهو خريج كلية هارفرد للأعمال، ويتحدث الهولندية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية بطلاقة. موقع “أولاً-الاقتصاد والأعمال” التقاه وسأله:
تعمل فيليبس بشكل حثيث مع المملكة العربية السعودية لتعزيز وتطوير القطاع الصحي في المملكة. ما أبرز الإنجازات التي تحققت حتى الآن في هذا المجال؟
تحتل السعودية موقعاً متقدماً للغاية في قطاع التقنيات الطبية، إذ تعد من ضمن أهم الأسواق الإقليمية، ليس فقط بسبب حجمها الجغرافي أو قاعدتها السكانية العريضة، إنما أيضاً لأنها تمثل سوقاً للابتكار. يتطلع السعوديون إلى الابتكار الدائم، ويسعون جاهدين لاستقطاب أحدث الخبرات والكفاءات، وجذب التكنولوجيا الطبية الأكثر تقدماً وتطوراً، ما يفضي في نهاية المطاف إلى أن يحتل السوق السعودي موقعآً بالغ الأهمية بالنسبة إلى شركة “فيليبس” العالمية، وليس فقط “فيليبس” الشرق الأوسط.
ما هي المشاريع التي أطلقت بالتعاون معكم حتى الآن في القطاع الصحي السعودي؟
أطلقنا بالتعاون مع السلطات المختصة وشركات القطاع الخاص في المملكة العديد من المشاريع، من أبرزها مشروع "تاجي"، أول شبكة افتراضية وطنية لأمراض القلب في السعودية. ففي ظل وجود سيل من البيانات التي ينتجها مقدمو الرعاية الصحية في أماكن متعددة على مدار رحلة الرعاية الصحية، تعد أمراض القلب أحد أكثر المجالات الطبية تعقيداً بالنسبة إلى المستشفيات. من هنا، تبرز أهمية شبكة "تاجي" الافتراضية التي تقدم نظرة شاملة ومتكاملة على مرضى القلب المسجلين لدى وزارة الصحة السعودية في مختلف أنحاء المملكة، وتدمج الأنظمة التي كانت من قبل مختلفة بهدف تقليل إدخال البيانات وتبسيط إمكانية الوصول لاختبار النتائج التي تقدمها الأقسام الأخرى، وتسهيل الحصول على بيانات المرضى وتحليلها ومشاركتها.
علاج عن بُعد
وكيف يفيد القطاع الصحي السعودي من هذا المشروع؟
من أبرز وجوه الإفادة تقديم رعاية صحية أفضل بكلفة أقل. تعزز "الشبكة الافتراضية الوطنية لأمراض القلب" إمكانية إصدار تحليلات وبيانات طبية فورية، تساعد في تقييم حالة المرضى وتمييز الحالات الحرجة عن غيرها، وبالتالي تقديم الرعاية الطبية المتقدمة لهذه الحالات. يسهم تصنيف الحالات، والتركيز على الحرجة بينها في تقليل كلفة العلاج بشكل عام.
كيف يتحقق ذلك؟
مع تطبيق نظام "الشبكة الافتراضية الوطنية لأمراض القلب"، لم تعد جميع الحالات سواسية أمام الطاقم الطبي، إنما بات بالإمكان تركيز الاهتمام على الحالات التي تحتاجه بشكل أكبر. وتضع الشبكة خبرة الأطباء وبيانات المرضى وتحليلاتهم بشكل فوري أمام طاقم الرعاية الصحية، ما يعزز إمكانية اتخاذ إجراءات سريعة في ما يتعلق بالحالات الحرجة، تختصر على الطاقم الطبي الوقت، وتوفر في تكاليف العلاج.
وماذا بالنسبة إلى المشاريع التي نفذت لحساب شركات القطاع الخاص السعودي؟
نفذنا بالتعاون مع مجموعة مستشفى المواساة أول منصة لوحدة "العناية المركزة الإلكترونية" في المملكة. سيعمل هذا الحل على توفير رعاية حرجة متقدمة للمرضى، بغض النظر عن موقع المستشفى. وحدة العناية المركزة الإلكترونية تعمل عن بُعد، وتجمع بين التكنولوجيا السمعية والبصرية، وتستخدم البيانات وتقنية إعداد التقارير المتقدمة لتوفير الرعاية الصحية الحرجة في المنزل باستخدام التكنولوجيا في أي مكان. وقد بدأ تطبيق هذه التكنولوجيا في مستشفى المواساة، بالتعاون مع مقدمي خدمات الاتصالات في السعودية.
مشروع مكة
ألقيتم في معرض الصحة العربي 2020 في دبي الضوء على مشروع “مكة مدينة آمنة من مخاطر النوبات القلبية”. ما أهمية هذا المشروع؟
ينفذ المشروع بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، ونسعى من خلاله إلى تقديم حل متكامل يجمع بين البرامج التعليمية لزيادة الوعي بالإنعاش القلبي الرئوي، واستخدام تقنيات طبية حديثة لتعزيز فرص النجاة من النوبات القلبية، وذلك ابتداء من لحظة وقوع حادث وحتى وصول المريض إلى المستشفى. ويرتكز هذا المشروع بشكل أساسي على منع حصول النوبات القلبية. إذ يبلغنا الذكاء الاصطناعي بأن المريض مرشح للإصابة بسوء، فتجرى له الفحوصات اللازمة، ويحصل على الإسعافات الأولية السريعة. ويقع الذكاء الاصطناعي في قلب هذه الشبكة.
كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في المشروع؟
نستخدم الذكاء الاصطناعي للتأكد من أن المريض، وأثناء تعرضه لنوبة قلبية، سنكون الأسرع في الوصول إليه لتقديم الرعاية الصحية اللازمة له في الوقت المناسب. إن السرعة في إسعاف المصاب هي من أهم العوامل التي تزيد من فرص تعافيه. وبهذا المعنى، فإن "مشروع مكة" هو نظام متكامل، يؤكد أنه فور حصول نوبة قلبية، يتحرك النظام بأكمله بسرعة وبفعالية للوصول إلى المريض وإسعافه. إن التقليل من المعوقات التي تحول دون تلقي المصاب الإسعافات الأولية، وبالتالي سرعة الوصول إلى المريض، تضمن تعافيه بصورة أكبر. وهنا دور الذكاء الاصطناعي في إزالة العوائق.
كيف تقيم نجاح هذه التجربة حتى الآن؟
ما زلنا حتى اليوم في طور التعلم، والتقييم إيجابي للغاية. ونأمل أن ننجح في توسيع هذا المشروع ليشمل مناطق أخرى.
تحديات رقمية
ما هي التحديات التي تواجه التحول الرقمي في القطاع الصحي الخليجي إجمالاً؟
التحول الرقمي في حقل الرعاية الصحية ضرورة. كل الأمور تتجه إلى الرقمنة في مختلف القطاعات، لكن الانتقال إلى الرقمنة في القطاع الصحي يجب أن يرتكز على دعم القطاعين العام والخاص. ليست العملية سهلة في البدايات، لكن متى أنجزت، تعطي نتائج هامة تنعكس إيجاباً على رعاية المرضى، وكذلك على القطاع الصحي الوطني، الذي سيصبح حتماً أكثر تنافسية.
كيف يمكن التعريف بتقنية “مركز القيادة” الطبية التي أعلنتم عنها مؤخراً، وما أهميتها؟
نعيش في وقتنا الراهن تحولات كثيرة وفي شتى القطاعات، تنعكس حكماً على القطاع الطبي. أول هذه التحولات دخول التكنولوجيا كعنصر أساس في الطبابة. لقد جعلت التحولات التكنولوجية الخدمات الطبية عملية أكثر تعقيداً، حيث يشكل التوصل إلى طرق لرعاية المرضى، بدءاً من انتهاج نمط حياة صحي وصولاً إلى التشخيص والعلاج والرعاية الطبية المنزلية، أحد أبرز التحديات التي تواجه المستشفيات والأنظمة الصحية. لذا فقد أصبحت المستشفيات والأنظمة الصحية بحاجة إلى دراسة طرق جديدة وأكثر فعالية لزيادة إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية وتحسين التعاون في تقديم الرعاية. من هنا تنبع أهمية "مركز القيادة”، بصفته أسلوباً مبتكراً لإحداث طفرة في مجال الرعاية الصحية من خلال إصدار تحليلات فورية يمكن اتخاذ إجراءات بناءً عليها وتوصيات استباقية لإدارة الأداء التشغيلي وإرشاد تطور حالة المرضى بناءً على حالتهم السريرية.
وكيف يعمل المركز؟
يتيح المركز متابعة ما يصل إلى مئة وستين موقعاً في وقت واحد، والتعرف على حالات المرضى. ويمكن للمراقب المتواجد في مركز القيادة مساعدة المسعفين المنتشرين في الميدان من خلال تزويدهم بالبيانات والتحليلات. إنها الطريقة الأكثر فاعلية حتى الآن لتطبيق الذكاء الاصطناعي. إن الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي تتمتع بإمكانات هائلة لتحسين نتائج المرضى وفعالية تقديم الرعاية الصحية، غير أن هذا النوع من الحلول يجب أن يكون قائماً على فهم شامل للاحتياجات السريرية. يتم تطوير هذه الحلول بالتعاون الوثيق مع مقدمي الخدمات الصحية الذين سيستخدمونها.
شركات
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال