أهمية "التعبئة الذكية" في صناعة الرعاية الصحية

تنمو صناعة الرعاية الصحية بسرعة في الشرق الأوسط بشكل عام، ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، حيث تعمل الحكومات على اتخاذ الخطوات اللازمة للوفاء بالمعايير الدولية. ومن المتوقع أن تصل سوق الرعاية الصحية في دول "التعاون" إلى 71.3 مليار دولار في العام المقبل، وإلى 100 مليار دولار بحلول 2023.

 فعلى سبيل المثال تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار رؤيتها 2021، إلى تحقيق نظام للرعاية الصحية بمستوى عالمي، وكذلك تسير الحكومات الإقليمية على درب تحقيق أهدافها الوطنية في هذا السياق بنجاح، لكن ذلك لم يمنع وجود تحديات كبرى تواجهها هذه الدول في مسعاها أهمها على صعيد منتجات الأدوية المزيفة.

 تحدي المنتجات المزيفة

 لا شكّ أن وجود المنتجات الطبية المزيفة يعدّ من الأمور الضارة بصناعة الرعاية الصحية، والتي تحتاج إلى معالجات خاصة بهدف القضاء عليها نظراً لأنها تشكّل تهديداً حقيقياً لصحة المرضى وجودة الخدمة التي تقدّمها المستشفيات. كذلك فإن الأدوية والأدوات المزيفة يمكن أن تعرض سمعة العلامة التجارية والمستشفى الذي يتميز بهذه العلامة التجارية للخطر. فعندما تعتمد المستشفيات على سلسلة التوريد الضعيفة، فإنها تخاطر بأن يكون لها قدر ضئيل من الرؤية في عملية الإنتاج والتخزين.

 ولأن مديري المخزون لا يملكون رؤية دقيقة للظروف التي يتم فيها تطوير المنتجات وتعبئتها، فإنهم لن يكونوا قادرين على معالجة أي مشكلات قد تحدث على الفور من دون تعطيل سلسلة التوريد.

 ولمواجهة هذه التحديات، تصدر الحكومات تشريعات صارمة جديدة، وتفرض قواعد صارمة للاستيراد والتصدير وتشن حملات على مراكز توزيع الأدوية غير القانونية. ما الذي يمكن القيام به لضمان المبيعات الآمنة والشرعية للمنتجات الصيدلانية؟ تلعب العبوات الذكية دوراً أساسياً في محاربة إنتاج وتوزيع الدواء المزيف. وتسمح هذه التقنية بتوفير المزيد من الخدمات اللوجستية الآلية، وتضمن جودة المنتج وتعزز تجربة المستهلك. تحدث العبوة الذكية ثورة في تتبع الأجهزة الطبية والأدوية. فيمكن للمصنعين مراقبة المواد وتتبعها بسهولة لمنع دخول الأدوية المقلدة أو المسروقة أو الملوثة إلى السوق. ويستفيد المرضى والأطباء والمصنعون جميعاً من هذه التقنية لأنها تتيح الاتصال السهل بين المنتجات والبرامج.

 التحكّم بجودة الأدوية

 تعمل ميزة التتبع التلقائي للمخزون باستخدام الملصقات الذكية والخزائن الذكية على تبسيط إدارة سلسلة التوريد بالمستشفيات، وتتماشى مع العديد من الأهداف الإدارية للمستشفى، ما يوفر المال. وهناك طريقة واحدة للقيام بذلك هي من خلال الذاكرة المطبوعة للتعبئة الذكية، والتي تضيف ذكاء للعبوات عن طريق طباعة شرائح رقيقة على ركيزة مرنة. وتوفر هذه العملية المرونة وحرية التصميم. ويمكن وضع الملصقات على العبوات في أي مرحلة من مراحل العملية. على الرغم من أنها قد تكون صغيرة، إلا أنها مليئة بالإمكانيات والمعلومات المفيدة. ويمكن للذاكرة المستدامة تخزين ما يصل إلى 36 بت من الذاكرة القابلة لإعادة الكتابة. بالإضافة إلى ذلك، يتم الاحتفاظ بالبيانات لمدة 10 سنوات إلى أن يتم كتابتها مرة أخرى. ويمكن تخزين كل شيء بدءاً من الرموز والأرقام التسلسلية وحتى تواريخ انتهاء الصلاحية وهناك إمكانية لتخزين الرموز الجغرافية.

 يستخدم جهاز اتصال رخيص الثمن لإجراء عملية الكتابة وقراءة الملصقات. وتم تصميم جهاز قارئ مخصص بناءً على متطلبات المستخدم. ويمكن أن يكون قارئاً خارجياً لقراءة الذاكرة على العبوات، أو دمجها في وحدة لاستخدامها كـ "مستهلكات ذكية". واحدة من المزايا المهمة لهذا الحل هي أنك لست بحاجة إلى الاتصال بالإنترنت لقراءة الذاكرة. ومن مزايا استخدام هذا النوع من الأجهزة إمكانية استخدامه عندما لا يوجد شبكة Wi-Fi متاحة، أو عندما لا تريد الاتصال بالشبكة. ويمكن أن تقوم العبوة الذكية بمراقبة التغييرات في المنتج و / أو بيئتها وتتعامل مع هذه المتغيرات. ويستخدم هذا النوع من التكنولوجيا حساسات (ملصقات ذكية) لمراقبة جودة المنتج وظروف التخزين. وهناك إمكانية لربط الجهاز القارئ مع هاتف ذكي موجود، مما يوفر تحديثات مباشرة حول حالة المنتج.

في الختام، يمكننا القول إن العبوات الذكية تعمل على تحويل صناعة المستحضرات والمنتجات الصيدلانية من خلال توفير نظام أفضل لمراقبة ظروف العبوة في كل خطوة على الطريق من خلال تقديم معلومات للعبوة في الوقت الفعلي أو الحقيقي. في حين تحتوي هذه التقنية على حساسات يمكنها اكتشاف أي شيء من درجة الحرارة إلى الرطوبة، وتتحقق مما إذا كان تم العبث بالعبوة وتتبع المنتج من أي مكان حول العالم. يضمن التغليف الذكي جودة وسلامة المنتجات والمستحضرات الصيدلانية. ويضمن هذا أيضاً عملية شحن عالمية شفافة ومراقبة. كما يمكن للتغليف الذكي تخزين المعلومات، واستشعارها، وحسابها والإبلاغ عن بعد. كما لو أن لها عقل خاص بها.

•  المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط لدى زيروكس