IWC SCHAFFHAUSEN: "الخلود" في متناول اليد

  • 2024-09-11
  • 12:33

IWC SCHAFFHAUSEN: "الخلود" في متناول اليد

  • سويسرا- برت دكاش

لم يتوقف إبداع دار IWC Schaffhausen عند معرض جنيف للساعات الأخير Watches & Wonders Geneva 2024، إذ لم تكتفِ العلامة بما أطلقته خلاله، بل تلا ذلك طرح أكثر من إصدار عكست جميعها براعتها وقدرتها على الابتكار وإعادة ابتكار نماذج أيقونية ساهمت في شهرة الصانع السويسري، مع حفاظها على هويّتها وإرثها الغني، جمالياً وتقنياً، في صناعة الساعات.

لكن معرض جنيف شكّل محطة مهمة في مسيرة IWC وجب التوقّف عندها، فقد جاءت مشاركة العلامة فيه تحت عنوان "الخلود" Eternity، كما تقول رئيسة قسم التسويق في IWC فرانسيسكا غزيل في حديث خاص إلى "أولاً - الاقتصاد والأعمال"، والذي "جسّدته ساعة IWC Portugieser Eternal Calendar التي تجاوزت كل حدود باحتوائها على تعقيد مرحلة القمر ذات دقة فائقة بلغت 45 مليون عام لتصحيحها".

وتنطلق غزيل من أهمية مجموعة Portugieser بالنسبة إلى IWC وارتباطها بتعقيد التقويم الدائم، لتروي قائلة: "لقد أبصرت أولى إصدارات هذه المجموعة (المرجع 325) النور في العام 1939، وتعود تسميتها إلى طلب بحّارَين من البرتغال لساعة إبحار دقيقة تُنقل من على ظهر المركب Deck إلى المعصم. وإذا نظرنا إلى المرجع 325، لا نجد تغييراً كبيراً من حيث مظهر الساعة. وعلى الرغم من التطوّر الذي لحق بها، فلا يزال جلياً احتفاظ الساعة بهويتها الأصلية".

 

إبداع تقني

 

وتضيف: "بنَت IWC على خبرتها الطويلة في مجال التقويم الدائم منذ ما يقرب من أربعة عقود مضت. لكنها، ومرّة جديدة، تخطّت كل الحدود بإطلاقها أول تقويم دائم قرني Secular؛ فبالإضافة إلى تعرّف التقويم على اختلاف طول الأشهر وإضافة يوم كبيس كل أربع سنوات، تأخذ ساعة Portugieser Eternal Calendar بالاعتبار تعقيد السنة الكبيسة في التقويم الغريغوري، إذ أضاف صانعو الساعات العباقرة لدى الدار عجلة لهذا الغرض. ومن خلال ترس مصمّم حديثاً يمتدّ إلى 400 عام، يتخطّى التقويم تلقائياً ثلاث سنوات كبيسة على مدى أربعة قرون- حدث سيحدث للمرة الأولى في العام 2100"، وتكمل بحماسة: "كان لدينا التقويم الدائم، واليوم نضيف التقويم القرني".

مزايا أخرى أساسية تُضاف إلى ساعة Potugieser Eternal Calendar، وهي عرض مراحل القمر الدقيق للغاية، وذلك بفضل تطوير ترس مصغّر الذي بواسطته ينحرف عرض مرحلة القمر المزدوجة Double MoonTM عن مدار القمر بمقدار يوم فقط بعد 45 مليون عام، وهي تأتي بعلبة مصنوعة من البلاتين بتشطيبات معقّدة مع سوار سوداء من جلد التمساح "سانتوني". ويتيح الاستخدام المكثف للعناصر المصنوعة من الزجاج كالميناء الزجاجي والعلبة ذات الزجاج المزدوج من الكريستال الصفيري رؤية الآلية العبقرية التي تحتضنها العلبة، كما يخلق فائض الشفافية في هذه الساعة إحساساً فريداً بالخفة، والرقّة والأناقة البسيطة، كما تصف العلامة إبداعها.

 

 
ساعة Portugieser Eternal Calendar

 

وتشير غزيل إلى أنه "إذا قارنّا بين التقويم الدائم من IWC وهذه الساعة، يمكن وصفها بالأسطورة، والأيقونة، إذ لدينا دقة مرحلة قمر 577.5 سنة في الأول والآن لدينا تقويم أزلي مدته 45 مليون عاماً من الدقة"، موضحة أنه "استلزم تطوير الساعة ما لا يقلّ عن أربعة أعوام من العمل الدؤوب والمكثّف".

إلى ذلك تشدّد غزيل على طرح العلامة باقة من الساعات "بألوان جديدة وأسميناها تبعاً للون مثل Silver Moon باللون الفضي، وMid-Day باللون الأزرق الأفقي وDune Color لون جميل مستوحى من الرمل وBeach black night المستوحى من لون البحر ليلاً، وهو لون قريب من اللون الأسود لكنه ليس أسود تماماً. وجميع ساعات التقويم الدائم تأتي بمواد ثمينة مثل الذهب الأحمر عيار 5N أو الأبيض أو البلاتين".

ولم يقتصر طرح العلامة عند هذا الحدّ، فقد شكّل معرض Watches and Wonders Shanghai مناسبة لتقدّم العلامة إصدارات جديدة مصل ساعة Portofino Automatic Moon Phase 37 Year of the Snake لمناسبة عام الأفعى وأول كرونوغراف ضمن مجموعة Portofino هو ساعة Portofino Chronograph 39. وتلفت غزيل الانتباه إلى "أننا نركز على الاعتناء بحمض العلامة النووي وتطوير المجموعات وتقديم ألوان جديدة تبعاً لذلك".

 

أشياء جميلة عابرة للزمن

 

رداً على سؤال عن وجود تبدّل في شرائح عملاء العلامة العمرية خلال الفترة الأخيرة، تجيب غزيل: "المثير للاهتمام، وما لم نكن نراه سابقاً، هو التحدي بين الأدوات الذكية أو الساعات الذكية والساعات الميكانيكية الأبدية. لم اخشَ يوماً تأثير هذه الأدوات على صناعة الساعات التقليدية لأن هناك جنوح طبيعي لدى الإنسان لتقدير الحِرفية ورؤية الجمال، وهذه أشياء جميلة عابرة للزمن، مصمًّمة لتجاوز اختبار الوقت، هي باختصار في مكان آخر. أما الساعة الذكية، فهي أداة مثل الهاتف نستبدلها بعد عامين".

وتتابع موضحة: "عندما يتخرّج ابني، لا أهديه أبداً ساعة ذكية قد يرميها يوماً ما"، مشدّدة على "عدم التأثر قطّ بهذه الأدوات الذكية، بل على العكس من ذلك، ما نراه هو أن الأجيال الشابة مهتمة بالتساوي ومسحورة بالميكانيكية، وما يتغير في أسواق عدة، هو وجود أشخاص شباب يحبون الساعات. وبالطبع يمكننا جذب المزيد منهم، لكنهم في الواقع لا يزالون يحتاجون إلى الوقت ليملكوا المال الكافي لإنفاقه على ساعة ثمينة".

وماذا عن تطوير موديلات بمظهر أكثر حداثة على غرار إصدار Ingenieur العام الماضي لمناسبة مرور 60 عاماً على إطلاق المجموعة؟ توضح غزيل: "نأتي من خلفية تصميمنا أدوات للمختصين سواء في مجال الإبحار أو الطيران. هذا هو إرثنا. لدينا خمس أو ست عائلات ساعات، وجميعها لديها جذور قوية. لذلك كل ما نقوم به نابع من احترام جذور كل مجموعة من هذا المجموعات. والمظهر المعاصر تحمله كل ساعة من ساعاتنا الآن، لكننا لا نبالغ في تزيينها، بل إننا واقعيون وندرك ما نملكه في الأصل. بالطبع هنالك بعض التعبيرات الجديدة مثل استخدام السيراميك في ساعة Top Gun إنما تبقى ساعة عابرة للزمن. فنحن كصانع ساعات نقدم ساعة يمكن الاستمتاع بها لوقت طويل ونقلها إلى الأجيال المقبلة لتستمتع بها أيضاً".

 

ساعات للجنسين

 

وعن حصّة السيدات من ابتكارات IWC، تنطلق غزيل من واقع وجود "قوة عمل Task Force مؤلّفة من السيدات لدى IWC كذلك الكثير من النساء المساهمات في أكثر من مجال ضمن دورة العمل. وتذكّر قائلة: "على امتداد تاريخ العلامة طوال 165 عاماً، أنتجت IWC ساعات نسائية. وعلى الرغم من شعار "مصمَّمة للرجال" Engineered for men، الكثير من النساء، وتحديداً القويات منهن، جذبهن هذا الشعار، في حين رفضته أخريات. لكن في الواقع، لم يعد هناك اليوم تمييز بين نساء ورجال، يجب أن نكون غير جندريين، ونحن أصبحنا كلك". وتتابع شارحة: "بالنظر إلى الساعات، والمعصم، فطبيعياً لدى النساء معاصم صغيرة، كما هناك رجال لديهم معاصم صغيرة أيضاً، والردّ التلقائي هو تصغير حجم ساعات أيقونية لتناسب معاصم أصغر حجماً، ويمكن حينها تصنيفها كساعات للسيدات، إنما بالنسبة إلي هي ساعة مناسبة للجنسين. وأفتخر أنه على موقعنا الإلكتروني لا يوجد تصنيف للساعات على أساس جندري إنما هناك إشارة إلى حجم الميناء، وإمكانية تجربته على المعصم لرؤية كيف تبدو الساعة على المعصم من ناحية الحجم. واليوم أعتقد أنه لدينا ساعات مخصصة للسيدات مثل ساعة Portofino بقطر 37 ملم، إنما هي متوفّرة كذلك بقطر 43 ملم، وهي تلقى رواجاً كبيراً في الأسواق الآسيوية على وجه التحديد". وتلفت الانتباه في هذا السياق إلى أن 78 في المئة من التصاميم التي قدمتها الدور العارضة خلال معرض جنيف للساعات هذا العام كانت ساعات مخصصة للجنسين Unisex".

 

 
ساعة Portofino Automatic Moon Phase 37 Year of the Snake

 

 

وتذكر غزيل العلاقة بين IWC وسفيرتها جيزيل بوندشن لتشير إلى "وجود الكثير من النساء اللواتي يقصدن متاجر العلامة طلباً لرؤية الساعة التي ترتديها بوندشن، وهي في الواقع ساعةPortugieser Chronograph 41MM، مما يعكس واقع اختيار المرأة لساعتها ورغبتها في التعبير عن شخصيتها من خلال ساعة كبيرة الحجم وذات حضور قوي". وفي هذا السياق تشير غزيل إلى أن النساء الشرق أوسطيات تحببن العلامة، وتجذبهن، ونقدّم باقة من الإصدارات لهن، وعدد كبير منهن ممن قصدن متجرنا في دبي أبدين اهتماماً بالساعات الكبيرة الحجم مثل ساعة Portugieser وليس ساعة Portofino المرصّعة بالألماس".

وكشفت غزيل إنه وعقب حدث نظّمته العلامة في سويسرا لإطلاق خاصية التصميم الفردي لساعة Portugieser Chronograph باختيار مادة العلبة واللون ولون الميناء من ضمن 16 لوناً لدينا،  أذهلني أن ما بعناه حينها، إذ شكّلت النساء ما نسبته 60 في المئة من مجموع المشترين".

 

الطاقة الكهرومائية

 

وإذ أشارت غزيل إلى ما تعتزم العلامة طرحه خلال معرض جنيف Watches and Wonders Geneva 2025 من ساعات للمعاصم الأصغر حجماً، ختمت اللقاء بالكلام عن "رحلة IWC في مجال الاستدامة التي بدأت منذ وقت طويل، إذ منذ البداية استخدمت الطاقة الكهرومائية Hydropower"، مشيرة إلى أنه مع إصدار مجموعة Richemont التي تنضوي تحت شارتها IWC Schaffhausen لتقريرها عن الاستدامة، لم تعد العلامة تصدر تقريرها الخاص، إنما ضمن تقرير المجموعة". واكتفت بالإشارة إلى إستراتيجية العلامة الطويلة الأمد 2030 التي وضعتها والمكوّنة من ثماني حالات عمل مختلفة واحدة منها هي "الحركة" مع إشراك مجتمع IWC الداخلي في هذه الرحلة، إذ الكل يفهم ما نقوم به، ويفهم إطار عمل المجموعة والتزامه لناحية الأهداف القائمة على العلم".