المدير الإقليمي لـ"HPE" في السعودية والخليج: تطور الشركات التكنولوجية سينعكس على دول المنطقة

ثورة في مجال انتشار الشركات التكنولوجية شهدتها خلال السنوات الماضية منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديداً في ظل تقدم التقنيات التكنولوجية الحديثة وتطوّرها والخدمات التكنولوجية المتنوّعة التي توفّرها إلى مختلف المرافق في القطاعين العام والخاص، ولعلّ أبرزها كانت الخدمات السحابيّة التي باتت ركيزة أساسية في عمل معظم الشركات لما توفّره من تكاليف تشغيلية باهظة ووقت وتخزين للمعلومات، بالإضافة إلى ما توفّره الشركات التكنولوجية من فرص عمل للشباب العربي عموماً والخليجي خصوصاً في هذا المجال.

تطور الشركات التكنولوجية في المنطقة

وفي هذا السياق، يقول المدير الإقليمي لشركة "Hewlett Packard Enterprise" (HPE) في المملكة العربية السعودية والخليج عيسى الخميس في مقابلة مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال" إن هناك نمواً وتطوراً للشركات في المجال التكنولوجي والذي تقوده المملكة في الخليج والشرق الأوسط من خلال "رؤية المملكة 2030" الذي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي هي الركيزة الأساسية لهذا التطور كونها مبنية على التكنولوجيا، خصوصاً وأن كل ما يقوم به الإنسان في الحياة مرتكز على التكنولوجيا انطلاقاً من المدن الذكية مثل "القدية" و"أمالا" وحتى "إكسبو 2020" في دبي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تلعب دوراً مهماً في هذا المجال بالإضافة للتطور الكبير الحاصل في سلطنة عمان في مجال التحول الرقمي بقيادة السلطان هيثم بن طارق، معتبراً أن هذا الأمر سينعكس على كل المنطقة خصوصاً على الدول التي لا تزال التكنولوجيا متأخرة فيها بالإضافة إلى توفيره لفرص وظيفية للمنطقة بشكل عام وللخليج بشكل خاص.

التحديات

وحول أبرز الصعوبات التي تواجهها الشركات التكنولوجية في المنطقة، يعتبر الخميس أن هناك تحديات يمكن لهذه الشركات أن تنشئها بنفسها أو تبعدها عنها، مشيراً إلى أن البعد عن هذه التحديات هو فهم المتطلبات الموجودة في المنطقة، لافتاً النظر إلى أن شركة "HPE" تقوم بفهم المتطلبات الموجودة في السعودية والخليج من العميل وهذا الأمر أساسي ومهم جداً من خلال فهم الاحتياجات المطلوبة في السوق، مضيفاً أن عدم فهم هذه الاحتياجات سيجعل من الشركة في دوّامة كبيرة. ويذكر أن كل الشركات العالمية تملك استراتيجيات واضحة ولكي تطبّق هذه الاستراتيجيات على العمل في الواقع يجب فهم هذه الاستراتيجية الخاصة بالعميل وبالبلد الذي تعمل فيه.

تأثير الجائحة

وحول تأثير جائحة "كوفيد-19" على عمل الشركات التكنولوجية في المنطقة، يرى أن هذه الشركات كانت الداعم الأساسي لهذه الجائحة ولنجاة البشرية منها وذلك بعد الجهود الطبية التي حصلت لمكافحتها، مشيراً إلى أن الـIT خدم بشكل كبير هذه الجائحة، لافتاً النظر إلى أن الشركة لم تتأثر بشكل كبير وكانت داعمةً رئيسية في مساعدة البشرية، ضارباً مثالاً على ذلك وهو أن وزارة الصحة السعودية اعتمدت بشكل واسع على التكنولوجيا في المملكة من خلال تطبيق "توكلنا" الإلكتروني لتتبّع ومعرفة المصابين والمخالطين بالإضافة إلى السرعة الكبيرة في مجال التطعيم ضد كورونا لناحية التنظيم والتنفيذ وكلها معتمدة على التكنولوجيا. ويذكر أن الشركات التكنولوجية استثمرت بشكل كبير في هذا المجال وساعدت البلدان التي تنتمي إليها في الكثير من الأمور بهدف العمل على التخفيف من آثار هذه الجائحة.

مستقبل الخدمات السحابية

ويعتبر أن مستقبل الخدمات السحابية في المنطقة كبير جداً وواعد خصوصاً وأن الشركات العالمية الكبيرة متوجهة  الى الأسواق الخليجية بشكل خاص والشرق أوسطية بشكل عام، مشيراً إلى أن شركات "أمازون" و"مايكروسوفت" و"غوغل" و"آبل" متواجدة بشكل كبير في المنطقة بالإضافة إلى دور شركة "HPE" التي تعتبر من الشركات التي تزوّد هذه الخدمة بشكل واسع وتساعد القطاعات الحكومية والخاصة في هذا المجال. ويرى أن الإقبال على هذه الخدمات كبير جداً وسيستمر بشكل واسع وملحوظ. ويلفت النظر إلى أن تأثير هذه الخدمات على الشركات العامة والخاصة في المنطقة إيجابي حيث إنها توفر بشكل كبير من الناحية التشغيلية والكلفة والعمليات والأمن وتقديم الخدمات.

"HPE" في السعودية والخليج

ويقول إن تواجد شركة "HPE" في السعودية يعود إلى نحو 30 سنة وكان لها تأثير كبير في نقل التكنولوجيا والمعرفة الى المملكة، مشيراً إلى أنها دخلت في مشاريع كبيرة لها علاقة بالتحول الرقمي، لافتاً النظر إلى أن الرؤية الرقمية الواضحة والتحول الرقمي الواضح الذي تمتلكه المملكة ساعدا الشركة بشكل كبير على إنجاز أعمالها وتطبيق استراتيجيتها، معتبراً أن التحول الرقمي الكبير الموجود في السعودية ساهمت فيه الشركة بشكل ملحوظ في القطاعات الحكومية وفي القطاعات الخاصة وفي الشركات العالمية الكبيرة مثل "أرامكو" و"سابك" و"STC".

خدمات الشركة

وفي ما يتعلّق بالخدمات التي تقدمها "HPE" لعملائها في المملكة وفي دول الخليج، يشير إلى أن هذه الخدمات كبيرة وكثيرة، موضحاً أن هناك خدمات ما بعد البيع وإنشاء مراكز للبيانات والتسهيلات المتعلقة بها، وعملها في تطبيقات "توكلنا" و"أبشر" و"مدى Pay" و"Saudi Payments"، بالإضافة إلى خدمات تنمية القدرات البشرية من خلال التوظيف واعتمادها على الشباب بشكل واسع في أعمالها، معتبراً أن الاستثمار البشري هو من أحد أصول الشركة التي تتكل عليه في أعمالها.

الخطط المستقبلية

ويكشف أن الشركة تفكر بالكثير من الاستراتيجيات للعمل خصوصاً وأن لديها استراتيجية "Green Lake" وهي عبارة عن خدمة توفر الكثير من العمليات والكلفة المالية للعميل وخدمة السحابة "Cloud of the Service" والتي توفر الكثير من الجهد البشري والعمليات والتكلفة المالية بالإضافة إلى الخدمات التي توفرها الشركة للقطاع المالي والقطاع التعليمي والقطاع الأمني.