لبنان: مصارف البورصة تحجز مليار دولار كمؤونات ائتمانية

تراجعت أرباح المصارف اللبنانيّة الستة المدرجة أسهمها في بورصة بيروت، بشكل حاد حتى نهاية الفصل الثالث من العام الحالي، حيث بلغت الحصيلة المجمعة نحو 78.3 مليون دولار مقابل نحو 545 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، علماً ان فجوة اضافية ومؤثرة تكمن في المقارنة بسبب اعتماد السعر الرسمي للدولار المحدد بـ 1507.5 ليرات.

قد يهمك:

ساعات لبنانية حاسمة بين انقاذ ممكن وبلاء داهم

نتائج إيجابية

ويمكن تصنيف هذه النتائج، على قساوتها، بالإيجابية لجهة استئناف اشهار البيانات المالية في مواعيدها المحددة، ولجهة نجاح الجهاز المصرفي في استيعاب الصدمات المتتالية التي تلقاها عقب التحولات اللبنانية الهائلة الحجم والتداعيات، حيث كان القطاع المالي ومؤسساته وأدواته، ولا يزال في عين العاصفة، وسط ضياع سياسي وحكومي ينذر بالأسوأ.

وحفلت الأشهر التسعة ذات الصلة بالميزانيات المعلنة بأحداث وتطورات جسيمة دفعت قدماً بالانهيارات النقدية والمالية، وزادت بالتالي من حدة المخاطر التي يعانيها الجهاز المصرفي بمعزل عن تقلص قدرات السلطة النقدية على اعادة هيكلة البيئة التشغيلية للعمليات المصرفية داخل البلد وعبر الحدود. وفي سجل المحطات الكارثية (للذكر لا للحصر): تعليق دفع سندات الدين الحكومية (اليوروبوندز) في النصف الأول من شهر آذار/مارس وانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، وبين الحدثين فشل ذريع لخطة تعاف حكومية، وتعثر التفاوض مع ادارة صندوق النقد الدولي، خلل حكومي متواصل، إضافة إلى تفشي وباء كورونا.

يمكن متابعة:

الموعد الجديد لولادة الحكومة اللبنانية بعد حسم الرئاسة الأميركية

حجز مخصصات على خسائر ائتمانية

في المعطيات البارزة، حجزت المصارف اللبنانية الستة (بنك عودة، بنك لبنان والمهجر، بنك بيبلوس، بنك بيروت، بنك بيمو، والبنك اللبناني للتجارة) مخصصات على خسائر ائتمانيّة متوقّعة بقيمة 981.82 مليون دولار، ما أدّى إلى انكماش صافي الإيرادات التشغيليّة بنسبة 26.95 في المئة إلى نحو 1405 ملايين دولار، علماً أن المؤونات تتناسب مع النسب التي حددها البنك المركزي على التوظيفات المصرفية لديه وعلى سندات اليوروبوندز.

وعلى خلفية هذه المخصصات، سجلت أربعة مصارف من الستّة المدرجة أرباحاً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020، فحقق بنك لبنان والمهجر أرباحاً بقيمة 57.16 مليون دولار، تبعه البنك اللبناني للتجارة بنحو 16.72 مليون دولار، وبنك بيروت بنحو 12.85 مليون دولار، وبنك بيمو بنحو 540 ألف دولار، فيما لم يسجّل بنك عودة أي أرباح نتيجة تكوينه لمؤونات بقيمة الأرباح المسجلة بحسب بيان صادر عن المصرف، في حين سجّل بنك بيبلوس خسائر بقيمة 8.99 ملايين دولار تبعاً للمؤونات الكبيرة التي كوّنها المصرف على خسائر ائتمانيّة متوقّعة.

تفاصيل حسابات الربحية

في تفاصيل حسابات الربحية، زاد صافي الإيرادات من الفوائد لدى المصارف اللبنانية الستة بنسبة 32.32 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 إلى 2445.81 مليون دولار، مستفيدة من تعاميم مصرف لبنان بتخفيض مستويات الفائدة المدفوعة على ودائع الزبائن، بينما انكمش صافي الإيرادات من العمولات بنسبة 124.22 في المئة إلى مستوى سلبي عند 101.65 مليون دولار، ورافقه تراجع في صافي أرباح محفظة الأدوات الماليّة والإيرادات التشغيليّة الأُخرى بنسبة 76.11 في المئة إلى 44.66 مليون دولار. وتراجعت الأعباء التشغيليّة المجمّعة للمصارف المدرجة على البورصة بنسبة 10.29 في المئة حتّى شهر أيلول/سبتمبر 2020 إلى 1063 مليون دولار.

أمّا على صعيد الميزانيّة، فقد تراجع مجموع الأصول المجمّعة للمصارف الستة بنسبة 9.84 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 إلى 105.67 مليارات دولار، مقابِل 117.20 مليار دولار في نهاية العام 2019، وذلك نتيجة انخفاض محفظة التسليفات الصافية المجمّعة بنسبة 23.53 في المئة إلى 21.04 مليار دولار، ترافقاً مع تراجع رصيد الصندوق والتوظيفات لدى البنك المركزيّ بنسبة 3.06 في المئة إلى 52.38 مليار دولار، في حين تراجعت محفظة الودائع المجَمَّعة بنسبة 9.8 في المئة حتّى شهر أيلول/سبتمبر 2020 إلى 81.31 مليار دولار.

يجدر التنويه بظهور نمو جزئي للرساميل يرجح أن يزيد زخمه في الفصل الأخير التزاماً بتعاميم مصرف لبنان. فقد زادت الأموال الخاصّة المجمّعة للمصارف اللبنانية الستّة المدرجة أسهمها في بورصة بيروت بنسبة 1.75 في المئة خلال الفترة المعنيّة إلى نحو 10.20 مليارات دولار.