"سابك" تتكبد أكبر خسارة فصلية منذ 10 سنوات

انخفضت أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بنسبة 74 في المئة على أساس سنوي لتسجّل 5.6 مليار ريال سعودي (1.5 مليار دولار أميركي) في العام 2019.

وتكبدت الشركة في الربع الأخير من العام 2019، صافي خسارة بلغ 720 مليون ريال (192 مليون دولار)، مقارنة مع ربح قدره 3.22 مليار ريال خلال الفترة نفسها من العام 2018. وذلك بخلاف توقعات لمحللين كانت تشير إلى أن الشركة ستحقق أرباحاً بقيمة 1.8 مليار ريال في المتوسط.

وهذه أول خسارة فصلية تمنى بها "سابك" التي تعدّ رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب انخفاض متوسط أسعار البيع وشطب قيمة أصول في شركتين تابعتين وهما ابن رشد وكلارينت Clariant AG) ما نتج عنهما خسائر بقيمة 2.8 مليار ريال)، بالإضافة إلى تكبدها رسوماً استثنائية بقيمة 1.3 مليار ريال خاصة بالوحدة.

وذكرت سابك أنه بالرغم من ارتفاع أسعار خام برنت في الربع الأخير، فإن النتائج تأثرت سلبا بتراجع جديد في أسعار البتروكيماويات بسبب فائض المعروض من المنتجات الرئيسية وتباطؤ النمو العالمي إلى جانب عوامل موسمية.

وأشارت بيانات الشركة عن العام الماضي إلى تراجع إيرادات الشركة بنحو 17 في المئة لتبلغ 140 مليار ريال مقابل استمرار ارتفاع التكاليف الأمر الذي أدّى إلى تقلص هامش الربح التشغيلي بمقدار 11 نقطة مئوية إلى 11 في المئة. وعليه، انخفض الدخل التشغيلي بنحو 59 بالمئة ليصل إلى 15 مليار ريال.

ترافق ذلك مع تقلص التدفقات النقدية للشركة بمقدار النصف لتصل إلى 15.7 مليار ريال. إلا أن مجلس الإدارة كان قد أوصى بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بمقدار 13.2 مليار ريال في العام 2019، دون أي تغير عن العام الذي سبقه، وهو ما يؤشر على متانة الشركة المالية والتي تخولها من تخطي ما تواجهه من تحديات حالية.

إلى ذلك، بلغت ربحية السهم السنوية 1.87 ريال وهو يتداول عند مكرّر ربحيّة قدره 58.7 ضعفاً وهو أعلى بكثير من متوسط السوق. علماً أن سعر السهم كان قد ارتفع بأكثر من 21 في المئة خلال العام الماضي مستفيداً بشكل رئيسي من دخول المستثمرين الأجانب.

ومن أبرز الأحداث المرتبطة بالشركة في العام الماضي كان استحواذ أرامكو على كامل حصة صندوق الاستثمارات العامة، البالغة 70 في المئة من أسهم سابك عبر صفقة بلغت قيمتها 123.4 مليار ريال.

يذكر أن الشركة كانت قد أعلنت أخيراً عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع صندوق الاستثمار الروسي ومجموعة أي اس ان لاستكشاف أُطر التعاون بين الأطراف الثلاثة، من خلال دراسة إنشاء وتشغيل مصنع للميثانول في روسيا بطاقة إنتاجية تصل إلى مليوني طن سنوياً.

وبعد إعلان الشركة عن نتائجها، توقّع الرئيس التنفيذي لـ "سابك" تباطؤ الطلب في 2020، مشيراً إلى أن تباطؤ النمو الاقتصادي لاسيما في الصين وأوروبا ضغط على قطاع البتروكيماويات، لافتاً النظر، في الوقت نفسه إلى "أنه ثمة طاقة إضافية تدخل السوق لاسيما من الصين والولايات المتحدة الأميركية".

وأوضح البنيان في مؤتمر صحافي، أن التطورات العالمية في مجال الطاقة "تضغط فعليا على هوامش المنشآت وتبطئ الطلب في أسواق معينة، لذا رأينا تباطؤاً في النصف الثاني من العام 2019 ونتوقع ألا يحدث تغير يذكر في السوق في 2020."
وإذ شدد البنيان على "انه من المبكر تقييم تأثير تفشي فيروس كورونا في الصين"، قال: "رأينا تمديد العطلات الصينية بالفعل، وهذا في حد ذاته له بعض التأثير والمأمول أنه بحلول نهاية الأسبوع المقبل، سيكون هناك وضوح أكبر"، مضيفاً: "أفترض أنه حالما ينتهي الأمر سيعود الطلب."