كيف تعمل البحرين للتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية؟
كيف تعمل البحرين للتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية؟
- عاصم البعيني
كان مصرف البحرين المركزي سبّاقاً في التعامل مع المتغيرات الحاصلة في القطاعين المالي المصرفي في ظل التطورات التكنولوجية، إذ أطلق قبل سنوات البيئة الرقابية التجريبية، كما أسس وحدة متخصصة في التكنولوجيا المالية واعتمد سياسة الحوسبة الحسابية ضمن حزمة من الخطوات المحفزة.
خالد حمد: لا قيود من المركزي على أي تكنولوجيات مالية
دور مصرف البحرين المركزي
وفي هذا السياق يقول المدير التنفيذي للرقابة المصرفية في المصرف خالد حمد إن الاستراتيجية التي اعتمدها مجلس الإدارة انطلقت من فكرة مفادها أن ما كل هو معتمد من تطبيقات وخدمات متعلقة بالتكنولوجيا المالية في الخارج وذات صلة بالقطاعين المصرفي والمالي، قابل للتطبيق في البحرين وليس هناك ما يحول دون اعتمادها في السوق المحلية، مشيراً إلى عنصرين مكنا المصرف من الذهاب بعيداً في التوسع في مجال خدمات التكنولوجيا المالية، الأول يكمن في الرقابة الشاملة للمصرف على القطاعين المالي والمصرفي معاً، والثاني تداعيات الأزمة المالية العالمية وما نتج عنها من حاجة الشركات إلى خفض نفقاتها.
ديفيد باركر: مجلس التنمية يدعم التعاون مع الدول الأخرى
مجلس التنمية الاقتصادية
بدوره يلعب مجلس التنمية الاقتصادية دوراً أوسع وأشمل لكنه يتكامل مع توجهات مصرف البحرين المركزي، ويكمن هذا الدور في السعي إلى جعل الابتكار والتكنولوجيا جزءاً من جهود التنويع الاقتصادي، عبر نقل وتوطين المنتجات والخدمات ذات الطابع التكنولوجي المالي إلى البحرين. وتجلت أبرز مبادرات المجلس بنجاحه في استقطاب "أمازون ويب سيرفيسز" لتأسيس مركز بيانات لها في البحرين بهدف توفير تقنيات الحوسبة السحابية. وهنا يقول الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار الخدمات المالية والشركات الناشئة في المجلس ديفيد باركر إن المجلس اتخذ خطوات مهمة عدة لدعم أجندة التكنولوجيا المالية عبر ثلاثة محاور، الأول دعم المبادرات التي تؤسس لاقتصاد داعم للابتكار والتحول الرقمي بما فيها المؤسسات المصرفية وكان من بينها ما تجلى أخيراً في إطلاق بنك ABC مصرفه الرقمي "إلى". والثاني جذب شركات التكنولوجيا المالية عبر "شركة فنتك باي" (Bahrain Fin Tech Bay). أما الثالث فالعمل على توفير التمويل للمشاريع والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، إذ لمس المجلس وجود فجوة للمبادرين في مراحل التمويل المبكر أو أدوات مالية تخدم الشركات الناشئة، وقد دعم إطلاق صندوق الصناديق-الواحة بقيمة 100 مليون دولار الذي يدار من قبل بنك البحرين للتنمية.
خالد سعد: جذبنا 45 شركة عالمية متخصصة
Bahrain FinTech Bay
كذلك ترجم مجلس التنمية الاقتصادية رؤيته في مجال التحول الرقمي عبر دعم إطلاق خليج البحرين للتكنولوجيا المالية "فنتك" بهدف توفير بيئة متكاملة لخدمات التكنولوجيا المالية (Ecosystem)، وخلق منصة تفاعل بين شركات التكنولوجيا المالية العالمية والشركات الناشئة المحلية، التي نجحت بحسب الرئيس التنفيذي السابق خالد سعد باستقطاب نحو 45 شركة عالمية متخصصة في مجال التقنيات المالية في عدة مجالات كالذكاء الاصطناعي البلوكشتاين استخدام الروبوتات وإدارة الثروات المالية الآلية، بعضها يعمل في وادي السيليكون في ديترويت وسنغافورة، مشيراً إلى أن نحو 12 شركة محلية ممن عملت في البيئة التجريبية جذبت إليها استثمارات بنحو 150 مليون دولار.
عبد الحكيم الخياط: تعاون بين المصارف والشركات الناشئة المحلية
تجربة مصرفية حية
هذه التوجهات التي يتحدث عنها سعد تلاقي تطبيقاً عملياً مع تجربة بيت التمويل الكويتي في البحرين "بيتك-البحرين" لجهة إيجاد إطار للتعاون بين شركات التكنولوجيا المالية والمؤسسات المصرفية والمالية، وهنا ينوه الرئيس التنفيذي في "بيتك-البحرين" عبد الحكيم الخياط بالجهود المشتركة التي بذلها مصرف البحرين المركزي ومجلس التنمية الاقتصادية في التأسيس لبيئة حاضنة لصناعة التكنولوجيا المالية بما يدعم تحول مملكة البحرين من مجرد مركز مالي إقليمي إلى مركز إقليمي للخدمات التكنولوجيا المالية.
أحمد النعيمي: خططنا توجّت بتأسيس معهد للتدريب
اهتمام بالكوادر البشرية
في تأكيد على شمولية الرؤية لتكريس الخدمات التكنولوجيا المالية وخطط التحول الرقمي، حظي تطوير الكوادر البشرية باهتمام خاص على عدة مستويات سواء صندوق العمل "تمكين" ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والرقمية، وهنا يشير رئيس التحول الرقمي في المعهد أحمد النعيمي إلى التسارع الذي شهدته الخطط والبرامج الخاصة بالتدريب، والتي توجت بتأسيس أكاديمية التحول التكنولوجي تحت مظلة المعهد قبل نحو عامين وهي توفر برامج تدريبية في مجال التكنولوجيا المالية كالأمن السيبراني، والبلوكتشاين، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء وسواها بما يخدم بيئة الاعمال والمؤسسات التي تركز على هذا التحول.
ويوضح أن هذه البرامج تركز على شريحتين: الأولى، تُعنى بالارتقاء بقدرات الكوادر العاملة في القطاعين المصرفي أو المالي، إذ نجح المعهد من خلالها في خلق نخبة متخصصة في كافة مجالات التكنولوجيا المالية. أما الشريحة الأخرى من البرامج فهي موجهة لحديثي التخرج والقادمين الجدد إلى سوق العمل، وهي تركز على ردم الفجوة الحاصلة بين البرامج التعليمية ومتطلبات سوق العمل، إذ يلعب المعهد دور صلة الوصل في توفير كوادر مدربة وفق متطلبات الجهات الراغبة بالتوظيف بعد إخضاعهم لبرامج تدريبية لمدة ثلاثة أشهر.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال