Ferrero الخليج: شراكات إستراتيجية ترسخ النمو بالمنطقة

قليلة جداً هي القطاعات التي لم تتأثر أو، على العكس، تأثرت إيجاباً بأزمة "كوفيد-19". من هذه القطاعات، قطاع صناعة السكاكر والحلويات Confectionery، إذ أكدت أرقام كبرى المجموعات المنتجة لهذه الأصناف تحقيق زيادة في إيراداتها السنوية مثل مجموعة "فيريرو" Ferrero Group الإيطالية التي حققت إيرادات بقيمة 12.3 مليار يورو، وحلت ثانية بعد مجموعة "مارس" Mars الأميركية.

وفي انتظار صدور الأرقام النهائية عن حجم سوق منتجات السكاكر والحلويات الصناعية العام 2020، فإن حجم هذه السوق "بلغ العام 2019، وفق تقديرات يويومونيو 94 مليار يورو، منها 1.8 مليار يورو حصة منطقة الخليج منها"، وفق المدير العام الإقليمي في منطقة الخليج في مجموعة "فيريرو" ديديه لافينور Didier Laffineur. ويصف لافينور في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" القطاع بالحيوي والتنافسي جداً"، معتبراً أنه "مصدر فخر لنا أن نكون واحدة من المجموعات الرائدة في هذه الصناعة".

7.8 في المئة زيادة في الإيرادات

يكمل لافينور قائلاً إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" إنه "على الرغم من مستوى عدم اليقين والتقلبات غير المسبوقة التي سببها وباء "كوفيد-19" عالمياً، أنهت المجموعة السنة المالية 2020 بإيرادات مجمّعة بلغت قيمتها 12.3 مليار يورو، بزيادة نسبتها 7.8 في المئة مقارنة بالعام 2019".

وعن الأسباب التي أدت إلى تسجيل المجموعة أرقام إيجابية في ظل الأجواء السلبية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، يشير لافينور إلى "دور المناطق الجغرافية الأقل تأثراً بالوباء وآخرها تأثراً به في المساهمة بزيادة صافي مبيعات المجموعة؛ بالإضافة إلى أداء العلامات الأيقونية التابعة للمجموعة مثل "نوتيلا" Nutella، وكيندر بوينو" Kinder Bueno والمنتجات المبرّدة؛ وكذلك طرح منتجات جديدة مثل "نوتيلا بيسكويتس" Nutella Biscuits في إيطاليا؛ والدمج الكلي لبعض المنتجات ضمن حسابات المجموعة مثل "كيبلر" Keebler، بعد شراء شركة المجموعة لعلامة Kellogg في نهاية السنة المالية 2018/2019".

الأزمة الصحية والقدرة على التكيّف

ويضيف لافينور: "على مستوى الأزمة الصحية، من وجهة النظر الصناعية، نتجت عن "كوفيد-19" تحديدات جمة، إذ أدى إلى تعطيل جذري للتوزيع العالمي، خالقاً عقبات حقيقية في مجالات حساسة مثل اللوجيستيات وسلسلة التوريد. لذلك، لم يكن ضمان استمرارية الأعمال وأيضاً نجاحها وسط هكذا مناخ بالعمل السهل قط. لكننا، على الرغم من ذلك، تمكنّا كمجموعة "فيريرو" من تحقيق نمو، وضمان استمرارية العمليات وتأمين منتجات بجودة عالية ومنتجات طازجة لعملائنا، وذلك بفضل قدرتنا على التكيّف الفعال مع أي وضع مستجد قد يتطور. وواقع أن سهولة الحركة، والمرونة والابتكار عناصر لطالما شكلت جزءاً من هوية المجموعة وجعلت من كل ما سبق ممكناً".

خطوة إستراتيجية وسر نجاح "نوتيلا" و"كيندر"

رداً على سؤال حول ما أضافه شراء Kellog إلى "فيريرو" يجيب لافينور: "يعدّ شراء خط أعمال الكعك Cookies، والفواكه، والوجبات بنكهة الفواكه، ومخروطات المثلجات والفطائر من شركة Kellog خطوة إستراتيجية لتنويع محفظتنا بقائمة من العلامات الراسخة، والبناء على مصادر نمو جديدة في أوسع سوق عالمية للكعك".

وعن سر نجاح وانتشار بعض منتجات المجموعة وتحديداً "نوتيلا" و"كيندر"، يوضح لافينور: "على امتداد السنوات، نمت كل من "نوتيلا" و"كيندر" لتصبحا بالفعل علامتين أيقونيتين. فهما محبوبتان، جيلاً بعد جيل، وقد تسللتا إلى الذاكرة الجماعية لمستهلكينا ونفذتا إلى نمط عيشهم على المستويين العالمي وفي منطقة الخليج".

أما عن سبب ذلك، فيضيف: "نؤمن في فيريرو" أن مفتاح نجاح علاماتنا- وهذا ينطبق على كامل محفظتنا- هو التزامنا الثابت بتقديم منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات عملائنا. ويبقى هذا الالتزام في قائمة إستراتيجية أي علامة. وفي موازاة ذلك، نفخر بسرعة حركتنا في العمل، محافظين في الوقت ذاته على مواكبتنا للاتجاهات المتغيرة في السوق، مما يمكننا بشكل ملائم من توفير تجارب علامة قوية، ومناسبة وهادفة. كذلك هدفنا أن نكون على الدوام قوة إيجابية، فهذه هي طريقة "فيريرو" في القيام بالأمور، طريقة تقوم على مبدأ إرشادي يوجه نهجنا القيادي ومقاربتنا الريادية للأعمال، ويحدد تحركاتنا ويؤثر على نظرتنا إلى المستقبل، وكذلك يشكل تركيبة نجاحنا الرابحة".

سوق إستراتيجية معززة بالشراكات

عن منطقة الخليج وما تمثله من إجمالي أعمال المجموعة، يوضح لافينور "إننا لا نكشف عن نتائجنا بحسب المناطق الجغرافية، إنما الجلي هو أن سوق الخليج واحدة من الأسواق الإستراتيجية للمجموعة، لذلك استثمرنا في عدد من الشراكات Joint Ventures في أسواق خليجية، منها في الإمارات مع مجموعة السير Al Seer Group  العام 2018، وأخيراً في الكويت مع البستان الخليجي Al Bustan Al Khaleeji (BK)، ومثل هذه الشراكات وليد تراكم علاقات طويلة الأمد مع موزعينا، والذين تجمعنا بهم رؤية مشتركة للمستقبل. وبفضل هاتين الشراكتين، تمكنا من أن تكون لدينا الآن قناة توزيع مباشرة في هاتين السوقين، وهما ترسمان كذلك مساراً مهماً لفرص أعمال أوسع".

نمو سنوي وزيادة الحصة السوقية

وعن أكبر أسواق المجموعة عالمياً وفي المنطقة، يشير لافينور إلى أن "كل سوق، بغض النظر عن حجمها أو موقعها الجغرافي، مهمة وتلعب دوراً أساسياً في نمو إجمالي أعمالنا".

ويتابع موضحاً: "في ما يخص هذا الجزء من العالم، مجدداً، تمثل دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة منطقة إستراتيجية للمجموعة، لذلك أرسينا في الأعوام الأخيرة، أسس نجاح أعمالنا في المنطقة. واليوم يمكننا أن نرى أن جهودنا بدأت تجني ثمارها. لقد أظهرنا عناداً في التزامنا بتقديم منتجات ذات جودة عالية، وخلقنا شراكات في أسواق أساسية كما ذكرت. وأخيراً، حققنا نمواً سنوياً وواصلنا توسيع حصتنا السوقية على مستوى العلامات والمنتجات".

"نوتيلا" الأكثر انتشاراً ضمن فئة العائلات في السعودية

وماذا عن منتجاتكم وعلاماتكم الأكثر مبيعاً في المنطقة؟ يجيب لافينور: "أهمية تنوع المحفظة في أن كل منتج من منتجاتنا يجذب فئة من الجمهور المستهدف، والتي تطلب المنتج. فـ"نوتيلا" على سبيل المثال، قوي جداً كمنتج عائلي، وهو في الواقع، لديه أعلى نسبة انتشار عالمي ضمن فئته في السعودية. وعلى مستوى شوكولاته الأطفال، فـ"كيندر" و"كيندر جوي"، في أعلى القائمة، بينما "كيندر بوينو" يصنّف وجبة شعبية جداً بين فئة الشباب العربي الـ Mellennials. وفي ما يخص "فيريرو روشيه" Ferrero Rocher، فإنها الشوكولاته المعلبة رقم واحد في دول مجلس التعاون الخليجي خلال شهر رمضان".

ويعقّب: "نؤمن في "فيريرو" أن هذا النوع من الطلب هو نتيجة معرفتنا العميقة بحاجات المستهلك المحلي. نفهم المعيار الأساس الذي يقود ويؤثر على قرارات الشراء لدى مستهلكي دول مجلس التعاون الخليجي. نعرف أنهم يتمتعون بسعة الاطلاع، ويبحثون عن نوعية عالية ومنتجات فريدة، ونعرف أيضاً أنهم يتوقون إلى ارتباط عاطفي قوي بالعلامات. إن هذا ما يحدد هوية مستهلك فيريرو، ولهذا السبب نهدف إلى توفيره له من خلال منتجاتنا المتنوعة".

مخاوف صحية

وفي ظل المخاوف الصحية المتزايدة من تناول السكر وبعض المواد المستخدمة في صناعة السكاكر والحلويات الصناعية، كيف تتعامل "فيريرو" مع مثل هذه المخاوف؟ يجيب لافينور: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أضحى المستهلكون من جميع المجموعات العمرية والأسواق أكثر وعياً بصحتهم، ولهم كامل الحق في ذلك. وفي "فيريرو" تأتي صحة مستهلكينا في قائمة أولوياتنا، وندرك التحديات التي تمثّلها البدانة لمجتمعاتنا، لذلك جعلنا الترويج المسؤول أولويتنا. ففي ما يخص منتجاتنا، وخصوصاً "نوتيلا"، فهو دائماً مطروح كغذاء يستهلك على قطعة خبز، وفق الكمية المحددة بـ15غراماً وكجزء من وجبة فطور متنوعة".

ويتابع: "موقف "فيريرو" من الغذاء لم يتغيّر على امتداد السنوات، إذ لطالما آمنا أن لا شيء "جيد" أو "سيىء" على مستوى الغذاء، إنما هناك أنظمة صحية "جيدة" أو "سيئة"، وبالتالي كل أنواع الطعام يمكن تضمينها كجزء من نظام غذائي متوازن عندما تستهلك بكميات مناسبة".

وعلى صعيد المكونات، يشير لافينور إلى "السكر الذي يشكل أحد المكونات الأساسية التي نستخدمها في منتجاتنا لنمنحها الطعم والشكل المثاليين اللذين يتوقعهما الناس. ولا شيء يمنع المستهلكين الراغبين في الحد من أو تخفيض استهلاكهم للسكر من استمرارهم بالاستمتاع بمنتجات "فيريرو، إذ إن جميع منتجات المجموعة تأتي بأحجام صغيرة، منها 95 في المئة أقل من 150 سعرة حرارية للحصة الواحدة، وهي مغلفة بطريقة مثالية تجعلها مخصصة للاستهلاك الفردي، ويمكن كذلك الاستمتاع بها كجزء من نظام غذائي متوازن ومتنوع".

ويشدّد لافينور على الشفافية من خلال "الإشارة بوضوح إلى محتوى السكر في منتجاتنا على ملصق المنتج وعلى مواقعنا الإلكترونية، لنمكن عملاءنا من اتخاذ قرارات استهلاك وشراء واعية قائمة على معلومات واضحة".

اقرأ ايضاً:

الشوكولاته السويسرية.. للذواقة فقط

مقاربات مسؤولة للموارد والمواد الخام

حول كيفية تعامل المجموعة مع النقص العالمي في بعض المواد الأولية والذي أثير في الأعوام الأخيرة مثل الكاكاو والزيوت المستخدمة في الصناعة، يفيد لافينور: "ندرك في "فيريرو" أن مصدراً آمناً ومسؤولاً ومكونات ذات جودة عالية حيويين لمنتجاتنا وللمعنيين بها. ومقاربتنا المسؤولة للموارد مبنية على التتبع، والشهادات، والمعايير، والشراكات والالتزامات الجماعية، وإدارة التوريد والعناية القوية الواجبة. نقيّم بعناية مخاطر وفرص كل مكوّن خام لتحديد أفضل طريقة لضمان استدامته، ونطبق فهماً ومعرفة عميقين بمكوّناتنا بما في ذلك مصادرها، والمعنيين بها والعملية المعتمدة من قبلهم".

ويضيف: "العام 2013، طرحنا برامج قيم الزراعة من "فيريرو" Ferrero Farming Values (FFV) لإنجاز طموحنا في تطوير سلسلة توريد مستدامة لكل من موادنا الأولية الخام. وكل برنامج من هذه البرامج FFV يركز على تأثيرات الاستدامة الرئيسية لمنتجاتنا الخام الأساسية، وهي: الكاكاو، وزيت النخيل، والبندق، وقصب السكر، والبيض والحليب.

وفي ما يخص الكاكاو تحديداً، نركز على التحديات الخاصة بالقضاء على إزالة غابات الكاكاو وتنفيذ مبادئ رئيسية وإستراتيجيات تدعم إنتاج الكاكاو المستدام اجتماعياً وبيئياً. لذلك، وقعت "فيريرو" العام 2017 على إطار مبادرة الغابات والكاكاو Cocoa and Forests Initiative (CFI) لإنهاء عملية إزالة غابات الكاكاو وتأهيل مناطق الغابات في البلدان المنتجة للكاكاو في ساحل العاج وغانا. وبعد عامين، أي في آذار/ مارس 2019، أصدرت مجموعة "فيريرو" خطة عملها لتحقيق التزامها بمبادرة CFI، والتي تحدد إجراء يبدأ بتتبع إزالة الغابات وتحديد خريطة جميع مزارع الكاكاو في سلسلة توريدنا، لتدريب مزارعي الكاكاو على ممارسات زراعية جيدة ودعم توزيع وزراعة الأشجار المتعددة الاستخدام".

ويتابع مؤكداً "الالتزام الكامل بضمان سلسلة توريد زيت النخيل خالية من إزالة الغابات والاستغلال. وطرحنا في هذا السياق برنامج قيم زراعة زيت النخيل من "فيريرو"Ferrero Farming Values Palm Oil programme، إلى جانب مسار Palm Oil Charter العام 2013 الذي يركز على مجتمعات زيت النخيل وتوجيه قضايا إزالة الغابات الرئيسية والمسائل الاجتماعية في قطاع زيت النخيل. ومن العوامل الأساسية لقيامنا بذلك، عملنا للحفاظ على تتبع قوي لفهم أصول زيت النخيل لدينا، وهذه المعلومات تمكننا من العمل بفعالية أكثر مع موردين لا يساهمون في مخاطر مثل استغلال العمال وإزالة الغابات".

البيئة والحدّ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون

ماذا عن تعاطي المجموعة مع القضايا البيئية؟ وما هي إستراتيجيتها لتحقيق الاستدامة والحدّ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون؟ يرد لافينور قائلاً: "يلقي "تقرير الاستدامة 2019" الذي أصدرناه حديثاً الضوء على هدف شركتنا الجديد، وهو "نهتم بالأفضل" We care for the better. هذه العبارة تلهم وتقود أجندتنا الخاصة بالاستدامة، والتي تركز أساساً على التأثير بشكل أفضل على الناس والكوكب. كيف؟ بمواصلة استرشادنا بطريقة "فيريرو" بالقيام بالأمور، والتي تتضمن التزامنا بحماية البيئة، والمصدر المستدام للمواد الأولية الخام ذات الجودة العالية، والترويج للاستهلاك المسؤول وتمكين الناس".

ويتابع: "على صعيد انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، راجعنا بالتفصيل طوال العقد الماضي، تأثيراتنا عبر سلسلة التويد، ووضعنا خريطة انبعاثاتنا وفقاً لبروتوكول Greenhouse Gas (GHG). أصبحنا الآن أكثر وعياً من أي وقت مضى بآثار عملياتنا. وعلى الرغم من زيادة حجم الإنتاج، والتوسع العالمي وأثره، فإن سعينا المستمر لترشيد الطاقة حدّ بشكل واسع كثافة الانبعاثات عموماً عبر مواقع إنتاجنا. وبالنظر إلى المستقبل، نتطلع إلى تحديد مجموعة جديدة من الالتزامات الخاصة بالتغير المناخي للعام 2030".

أول 10 مجموعات منتجة للسكاكر والحلويات الصناعية في 2020

المصدر: موقع Candy Industry