قطاع الاتصالات الكويتي 2020: انكماش الأرباح يقلص "شهية" الانفاق الاستثماري

انخفضت الأرباح المجمّعة لشركات الاتصالات المدرجة في بورصة الكويت إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من سبع سنوات، لتلامس 221 مليون دينار كويتي (732 مليون دولار) خلال العام الماضي، مسجلة بذلك تراجعاً نسبته 24 في المئة على أساس سنوي، بينما بلغت ايرادات القطاع 2.5 مليار دينار كويتي، متراجعة بنحو 3 في المئة قياساً بالعام 2019، وذلك نتيجة انخفاض عائدات المكالمات والاشتراكات بالإضافة إلى تراجع أسعار العملات المحلية في عدد من الأسواق الخارجية التي تنشط فيها الشركات الكويتية.

وواجه قطاع الاتصالات الكويتي تحديات غير مسبوقة خلال العام الماضي، نتيجة تداعيات جائحة كورونا والاجراءات المتخذة لاحتوائها، والتي أدت الى انكماش اقتصادي وتراجع اعداد المقيمين والزوار، ما أدى الى تقلص ايرادات القطاع في مقابل ارتفاع المصاريف التشغيلية.  

وربطاً بالنتائج المالية المحققة، تمّ رصد تراجع صريح في الانفاق الاستثماري بنحو 8 في المئة على أساس سنوي، ليتدنى إلى 400 مليون دينار كويتي، وذلك بسبب تراجع التدفقات النقدية من الأنشطة الاستثمارية، وسعي الشركات إلى الحفاظ على مستويات مرتفعة من السيولة، والعمل على خفض المديونية.

كذلك، تراجعت التوزيعات النقدية المجمعة على المساهمين إلى 180 مليون دينار، مقارنة بنحو 193 مليوناً في العام 2019.

واستقرت توزيعات شركة "زين" عند 142.79 مليون دينار وهو نفس مستوى العام 2019، بينما تراجعت توزيعات" أوريدو" بنحو 70 في المئة إلى 7.56 ملايين  دينار على المساهمين، فيما أوصى مجلس ادارة "أس تي سي" بتوزيعات بقيمة 29.96 مليون دينار وبارتفاع قاربت نسبته 20 في المئة.

تراجع وتنافس

تراجعت الايرادات المجمّعة التي سجلتها الشركات المدرجة من  السوق الكويتية، خلال العام الماضي ـ بنحو 5 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 814 مليون دينار، وهو ما يمثل نحو ثلث إجمالي ايرادات القطاع. واستحوذت شركة "زين" على نحو 39.4 في المئة من إجمالي ايرادات السوق المحلية، أي ما يوازي 320.6 مليون دينار، تلتها " اس تي سي " الكويت بحصة 34.8 في المئة وبإجمالي ايرادات بلغت 283.2 مليون دينار. أما حصة أوريدو الكويت فقد بلغت 25.8 في المئة من اجمالي ايرادات السوق، أي ما يوازي نحو 210 ملايين دينار.

وبلغ عدد المشتركين داخل الكويت نحو7 ملايين مشترك نهاية العام الماضي، متراجعاً بنحو 400 ألف مشترك مقارنة بالعام 2019. واستحوذت شركة زين الكويت على الحصة السوقية الأكبر من حيث عدد العملاء وبنسبة تقارب 37 في المئة، إذ بلغ عدد المشتركين نحو  2.6 مليون، وحلّت أوريدو ثانية بحصة سوقية قاربت 36 في المئة وبإجمالي 2.5 مليون عميل. بينما بلغت حصة " اس تي سي " 27.1 في المئة باجمالي 1.9 مليون مشترك.

واستقر المتوسط السنوي لإنفاق العميل عند 116.2 دينار مرتفعاً بنحو 0.23 دينار فقط مقارنة بالعام 2019 وسجلت شركة "اس تي سي" أعلى متوسط انفاق للعملاء، وبقيمة 149 دينار في السنة، مستفيدة من الخدمات النوعية التي تقدمها، بينما حلت "زين "ثانية بمتوسط 123 دينار.

زين تحتفظ بالصدارة

في تفاصيل أداء الشركات، تراجعت أرباح شركة الاتصالات المتنقلة "زين الكويت" بنسبة 15 في المئة لتستقر عند 185 مليون دينار كويتي خلال العام 2020، إلا أن الشركة حافظت على ريادتها في سوق الاتصالات الكويتية وساهمت بنحو 84 في المئة من إجمالي أرباح القطاع.

وانخفضت الايرادات بنسبة 2 في المئة على أساس سنوي الى 1.63 مليار دينار، نتيجة انخفاض ايرادات المكالمات والاشتراكات والبيانات في معظم الدول التي تنشط فيها المجموعة بسبب جائحة كورونا وتراجع الحركة السياحية، بالإضافة إلى تراجع أسعار العملات المحلية في عدد من البلدان، وساهمت المملكة العربية السعودية بنحو 40 في المئة من إجمالي ايرادات المجموعة تلتها الكويت بنحو 20 في المئة ثم العراق بواقع 18 في المئة.

بدوره، تراجع الربح التشغيلي للشركة بنسبة 11 في المئة الى 313 مليون دينار كويتي متأثراً بارتفاع المصاريف التشغيلية والادارية بنسبة 8 في المئة لتصل الى 467 مليون دينار، بينما انخفضت مصاريف الاستهلاك والاطفاء بنسبة 4 في المئة لتصل الى 361 مليون دينار كويتي، وتراجع هامش الربح التشغيلي بنقطتين مئويتين ليصل الى 19.21 في المئة.

الا أن الشركة استفادت من تراجع مصاريف التمويل بقيمة 22 مليون دينار لتصل الى 88 مليوناً مع تدني اجمالي القروض بنسبة 14 في المئة الى 1.2 مليار دينار كويتي، واستفادت ايضاً من ارتفاع ايرادات الاستثمار بنسبة 101 في المئة لتصل الى مليوني دينار كويتي.

وتمكنت المجموعة من تحقيق تدفقات نقدية من الأنشطة التشغيلية بقيمة 619 مليون دينار في العام الماضي، مقارنة بنحو 652 مليوناً في العام 2019، وتم استعمال هذه التدفقات لتمويل التوزيعات النقدية وخفض المديونية وتمويل الانفاق الاستثماري البالغ 274 مليون دينار.

إقرأ الآن:

"أوريدو" : انكماش متواصل

تراجعت أرباح الشركة الوطنية للإتصالات المتنقلة "أوريدو الكويت" إلى أدنى مستوياتها تاريخياً لتستقر عند 3.4 ملايين دينار كويتي ومنخفضة بنسبة 89 في المئة خلال العام 2020. وانخفضت الايرادات للسنة الخامسة على التوالي لتبلغ نحو 593 مليون دينار كويتي في العام الماضي متراجعة بنسبة 6 في المئة على أساس سنوي.

وتراجعت الايرادات المحققة من داخل الكويت بنحو 7 في المئة إلى 163.2 مليون دينار، مع تراجع الاشتراكات نتيجة انخفاض أعداد الأجانب وتراجع ايرادات بيع الهواتف الذكية. كذلك، تراجعت الايرادات من الجزائر بنحو 7.5 في المئة لتصل إلى 189.4 مليون دينار نتيجة تراجع قيمة العملة المحلية مقابل الدينار الكويتي، كما وانخفضت الايرادات التي حققتها الشركة من المالديف بنحو 13.6 في المئة إلى 33.8 مليون دينار نتيجة انكماش الحركة السياحية بسبب تفشي فيروس كورونا.

في المقابل، تحسنت الايرادات المسجلة في تونس بنحو 2 في المئة إلى 116.8 مليون دينار مع تحسن سعر صرف العملة المحلية وقدرة الشركة على تعزيز حصتها السوقية.

وتمكنت الشركة من خفض مصاريفها المباشرة  بنحو 6 ملايين دينار لتصل إلى 255 مليوناً مستفيدة من الدعم الحكومي في تحمل بعض أعباء الرواتب، كما تراجعت مصاريف التمويل بنسبة 28 في المئة لتصل الى 8.6 ملايين دينار كويتي بفضل تدني اجمالي القروض بنسبة 42 في المئة الى 62 مليون دينار. هذا، واستقرت المصاريف التسويقية والعمومية عند 156.8 مليون دينار خلال هذه الفترة مقارنة بنحو 156.9 مليون دينار خلال العام 2019.

وعلى الرغم من تراجع الأرباح، ارتفع صافي قيمة التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية بنحو 15 في المئة إلى 215.7 مليون دينار بفضل تحسن قدرة الشركة على تحصيل مستحقاتها المتوجبة على العملاء، وهو ما ساعد الشركة على مواصلة خططها الاستثمارية منفقة نحو 100 مليون دينار وبزيادة تقارب 5 في المئة على أساس سنوي.

إقرأ:

أريدو الكويت 2020: الاستمرار بالتوزيعات النقدية رغم هبوط الأرباح

"أس تي سي" تنال حصتها من التراجع

بدورها، تراجعت أرباح شركة  "أس تي سي" بنسبة 26 في المئة لتصل الى 32 مليون دينار كويتي خلال العام 2020، وانخفضت ايرادات الشركة بنسبة 4 في المئة على أساس سنوي الى 283 مليون دينار مع تراجع المبيعات والاشتراكات نتيجة انخفاض أعداد الأجانب وتراجع ايرادات بيع الهواتف الذكية والخدمات الأخرى.

وتأثر أداء الشركة سلباً بارتفاع مصاريف الاستهلاك والاطفاء بنسبة 4 في المئة لتصل الى 39.3 مليون دينار، وارتفاع خسائر الائتمان المتوقعة للمدينين التجاريين والأرصدة المدينة الأخرى بنسبة 18 في المئة لتصل الى 15 مليون دينار كويتي. في المقابل، استفادت الشركة من تراجع تكاليف الموظفين بنسبة 2 في المئة لتصل الى 24.2 ملايين دينار وتراجع المصاريف العمومية والادارية بنسبة 7 في المئة الى 23.4 مليون دينار كويتي.