رئيس "مجموعة اتصالات" الامارات حاتم دويدار: تنوع الخدمات والأسواق وراء نمو الارباح

  • 2021-04-11
  • 10:48

رئيس "مجموعة اتصالات" الامارات حاتم دويدار: تنوع الخدمات والأسواق وراء نمو الارباح

"هدفنا أن نكون أسرع شبكة للإنترنت المنزلي في العالم، ونطبِّق التحول الرقمي في جميع أسواقنا"

  • فيصل أبوزكي

تمكّنت شركة مجموعة الإمارات للاتصالات "مجموعة اتصالات" من تحقيق نمو وصلت نسبته إلى 3.8 في المئة في أرباحها في العام 2020، وذلك على الرغم من الظروف غير المسبوقة التي فرضتها جائحة كوفيد -19، والتراجع في بعض مصادر الدخل مثل خدمات التجوال الدولي نتيجة لتراجع حركة السياحة، ويعزو الرئيس التنفيذي للمجموعة حاتم دويدار هذا الإنجاز إلى التطور الكبير في البنية التحتية للمجموعة، والذي جاء بفعل استثماراتها القوية والمؤثرة والتي قامت خلال السنوات السابقة.

وتتبوأ "مجموعة اتصالات" اليوم مركزاً ريادياً في أسواق دول المنطقة، حيث تُصنّف في المركز 12 من حيث القيمة السوقية على مستوى قطاع الاتصالات في العالم، كما إنها تلعب دوراً اساسياً في تمكين الاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي المجتمعات التي تتواجد فيها.

"أولاً-الاقتصاد والأعمال" أجرى حواراً مع المهندس حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي للمجموعة، تناول نتائج المجموعة وخططها واستراتيجيتها للمستقبل، وهذا نص الحوار:

 

 

-  حققت "اتصالات" نمواً ملحوظاً في نتائجها المالية في العام 2020 على الرغم من الظروف المحلية والعالمية الصعبة نتيجة جائحة كورونا وتداعياتها. ما هي أهم العناصر التي دعمت هذا النمو؟

تميّزت "اتصالات" بنتائجها الإيجابية خلال العام 2020 مقارنة بشركات الاتصالات الأخرى، وحققت نمواً وصلت نسبته إلى 3.8 في المئة في الأرباح الصافية الموحدة التي بلغت 9 مليارات درهم، وهذا يعود لسببين رئيسيين: الأول الاستثمار القوي في البنية التحتية خلال السنوات الماضية، والذي أسهم بدور محوري في التعامل مع الضغط الكبير الذي شهدته شبكات "اتصالات" من قبل المستخدمين خلال جائحة كورونا بسلاسة، حيث تميزت شبكاتنا سواء في الإمارات أم في المجتمعات الأخرى التي نتواجد فيها بالسعة اللازمة التي سمحت لها بالعمل من دون أية معوقات، والثاني، جهوزية تامة لفرق العمل لتأمين استدامة الاعمال، وتحويل العمليات رقمياً، ما أدى إلى سهولة التحرك، والاستمرار في تقديم خدمات رقمية رائدة ومبتكرة وعالية الجودة لعملائها من الأفراد والشركات والقطاعات المهمة بشكل متصل ومستدام ومن دون انقطاع.

التحوّل الرقمي

-  هل تتوقعون أن تستمر عوامل النمو نفسها للشركة في العام 2021؟

أدت الجائحة إلى تسريع معدلات التحول الرقمي، وأعتقد أن هذا التحول لا رجعة فيه. نحن مستمرون في خطة التوسع الرقمي في جميع الأسواق التي نعمل فيها، وفي تعزيز جهودنا نحو الاعتماد على الحلول الذكية ونحو تطوير تقنيات الحوسبة السحابية التي من شأنها المساهمة في تسريع خططنا نحو التحول الرقمي الذي سيمكِّن الشركات من أداء عمل ذكي ومتواصل، كل هذه العوامل ستساعد على النمو في الفترة المقبلة.

-  كيف تتوقعون على المديين المتوسط والبعيد أن يكون أثر التحول الرقمي على موقع "اتصالات" التنافسي، ونموذج أعمالها المستدام؟

 

نحن جاهزون بشكل كامل، ونعمل دائماً لنكون في المقدمة. لدينا الإمكانات اللازمة والقدرة على مزاولة الكثير من العمليات الخاصة بالمجموعة عن بعد، من خلال مراكز البيانات المتطورة، ومراكز الحوسبة السحابية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لإدارة وإصلاح الأخطاء في الشبكات تلقائياً وبزمن قياسي جداً بحيث لا يشعر فيها المشترك، كما نجحت "اتصالات" في أن تكون أول من قدّم شبكات الجيل الثالث والرابع والخامس في المنطقة، ونحن نملك شبكة الهاتف المتحرك الأسرع في العالم، ولدينا طموح في أن نكون أسرع شبكة في العالم في مجال الانترنت المنزلي، وأن تتحول خدماتنا كافة إلى الرقمنة.

 

توسع في الخدمات والأسواق

-   ما هي أهم الفرص التي تركّز عليها "اتصالات" لتحقيق استراتيجيتها للنمو، وكيف يمكن أن تتماشى هذه الفرص مع النموذج الرئيسي لأعمال الشركة وطموحاتها؟

لدينا خدمات رقمية متنوعة للعملاء من شركات وأفراد. بالنسبة الى الشركات، لدينا نمو كبير في مجال الحوسبة السحابية والأمن السيبراني وما يدور في فلكهما. استحوذنا في العام الماضي على شركة Help AG الشركة المتخصصة في مجال الأمن السيبراني للشركات وهي تحقق نمواً قياسياً في عملياتها. نحن نتعاون مع الجهات الحكومية في دولة الإمارات وفي الدول الأخرى التي نتواجد فيها، وأنجزنا مشاريع ضخمة في مجال التحول الرقمي في مصر، والمملكة العربية السعودية وغيرها، وقدمنا خدمات مبتكرة. فعلى سبيل المثال، أنجزنا في دولة الإمارات نظام حصنتك للتنبيه ضد الحرائق في المنازل، كما تعمل شركة موبايلي في السعودية مع وزارة الصحة وعدد من الشركاء على نظام الصحة الالكتروني لتحويل السجلات الصحية وحفظها رقمياً، وهناك مشاريع لنا في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر. لدينا أيضاً برامج وخدمات رقمية مضافة ومتطورة خاصة بالعملاء من الأفراد. فعلى سبيل المثال، لدينا برنامج الولاء الخاص باتصالات سمايلز (Smiles)، والذي يتضمن الكثير من الخدمات، وقد قمنا مؤخراً بإضافة خدمة جديدة له في الإمارات هي food delivery. لدينا أيضاً تطبيق eWallet ، الذي يساعد الأفراد على دفع الفواتير بسهولة وسرعة وأمان، من دون الحاجة إلى حساب بنكي، هذه التطبيقات وغيرها من الخدمات المبتكرة تساعد على النمو في الإيرادات، مع الإشارة إلى أن النمو في الإيرادات أصبح يأتي من الخدمات الرقمية الجديدة في الجهتين. 

-   كيف تعمل "اتصالات" على التوسع في أعمالها؟ وهل سيتم التركيز على التوسع الجغرافي، أو التوسع من خلال ابتكار وتطوير خدمات ومنتجات جديدة؟

نعمل في "اتصالات" بشكل دائم ومستمر على التوسع في الخدمات والحلول الرقمية الرائدة والمبتكرة في مختلف الأسواق والمجتمعات التي نتواجد فيها، ويأتي استحواذنا مؤخراً على شركة Help AG الشركة الإقليمية المتخصصة بتوفير خدمات الأمن السيبراني وحلوله كمؤشر واضح على ذلك. أما بالنسبة إلى الدخول إلى أسواق جديدة فهو أمر ممكن سواء الدخول كمشغل اتصالات عادي طالما هذه الأسواق متوافقة مع الخطط والاستراتيجيات الخاصة بنا في التوسع، أو الدخول إلى هذه الأسواق عن طريق خدمات "اتصالات" مثل شركة Help AG، حيث إنه من الممكن أن نقدم خدمات في أسواق ليس لدينا فيها تواجد، وذلك بالتعاون مع شبكات الاتصالات الموجودة في تلك الأسواق أو المجتمعات.

تميّز وريادة في الخدمات

-  هل تسعون إلى أن تكونوا محركاً للنمو في المجتمعات التي تتواجدون فيها من خلال الخدمات المتعددة التي تقدمونها، خصوصاً الرقمية منها؟

طبعاً، هناك العديد من الدراسات الصادرة عن الأمم المتحدة والبنك الدولي تقول إنه كلما توجه الاقتصاد نحو الرقمنة أكثر كلما كانت معدلات نمو وقوة هذا الاقتصاد أكبر. لدى قيادتنا الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة رؤية واسعة جداً بضرورة وجود تميّز وريادة في الخدمات، من هنا فإننا نعمل في "اتصالات" على تحقيق هذه الرؤية، أما في المجتمعات التي نتواجد فيها، فإننا نعمل على أن نكون محركاً للنمو، من خلال مساعدة تلك المجتمعات على تمكين التحول الرقمي الذي يساعد بدوره على تمكين النمو الاقتصادي وتعزيزه فيها. لقد أصبح قطاع الاتصالات من أهم القطاعات الاقتصادية، ففي كثير من الدول أصبح هذا القطاع يسهم بــ 2 إلى 5 في المئة من الناتج القومي وهذه نسبة كبيرة، أضف إلى ذلك أن صناعة الاتصالات أصبحت إحدى الركائز والمقومات الأساسية لنمو عدد كبير من الصناعات وبالشكل الذي يسهم في تمكين النمو الاقتصادي.

-  صادقت الجمعية العمومية لـ "مجموعة اتصالات" مؤخراً على توصيات مجلس الإدارة بزيادة سقف تملك المساهمين من غير مواطني دولة الإمارات لتصل إلى 49 في المئة من رأس مال الشركة. ما هي انعكاسات هذه المبادرة برأيكم على تسريع وتيرة النمو وزيادة قيمة الشركة؟

لا شك أن هذه المبادرة تعبّر عن رؤية حكيمة، ستؤدي الى زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتعظيم القيمة المحلية للسوق، وكذلك تقوية مركز "اتصالات"، وستشكل أيضاً حافزاً لتحقيق نتائج قوية في المستقبل. نحن نتوقع تسارع وتيرة النمو في الفترة المقبلة، ونضع الخطط المناسبة لتحقيق هذا الهدف.

جهوزية كاملة لمواجهة التحديات

-   ما هي أبرز التحديات التي تواجه شركات الاتصالات في المنطقة في ظل استمرار تداعيات الجائحة، والتحولات الاقتصادية لدول المنطقة، وتسارع التحول الرقمي في العالم؟ 

إن التحول الرقمي كما ذكرت مهم جداً لتطور شركات الاتصالات ونموها، لكن الجائحة كان لها تأثير سلبي على مصادر الدخل وما زالت تؤثر في الفترة الحالية. على سبيل المثال، فقد كانت خدمة التجوال الدولي تشكل أحد مصادر الدخل المهمة، سواء من خلال السياحة الوافدة او الخارجية، هذه الخدمة انخفضت بنسبة كبيرة جداً وانعدمت في بعض الدول، إضافة إلى تأثرنا بتوقف العمل في بعض القطاعات نتيجة الجائحة وتداعياتها، مثل قطاعات الطيران، السياحة، الضيافة وغيرها، كما إن أحد أهم التحديات التي واجهتنا خلال الأزمة هو كيفية تحقيق التوازن ما بين نمو الأعمال وضمان سلامة العملاء والموظفين. وفي هذا الإطار، قمنا بخطوات جبارة، حيث كنا من أوائل الشركات التي وضعت أجهزة قياس حرارة في جميع مراكز الخدمة للكشف الدوري عن الموظفين والتأكد من أنهم يتبعون الاحتياطات والإجراءات المطلوبة، كما قمنا بحملات بالتعاون مع الجهات الصحية لتطعيم الموظفين، خصوصاً الذين لديهم اختلاط مع العملاء في مراكز الخدمة وعمال التركيبات ومهندسي الصيانة. كل هذه تشكل تحديات كبيرة إلا أن "اتصالات" قادرة على مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها.

-   ما هي أبرز الأولويات للشركة في الفترة المقبلة؟

يعتبر تعزيز التحول الرقمي في دولة الامارات والدول الأخرى التي نعمل فيها من أبرز أولوياتنا. سنواصل في الفترة المقبلة الاستمرار في الاستثمار في البنية التحتية وتمكين العملاء من التحول الرقمي، عن طريق توفير الحوسبة السحابية وخدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتوفير أحدث الأجهزة سواء أجهزة الاتصالات أو حتى أجهزة الحواسب، إضافة إلى دخولنا في شراكات ومشاريع تعاون مع الشركات العملاقة التي تعمل في مجالات الأمن والمراقبة، وانترنت الأشياء (IOT)، ومشاريع العدادات الذكية للكهرباء او المياه أو الغاز، وبالطبع الاستمرار في اتخاذ التدابير والإجراءات كافة لحماية موظفينا وعملائنا.

-   ما هي أهم العبر التي يُمكن استخلاصها من جراء أزمة كورونا؟

نحن جزء من المجتمعات التي نتواجد فيها، وبالتالي فإن دورنا خلال هذه الأزمة لم يكن دوراً اقتصادياً بحتاً، وانما أيضاً المساهمة في مساعدة ودعم هذه المجتمعات. في هذا الإطار، قمنا في دولة الامارات وفي دول عديدة في إطلاق العديد من المبادرات بالتنسيق مع الجهات الرسمية، في دول كثيرة فتحنا المواقع الخاصة بالتعليم بطريقة مجانية بحيث يستطيع الطلبة الدخول إلى هذه المواقع ومواصلة تعليمهم ودروسهم. وفي الإمارات وفي دول أخرى أعطينا خطوط انترنت مجانية لغير القادرين أو للذين ليست لديهم انترنت في المنزل، كما تعاونا مع جهات لها علاقة بالتعليم من أجل توفير بنية تحتية تحتمل عدد الطلبة الذين كانوا مسجلين ويمارسون حصصهم بطريقة رقمية. "اتصالات" هي جزء من المجتمع وبالتالي كان الهدف هو دعم المجتمع بصفة عامة لان صحة الشركة هي من صحة المجتمع ككل.

-   هل لديكم خطط في موضوع الاستدامة والتغيير المناخي؟

نحن نتجه أكثر وأكثر نحو استخدام الطاقة المستدامة، ولدينا فريق عمل كامل يعمل على تقليل آثار الكربون في الشركة، وقريباً سنعلن عن تاريخ التخلص نهائياً من مخلفات الكربون، ونعمل على تقليل استهلاك الكهرباء في جميع الأجهزة التي نستعملها في شبكاتنا، كما بدأنا بالاستعانة بالطاقة المتجددة والمستدامة في العديد من عملياتنا.