الإمارات: نحو أنظمة رعاية صحية أكثر ذكاء

أظهر التقرير الأول لشركة ألفاريز آند مارسال للخدمات الاستشارية الصادر أخيراً تحت عنوان "أداء القطاع الصحي الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة" في الربع الأول من العام 2021، كيف ساهمت جائحة كوفيد–19 بالتوجه نحو بيئة أكثر ذكاء لأنظمة الرعاية الصحية، وخلص إلى أن "التعاون والابتكار" هما مفتاحا النمو في المستقبل.

شارك في إعداد الدراسة كل من العضو المنتدب ورئيس قسم الرعاية الصحية وعلوم الحياة في ممارسة تحسين الإستراتيجية والأداء لدى ألفاريز آند مارسال الشرق الأوسط كريم بن حمرالعين، ومديرة الرعاية الصحية وعلوم الحياة في ممارسة تحسين الإستراتيجية والأداء لدى ألفاريز آند مارسال الشرق الأوسط في دبي د. سارة ألوم رويز.

بن حمرالعين قال إن "جائحة كوفيد-19 تسببت في العديد من التحولات التأسيسية. نرى زيادة في مشاركة المستهلك في اتخاذ قرارات الرعاية الصحية، كذلك يتيح التبني السريع للخدمات الرقمية لخدمات الرعاية الصحية عن بُعد، والشراكات الاستراتيجية الجديدة وعمليات التكامل الرأسية والأفقية، الوصول إلى قطاعات السوق الجديدة إلى جانب الكفاءات التشغيلية للمشتريات والقوى العاملة".

وأضاف:"بينما تدعم السلطات التنظيمية التحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير، فإن الديناميكيات الحالية تدفع أصحاب المصلحة الآخرين في جميع أنحاء المنطقة للابتكار والتعاون".

زيادة استخدام الخدمات الصحية

وأدت الجائحة إلى زيادة استخدام الخدمات الصحية عن بُعد في جميع أنحاء الإمارات، والتي تعتبر الآن حلاً مستداماً طويل الأجل. ونظراً الى النمو المتوقع في قطاع الخدمات الصحية عن بُعد في الدولة بمعدل سنوي مركب يبلغ 25 في المئة، اعتباراً من العام 2020 إلى ما يقدر بـ 536.5 مليون دولار (19.7 مليار درهم إماراتي) بحلول العام 2025، قد تصبح الخدمات الصحية عن بُعد الحل الأول للتعامل مع أزمات الصحة العامة وركيزة أساسية لرعاية المرضى حتى بعد كوفيد–19".

ووفق الدراسة، أفادت 91 في المئة من شركات التأمين المحلية أن حاملي وثائقهم توجهوا لخدمات الرعاية الصحية عن بُعد مؤخراً، مقابل 31 في المئة قبل انتشار الوباء، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 60 في المئة نتجت عن الوباء. ومن المرجح أن يستخدم أكثر من 50 في المئة من الوافدين في الإمارات الخدمات الصحية عن بعد للرعاية الأولية، أي بنسبة 14 في المئة أكثر من المتوسطات العالمية.

الاستثمار وبناء الشراكات

وذكرت الدراسة أنه تبعاً لجائحة كوفيد–19، يقوم كبار دافعي خدمات الرعاية الصحية بالاستثمار وبناء الشراكات واستكشاف عمليات الاستحواذ التي ستزيد من توسيع نماذج أعمالهم واحتواء التكاليف حيث يمهد مقدمو الخدمات الطريق لنماذج الرعاية المختلطة المستقبلية.

وشهدت الإمارات العام 2020 زيادة بنسبة 8 في المئة في أقساط التأمين، متجاوزة معدل التضخم. وفي ظل الارتفاع المستمر في نفقات الرعاية الصحية في دبي، ومع تحمل أصحاب الأعمال العبء بسبب التأمين الإلزامي، فإن جهات الدفع الإقليمية تعدل سياسات السداد لتسريع التحول إلى نماذج السداد القائمة على القيمة.

ارتفاع عدد المستشفيات

وتابعت الدراسة أن عدد المستشفيات يشهد نمواً ثابتاً على أساس سنوي، بمعدل 6.2 في المئة، إذ أدت زيادة العرض إلى خلق منافسة متزايدة بين مقدمي الرعاية الصحية، وأدت بدورها إلى تحويل التركيز نحو المرونة التشغيلية وتنويع الإيرادات.

وأوضحت ألوم رويز أنه "كان للوباء تأثير متعدد الأوجه على مقدمي الرعاية الصحية. لا يزال هناك تحول في طلب المرضى، فضلاً عن زيادة المنافسة وضغوط التكلفة. لهذا، ستحتاج المؤسسات التي تبحث عن زيادة في الفرص إلى التركيز على برامج التحول التي تزيد من الكفاءة التشغيلية، وتطور العمليات للتكيف مع التغييرات في سلوكيات المرضى والعمل على زيادة تدفقات الإيرادات البديلة التي تتيح نمو الإيرادات بشكل عام، وذلك بهدف تحقيق الاستمرارية والمضي قدماً".