قطاع الاتصالات السعودي في الربع الأول 2021: ايرادات قياسية تدعم الأرباح

نمت الأرباح المجمعة لشركات الاتصالات المدرجة في المملكة العربية السعودية خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 2 في المئة على أساس سنوي لتتخطى 3.2 مليارات ريال سعودي (860 مليون دولار)، مستفيدة من تحسن الايرادات.

وبدأ قطاع الاتصالات السعودي يستعد للدخول في مرحلة جديدة من النمو، مرتكزاً على تطوير خدمات غير تقليدية مرتبطة بالتطور التكنولوجي بما فيها الخدمات السحابية ومراكز البيانات وخدمات الترفيه الرقمي والحلول التقنية لروّاد الأعمال.

ويتمتع 93 في المئة من سكان المملكة بإمكانية الوصول إلى الإنترنت وفقًا لهيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مقابل المعدل العالمي البالغ 53 في المئة وهو ما سيشكل محركاً للنمو الطويل الأجل للشركات المشغلة ويساعد على رفع متوسط العائد لكل مستخدم (ARPU).

إلى ذلك، ستساهم خطط المملكة الطموحة  لتنويع الاقتصاد وتطوير قطاعات السياحة والترفيه والثقافة والاقتصاد الرقمي والخدمات اللوجستية والمشاريع العملاقة بتنمية قطاع الاتصالات.

الايرادات عند مستويات قياسية

ارتفعت الايرادات المجمعة لشركات الاتصالات المدرجة في المملكة العربية السعودية بنسبة 8.5 في المئة على أساس سنوي لتصل الى 21.2 مليار ريال سعودي خلال الربع الأول من العام 2021.

وتعتبر هذه أعلى ايرادات فصلية يسجلها القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وساهم نمو قطاع الأعمال ورفع معظم القيود المرتبطة بجائحة كورونا بعد مؤشرات قوية على احتواء الوباء وتراجع الاصابات وتسارع برنامج التلقيح بتنمية الايرادات.

بدورها، تحسنت الأرباح التشغيلية بنسبة 10 في المئة لتصل إلى 4 مليارات ريال سعودي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق مع نجاح كل من الشركات الثلاثة بخفض نفقاتها التشغيلية، وبلغ هامش الربح التشغيلي 18.9 في المئة مقارنة بنحو 18.7 في المئة خلال الربع الأول من العام الماضي.

الى ذلك، أظهرت القوائم المالية للشركات تدني مصاريف التمويل مع تسديد قسم كبير من القروض المستحقة، وتراجع حجم القروض بنسبة 21 في المئة الى 25 مليار ريال سعودي.

في المقابل، تراجع صافي الانفاق الاستثماري بنحو 607 ملايين ريال سعودي على أساس سنوي ليصل إلى 1.8 مليار ريال، متأثراً بانخفاض التدفقات النقدية التشغيلية بنسبة 35 في المئة الى 2.8 مليار ريال، إلا أنه من المتوقع أن يعاود هذا الانفاق نموه خلال الفترة القادمة وأن يتركز على نشر خدمات الجيل الخامس وتحديث البنية التحتية.

وتعمل الشركات على التعاون فيما بينها من أجل الوصول إلى استعمالات أفضل لشبكة البنية التحتية التي تمتلكها، فخلال شهر آذار/مارس الفائت أعلنت كل من شركة "موبايلي" وشركة "زين السعودية" عن موافقة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بتشكيل تحالف للإستحواذ على أبراج الاتصالات المملوكة لكل من الشركتين ودمج وتوحيد هذه الأبراج تحت كيان تجاري مسجل في السعودية تحت اسم "شركة الأبراج".

إقرأ الآن:

ماذا بعد تحالف الأبراج بين "موبايلي" و "زين السعودية"؟

أس تي سي تحافظ على زخم الايرادات

سجلت شركة الاتصالات السعودية "أس تي سي" أرباحاً بقيمة 3 مليارات ريال في الربع الأول من العام الحالي، مرتفعة بنسبة 1 في المئة على أساس سنوي ومستفيدة من نمو الايرادات التي ارتفعت بنسبة 13 في المئة لتصل الى 16 مليار ريال سعودي، مدعومة بنمو عدد الخطوط العاملة وارتفاع ايرادات البيانات.

كما نما قطاع الأعمال بنسبة 33.4 في المئة نتيجة الطلب المتزايد على خدمات الشركة وقدرتها على الاستجابة السريعة بينما نمت قاعدة مشتركي النطاق العريض والنفاذ اللاسلكي الثابت بنسبة 10.1 في المئة وقاعدة الألياف البصرية بنسبة 26 في المئة.

بدورها، ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 16 في المئة لتصل إلى 3.5 مليارات ريال سعودي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق مع نجاح الشركة بخفض مصاريفها التشغيلية. وبلغ هامش الربح التشغيلي 22.19 في المئة مقارنة بنحو 21.56 في المئة خلال الربع الأول من العام الماضي.

في المقابل، تأثرت نتائج الشركة بتسجيل مصاريف غير تشغيلية بقيمة 126 مليون ريال سعودي خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بإيرادات غير تشغيلية كانت قد سجلتها في الربع الأول من العام الماضي بقيمة 496 مليون ريال ناتجة عن بيع حصة في شركة "كريم" إثر استكمال شركة "أوبر" عملية الاستحواذ عليها.

وتماشياً مع هذه النتائج الايجابية والتزاماً بسياسة توزيع الأرباح لفترة ثلاث سنوات والتي بدأت في الربع الرابع من العام 2018، أعلنت الشركة عن توزيعات نقدية بقيمة ملياري ريال على مساهمي الشركة عن الربع الأول من العام الحالي، أي ما يعادل 1 ريال للسهم.

إقرأ:

أس تي سي" في الربع الأول: نمو الايرادات والارباح"

موبايلي : قفزة كبيرة في الارباح  

ارتفعت أرباح شركة إتحاد إتصالات "موبايلي"، المدرجة في المملكة العربية السعودية، بنسبة 74 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 226 مليون ريال سعودي في الربع الأول من العام الحالي، مستفيدة من تراجع المصاريف.

واستقرت الايرادات عند 3.6 مليارات ريال سعودي، مرتفعة بنسبة هامشية بلغت 0.1 في المئة ومستفيدة بشكل رئيسي من ارتفاع مبيعات قطاع الأعمال ونمو قاعدة الألياف الضوئية، الأمر الذي عوّض عن تراجع خدمة التجوال الدولي وخفض الأسعار التحاسبية للمكالمات الإنتهائية.

وارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 25 في المئة لتصل إلى 369 مليون ريال سعودي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، مع نجاح الشركة بخفض النفقات التشغيلية. وبلغ هامش الربح التشغيلي 10.24 في المئة مقارنة بـ 8.22 في المئة خلال الربع الأول من العام الماضي. بدورها، استفادت الشركة من تدني مصاريف التمويل بقيمة 36 مليون ريال سعودي لتصل عند 236 مليوناً.

وتحسنت التدفقات النقدية التشغيلية بقيمة 366 مليون ريال على أساس سنوي لتبلغ 1.2 مليار ريال، إلا أن الشركة عمدت إلى خفض النفقات الرأسمالية بنسبة 85 في المئة على أساس سنوي إلى 155 مليون ريال، وهو ما يمكن رده إلى سعي موبايلي للحفاظ على سيولة مرتفعة لدفع التوزيعات النقدية التي أقرّتها للمساهمين عن العام الماضي والبالغة 385 مليون ريال وذلك بعد انقطاع دام 7 سنوات، كما وإلى خفض حجم المديونية.

إقرأ ايضاً:

موبايلي: نمو الأرباح 74 في المئة بالربع الأول

زين تقلص الخسائر المتراكمة

سجلت شركة الاتصالات المتنقلة السعودية "زين السعودية" أرباحاً بقيمة 41 مليون ريال سعودي خلال الربع الأول من العام الحالي، متراجعة بنسبة 61 في المئة على أساس سنوي ومتأثرة بتدني الايرادات وارتفاع التكاليف.

وتراجعت ايرادات الشركة بنسبة 5 في المئة لتصل الى 1.9 مليار ريال سعودي  بسبب التأثير المستمر لجائحة كورونا على أعمال الشركة والذي أدى إلى تدني حجم الخدمات المقدمة. بالمقابل، ارتفعت التكلفة المباشرة مما أدى إلى تراجع إجمالي الربح بنسبة 17 في المئة لتصل إلى 1.2 مليار ريال سعودي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق،  وبلغ هامش إجمالي الربح 62.8 في المئة مقارنة بنحو 72.2 في المئة خلال الربع الأول من العام الماضي.

في المقابل، استفادت الشركة من خفض بعض المصاريف التشغيلية وتدني مصاريف التمويل بقيمة 139 مليون ريال سعودي لتصل إلى 121 مليون ريال نتيجة انخفاض متوسط الفائدة في السوق وتراجع إجمالي الديون بعد اتمام عملية إعادة هيكلة رأس المال نهاية العام الماضي.

وتظهر بيانات الربع الأول، تقلص الخسائر المتراكمة إلى 13 مليون ريال سعودي فقط، ممثلة 0.14 في المئة من رأس مال الشركة البالغ 8.987 مليار ريال سعودي. وتتوقع دائرة الأبحاث في "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال" أن تتمكن زين السعودية من محو خسائرها المتراكمة خلال الربع الثاني وهو ما قد يمهد لبدء توزيع الأرباح النقدية على المساهمين خلال الفترة القادمة.