الانسحابات تتوالى من معرض عالم بازل

لم تكد تمر أيام على إعلان إدارة معرض عالم بازل Baselword عن انضمام دارDolce & Gabbana  إلى قائمة العارضين في دورة هذا العام التي تنعقد ما بين 29 نيسان/أبريل و5 أيار/مايو، حتى أعلنت عن انسحاب دار بولغري Bvlgari  من الدورة نفسها.

قرار Bvlgari المفاجئ لم تكشف الدار عن سببه، بل اكتفى رئيسها التنفيذي جان-كريستوف بابان بالقول "إننا منفتحون على المشاركة في العام 2021، فور اتضاح المفهوم العام للمعرض وتواريخه وكلفة المشاركة فيه".

من المفارقة أن العلامة التابعة لقسم الساعات في مجموعة LVMH تنسحب بمفردها، ولا ينطبق الإنسحاب على الدور الأخرى التابعة لهذا القسم أي Hublot، وZenith و TAG Heuer ، حيث أكّد رئيس قسم الساعات في المجموعة ستيفان بيانشي إلتزام الدور الثلاث بالمشاركة في معرض عالم بازل الذي "يعد حدثاً رئيسياً في عالم صناعة الساعات السويسرية".

ومن المفارقة أيضاً، أن خروج Bvlgari من عالم بازل 2020 يأتي بعد شهر على تنظيم LVMH  معرضها الخاص "أسبوع LVMH للساعات- دبي"، والذي تمنى بابان في معرض تعليقه على الانسحاب "استمرار التعاون مع قسم الساعات لدى المجموعة لتنظيم معارض وأحداث خاصة عالمية على غرار معرض دبي"، ما قد يوحي باحتمال توجه الدار إلى تنظيم أحداثها الخاصة مستقبلاً، وأن معرض دبي هو "بروفة" تمهيدية للانسحاب من عالم بازل نهائياً.  

قاطرة الانسحابات

قرار الدار لم يفاجئ المهتمين بصناعة الساعات. فانسحاب Bvlgari ليس الأول، وربما لن يكون الأخير، رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة معرض عالم بازل منذ سنوات، لتطوير أحد أكبر الأحداث العالمية في صناعة الساعات والمجوهرات للحفاظ على العارضين الذين تسارعت وتيرة انسحابهم خلال العامين الماضيين، لاسيما بعد مغادرة أكبر مجموعة عارضة فيه هي Swatch Group العام الماضي. وتلاه انسحاب عدد من الدور الراقية، كان آخرها Breitling التي حسم رئيسها التنفيذي جورج كيرن عدم العودة إلى بازل، وشركةSeiko  اليابانية. وبذلك، يكون المعرض خسر في عشرة أعوام أكثر من نصف العارضين فيه والذي بدا واضحاً من خلال تقلّص مساحة المعرض وتغيير تصميمه العام الماضي، ليتلاءم ووضعه الجديد. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن داري Hermès  وGirard-Perregaux انتقلتا من عالم بازل إلى الصالون العالمي للساعات الرفيعة والذي ينعقد هذا العام تحت اسم Watches & Wonders Geneva 2020 قبل عالم بازل مباشرة. علماً أن الصالون خسر دارين أساسيتين هما Richard Mille وAudemars Piguet اللتين لن تشاركا فيه هذا العام.  

اتجاهات جديدة

بررت غالبية الدور التي غادرت عالم بازل والصالون قرارها بـ"عدم جدوى المعارض التقليدية"، وتركيزها في المقابل على أنشطة وأحداث خاصة تتوجه من خلالها إلى كل سوق من أسواقها، حيث تلتقي بشركائها المحليين وعملائها عن قرب، وتصغي إلى احتياجاتهم. كما إن التطورات التكنولوجية المتسارعة وما أنتجته من وسائل تواصل اجتماعي مكنتها من التواصل مباشرة مع زبائنها، والوصول إلى شرائح أصغر سناً من العملاء المحتملين، كما دفعت بالدور إلى تبني استراتيجية تواصل خاصة بها، وإنتاج تصاميم جديدة تحاكي هذه الاجيال المستجدة من العملاء، إضافة إلى خطط طرح منتجاتها. فلم يعد مقنعاً، بالنسبة إلى هذه الدور، طرح جميع الإصدارات دفعة واحدة، وانتظار شهور قبل توفرها في الأسواق وتسليمها إلى العملاء الذين باتوا يريدون المنتج فور طرحه.