"موانئ دبي العالمية" نحو الخروج من البورصة

أعلنت شركة موانئ دبي العالمية، واحدة من أكبر خمس شركات ادارة الموانئ في العالم، أنها طلبت من شركة الموانئ والمناطق الحرة العالمية، وهي المساهم الأكبر فيها بحصة 80.45 في المئة، الاستحواذ الكلي عليها.

وعليه، قدمت الشركة الأم طلب شراء جميع أسهم موانئ دبي بقيمة 16.75 دولار للسهم الواحد. ويمثل هذا الرقم علاوة 29 في المئة على سعر إغلاق السهم نهار الأحد 16 شباط/فبراير، وهو اليوم الذي سبق الإعلان عن هذا العرض.

يبلغ عدد أسهم موانئ دبي 830 مليون سهم، وبالتالي فإن قيمة الشركة تبلغ 13.9 مليار دولار. ويتوجب على شركة الموانئ والمناطق الحرة العالمية دفع 2.72 مليار دولار لصغار مساهمي موانئ دبي، وهي وقعت اتفاقية تمويل مع بنكي سيتي ودوتشيه لهذا الغرض.

وستحافظ موانئ دبي العالمية على استقلالية إدارية منفصلة عن شركة الموانئ والمناطق الحرة العالمية بعد اتمام عملية الشراء هذه وسحب أسهم الشركة من بورصة ناسداك في دبي.

دوافع الخروج من البورصة

 ردت "موانئ دبي العالمية" قرارها هذا إلى الأسباب التالية:

تحسين الملاءة المالية للشركة لمواجهة التحديات التي تواجه هذا القطاع عالميا، خصوصاً في ظل التوقعات الحالية التي تشير إلى إمكانية تباطؤ حركة التجارة العالمية نتيجة تراجع الطلب والخوف من الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وغيرها من الدول، بالإضافة إلى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتشار الأوبئة مثل كورونا وغيرها.

عدم القدرة على الاستفادة من إدراج أسهمها من أجل الحصول على التمويل المناسب من الأسواق المالية.  فوفقاً لبيانات العام 2018، بلغ حجم قروض الشركة 10.55 مليون دولار، نحو 60 في المئة منها سندات دولية. إلا أن نسب الفوائد على هذه القروض تعتبر مرتفعة نسبيا، ومن الطبيعي أن تطمح الشركة إلى خفض تكلفة الدين إذ أنه كل تراجع بواقع 25 نقطة أساس في معدل الفوائد سيمكّن موانئ دبي من زيادة أرباحها بنحو 26.4 مليون دولار.

عدم تجاوب سعر السهم مع أداء الشركة الإيجابي. فخلال السنوات الثلاثة الماضية فقد السهم نحو 27 في المئة من قيمته بالرغم من أن أرباح الشركة ارتفعت بأكثر من 53 في المئة.

وتعليقاً على هذه الخطوة، أكد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليّم أن العودة إلى الملكية الخاصة ستسهم في تحرير موانئ دبي العالمية من متطلبات السوق العامة المتمثلة في الحصول على عوائد قصيرة الأجل، وهو ما يتعارض مع أساسيات هذا القطاع، كما ستمكن هذه الخطوة الشركة من التركيز على تنفيذ استراتيجيتها متوسطة وطويلة الأمد لتصبح مزود الخدمات اللوجيستية الرائد في العالم. وتعهد بن سليّم بمواصلة التركيز على دمج عمليات الاستحواذ التي تم تنفيذها مع "شبكتنا العالمية من الموانئ، وشركات الخدمات اللوجيستية والمناطق الاقتصادية المترابطة ببعضها البعض.

بدوره، أشار المدير المالي لمجموعة موانئ دبي العالمية يوفراج تارايان إلى أن الصعوبات الناتجة عن الاكتتاب العام لأسهم الشركة تفوق المزايا المأمولة منه، وأن الانسحاب من بورصة ناسداك دبي سيصب في مصلحة الشركة إذ سيكون بإمكانها تنفيذ استراتيجيتها متوسطة وطويلة الأجل.