الكويت تبدأ بإعادة تدوير أكثر من 42 مليون إطار من إطارات السيارات الخردة

  • 2021-09-07
  • 14:30

الكويت تبدأ بإعادة تدوير أكثر من 42 مليون إطار من إطارات السيارات الخردة

بدأت دولة الكويت بإعادة تدوير أكثر من 42 مليون إطار من إطارات السيارات الخردة التي تراكمت على مدى 17 عاماً في منطقة أرحية الواقعة على بعد نحو 35 كيلومتراً من العاصمة الكويت ونحو 7 كيلومترات فقط من المناطق السكنية.

وشكّل هذا الموقع مصدر إزعاج للسكان بسبب الحرائق المتتالية التي كانت تندلع بين الحين والآخر في هذا الكمّ الضخم من الإطارات مسبّبةً سحباً من الدخان الأسود الضار بالبيئة والسكان. وفي هذا الإطار، أتمّت "الهيئة العامة للبيئة" في الكويت عملية نقل جميع الإطارات من منطقة أرحية إلى منطقة السالمي بالقرب من الحدود السعودية خلال 6 أشهر عبر شركات يقودها مبادرون، حيث بدأت جهود إعادة التدوير من دون أي تكلفة على الحكومة. ويقوم العمال بفرز الإطارات الخردة وتقطيعها لإنتاج منتجات مختلفة في مصنع لإعادة التدوير تديره شركة "أبيسكو العالمية للتجارة العامة" في منطقة السالمي، وتستخدم هذه المنتجات كوقود لمصانع الإسمنت ومنها ما يتم ضغطها لصناعة بلاط الأرضيات المطاطي الملوّن والعشب الصناعي فيما يستخدم بعضها في مناطق لعب الأطفال.

يذكر أن الحكومة الكويتية ترغب ببناء مشروع سكني يضمّ نحو 25 ألف منزل في منطقة أرحية بعد أن تحرّرت من مشكلة الإطارات التي كانت تشكّل أكبر عقبة في وجه هذا المشروع.

حسن: المحافظة على البيئة والتخلص من النفايات

وقالت الشريكة والمديرة التنفيذية لشركة "ابيسكو" آلاء حسن إن الهدف من المصنع هو المحافظة على البيئة والتخلص من النفايات بشكل جذري، باستخدام هذه الاطارات كمواد أولية لإنتاج مواد جميلة ذات ألوان زاهية يمكن استخدامها أيضاً في الجانب الجمالي وليس الصناعي فقط.

وأوضحت حسن في حديث إلى "رويترز" أن الشركة تقوم بتصدير منتجات المصنع إلى دول الخليج المجاورة وكذلك الى السوق الآسيوية، بالإضافة الى الاستهلاك المحلي، مشيرةً إلى أنه يمكن للمصنع الذي بدأ العمل في كانون الثاني/يناير 2021 إعادة تدوير نحو 3 ملايين إطار سنوياً كطاقة تشغيلية قصوى.

المري: نقلنا أكثر من 50 في المئة من الإطارات إلى السالمي

من جهته، قال المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة مجموعة "الخير القابضة" حمود المري إن شركته نقلت أكثر من 50 في المئة من الإطارات من منطقة أرحية إلى السالمي في شاحنات وصل عددها أحياناً إلى 500 يومياً، مشيراً إلى أن الشركة سوف تنقل للكويت تكنولوجيا تسمى الانحلال الحراري التي يتم من خلالها حرق الإطارات وتحويلها إلى مواد أولية.

وأوضح المري أن الانحلال الحراري ينتج نوعاً من الزيت يمكن بيعه للاستخدام في الأفران الصناعية مثل مصانع الإسمنت، وكذلك الرماد المعروف باسم الكربون الأسود الذي يمكن استخدامه في مختلف الصناعات، لافتاً النظر إلى أنه عندما يتم تحويل النفايات إلى طاقة لا شك أن هذه فائدة، مضيفاً أنها مواد مهملة تتم إعادة استخدامها ووضع قيمة لها.

تجدر الإشارة إلى أن الإطارات الخردة تعدّ مشكلة بيئية كبيرة في جميع أنحاء العالم، بسبب الأعداد الكبيرة لهذه الإطارات والمواد الكيماوية الداخلة في تركيبها والحرائق التي يمكن أن تنجم عن تراكمها.

وبلغ عدد المركبات في الكويت نحو 2.4 مليون مركبة في العام 2019، طبقاً لآخر أرقام نشرتها الإدارة العامة للإحصاء، ارتفاعاً من 1.5 مليون في العام 2010، ولا يوجد مدى زمني محدد لإعادة تدوير هذه الإطارات، لكن السلطات البيئية التي تسعى لتحويل منطقة السالمي إلى مركز لإعادة التدوير، ترغب في التخلص منها بأسرع وقت ممكن.