"ستراتا" الإماراتية: ريادة تكنولوجيا صناعة الطيران في المنطقة
"ستراتا" الإماراتية: ريادة تكنولوجيا صناعة الطيران في المنطقة
- دبي- زينة أبوزكي
في العام 2009 تأسست شركة ستراتا للتصنيع وهي شركة إماراتية مملوكة بالكامل لشركة مبادلة، وتعدّ "ستراتا" جزءاً من منصة "الاستثمارات في الإمارات" في "مبادلة" الوحدة المسؤولة عن ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي متكامل لصناعة الطيران، فضلاً عن دورها الرئيسي في توطين الصناعات ونقل الخبرات وتوفير فرص عمل للمواطنين الإماراتيين. عن الشركة وأهدافها يتحدث إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" رئيسها التنفيذي إسماعيل علي عبدالله.
يقول عبدالله إن "ستراتا" هي شركة متخصصة في صناعة أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة المتطورة، بدأت عملياتها التشغيلية في العام 2010 بخط إنتاج واحد واليوم أصبح لديها 20 خط انتاج، منها أكبر خط انتاج لدينا وهو الذيل العمودي لطائرة بوينغ 787 وهي أكبر قطعة تتصنع في المنطقة ويتم شحنها إلى الولايات المتحدة الأميركية.
فرص توطين الصناعات والتحديات
وتمكنت "ستراتا" بحسب عبدالله، من بناء قطاع جديد وهو قطاع صناعة الطيران كأول شركة متخصصة في الإمارات، ويضيف: "تمكّنا من توفير وظائف جديدة، كما نعمل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة لبناء ecosystem أي البيئة المتخصصة والتي تساعد في بناء قطاع صناعة الطيران، كما إن عملية التوطين هي أهم الأهداف الاستراتيجية لشركة ستراتا، فمنذ تأسيس الشركة أطلقنا برنامجاً خاصاً لتدريب الفنيين وبرنامجاً خاصاً لتدريب الكوادر الهندسية، حيث بلغت اليوم نسبة التوطين في "ستراتا" نسبة 64 في المئة، أما بالنسبة إلى موضوع تمكين المرأة ومشاركتها فهناك 9 من كل 10 مواطنين هم من الكوادر النسائية، كما تحدينا أنفسنا ووفرنا فرصاً جديدة لأصحاب الهمم، فهناك أشخاص يعانون من التوحد هم من ضمن كوادر الشركة، فالهدف دائماً هو توفير وظائف للشباب والمواطنين، ولقد تمكّنا من تحقيق ذلك ومستمرين. وعن التحديات التي واجهت الشركة خلال جائحة كورونا، يشير عبدالله أنه الرغم من أن صناعة الطيران كانت من أكثر القطاعات تأثراً ولكن التنويع في خطتنا الاستثمارية من ناحية خطوط الإنتاج ساعدتنا على أن نواجه التحدي وأعتقد أننا تخطينا المرحلة الأصعب.
ويؤكد عبدالله أنه في الإمارات ليست هناك تحديات كثيرة بل فرص أكثر، فالدولة توفر فرصاً كبيرة للصناعات، خصوصاً وأن استراتيجية الدولة هي بناء اقتصاد المعرفة الذي يتطلب وجود صناعات جديدة وحديثة تستخدم الثورة الصناعية الرابعة. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن وزارة الصناعة والتكنولوجية المتقدمة أطلقت خطة Operation 300 billions والتي تهدف من خلالها زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج الإجمالي للدولة، ونحن رؤيتنا في شركة ستراتا أن نبني مصانع وطنية بمعاييرعالمية، فبالإضافة إلى مصنع "ستراتا" مع شركة بوينغ، هناك مصنع آخر مع "سولفاي" تحت اسم "ستراتا سولفاي" للمواد المتقدمة وهو يصنع كاربون فايبر لشركة بوينغ لاستخدامه في طائراتها من طراز 777X.
البيئة والاستدامة والحوكمة
وعن موضوع الاستدامة يقول عبدالله: "نحن ننظر للاستدامة ليس فقط من الناحية البيئية ولكن من جميع النواحي تحت مفهوم ESG أي البيئة، الاستدامة والحوكمة وهي من ضمن استراتيجية شركة ستراتا، فعلى سبيل المثال، تعاونا مع شركة "مصدر" للعمل على كيفية تخفيض البصمة الكربونية لعمليات التصنيع في شركة ستراتا، كما استثمرنا في عدد من عمليات إعادة تدويرالأجزاء التي نقوم بتصنيعها أو المواد التي نستهلكها خلال عملية التصنيع. أما بالنسبة الى الاستدامة فهو موضوع مهم جداً ونحن كقطاع صناعة الطيران نوليه اهتماماً كبيراً تجسيداً لرؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة تلعب فيه الكوادر الوطنية دوراً محورياً، كما تحرص "ستراتا" على مشاركة المجتمع في مبادراتها التي تتمحور حول التكنولوجيا، الابتكار والشباب، وذلك لتعزيز بيئة مستدامة.
تنويع مروحة الاستثمارات
وعن تطور الاستثمارات يقول عبدالله: نحن لدينا 20 خط انتاج ولقد وقّعنا خلال معرض دبي للطيران أخيراً على 4 خطوط جديدة مع شركة "بييلاتوس" والهدف من ذلك تنويع محفظتنا الاستثمارية، وأن لا يقتصر التصنيع على الطائرات العريضة البدن بل أيضاً على طائرات رجال الأعمال، كما إننا نعمل بشكل استراتيجي مع مركز محمد بن راشد للفضاء لتوطين صناعة الفضاء.
التعاون مع صانعي الطائرات
ومن ضمن أهداف "ستراتا" تحقيق التعاون المثمر مع كبرى شركات صناعة الطائرات العالمية، وفي هذا الإطار، يقول عبدالله، تربطنا علاقة تعاون مع كل من إيرباص وبوينغ، فبالنسبة الى ايرباص نقوم بتصنيع قطع طائرات إيرباص A330 وA350 وA380، كما نصنع لطائرات شركة بوينغ 777 و 777X و787 Dreamliner ولشركة ليوناردو الإيطالية على طائرتي ATR 42/72 ولشركة Pilatos على طائرتي PC24 وPC12. ومما لا شك فيه أن التعاون مع هذه الشركات العالمية يساعدنا في نقل الخبرات والتكنولوجيا ومثال بسيط على ذلك، عملنا مع شركة بوينغ خلال السنوات الأربع الماضية على استحداث روبوت يخدم عمليات التصنيع للذيل العمودي لطائرة بوينغ 787، وهذا التعاون كان شراكة بين شركة ستراتا للتصنيع وشركة بوينغ الأميركية وجامعة خليفة. وهذا الروبوت بعد أربع سنوات من التطوير يعمل اليوم بشكل متقن على خط انتاج الذيل العمودي لطائرة بوينغ 787، وهذا أمر مهم جداً من ناحية نقل المعرفة، ولاسيما أن شركتي بوينغ وإيرباص فتحتا مصانعها بشكل دوري لإرسال مهندسين للتدرب على خطوط الانتاج حيث يخضعون لدورات تدريبية تتراوح مدتها من 8 إلى 12 شهراً ثم ينقلون معرفتهم إلى "ستراتا".
أهمية الذكاء الاصطناعي
وعن التحول الرقمي في نشاط "ستراتا"، يقول عبدالله: العام 2015 أسست شركة ستراتا وحدة متخصصة للأبحاث والتطوير، التي تعنى بمواضيع عدة منها الأتمتة، ومنها استحداث الربوتات على خطوط الانتاج، ومنها أيضاً الربط وهي كيفية توصيل المهندس أو الفني مع الآلة التي يعمل عليها، كما قمنا بتوظيف الذكاء الاصطناعي في عدد من العمليات في شركة ستراتا وذلك لقياس مستوى الجودة والمحافظة عليها، مشيراً إلى ان في عملية الانتاج والتصنيع ينتج عدد كبير جداً من المعلومات وهذا الكم من المعلومات لا يمكن تنفيذها في شهر أو شهرين بل تحتاج إلى فريق كبير جداً، لذلك ان استخدام الذكاء الاصطناعي يساعدنا على دعم عملية اتخاذ القرار والتنفيذ.
التدريب والتمكين
الأكثر قراءة
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال
-
صندوق النقد الدولي يحذر من النمو المتسارع للديون العالمية: لإجراءات عاجلة تكبح نموها
-
"بيورهيلث القابضة" الإماراتية تسجل صافي أرباح بقيمة 1.4 مليار درهم في 9 أشهر