شراء "اتصالات" 9.8 في المئة من اسهم "فودافون " يعزز فرصها الاستثمارية والخدماتية

ما كادت مجموعة "اتصالات" الإماراتية تعلن عن نيتها التوسع في الأسواق العالمية، حتى كشفت عن شرائها 2.77 مليار سهم في شركة "فودافون" البريطانية في صفقة لها دلالات استراتيجية ومالية مهمة.

بلغت قيمة الصفقة 4.4 مليارات دولار أميركي (16.1 مليار درهم اماراتي)، استحوذت "اتصالات" من خلالها على 9.8 في المئة من "فودافون"، ودفعت المجموعة الاماراتية نحو 10 في المئة علاوة على سعر سهم الشركة البريطانية وهو هامش متعارف عليه دولياً عند اتمام صفقات استحواذ على حصص وازنة في شركات مدرجة.

حسابياً، لا يوحد هذا الاستثمار النتائج المالية لـ "فودافون" مع "اتصالات" ذلك أن نسبته تقل عن 50 في المئة، كذلك قد يكون من غير الممكن احتسابه ضمن استثمارات شركات شقيقة أو ما يعادلها كون نسبته تقل عن 20 في المئة. وتالياً، فإن "اتصالات" ستكتفي بتسجيل أرباح من هذا الاستثمار في حال وزعت "فودافون" أرباحاً نقدية على المساهمين، علماً أن الشركة البريطانية تتميز بتوزيع أرباح نقدية سخية، ويبلغ العائد النقدي الحالي للشركة 6.4 في المئة، وهو من بين الأعلى عالمياً. وفي حال احتساب توزيعات العام الماضي مثلاً، ستتمكن "اتصالات" من تسجيل أرباح تقارب الـ 261 مليون دولار من هذا الاستثمار وهو ما يمثل نحو 10.2 في المئة من أرباح العام الماضي.

ويعتبر هذا النوع من الاستثمار، أي تملك نسبة تقل عن 20 في المئة في شركة مساهمة، من أكثر الأنواع الاستثمارية أماناً ويوفر استقراراً مالياً نسبياً للشركة المستثمرة.

لكن من المهم الإشارة، الى ان استثمار كهذا في حال عدم اقترانه باتفاقات تعاون محددة، لا يتيح لشركة "اتصالات" الافادة بشكل مباشر من شبكة "فودافون" ولا من حضورها الجغرافي، إلا في حال زيادة الشركة الاماراتية حصتها وعززت تمثيلها في مجلس إدارة الشركة البريطانية وبالتالي من تأثيرها كمستثمر وازن. وبالفعل، افصحت "اتصالات" عن طموحها ان تكون مستثمر استراتيجي في "فودافون"، في تلميح واضح عن نيتها رفع قيمة استثماراتها مستقبلاً، الامر الذي يخولها حينذاك، على الأقل الافادة من مزايا اي تعاون وثيق بين الشركتين.

وتعتبر "فودافون" واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم وتبلغ قيمتها السوقية نحو 41 مليار دولار أميركي وهي موجودة في 49 دولة ولاسيما في اوروبا وافريقيا. وفي المقابل، تمتلك "اتصالات" حصة الأكثرية في شركة "اتصالات المغرب" والموجودة أيضاً بقوة في السوق الافريقية. وعليه، يمكن لـ "اتصالات" إيجاد فرص لتعاون كبير بين الشركتين للافادة من الحضور الجغرافي المشترك في السوق الافريقية.

كما قد تتمكن "اتصالات" من الافادة من الخدمات الرائدة التي تقدمها "فودافون" ولاسيما في نطاق التكنولوجية وانترنت الأشياء والتحاويل والخدمات المالية الرقمية (فينتك) والترفيه المنزلي وغيرها، كما سيضع هذا الاستثمار "اتصالات" بين أولى الشركات العربية التي تتوسع في السوق الأوروبية. ويتناغم هذا الاستثمار مع قرار "اتصالات" التحول إلى التوسع خارج قطاع الاتصالات والتحول إلى مجموعة تكنولوجية واستثمارية رائدة عالمياً، بعدما غيرت المجموعة علامتها التجارية الى "&e" ، وأطلقت ضمن عملية التغيير ذراعاً لكل من خدمات المستهلكين "e& life" والخدمات الرقمية "e& enterprise"، وذراعاً للدمج والاستحواذ "e& capital".

في المقابل، تتطلع شركة "فودافون " إلى استقطاب استثمارات جديدة من مستثمرين استراتيجيين لتحسين متانتها المالية وخفض ديونها البالغة 46 مليار دولار، والتي تمثل 124 في المئة من حقوق المستثمرين، اضافة إلى توسيع فرص التوسع بعد اشتداد المنافسة في أسواقها الحالية.

وعليه، هل يكون قرار "اتصالات" الاستحواذ على 9.8 في المئة من "فودافون" مقدمة لزيادة هذه الحصة مستقبلاً وتصبح شركة دولية تنتشر في معظم أنحاء العالم؟.