وليّ العهد السعودي يطلق منظومة للاستثمار والشراكة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط

اغتنم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فرصة انعقاد "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض ليكشف النقاب عن دور جديد لـ"صندوق الاستثمارات العامة"، وهو المساهمة المباشرة في جهود التنمية في خمس دول عربية مجاورة للمملكة هي الأردن والبحرين والسودان والعراق وسلطنة عمان.

وسيضطلع الصندوق الاستثماري السعودي بهذا الدور الإقليمي المهم، من خلال خمس شركات استثمارية تابعة تستهدف استثمار نحو 24 مليار دولار أميركي في قطاعات استراتيجية مثل البنية التحتية والتطوير العقاري والتعدين والرعاية الصحية والخدمات المالية والأغذية والزراعة والتصنيع والاتصالات والتقنية.

ويستكمل "صندوق الاستثمارات العامة" بذلك مبادرة أعلن عنها في شهر آب/أغسطس الماضي، وتناولت تأسيس "الشركة السعودية المصرية للاستثمار" كشركة مملوكة بالكامل من الصندوق، وذلك من ضمن استراتيجيته الرامية لإيجاد الفرص الاستثمارية المجزية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وبناء شراكات اقتصادية استراتيجية تعزز التضامن الاقتصادي بين المملكة ودول المنطقة وتوفر للصندوق في الوقت نفسه العوائد المستدامة التي تعزز محفظة استثماراته في المملكة وحول العالم.

وأظهرت الأشهر الماضية امتلاك "صندوق الاستثمارات العامة" لخبرة متزايدة في استكشاف الفرص الاستثمارية في البلدان العربية المستهدفة، وخصوصاً فرص تملك حصص في الشركات المساهمة الواعدة، إذ تمكن في مرحلة أولى من الاستحواذ على حصص في أربع شركات ريادية مدرجة في البورصة المصرية هي: شركة "أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية" وشركة "مصر لإنتاج الأسمدة" وشركة "الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع" وشركة "إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية". وفي وقت لاحق، أعلن الصندوق السيادي السعودي في 3 تشرين الأول/أكتوبر الحالي الاستحواذ على 34 في المئة في شركة "بي تك" المتخصصة في تجارة التجزئة وتوزيع الأجهزة المنزلية والإلكترونية في مصر وذلك عبر شراء حصة في صندوق  "Development Partners International" البريطاني للاستثمار المباشر والذي يركّز على السوق الأفريقية، وذلك مقابل 150 مليون دولار.

ومع هذه الصفقة، ارتفعت القيمة الإجمالية للاستثمارات التي ضخّها الصندوق في الأشهر القليلة الماضية  في مصر، عبر الصفقات الخمس إلى نحو 1450 مليون دولار أميركي.

وتعطي الصفقات الاستثمارية لـ"صندوق الاستثمارات العامة" في مصر فكرة واضحة عن الاستراتيجية التي يتوقع أن يتبعها في الأسواق الخمس التي أعلن عن تأسيس شركات استثمارية متخصصة للعمل فيها مع الملاحظة أن كلاً من الأسواق المستهدفة، تتمتع بميزات مختلفة ويوفر بالتالي فرصاً كبيرة في مجالات الامن الغذائي والزراعة (السودان) أو الطاقة (العراق وسلطنة عمان) أو مجالات المال والعقار والصحة والصناعات الأساسية وغيرها.

وتمثل المبادرات الاستثمارية لصندوق الاستثمارات السعودي تطوراً مهماً في الاستراتيجية السعودية لبناء الشراكات الاقتصادية والسياسية على أساس المصالح المتبادلة، ودعم التنمية عبر الاستثمار المباشر، وهي استراتيجية حلّت وتحل تدريجياً محل استراتيجية المساعدات وقروض التنمية عبر الصناديق الحكومية أو الصناديق والشركات المشتركة، علماً أن المملكة تبقى إحدى أكثر الدول نشاطاً في توفير المساعدات المباشرة لعدد كبير من الدول النامية وهي قامت في وقت سابق من هذا الشهر بتقديم مساعدة مالية مباشرة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.