الفوز الكروي على الارجنتين يتوج شهراً منتصراً لولي العهد السعودي
الفوز الكروي على الارجنتين يتوج شهراً منتصراً لولي العهد السعودي
- أحمد عياش
في الثالث عشر من تموز/يوليو الماضي سألت كريستالينا جورجيفا الرئيسة التنفيذية لصندوق النقد الدولي" في مواجهة آفاق اقتصادية تزداد قتامة: كيف يمكن لمجموعة العشرين أن تستجيب؟" وفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، كان قادة دول المجموعة بينهم ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي ترأس وفد بلاده، يقاربون سؤال المسؤولة الدولية بجواب لاقى ترحيباً من السيدة جورجيفا نفسها.
ماذا جاء في جواب قمة العشرين؟ انه الدعوة الى مواجهة التحديات الدولية، ولاسيما ما يتصل بالوقاية من الأوبئة والاستجابة لها، وتوطيد التعاون وزيادة معدلات نمو الاقتصاد العالمي، وهذا الجواب الذي أكدت المملكة لاحقاً عليه من خلال قول الملك سلمان إن بلاده ستكون في قلب هذه الجهود في مرحلة يواجه العالم تحديات مصيرية بدأت بوباء كورونا وانتهت بحرب أوكرانيا التي لا تزال مستمرة.
الى بالي في أندونيسيا، حمل الوفد السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان حزمة حلول ومقترحات للنهوض بمشروع الإصلاح التنموي والاقتصادي العالمي. ففي مجال الطاقة، ساندت المملكة بولادة "ميثاق بالي"، الذي تضمن مجموعة مبادئ طوعية لتسريع تحولات الطاقة منها: أهمية دعم حلول تحولات الطاقة بجميع أشكالها بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون، والتركيز الواضح على أهمية التحول نحو نظم طاقة أكثر استدامة وتوازناً وعدالة، وأهمية استمرار تدفق الاستثمارات في تقنيات الطاقة النظيفة.
وفي المجال المالي، كانت المملكة ضمن الجهود المؤثرة لتخفيف تأثير جائحة كورونا على الأسواق المالية العالمية، والتدابير اللازمة على المدى المتوسط لدعم الاقتصاد العالمي خلال الأزمات، تحت شعار: "التعافي معاً، التعافي بشكل أقوى" من خلال التركيز على جهود التعافي من جائحة كورونا وتقوية التعاون الدولي لتعزيز البنية الصحية العالمية، من خلال تحسين الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة للتهديدات الصحية المستقبلية، واتخاذ إجراءات فورية للتصدي لأزمة انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها العالم، وتعليق مدفوعات خدمة الدين للدول الأكثر فقراً، والإطار المشترك لمعالجة الديون.
يجب ان لا ننسى ان المملكة تقع على مفترق طرق التجارة الدولية بين قارات ثلاث هي: آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتسعى لاستغلال هذا الموقع الجغرافي المميز وعقد شراكات استراتيجية جديدة لتنمية الاقتصاد ومساعدة الشركات السعودية على زيادة صادراتها، كما إن انفتاح المملكة على الاستثمارات والأعمال سيعزز الإنتاجية ويسرع التحول لكي تصبح المملكة من بين أكبر اقتصادات العالم، وسيجري تحقيق ذلك من خلال تحسين بيئة الأعمال، وإعادة هيكلة القطاع العام، وتنويع الاقتصاد، والاستثمار في مشاريع عملاقة ذات طابع تحولي وتأمين الاستدامة الاقتصادية والمالية واستقطاب الاستثمارات العالمية ورفع جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.
ومن قمة العشرين الى قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك)، في تايلاند حيث شارك ولي العهد السعودي في الحوار غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء بالمنتدى وذلك للمرة الأولى، وجاء قرار دعوة المملكة للمشاركة في المنتدى، في إطار التركيز على التعاون المشترك دولياً، إنطلاقاً من تصدر المملكة دول مجموعة العشرين «G20» من حيث معدل النمو خلال العام 2022، وفق تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، الصادر عن صندوق النقد الدولي تشرين الأول/أكتوبر 2022، حيث ثبّت الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي، خلال العام 2022، عند 7.6 في المئة، كما توقّع صندوق النقد الدولي أيضاً نمو اقتصاد السعودية لعام 2023 بمعدل 3.7 في المئة، وفقاً للتقرير نفسه.
وفي تايلاند، وعلى المستوى الثنائي، ثمّن الأمير محمد بن سلمان، دعم بانكوك تايلاند لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في الرياض، بينما أعرب رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوشا عن تقديره للسعودية على نظرها بعين الاهتمام في دعم ترشيح بلاده لاستضافة معرض بوكيت إكسبو 2028، وقد تبادل الجانبان عدداً من مذكرات التفاهم بين البلدين.
وخلال زيارته لبانكوك، تسلم الأمير محمد بن سلمان شهادة الدكتوراه الفخرية، من جامعة كاسيتسارت التايلاندية في مجال معرفة الأرض من أجل التنمية المستدامة، بينما أعرب رئيس الجامعة عن شكره وتقديره لولي العهد السعودي لما تقدمه المملكة من مبادرات وحلول فاعلة في مجال البيئة ودعم أهداف التنمية المستدامة.
ومن تايلاند الى كوريا الجنوبية، جرى خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان لسيول إبرام 26 اتفاقية بقيمة إجمالية تقارب 29 مليار دولار. ومن بين هذه الاتفاقات مشروع يدعى "شاهين" الذي شكّل أكبر استثمار أجنبي في كوريا بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار. ويعمل المشروع على تطوير مرفق تكسير بخاري للبتروكيماويات المتكاملة بمقاييس عالمية.
ما هي خلاصة هذه الجولة الآسيوية غير المسبوقة التي قام بها ولي عهد المملكة؟
يجيب الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، قائلاً:" إن جولة الأمير محمد بن سلمان "تعبّر عن رؤية 2030 في العمل مع الدول الشقيقة والصديقة كافة نحو تحقيق الأهداف والطموحات التي تعزز من الازدهار والنماء للدول والشعوب"، ولفت الى أن دعم المملكة لصندوق الوساطة المالية للأمن الصحي والمسمى بصندوق الجائحة (Pandemic Fund) بمبلغ قدره 50 مليون دولار، جاء استكمالاً لمبادرة المملكة أثناء رئاستها لمجموعة العشرين العام 2020، بهدف توفير التمويل للبلدان والمناطق المنخفضة والمتوسطة الدخل لتعزيز قدرتها للوقائية من الجوائح المستقبلية.
ومن آسيا الى مونديال قطر، حيث شارك الأمير محمد بن سلمان في الاحتفال تلبية لدعوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ويمكن القول إن "ختام" جولة وصلت الى الطرف الآخر من العالم كانت "مسكا"، فقد تسنى لولي عهد المملكة ان يواكب لاحقاً من الرياض مباراة المنتخب السعودي ضد المنتخب الارجنتيني والذي حقق "فوزاً تاريخياً" بهدفيّن مقابل هدف واحد، ووفق النيويورك تايمز، فإن هذه النتيجة" تصنّف واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة الممتد على مدار 92 عاماً".
وفي قراءة لتحرك ولي العهد الذي بدأ اولاً في شرم الشيخ بمصر في قمة المناخ العالمية وانتهت في الدوحة بقطر عنونت رويترز بالاتي: "الفوز في كأس العالم يتوج شهراً منتصراً لولي العهد السعودي"، وجاء في التحليل الذي كتبه إيشان ثارور:" قوبل حماس ولي العهد لكأس العالم في قطر بالمثل من قبل أمير قطر، الذي لوح بالعلم السعودي في الملعب بينما كان السعوديون يسجلون فوزهم"، وقال: "إلى جانب تأثير الرياض الدائم على أسواق الطاقة العالمية، تظهر الحالة الراهنة اليد القوية لولي العهد السعودي، كما يسلط الضوء على الصعوبات المستمرة التي يواجهها أولئك في واشنطن الذين يأملون في تحويل السياسة الأميركية في المنطقة بعيداً عن السعوديين".
لن يكون المشهد الآسيوي المميز سعودياً هذا الشهر سوى تمهيد لمشهد أعظم الشهر المقبل عندما يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة رسمية للمملكة في الأسبوع الثاني من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، في إطار قمة منتظرة بين البلدين، وتحدث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان عن ثلاث قمم مع الرئيس جين بينغ، هي: القمة السعودية – الصينية، والقمة الخليجية – الصينية، والقمة العربية – الصينية.
كما سلف، فهذا المشهد الآسيوي للسعودية هذا الشهر، وفي الشهر المقبل يعكس واقع المملكة على مفترق طرق التجارة الدولية بين قارات ثلاث هي: آسيا وأوروبا وأفريقيا، وان تكون السعودية في منطقة وسطى بين ثلاث قارات شيء، وان تقوم بالدور الذي يجسّد هذا البعد الجغرافي والاستراتيجي شيء آخر. لهذا يبدو عنوان تحليل وكالة رويترز "الفوز في كأس العالم يتوج شهراً منتصراً لولي العهد السعودي،" يقدم توضيحاً لما سلف.
مؤسسات
الأكثر قراءة
-
الملتقى الاقتصادي التركي - العربي الخامس عشر: لمزيد من التعاون المشترك بين تركيا والبلدان العربية
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال