تطورات في خطط تمويل البنك السويسري المتأزم

أدى الاهتمام المستمر من أوساط المستثمرين الخليجيين، ولاسيما في المملكة العربية السعودية، إلى تحسن ملموس في حظوظ بنك كريدي سويس للخروج من أزمة الخسائر المتراكمة التي يعاني منها منذ سنوات، وبالتالي استكمال الجهود المبذولة لإعادة رسملته من جهة، وفي الوقت نفسه، إعادة هيكلة بنك العمليات الاستثمارية التابع للبنك وزيادة رأس ماله تحت قيادة جديدة.

تطور إيجابي

وفي تطور جديد، ذكرت وكالة بلومبرغ أخيراً، أن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يدرس جدياً ضخ 500 مليون دولار في الذراع الاستثمارية لبنك كريدي سويس في رهان واضح على البنك الذي يمتلك خبرات طويلة في عمليات الدمج والتملك M&A والتمويل المستند إلى ضمانات Leveraged Finance، لكنه تأثر بقوة بأزمة الخسائر والمشكلات الإدارية التي تعرض لها البنك الأم، الأمر الذي أدى إلى خسارته لحسابات عدة وتراجع أعماله بقوة في السنوات الأخيرة.

وذكرت أوساط بلومبرغ أنه لم يتضح الطريقة التي يمكن ان تتم فيها هذه المساهمة في حال حدوثها، وما اذا كانت ستتم عبر صندوق الاستثمارات العامة او قناة اخرى، علماً ان هناك استثماراً سعودياً آخر مهماً في البنك عبر مجموعة العليان.

ويقود عملية تعويم الذراع الاستثمارية لمصرف كريدي سويس، المصرفي المخضرم من مجموعة سيتي غروب مايكل كلاين الذي تحول، وبسبب علاقاته القوية بمنطقة الخليج، إلى دينامو أساسي في إعادة هيكلة كريدي سويس، وكذلك إعادة إطلاق الذراع الاستثمارية للبنك مجدداً، تحت الاسم السابق "كريدي سويس فرست بوسطن" والذي تخلى البنك عنه قبل سنوات نتيجة لتراجع حجم أعماله وارباحه. 

وكان كريدي سويس عين مايكل كلاين رئيساً تنفيذياً للبنك الاستثماري، وذلك في سياق الدور المهم الذي يلعبه في استقطاب التمويلات الخارجية اللازمة لاستكمال إعادة الهيكلة، إعادة الثقة بالبنك ووقف النزف في حسابات الزبائن الذي ارتفعت وتيرته بقوة خلال السنتين الأخيرتين.

دينامو الصفقات

وكان مايكل كلاين لعب دوراً اساسياً في تأمين تمويل رأسمالي بقيمة 7.5 مليارات دولار من أبوظبي لدعم رأس مال كريدي سويس الذي أصيب بقوة نتيجة للأزمة المالية العالمية في العام 2008، كما إن كلاين لعب أخيراً دوراً أساسياً في الصفقة التي مكّنت البنك الأهلي السعودي من تملك نحو 9.9 في المئة من كريدي سويس.  

في الوقت نفسه، كشفت إدارة البنك السويسري عن مضيها في إجراءات خفض التكلفة التي اتفق عليها كجزء من عمليات الدعم التمويلي للبنك، وأنها ستخفض عدد العاملين بنحو 2700 شخص خلال الفصل الرابع من العام الحالي، كما سيتم بصورة خاصة خفض جهاز الموظفين في البنك الاستثماري المعاد هيكلته، وخصوصاً في الفرع الآسيوي في هونغ كونغ.

وأدت المعلومات حول إجراءات خفض تكلفة الجهاز الوظيفي واحتمال دخول السعودية بمساهمة جديدة قدرها 500 مليون دولار في البنك الاستثماري، إلى تعزيز الثقة بعملية إعادة الهيكلة الجارية وارتفاع سعر سهم كريدي سويس بنك بمعدل 3 في المئة في اليوم نفسه، وذلك بعد أن حقق في وقت سابق تحسناً بنسبة 7.5 في المئة وذلك في مقابل تراجع بلغت نسبته 64 في المئة هذا العام.

وقال رئيس مجلس كريدي سويس أكسل ليمان إن سيولة البنك شهدت تحسناً ملحوظاً، كما إن التطورات الإيجابية المتعلقة بتقدم إعادة الرسملة وهيكلة البنك، أوقفت النزف في حسابات الزبائن الذي تسارع في مطلع الربع الأخير من هذا العام وسط عدم اليقين حول مساعي خفض الأكلاف وتعزيز رأس مال البنك.