انتخبت الجمعية العمومية العادية لـ"بيت التمويل الكويتي" (بيتك) مجلس إدارة جديداً "بنكهة قديمة"، إذ أسفرت نتائج الانتخابات احتفاظ 9 أعضاء من المجلس السابق بمقاعدهم، فيما طال التغيير 3 مقاعد: الأول تمثل في تغيير ممثل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الكويتية في المجلس، فيما العضوان الآخران الجديدان هما من الأعضاء المستقلين، وتمتد عضوية مجلس الإدارة الجديد لمدة 3 سنوات (حتى العام 2025).
حمد المرزوق ومجلس الإدارة أشرفا على قيادة التحولات الاستراتيجية في "بيتك"
محطة الإنجاز الأولى في 2014 مع إعادة البنك إلى أساسيات العمل المصرفي
تجديد للثقة
وعلى الرغم من ان الانتخابات التي حصلت كانت تميل إلى طابع التزكية، إلا أنها حملت أبعاداً مهمة على مستوى تأكيد الثقة بمجلس إدارة البنك وبالتحديد رئيسه حمد المرزوق، والذي قاد "بيتك" منذ العام 2014، إلى تحولات استراتيجية، بدأت مع إعادة التأكيد على العودة لأساسيات العمل المصرفي البحت، على حساب التوجه الذي كان سائداً قبل تلك الفترة من خلال تركيز جزء مهم من نشاط البنك على الطابع الاستثماري.
تتويج الجهود بالاستحواذ على الاهلي المتحد والتحول إلى عملاق مصرفي
وتوّج مجلس الإدارة بقيادة حمد المرزوق خطة التحولات الاستراتيجية بإتمام استحواذه على البنك الأهلي المتحد في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لينتج عن هذه الخطوة ولادة عملاق مصرفي بقيمة سوقية تبلغ نحو 11 مليار دينار (35.9 مليار دولار)، ما جعله أكبر مصرف مدرج في الكويت من حيث القيمة السوقية، في ما بلغت أصوله نحو 37 مليار دينار (120.7 مليار دولار).
"بيتك" يقف على أبواب مرحلة نمو حيوية بعد استيعاب صفقة الأهلي المتحد
مرحلة جديدة من النمو
ومن المتوقع أن يشرف مجلس الإدارة الجديد على قيادة العملاق الجديد إلى مرحلة جديدة من النمو، ومن المتوقع أن تبدأ معالمها بالوضوح بعد إتمام بعض الإجراءات العملية المتصلة بصفقة البنك الأهلي المتحد واستيعابها، ولاسيما لجهة إتمام تحويل بعض الأصول المصرفية التي كانت منضوية تحت مظلة المصرف البحريني إلى ما يتوافق مع الشريعة، وسيكون المجلس الجديد أمام فرصة مهمة للاستفادة من أسواق النمو التي بات يتواجد فيها كما هي الحال مع السوق المصري.
تشكيل المجلس
وضمّ مجلس الإدارة الجديد المنتخب كلاً من حمد المرزوق، وفهد علي الغانم، وخالد النصف، ومعاذ سعود العصيمي، ومحمد ناصر الفوزان، وعبدالعزيز النفيسي، وأحمد الثنيان ممثلاً للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وصلاح المريخي ممثلاً للهيئة العامة للاستثمار.
الشيخ سالم عبد العزيز الصباح يشكل قيمة مضافة لمجلس الإدارة
سالم الصباح في قائمة المستقلين
أما اللافت في تشكيل المجلس الجديد، فقد تمثل في انتخاب وزير المالية السابق ومحافظ بنك الكويت المركزي السابق الشيخ سالم عبد العزيز الصباح في قائمة الأعضاء المستقلين. وعلى الرغم من المحدودية العملية والتشغيلية لدور الأعضاء المستقلين، فمما لا شك فيه أن تواجد "المحافظ السابق في عضوية المجلس تمثل قيمة مضافة حيوية بالنسبة لبيت التمويل الكويتي، سواء بالنظر إلى الخبرات المتراكمة لدى الشيخ سالم عبد العزيز الصباح، أو بالنظر إلى كون البنك مقبلاً على خطوة توسع جديدة، ينتظر أن تتسم بالحكمة والحنكة والتروي. وبالإضافة إلى الشيخ سالم الصباح، ضمت قائمة الأعضاء المستقلين كلاً من أحمد العمر، ونور الرحمن عابد، وأحمد الفارس، فيما جاء سليمان البسام عضو احتياط أول، ومالك العجيل عضو احتياط ثان.
ومؤشرات نمو السنوات السابقة
وركز رئيس مجلس الإدارة خلال ترأسه أعمال الجمعية العامة على تسليط الضوء على مؤشرات النمو التي حققها البنك منذ العام 2014، أي تاريخ تولي قيادته والإشراف عليه، مشيراً إلى أن الأرباح المسجلة عن العام الماضي، بلغت نحو 357 مليون دينار مقارنة بنحو 126 مليون دينار في العام 2014، أي بنمو نحو 183 في المئة، فيما ارتفعت محفظة التسهيلات الائتمانية وفقاً لحمد المرزوق إلى نحو 18.8 مليار دينار في العام الماضي مقارنة بنحو 8 مليارات دينار في العام 2014، أي بزيادة بنحو 132 في المئة، مقابل نمو بنحو 48 في المئة لبقية البنوك في السوق المحلية، مشيراً إلى أن نسبة النمو لدى "بيتك" كانت مؤثرة وتفوق بشكل كبير المستويات المسجلة على صعيد المصارف المحلية.
ولم يفوت المرزوق الإشارة إلى أن نسبة القروض المتعثرة باتت عند حدود 1.23 في المئة مع نهاية العام 2022، مقارنة بنحو 3.94 في المئة في العام 2014، بينما ارتفعت تغطية هذه الشريحة من القروض إلى 294 في المئة بنهاية 2022 مقارنة بنحو 110.5 في المئة قبل 9 سنوات.