"أكوا باور" السعودية تسجل نمواً في دخلها التشغيلي بنسبة 14% في 2022

سجلت شركة "أكوا باور" السعودية نمواً قوياً على مستوى مؤشرات الأداء المالي الرئيسية كافة، على الرغم من تحديات رئيسية يشهدها العالم بفعل تأثيرات جائحة "كوفيد-19" والحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى زيادة حدّة التضخّم العالمي وانقطاع جزء من سلاسل التوريد وكذلك ارتفاع أسعار الفائدة.

للاطلاع:

المصارف القطرية في العام 2022: ارتفاع الفائدة والتوسع في التمويل يعززان الارباح

الدخل التشغيلي

وبلغ الدخل التشغيلي لشركة "أكوا باور" 2.614 مليون ريال سعودي وذلك قبل احتساب خسائر انخفاض القيمة والمصاريف الأخرى في السنة المنتهية بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر 2022 وبزيادة قدرها 14 في المئة أو 311 مليون ريال سعودي مقارنة بالعام السابق (2,303 ريال سعودي)، حيث تعكس هذه النتائج التأثير الإيجابي للمشاريع التي نفذتها الشركة خلال العام 2021، فضلاً عن المشاريع الجديدة التي تمّ تنفيذها لاحقاً خلال العام 2022، ولتأتي هذه النتائج مدعومة كذلك بخدمات إدارة أعمال التطوير والبناء في المشاريع التي بلغت مرحلة الإغلاق المالي خلال العام.

صافي الربح

وسجل صافي الربح المعدّل للشركة بعد استبعاد تأثير المعاملات غير الروتينية، غير الاعتيادية أو غير التشغيلية 1.575 مليون ريال سعودي، بزيادة قدرها 32 في المئة مقارنة بقيمة 1.194 مليون ريال سعودي في العام 2021. وبلغ صافي الربح الموحّد العائد لمساهمي الشركة الأم 1.540 مليون ريال سعودي لعام 2022، وذلك بنسبة زيادة 103 في المئة أو 781 مليون ريال سعودي مقارنة بالعام السابق (759 مليون ريال سعودي)، فيما بلغت ربحية السهم الواحد 2.11 ريال سعودي. وإلى جانب ارتفاع الدخل التشغيلي قبل انخفاض القيمة والمصاريف الأخرى، كان النمو مدفوعاً إلى حد كبير بتراجع خسائر انخفاض القيمة خلال العام 2022 مقارنة مع العام 2021، وكذلك بالدخل المالي والمكاسب المحقّقة بعد تسوية تسهيلات تمويل طويلة الأجل وتصفية أحد استثمارات الشركة عبر بيع جزء من حصّتها في مشروع محطة "سيرداريا" لتوليد الطاقة بدورة الغاز المركّبة في أوزبكستان.

إعادة تمويل الدين

ويتيح نموذج عمل "أكوا باور" تحقيق عائدات إضافية للشركة من خلال تحسين أدائها المالي. وفي هذا السياق، كان العام 2022 عاماً مثمراً تمكّنت خلاله الشركة من الاستفادة من العديد من الفرص المتاحة لإعادة تمويل الدين وتدوير رأس المال. وبعد أن تقدّمت بطلب إلى هيئة السوق المالية في المملكة لإصدار الشريحة الثانية من الصكوك في إطار برنامج الصكوك الذي تبلغ قيمته 5 مليارات ريال سعودي، تمكّنت "أكوا باور" من جمع 1.8 مليار ريال سعودي في شباط/فبراير 2023 بسعر منافس في سوق الريال السعودي منذ العام 2017، حيث تمت تغطية الاكتتاب بمعدل 2.24 مرة. وأنجزت الشركة عمليات إعادة تمويل للعديد من الشركات التي تشرف على تنفيذ مشاريعها، بما فيها "الشركة العربية للمياه والكهرباء" وشركة "الشعيبة للمياه والكهرباء".

قد يهمك: 

رئيس "جلف كابيتال": محفظة استثمارية جديدة بـ 750 مليون دولار

سندات "أكوا 39"

وفي إطار مساعيها المرتبطة بإدارة السيولة، أنجزت الشركة بنجاح عملية إعادة شراء لجزء من سنداتها من خلال عرض مناقصة لسندات "أكوا 39" الصادرة عن إحدى الشركات التابعة لها، فضلاً عن السداد المبكر لعدد من القروض قصيرة الأجل وقرض قابل للتحويل.

اتفاقات بيع وشراء

وخلال العام، وقّعت الشركة العديد من اتفاقات البيع والشراء المرتبطة بشركة "الشقيق للمياه والكهرباء"، وشركة "أكوا باور أوزبكستان القابضة"، وشركة "شعاع للطاقة-3"، وشركة "فينه هاو 6 باور"، وشركة "أكوا باور جرين إنرجي أفريكا المحدودة"، وبالإضافة إلى ذلك، نجحت "أكوا باور" خلال العام 2022 في زيادة قدرتها على توليد الكهرباء بمعدّل 5.44 جيغاواط وتعزيز قدرتها على إنتاج المياه بمعدل 600 ألف متر مكعب يومياً في المملكة ومصر وأوزبكستان، من خلال توقيع اتفاقات جديدة لشراء الطاقة والمياه، لتحقق من خلالها "أكوا باور" أعلى زيادة في قدرتها الإنتاجية الاجمالية خلال عام واحد في انجاز يعتبر الأول من نوعه عبر تاريخ الشركة.

توزيع الأرباح

بالإضافة إلى ما سبق، وافق مجلس إدارة "أكوا باور" في 26 كانون الثاني/يناير 2023 على توزيع أرباح نقدية بقيمة 606.8 ملايين ريال سعودي لعام 2022، على أن تكون هذه الأرباح مستحقة الدفع خلال العام 2023. وتخضع توزيعات الأرباح المقترحة بقيمة 0.83 ريال سعودي للسهم الواحد لموافقة المساهمين في اجتماع الجمعية العامة العادية.

إقرأ: 

"المركز ": أداء مرن للسوق الكويتية رغم العوامل العالمية الضعيفة

نجاح استراتيجية "أكوا باور" القائمة على تحقيق العائدات

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" محمد أبونيان: "تُعدّ نتائجنا المالية القوية لهذا العام خير دليل على نجاح استراتيجيتنا القائمة على تحقيق العائدات، في ظل الحرص في الوقت ذاته على حماية كوكبنا. وإذ نتطلّع نحو المستقبل، نؤكّد ثقتنا بقدرات فريق عملنا المميزة وكذلك متانة علاقاتنا مع جميع شركائنا، حيث نواصل سعينا لبناء مستقبل أخضر للجميع معتمدين على ما طورناه واكتسبناه من معرفة فنية وإدارية واسعة اكتسبناها على مدى ما يقارب من 20 عاماً".

نموذج عمل فعّال

ومن جانبه، قال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "أكوا باور" بادي بادماناثان: "ننظر اليوم إلى عام 2022، وهو العام الأول الذي أصبحنا خلاله شركة مدرجة في السوق المالية السعودية. ونثق تماماً بأنّ نموذج عملنا القائم على التطوير والاستثمار والتشغيل والتحسين قد أثبت فعاليته إلى حدّ كبير في التغلّب على ما واجهنا من تحديات جيوسياسية واقتصادية وأخرى مرتبطة بسلاسل التوريد. وبعد نجاحنا في تحقيق نمو قوي على مستوى المؤشرات المالية الرئيسية كافة، استطعنا أن نثبت للمستثمرين أنّ تمويل شركة تتمتع بمستوى عال من المسؤولية وقوة الأداء كشركتنا لا بدّ أن يعود بالفائدة على المساهمين، وإذ نمضي قدماً نحو تحقيق المزيد من التقدّم خلال العام 2023 والأعوام اللاحقة، نؤكد التزامنا بمواصلة تحقيق معاييرنا المستدامة والعودة بأثر إيجابي على المجتمعات التي نتواجد فيها".

إعادة تدوير رأس مال الشركة

أما المدير التنفيذي للشؤون المالية في شركة "أكوا باور" عبد الحميد المهيدب فقال: "شهد العام الأول بعد إدراجنا كشركة مساهمة عامة مدرجة في السوق المالية السعودية للعديد من التطورات على الصعيدين التشغيلي والمالي. فبالإضافة إلى توسّع نطاق عملياتنا ضمن الأسواق الحالية، ساهمنا بشكل فاعل في أسواق رأس المال المدين وقمنا بإعادة تدوير رأس مالنا بشكل فعّال، بما ينسجم مع استراتيجيتنا على المدى البعيد. وسوف نواصل في المستقبل القريب التركيز على تعزيز كفاءة مشاريعنا الحالية، لتحقيق أعلى قدر من الربح الصافي وتنفيذ المشاريع الجديدة وفقاً للجداول الزمنية المتفق عليها والميزانية المقرّرة".

"أكوا باور" توقع اتفاقية شراكة مع وزارة الطاقة في كازاخستان

من جهة ثانية، وقّعت شركة "أكوا باور" اتفاقية شراكة وتعاون مع وزارة الطاقة الكازاخستانية وصندوق الثروة السيادية الكازاخستاني "سامروك كازينا"، لإدارة وتنفيذ مشروع إنشاء محطة لإنتاج طاقة الرياح وتخزين الطاقة المتجدّدة داخل بطاريات بقدرة إجمالية تبلغ 1 جيغاواط، وذلك في حضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان ووزير الطاقة الكازاخستاني بولات أكتشولاكوف.

إقرأ أيضاً:

الدرس التركي: في انتظار الزلزال المقبل ما هي الخيارات؟

استثمارات أولية بقيمة 1.5 مليار دولار

وتدشن هذه الاتفاقية التي وقّعها في الرياض كل من وزير الطاقة في الكازاخستاني بولات أكتشولاكوف ورئيس مجلس إدارة صندوق الثروة السيادية الكازاخستاني "سامروك كازينا" المسّادم ساتكالييف، ورئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" محمد أبونيان أولى مشاريع "أكوا باور" في سوق كازاخستان، بحجم استثمارات أولية بلغت 1.5 مليار دولار أميركي وذلك لدعم خطط الدولة الاستراتيجية في مجال التحول نحو الطاقة النظيفة والمساهمة في جهود حماية البيئة والحد من التغييرات المناخية، والإسهام في دمج مصادر الطاقة المتجددة بأنظمة إنتاج الطاقة القائمة اليوم، وتحقيق التنمية المستدامة عبر الابتكار وتبنّي أحدث الوسائل التقنية، حيث من المخطط ان يساهم المشروع عند إنجازه بالكامل في العام 2027 إلى إزالة الكربون من قطاع توليد الكهرباء القائم بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري.

استراتيجية كازاخستان 2050

تجدر الإشارة إلى أنّ "استراتيجية كازاخستان 2050" التي ترسم مسار التنمية الاقتصادية طويلة الأجل تهدف إلى الارتقاء بكازاخستان لتصبح في مصاف 30 أفضل اقتصادات حول العالم بحلول العام 2050. وتتصدّر الاستدامة قائمة أولويات كازاخستان، حيث ينصبّ اهتمامها اليوم على توفير 50 في المئة من احتياجاتها من الطاقة عبر استخدام مصادر الطاقة البديلة والطاقة الخضراء بحلول العام 2050. ولهذا، تسعى كازاخستان إلى تنفيذ عدد من مبادرات الطاقة النظيفة لتحقيق أهدافها المنشودة.

الاستثمار السعودي الأكبر في قطاع الكهرباء بكازاخستان

ويُعدّ مشروع "أكوا باور" لبناء هذه المحطة بمثابة الاستثمار السعودي الأكبر في قطاع الكهرباء في كازاخستان، وستسهم توربينات الرياح وبطاريات تخزين الطاقة المتجدّدة في تحقيق قيمة جديدة وتمكين الأطراف المعنية من الاستفادة من الفرص المتاحة اليوم للحدّ من انبعاثات الكربون وتحقيق التحوّل المنشود في قطاع الطاقة.

بناء شراكات مثمرة

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة "أكوا باور" محمد أبونيان: "يعكس توقيع هذه الاتفاقية اليوم التزام أكوا باور ببناء شراكات مثمرة في مجال دعم مساعي الدول الطموحة الرامية إلى تنويع اقتصادها وتحقيق النمو المستدام" مؤكداً "أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودورها المحوري في هذا السياق، بما يضمن سهولة تحقيق التحوّل في قطاع الطاقة بطرق موثوقة ومسؤولة. وانطلاقاً من القيم التي تلتزم بها كازاخستان والجهود الرائدة التي تبذلها اليوم لإزالة الكربون من قطاع الطاقة، يسرّنا جداً أن نوسّع نطاق عملياتنا لتشمل سوق كازاخستان، بما يدعم مساعي الحكومة لتحقيق أهدافها الأساسية المرتبطة بالطاقة المتجددة".

وأضاف: "لم تكن مساعينا لبناء هذه الشراكة لتُبصر النور من دون توجيهات القيادة السعودية والرؤية الثاقبة لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، والثقة التي منحنا إياها شركاؤنا في حكومة كازاخستان والتزامهم بالسعي لنجاح هذه الشراكة، وإننا نتطلّع إلى بناء شراكة طويلة الأمد تعود بفائدة مشتركة على الأطراف المعنية كافة".