ROGER DUBUIS: خطط لتطوير معايير وتعقيدات جديدة

في كل مرّة يعود مدير إستراتيجية المنتج لدى Roger Dubuis غريغوري بروتين بالحديث عن العلامة وهويتها كما فلسفتها في صناعة الساعات الرفيعة خلال الحديث إليه، كان بروتين، المتخصّص بصناعة الساعات الرفيعة، يستذكر مؤسس العلامة روجيه دوبوي وتوجيهاته قائلاً: "مؤسس العلامة نفسه كان صانع ساعات، ومحفظة الدار غنية بمحتوى صناعة ساعات حقيقي". ويضيف: "كانت هذه بالفعل رؤية دوبوي منذ البداية، إذ لطالما قال لي، "غريغ" كن مبتكرا. "هُزّ" عالم صناعة الساعات، إنما احترم تقاليدها"، منوّهاً بكونه "صانع ساعات. درست صناعة الساعات الرفيعة، ومن المهم جداً بالنسبة إلي أن أحافظ على هذا العنصر، أي احترام تقاليد صناعة الساعات، من خلال أي ساعة جديدة تُطرح".

لقاء مختلف

اللقاء ببروتين لا يشبه سواه من اللقاءات خلال معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva 2023، فالحديث لم يشمل شق الأعمال أو خطط الدار التوسعية في العالم والمنطقة، إنما تركّز، بمعظمه، على الساعة- المفهوم Monovortex™ Split-Seconds Chronograph التي حملتها الدار إلى المعرض وأحاطتها بديكور لجناحها يعكس نهج الـ Hyper Horology الذي تندرج ضمنه هذه الساعة وكانت Roger Dubuis وضعته أخيراً وهي ملتزمة بتطبيقه.

يروي بروتين عن هذا النهج فيقول: "يرتكز نهج الـ Hyper Horolgy على الحِرفية، والأداء والابتكار. وفي المعرض، تخطو الدار خطوة ثورية أخرى إلى الأمام عبر ساعة Monovortex™ Split-Seconds Chronograph، وهو ما يعكسه جناحنا بديكوره الذي يدور حول هذا النهج- الرؤية".

الساعة- المفهوم

تتحكّم هذه الساعة المُبتكرة بقوى الجاذبية وتسلّط الضوء على براعة الصانع السويسري من خلال إعادة ابتكار كل من التوربيون والوزن المتأرجح اللذين يرتبطان بإحدى أكثر التعقيدات التقليدية في صناعة الساعات الراقية تعقيداً: كرونوغراف أجزاء الثانية. ويشير بروتين إلى أنه "من خلال ساعة Monovortex™ Split-Seconds Chronograph الجديدة، نعيد صياغة مستقبل الـ Hyper Horology، لما تثيره هذه الساعة من فضول وجذب للباحثين عن الإثارة ومُحبّي الميكانيكا المتقدمة". ويشرح: "يمثّل تحدّي الجاذبية جوهر هذه الساعة، فالجاذبية هي القوة التي يمكن أن تُعيق الدقة في الساعة، على الرغم من كونها المولّدة للطاقة في الوقت نفسه". ومن خلال هذه الساعة، استغلّت العلامة كلا التأثيرَين عبر إعادة ابتكار تنظيم الجاذبية والسيطرة التامة على قوتها؛ فـ Conical Monovortex™ Tourbillon، المُثبّت عند موقع الساعة التاسعة، يمتاز بمسار بزاوية 360 درجة، مما يحمي دقة الساعة، بغض النظر عن وضع معصم مرتديها. كما وبعد سنوات من البحث الدؤوب، وأكثر من ثمانية أشهر من التحسين التقني، أبصر Turborotor Cylindrical Oscillating Weight النور، وهو مكوِّن مُثبّت عمودياً عند مؤشر الساعة الثانية عشرة، بما يضغط قوة الجاذبية بأكملها على التصميم مثل الأسطوانة الدوّارة، ويحافظ على كفاءة تعبئة الساعة، إذ يستغل قوة الجاذبية، ويناسب جميع الحركات الطبيعية للمعصم بشكل أفضل. 

تكمن أهمية ساعة Monovortex™ Split-Seconds Chronograph التي تعمل بعيار RD114، بكونها تعيد تعقيد كرونوغراف أجزاء الثانية إلى صلب ابتكارات الدار. وقد عُزّز التعقيد المُصمم باستخدام نظام عجلة عمودي مزدوج، بعدّاد دقائق دوّار، يُعرف باسم RMC بزاوية 120 درجة. يُوضع العدّاد عند موضع الساعة الثالثة، وهو يمتاز بشكله المتجانس الأضلاع، كما يشتمل على عرض ينتظر حصوله على براءة اختراع عقرب ثلاثي يحمل الأرقام 0، و1، و2، ويدور بدقّة باتجاه الأرقام من 0 إلى 9 على اليمين. 

ومن التفاصيل النهائية يبرز في مقياس سرعة الدوران الرقم 88 المُظلّل، وذلك تكريماً لمؤسس الدار روجيه دوبوي.  

"حركة مجنونة"

صممت الساعة بعلبة بقطر 47 ملم من الألياف المعدنية المُركّبة MCF الخاصة بالعلامة والتي تمتاز بخفة وزنها، وهي تأتي للمرة الأولى باللون الأحمر، بتناغم تام مع الذهب الوردي والتيتانيوم المطلي باللونين الأسود والرمادي، ومع اللمسات المصنوعة من الكربون. وأخُفيت أزرار التحكُّم الصغيرة وتاج التعبئة بعناية للحصول على مظهرٍ أكثر وضوحاً وأناقة، وزُودت الساعة بسوار مثقوب مصنوع من مادتين.

ويوضح بروتين: "الهدف هو تقديم فكرة جديدة أو حركة مجنونة أو Hyper movement العام المقبل، مستندين بذلك إلى أفكار من هذه الساعة، كما نتوقّع استخدام هذه الأفكار في مجموعة الساعات المعتادة مستقبلاً". ويضيف: "رؤيتنا بشأن الـ Hyper Horology تتمحور حول الجمع بين صناعة الساعات الرفيعة أي التعقيدات الكبرى مثل التوربيون، ومكرّر الدقيقة وأجزاء الثانية والمظهر العصري للساعة. والمركّب الأحمر المستخدم بالسوار أحد الأمثلة على ذلك، وهو شيء جديد في صناعة الساعات".

التحدي الكبير

لا يخفي بروتين، في الموازاة، حجم التحدي الذي يثيره الجمع بين الجانبين التقني والجمالي للساعة. ويشرح: "لا ينتمي المصمم والمهندس والعاملون على صناعة ساعة عادة ما إلى العالم نفسه. ولهذا السبب، التواصل والنقاش بينهم يكون معقداً جداً. فعلى سبيل المثال، يبتكر المصمم تصوّراً عظيماً، ثم تبدأ عملية تنفيذ التصميم، إنما من خلال القيود الموضوعة على فكرة المصمّم. وصحيح أن الساعة هي منتج صناعي جداً، إنما لا يعني ذلك أنه لا يعكس الطموح على مستوى التصميم. وفي Roger Dubuis قررنا جمع كل المعنيين بصناعة الساعة معاً في المكتب نفسه لمواجهة التحدي الكبير معاً. والآن بعد ثلاثة أو أربعة أعوام بدأت تظهر الديناميكية في عملهم، لأن مصمم الساعة مع المهندس والصانع يتناقشون حول الساعة التي يعملون عليها، مما أدى ويؤدي إلى تقديم منتج أفضل. ونعدّ ذلك نجاحاً كبيراً. وأحد أسباب هذا النجاح في كوننا العلامة الوحيدة القادرة على العمل على الابتكار والأداء والتصميم معاً".

ساعة نسائية

ماذا عن قطاع الساعات النسائية لدى Roger Dubuis التي سبق وقدّمت لهن قطعاً استثنائية؟ يجيب: "لدينا أفكار لتطوير منتجات جديدة للسيدات. وبسبب عملي، أسافر كثيراً. وفي زيارة لي حديثاً إلى دبي، حصلت على أصداء كثيرة عن العلامة التي كانت معروفة بكونها علامة رجالية في السابق. وإحدى السيدات قالت لي إنها تحب فلسفة العلامة، إنما تريد ساعة نسائية متصلة بهذه الفلسفة. وبالفعل بدأنا العمل على ذلك، علماً أن تطوير ساعة للسيدات أكثر إثارة للتحدي لأنه بالنسبة إلى الرجال، نقدم منتجاً نضع فيه الكثير من المكونات التقنية التي عندما نريها للزبون، يدور النقاش معه حول الساعة ومكوناتها. أما بالنسبة إلى السيدات، عندما نري إحداهن الساعة، لا يعنيها النقاش حول الجانب التقني إذا لم تعجبها الساعة. لهذا السبب، نضع الكثير من المشاعر في الساعة النسائية. ونحن قريبون جداً من إيجاد حلّ، إذ أعمل منذ عامين على رؤية لساعة نسائية من Roger Dubuis لها شخصيتها الخاصة وليست مجرّد نسخة أصغر حجماً من ساعاتنا الرجالية".  

محدودية الإنتاج

ويتابع موضحاً: " ليس من ضمن خططنا تطوير تصاميم جديدة، إنما معايير وتعقيدات جديدة، إذ إننا صانعو ساعات ومن المهم جداً أن نركّز على هذا الجانب"، ويشدّد بروتين على محدودية "إنتاج العلامة السنوي من الساعات والذي لا يتجاوز الـ 2000 قطعة"، مؤكّداً أن "محدودية الإنتاج هي خيار اتخذته العلامة".

وكيف يصف زبائن العلامة؟ يجيب: "أعتقد أن هوية زبائن العلامة واضحة جداً. إنهم المعجبون بصناعة الساعات ولكن بالأمور الاستثنائية الخاصة، وهذا ما ندعوه Hyper Horology، وهي مزيج من صناعة الساعات الرفيعة وصناعة الساعات التقليدية إنما عصرية لناحية التعبير عنها. وإلى جانب الحركات والتعقيدات الكبرى، المواد مهمة جداً بالنسبة إلينا ونستخدم المادة المناسبة في القطعة المناسبة. على سبيل المثال توقفنا عن استخدام الفولاذ لأنه يُستخدم في المطبخ وليس في صناعة الساعات، وبتنا نستخدم التيتانيوم، والكوبالت وهو مادة حصرية بـRoger Dubuis، وأعتقد أن هذا النوع من المواد المركبة الفاخرة مثير أكثر للاهتمام".