HUBLOT: رحلة إبداع مستمرة
HUBLOT: رحلة إبداع مستمرة
- جنيف- برت دكاش
في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، يصف الرئيس التنفيذي لدار Hublot ريكاردو غوادالوبي بطولة كأس العالم في كرة القدم 2022 في قطر بالـ "اللحظة الكبيرة" للعلامة، ويقول: "تمكّن الآلاف داخل الملاعب وخارجها والملايين من حول العالم من رؤية اسم Hublot، كما شهد متجرانا، سواء في مطار الدوحة أم في قلبها إقبالاً كثيفاً وسجّلا نتائج مذهلة طيلة مدة البطولة، بل إننا بلغنا القمة في الدوحة ، خصوصاً على مستوى المبيعات ومن ضمنها المجموعات الخاصة بقطر التي طرحناها للمناسبة والتي نفذت جميعها".
وإذ يضيف غوادالوبي في السياق ذاته أن أعمال العلامة حققت أداء جيداً جداً العام الماضي، يشدّد على أن ذلك "ليس بفصل كأس العالم إنما بسبب الوعي بالعلامة الذي ترجم بمبيعات مباشرة".
مشاريع وحماسة
حماسة غوادالوبي التي بدت جليّة في حديثه عن بطولة كأس العالم السابقة، لا تنتهي مع انتهاء الحديث عنها، بل تزداد كلما غاص أكثر في ما تحمله العلامة في جعبتها من منتجات جديدة لهذا العام، سواء سبق طرحها معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva 2023 أو خلاله أو على امتداد أشهر السنة، وصولاً إلى استعداداتها لبطولة كأس الامم الأوروبية العام 2024. ويجيب غوادالوبي رداً على سؤال عن تركيز العلامة للعام الجاري قائلاً: "سنركز خلال هذا العام على فلسفة العلامة وهي فن الانصهار Art of Fusion، وHublot هي صانع ساعات حقيقي، نبتكر موادنا الخاصة، ونصنع حركاتنا، نحن بالفعل مصنع شامل وعلامة تتمتع بقيم كثيرة، ولسنا مجرد علامة تسويقية، وبالتالي هذا ما علينا التحدّث عنه كل عام، ومنذ أعوام مضت".
ويتابع:"سنلتقط الكثير من الصور التي تنشر البراعة وتبيّن حركات الصفير التي نبتكرها، بالإضافة إلى طرح عدد من المنتجات المتصلة بشراكاتنا، مثل تلك التي قدّمناها بالتعاون مع دانيل أرشام على مستوى بطولة العالم وإصدارين جديدين من Sang Bleu في ميلانو"، ويؤكّد أن "شراكات العلامة لهذا العام ستكون أكثر على مستوى الفن، بينما التركيز العام الماضي كان على كرة القدم، والعام المقبل سيكون على كرة القدم مجدّداً من خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا".
قائدة الرموز غير القابلة للاستبدال
ليس سراً أو غلواً القول إن Hublot قطعت أشواطاً في مجال الرموز عير القابلة للاستبدال NFTs، ويشرح غوادالوبي مفصّلاً موقع العلامة في هذا العالم فيقول: "هذه الرموز هي عالم جديد في الحقل الرقمي، وسنواصل، كعلامة، اختبارنا لكل ما هو جديد. صحيح أننا نريد أن نكون قادة في صناعة الساعات، إنما كذلك في ما يجري في العالم عموماً. فعلى صعيد الرموز غير القابلة للاستبدال، تقرّبنا من الفنان العالمي تاكاشي موراكامي لكونه منخرطاً جداً فيها من خلال فنه، وقدمنا العام الماضي، بالتعاون معه ساعتين مكونتين من 300 قطعة، 200 منها باللون الأسود و100 من الصفير بألوان قوس القزح. أعطينا رمزاً غير قابل للاستبدال مع كل مشتري ساعة منها. وهذا العام، فكرنا بمقاربة معاكسة، إذ إنه بعد شراء رمز غير قابل للاستبدال، يحصل الشاري على الساعة. طرحنا 12 ساعة، بقيمة 50 ألف يورو للرمز غير القابل للاستبدال لكل ساعة، وفقط مالكو رمز سابق يمكنهم الوصول إلى هذه الإصدارات الجديدة. اخترنا اقتصار العدد على 12 ساعة لأنه كان من الصعب التنبؤ بكيفية تفاعل الجمهور مع هذه الخطوة. لكن طرحها على موقع OpenSea الخاص بتجارة الرموز غير القابلة للاستبدال، بيعت الساعات جميعها في غضون ثلاث دقائق فقط، مما يعني وجود اهتمام، وأنه عندما نقدم شيئاً جيداً ومختلفاً لا بد سينجح".
ويضيف: "لا أعرف ما سيكون عليه الطرح التالي، إنما كل مرّة نتعلّم شيئاً جديداً، علماً أنها كانت تجربة مذهلة، وقد تحدثت مع أشخاص منخرطين جداً في عالم الرموز غير القابلة للاستبدال قالوا لنا إننا علامة الساعات الوحيدة النشيطة جداً في هذا المجال. من دون أن ننسى أنها كذلك أداة للتسويق، إذ نقوم بذلك لإثارة ضجة حول ما نقدّمه وجعل الناس تتحدث عنه، وهناك مجتمع كبير في عالم هذه الرموز، والفكرة في الوصول إلى هؤلاء الأشخاص، وإظهار روعة Hublot وحثّ من لا يملكون ساعة Hublot على أن يشتروا واحدة يوماً ما. هذه هي الفكرة، التواصل مع منصة جديدة من العملاء، تماماً كما حصل مع تاكاشي موراكامي، إذ تمكّنا علي سبيل المثال من تعريف هواة اقتناء أعماله على علامة Hublot.
موديلات ومواد جديدة
بالحديث عن معرض جنيف للساعات هذا العام، قدّمت الدار إصداراً جديداً هو ساعة Big Bang Integrated Tourbillon Full Carbon مصنوعة بالكامل من الكربون، تزيّن معصم غوادالوبي نفسه والذي لا يتردّد بالردّ إن ارتداءها يعني أنها الساعة المفضّلة لديه ضمن تشكيلة الدار خلال المعرض. ويشير إلى أن "التحدي للحصول على ساعة مصنوعة بالكامل من الكربون يتمثّل في فهم المادة للتعامل معها إذ إن إنجاز ساعة يحتاج إلى طبقات من الكربون وفق تقنية تعتمد على الضغط، وبالتالي فإن عملية إنجاز الساعة برمّتها مثيرة للتحدي، ولاسيما الجمع بين الوزن الخفيف للمادة وصلابتها".
ويوضح أن اقتصار الكمية المطروحة على 50 قطعة فقط يعود إلى "القدرة على الإنتاج الذي يحتاج إلى آلات محدّدة، إنها بالفعل عملية أطول من مجرد إنتاج وصلة التيتانيوم، فإذا ما كان علينا إنتاج كمية أكبر نحن بحاجة إلى آلات إضافية، لهذا السبب نبني مصنعنا الجديد، لاحتضان المزيد من الآلات والمزيد من الأشخاص. إذاً في الوقت الحاضر، يمكننا فقط تصنيع 50 قطعة، إنما نخطّط لإنتاج المزيد منها في المستقبل. كما يمكننا العمل على الألوان، إذ حصلنا على اللون الرمادي بواسطة الألمينيوم، وبالتالي يمكننا معالجة الألمينيوم للحصول على ألوان الأحمر، أو البرتقالي، أو البنفسجي أو الأصفر. إذاً، سنعمل كذلك على إنتاج ألوان أخرى".
الشكل المربّع والذهب الأصفر
بعد تقديم العلامة أول ساعة مربعة الشكل Square Bang Unico وطرحها بمقاس أكبر خلال المعرض، يلفت غوادالوبي إلى أن ما يعيق تقديمها بمقاسات أصغر هو "الحركة، إذ إن حجم الحركة يحدّد حجم الساعة. وبالتالي، من أجل ساعة أصغر حجماً، يجب تغيير الحركة، ولسنا جاهزين لذلك في الوقت الحالي، لكن لا شك سنقدّمها بحجم أصغر مستقبلاً".
وماذا عن إصدارات الذهب الأصفر التي عادت لتظهر ضمن تشكيلات العلامة؟ يفيد غوادالوبي: "الموضة عبارة عن دورات. وفي سبعينات القرن الماضي، كانت أول ساعة تحمل اسم Hublot مصنوعة من الذهب الأصفر، قبل أن يصبح الذهب الزهري معتمداً من كل العلامات على مدى الـ 20 إلى 25 عاماً الماضية. ويبدو أن هنالك تحوّلاً وتغييراً على مستوى لون الذهب، وأرى علامات كبرى تقدم إصدارات بالذهب الأصفر أيضاً. إذاً، نؤمن أن الذهب الأصفر عاد ليكون اتجاهاً رائجاً أو موضة حالية".
السيدات والشرق الأوسط
يشكّل قطاع السيدات 25 في المئة من مبيعات الدار، "وهي نسبة لا بأس بها بالنسبة إلى علامة مثل Hublot"، يذكّر غوادالوبي. ويضيف: "إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط، فتتجاوز هذه النسبة الـ30 في المئة، مما يعني أنه في الشرق الأوسط لدينا جمهور من النساء أكبر من أنحاء أخرى في العالم. وهو أمر جيد، وهن يشترين الساعات النسائية الصرف، علماً أننا نطمح للوصول إلى ما بين 40 و45 في المئة، ونعمل بالفعل لزيادة حصة السيدات"، ويكشف أن ساعة Classic Fusion 33mm المصنوعة من التيتانيوم مع الألماس هي الساعة الأكثر مبيعاً ضمن مجموعات العلامة، إلى جانب ساعة Big Bang One Click بقطر 33 ملم مع السوار الملوّنة والتي تحقق بدورها مبيعات جيدة".
ويجيب رداً على سؤال أن للعلامة حالياً "خمسة متاجر في المنطقة، وتعتزم خلال العام الجاري رفعها إلى سبعة متاجر عبر متجر جديد في مول المملكة وآخر في الكويت بعد تغيير موقعه، تماماً كما حصل في قطر حيث نقلنا المتجر في فاندوم مول".
تفاؤل بعودة الصين إلى الصدارة
لا يخفي غوادالوبي تأثر أعمال العلامة بالحرب في أوكرانيا حيث جميع أعمالها متوقفة في روسيا منذ أكثر من عام، علماً أن حصة روسيا لا تتجاوز الـ3 في المئة من إجمالي أعمال العلامة، كما تأثرت أعمالها في الأسواق المجاورة مثل بولندا وتشيكيا. ويوضح في هذا السياق: "طبعاً خسرنا في ما يخص السوق الروسية، إنما الكثير من الروس انتقلوا إلى دبي، وإسطنبول وقبرص وأجزاء أخرى من العالم، مما يعوّض إلى حدّ ما هذه الخسارة. والحرب بلا شك أضرّت وتضرّ ببعض دول أوروبا الشرقية حيث تراجعت مبيعاتنا فيها، إنما أكبر أسواقنا تبقى أوروبا الغربية والولايات المتحدة كدولة، والصين تستعيد تدريجياً موقعها بحيث كانت سوقنا الأولى والصورة تبدو إيجابية بشأن المستهلكين الصينيين، سواء في الداخل الصيني أم في الأسواق العالمية، وليس خفياً أن الصينيين لطالما تصدّروا قائمة السياح المستهلكين للساعات الفاخرة بفارق كبير مقارنة بأقرانهم، وفي إنترلاكن ولوسورن في سويسرا على سبيل المثال، 90 في المئة من مبيعاتنا كانت لصالح سياح صينيين، ويبدو أنهم يعودون الآن، وهذا أمر جيد".
الساعة الذكية
وعن سبب تراجع صادرات الساعات السويسرية ذات السعر المتدني نسبياً مقارنة بارتفاع عدد الساعات الراقية، يوضح غوادالوبي أن الساعات التي تتراوح أسعارها ما بين 300 و600 فرنك سويسري تأثرت صادراتها بشكل كبير نتيجة منافسة ساعة Apple لها، انما تلك التي يتجاوز ثمنها الـ3000 أو 5000 فرنك سويسري فتشهد فورة، مع العلم أن صادرات الساعات السويسرية يُقصد بها المرسلة إلى الأسواق ولا تدلّ على المستهلك النهائي، وأحياناً قد تتأثر هذه الصادرات بالعلامات الكبرى، وما إذا كانت هذه العلامات تبيع كثيراً أم لا، والنقص في الإنتاج كان مشكلة وأعتقد أننا في وضع أفضل الآن من هذه الناحية".
يختم الرئيس التنفيذي في Hublot عن عدم ضلوع صناعة الساعات السويسرية في مجال الساعات الذكية أو المتصلة معلّلاً السبب بـ "الافتقار إلى المعرفة في هذا المجال. لقد قدمنا كعلامة ساعة ذكية، إنما لإنتاجها كان علينا التعاون مع شركة غوغل الموجودة في الولايات المتحدة وليس في سويسراً، والتعاون كذلك مع الصينيين والتايوانيين بشأن المعدّات. إذا المعرفة في هذا المجال ليست في سويسرا، على عكس المعرفة في مجال الساعات الميكانيكية".
الأكثر قراءة
-
الملتقى الاقتصادي التركي - العربي الخامس عشر: لمزيد من التعاون المشترك بين تركيا والبلدان العربية
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال