معركة الساعات الأخيرة لصياغة إعلان كوب 28: هل تكون الصين وأميركا مفتاح التسوية؟
معركة الساعات الأخيرة لصياغة إعلان كوب 28: هل تكون الصين وأميركا مفتاح التسوية؟
- أبوظبي- أولاً الاقتصاد والأعمال
في اليوم ما قبل الأخير من قمة المناخ (COP28) المنعقدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تبذل جهود حثيثة للتوصل إلى اعلان ختامي تتوافق عليه الدول المشاركة وعددها 200 دولة. وتتمحور هذه الجهود بشكل أساسي على الفقرة المتعلقة بمستقبل الوقود الأحفوري من نفط وغاز وفحم حجري. فمن جهة، هناك تحالف تقوده الدول الأوروبية يسعى إلى أن يتضمن البيان الختامي لغة واضحة بشأن وقف استخدام الوقود الأحفوري مع تحديد تاريخ للتخلي عن استخدام هذا الوقود (Phase-Out)، ومن جهة أخرى تقف مجموعة كبيرة من البلدان النامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وروسيا والتي تسعى إلى التركيز على الحدّ من الانبعاثات وتأمين انتقال عادل ومنتظم إلى الطاقات الجديدة عبر مضاعفة الاستثمار في الطاقة المتجددة ومصادر منعدمة الانبعاثات أخرى مثل الهيدروجين اضافة الى استخدام تقنيات التقاط وخزن وإعادة استخدام الكربون المنبعث والتي تؤدي في نهاية الأمر وفق موقف هذه الدول للوصول إلى الهدف المنشود وهو الحدّ من الانبعاثات ومن زيادة حرارة الأرض.
وفي هذا الاطار، تتبنى بلدان الخليج المنتجة للنفط برامج طموحة لمواجهة التغير المناخي تتضمن استثمارات ضخمة في الطاقات الجديدة من الشمس والرياح في دولها وفي الخارج وتطوير الهيدروجين كمصدر جديد للطاقة الخالية من الانبعاثات وكذلك الاستثمار في تقنيات التقاط وتخزين وإعادة استخدام الكربون (Carbon Capture and Storage) وزيادة المساحات الخضراء عبر التشجير وحماية الشواطئ والتنوع البيبئي.
وفي الوقت التي لا يقف كل من الصين والهند بشكل واضح خلف الدعوة الى التخلي عن الوقود الأحفوري، فهي تؤيد جهود مضاعفة انتاج الطاقة المتجددة والمفترض أن تؤدي في نهاية الامر إلى تراجع تدريجي في الطلب على النفط والغاز.
الجميع يريد مكافحة التغير المناخي والوصول إلى تحقيق مبادئ اتفاقية باريس الموقعة في 2015 لكن هناك بلداناً تعتبر أن الطريق الوحيد لإنقاذ الكوكب من الاحترار المناخي هو التخلي عن الوقود الأحفوري، وتعتبر أن لديها أدلة علمية كافية على هذا الافتراض، وهو موضوع لا يحظى بموافقة عدد كبير من بلدان العالم التي تصرّ على أنه يمكن تحقيق الخفض المطلوب من الانبعاثات عبر زيادة الطاقة المتجددة واستخدام التقنيات الجديدة وبالتالي تأمين انتقال آمن ومنتظم وعادل ومن دون تعريض الكثير من الدول إلى أضرار اقتصادية واجتماعية غير محسوبة وتحميلها وزر التغير المناخي الذي تسببت به بشكل أساسي الدول الصناعية والمسؤولة عن الجزء الأكبر من الانبعاثات منذ الثورة الصناعية.
وفي الوقت الذي سيحاول الرئيس الدكتور سلطان الجابر ايجاد صيغة توفيقية والخروج بسلة من الانجازات التي ستميز هذه القمة، يعتقد البعض أن التسوية ستأتي في نهاية المطاف من خلال تفاهم أميركي صيني على صياغة وسطية قد ترضي ولا ترضي الجميع وتشكل نقطة تفاوض حامية للقمة المقبلة في مدينة باكو، أذربيجان.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال