ما هي أهمية سلامة العمليات في مجال صناعة البتروكيماويات بمنطقة الخليج؟

تعتبر صناعة البتروكيماويات والكيماويات في الخليج قطاعاً اقتصادياً رئيسياً لدول المنطقة استطاعت من خلاله، وبفضل تفاني حكوماتها وشركاتها، بأن تصبح رائدة عالمياً في مجال إنتاج وتصنيع منتجات تتمتع بجودة وبمواصفات عالية نافست بها كبرى الشركات العالمية الأخرى على الرغم من التحديات التي واجهتها على مدى السنوات الماضية.

وتشكّل سلامة العمليات ضمانة لشركات البتروكيماويات لتقليل الحوادث الصناعية من خلال مشاريع وخطط عملانية متطورة استطاعت من خلالها أن تحافظ على سلامة العاملين في هذا القطاع وعلى سلامة العمليات الصناعية بشكل عام، وهذا ما سعى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" إلى تطبيقه والعمل على اتخاذ كل الإجراءات الآيلة إلى ضمان جودة عالية ومواصفات عالمية في منتجات الشركات المنضوية تحت مظلته.

وفي هذا السياق، يقول رئيس لجنة سلامة العمليات في الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" عبدالله القحطاني إن القطاع الصناعي في الخليج من أكبر القطاعات الصناعية على مستوى دول العالم، مشيراً إلى أنه كأي قطاع صناعي يتعرّض لتحديات كبيرة ومن أهمها التحديات التي تتعلق بسلامة العمليات، لافتاً النظر إلى أنه تم إرسال استبانة في العام 2019 إلى قادة الصناعة في منطقة الخليج لمعرفة ما هي أهم الأمور التي يجب التركيز عليها في المستقبل وخصوصاً أهم 3 محاور يجب التركيز عليها أكثر حيث كانت سلامة العمليات على قائمة هذه الاهتمامات.

لجنة سلامة العمليات

ويضيف القحطاني في مقابلة مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" على هامش "منتدى جيبكا السنوي 17" الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة أنه بناءً على ذلك اتخذ الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" خطوة مهمة بتكوين ما كان يسمّى آنذاك "الجهات المخوّلة بقيادة سلامة العمليات في المنطقة" وفي ما بعد تم الإعلان عن إنشاء "لجنة سلامة العمليات الخليجية" التي تشكل منصة رئيسية ورسمية لإتاحة الفرصة للمهتمين والمتخصصين في سلامة العمليات للالتقاء وتبادل الخبرات والمعلومات ولبحث مستقبل سلامة العمليات في منطقة الخليج خصوصاً، ويشير إلى أن اللجنة بدأت عملها في العام 2022 واتخذت خطوات قوية وسريعة وتم عقد 4 ورش عمل مركزة على مواضيع مختارة في ما يتعلق بسلامة العمليات حيث تمت ورشة العمل الأولى في دبي والثانية في مسقط والثالثة في منطقة الجبير والرابعة في المنامة وركزت على مواضيع مختارة في سلامة العمليات ولمساعدة الصناعة في تجاوز التحديات الحالية والمستقبلية.

ويلفت النظر إلى أن هذه اللجنة مكوّنة من 26 عضواً يمثلون 23 شركة أعضاء في "جيبكا" ومتخصصين في سلامة العمليات، مشيراً إلى أنها حققت نجاحات كبيرة من ضمنها إحداث اختراق كبير في موضوع مشاركة الدروس المستفادة من الحوادث الصناعية في الشركات البتروكيماوية الخليجية، مضيفاً أن هذا الأمر شكل تحدياً كبيراً لم يكن متوقعاً في إحداث هذا الاختراق، ذاكراً أنه تم مشاركة نحو 21 حادثة وقعت في هذه الشركات والعمل على عدم تكرارها مجدداً. وينوّه بأنه تم الاتفاق في آخر اجتماع على عقد أول مؤتمر لسلامة العمليات على مستوى دول الخليج حيث سيتم الإعداد له اعتباراً من العام 2024 على أن ينعقد في الجبيل بالسعودية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، متوقعاً أن يحدث نقلة نوعية في ما يتعلق بإدارة سلامة العمليات في المنطقة.

"منتدى جيبكا السنوي"

وحول "منتدى جيبكا السنوي 17"، يؤكد القحطاني أن انعقاده يرفع التوقعات ويحسّن الأداء بشكل مستمر في مجال صناعة البتروكيماويات، مشيراً إلى أن إعداد المؤتمر وجدول أعماله ممتازين حيث تم اختيار شخصيات مرموقة للتحدث في هذا المجال، مشدداً على ضرورة إعداد جيل جديد من الصناعيين في مجال البتروكيماويات لإكمال ما بدأ به أسلافهم من قادة الصناعة السابقين والحاليين.

سلامة العمليات والاستدامة

وحول الاستدامة والتغير المناخي في القطاع، يقول إن سلامة العمليات لها ارتباط وثيق بمجال الاستدامة والانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة عموماً، مؤكداً أن منع الحوادث الصناعية هي ركيزة أساسية لتخفيض هذه الانبعاثات، مشيراً إلى أنه خلال الخمسين سنة الماضية وقعت حوادث صناعية كثيرة أضرت بالمناخ بحيث أن جوهر سلامة العمليات هو منع هذه التسربات الخطرة وكل ما له علاقة بالطاقة المخزنة.

مستقبل القطاع

وحول التوقعات لمستقبل القطاع في المنطقة، يرى القحطاني أنه واعد جداً خصوصاً وأن منطقة الخليج من أكبر المناطق من ناحية النمو الصناعي وستكون رائدة في مجال التوسع الصناعي حول العالم، مضيفاً أن القيادات الشابة سيكون لها بصمة مهمة في هذا المجال.