"ليرة" سيارة لبنانية تتحدى الأزمات
"ليرة" سيارة لبنانية تتحدى الأزمات
الحسامي: صفر دعم من الدولة
- خاص - "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال"
من رحم الأزمات تولد الأفكار، الأوضاع الصعبة أجبرت اللبنانيين إما على الهجرة أو التأقلم، وقلة منهم تحدت الواقع الصعب وغامرت بمبادرات خلاقة لتجاوز الأزمات ومنهم المهندس هشام الحسامي مخترع "ليرة" السيارة البيئية الكهربائية، اللبنانية الصنع 100 في المئة.
يوجز لنا المهندس هشام الحسامي سيرته الذاتية، بأنه تربى في بيئة صناعية هندسية، ووالده الذي درس الهندسة في فرنسا أجبرته الحرب اللبنانية للهجرة مع العائلة والعمل في جزيرة قبرص المجاورة، أما هو فقد قرر إختيار بريطانيا لدراسة الهندسة الميكانيكية فيها والعودة الى وطنه الأم للعمل والإستقرار.
ويقول الحسامي أنه ساعد والده في اختراع وتنفيذ عدد من المعدات الصناعية لمعامل لبنانية متخصصة في مجال الطباعة وإعادة التدوير من ورق وكرتون وغيرها، وقال إن شركتهم العائلية H.Z.Houssami مازالت تعمل وتنجز العديد من الإختراعات في أكثر من منطقة لبنانية.
فكرة "ليرة"
يشير المهندس الحسامي إلى أن فكرة إختراع سيارة "تمشي" على الطاقة الشمسية جاءت عندما أمضى أكثر من ساعتي إنتظار، أمام محطة للتزود بالوقود، في طوابير شهدها لبنان في أكثر من فترة زمنية. ويقول إنه إستفاد من هذا الإنتظار وأخذ ورقة وبدأ بتصميم سيارة كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية النظيفة.
أما إختيار إسم "ليرة" فيقول إنه جاء دعماً لإعادة الثقة في العملة الوطنية اللبنانية، التي فقدتها نتيجة الأزمات الكثيرة وتدني قيمتها مقارنة مع العملات الأخرى، ويعتبر أن من واجب كل لبناني العمل على إبتكار أفكار خلاقة للمساعدة على إعادة قوة العملة الوطنية وصمودها في وجه الأزمات الكثيرة التي تعصف بالوطن.
نموذجان متكاملان
يشرح المهندس الحسامي كيف بدأ مشروع إنتاج "ليرة" الأولى، فيقول إنه بدأ التصنيع في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2022 وإنتهى في كانون الثاني/يناير 2023، أي استمر نحو 4 أشهر، وأن السيارة الأولى تعمل على الطاقة الشمسية وسعتها 4 ركاب، وممكن تشريج بطارياتها من مصادر تغذية كهربائية، في حال كان هناك نقص في الأشعة الشمسية، وفي كل الأحوال، فإن شحنة بطاريتها تكفي لمسافة 200 كلم.
أما النسخة الجديدة لليرة فجاءت لتأكيد قدرتنا على التنوع في التصميم والتنفيذ، فـ "ليرة" الجديدة هي سيارة "سبور" لشخصين بمواصفات تكنولوجية متطورة، وهي تعمل على الكهرباء ويمكن تزويدها بالطاقة من أي مصدر منزلي أو مهني، وقد تمّ تطوير النسخة الجديدة ومعالجة الثغرات في النسخة الأولى. ويؤكد الحسامي بإستطاعة "ليرة" الجديدة منافسة أي سيارة من حيث الجودة والسعر الذي يمكن أن يصل إلى 2000 دولار في حال تم إنتاج كميات كبيرة منها.
معاناة الصناعيين
يشير المخترع الحسامي إلى الصعوبات الرئيسية التي تمنع "ليرة" من الخروج الى الأسواق اللبنانية والعربية، وأولها هو العائق المادي وتأمين السيولة، ويؤكد أن ما أنجز هو من "اللحم الحي" بإمكانات ذاتية وجهود محلية لتأمين كل المواد التي تدخل في إنتاج "ليرة" مع إستيراد القليل من المواد من الخارج.
وفي السياق، يعرض الحسامي معاناته مع الدولة اللبنانية، التي وكما يؤكد أنها "أُعجبت وتحمست وتصورت مع سيارة "ليرة"، ولكن للأسف لم يترجم كل ذلك إلى خطوات عملية من الحكومة اللبنانية ومن وزارات معنية بالقطاع الصناعي كوزارتي الإقتصاد والصناعة التي من واجباتها دعم ومساعدة الصناعيين اللبنانيين ومنع هجرة الشباب اللبناني المبدع والخلاق.
إكسبو قطر
وفي معرض حديثه عن الوعود، أشار الحسامي إلى أنه في الوقت الذي كنا نحضر مشروع تقديم 5 باصات إلى بلدية بيروت، لنقل طلاب المدارس وكبار السن مجاناً، وبتعرفة رمزية لبقية الركاب، توقف المشروع واستعدينا للمشاركة مع الوفد اللبناني إلى معرض "اكسبو قطر"، ولكننا تفاجأنا بعدم وضعنا على لائحة المشاركين ولم نعرف حتى الآن أسباب ذلك؟!
وبالمناسبة يوضح الحسامي، أنه كانت هناك نية من جانبنا لتقديم سيارة إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتواصلنا مع السفارة القطرية في بيروت بهذا الشأن ولكننا ومنذ ستة أشهر لم نتلق أي جواب. وكان لدينا أمل، يضيف الحسامي، بالمشاركة في هذا المعرض الدولي المهم، لرفع إسم لبنان عالياً في صناعات نموذجية وتعزيز الجناح اللبناني في المعرض بقيمة مضافة.
كارلوس غصن
وعن لقائه مع كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف نيسان رينو، قال الحسامي، إنه وبناء على مبادرة وزير الطاقة وليد فياض، إلتقيت بالسيد غصن في مكتب وزير الطاقة، وأن غصن إطلع على مشروع سيارة "ليرة" وأبدى إعجابه بفكرة المشروع لأنها "أول سيارة لبنانية محلية الصنع".
وتمنّى غصن في اللقاء أن يلقى مشروع "ليرة" الدعم الكامل من الجهات المختصة وكذلك التمويل اللازم والكافي ليكون مشروع السيارة ليرة مشروع وطني بإمتياز.
الإرادة والمستقبل
وعن المشاريع المستقبلية، يقول الحسامي، أنه وبسبب الظروف التي تمر بها المنطقة إثر أحداث غزة، وبسبب الظروف الحياتية اللبنانية وبخاصة في ما يتعلق بالطاقة والتيار الكهربائي، فإن عجلة مشاريعنا تباطأت ولكنها لم تتوقف. ونحن في صراع دائم للبقاء في هذا البلد، وتعزيز صناعته، وتنمية مجتمعه وعلى سبيل المثال، إذا ما تم الإستثمار في مشروعنا فنحن سنؤمن أكثر من ألفي فرصة عمل.
وأعطى حسامي مثالاً عن مشروع مماثل لـ "ليرة" في المملكة المغربية، الذي لاقى كل الدعم من الملك المغربي والذي أعتبر إنجازاً وطنياً ودعمته الحكومة والمؤسسات والمواطنين، ودعا أن تحذو الدولة اللبنانية والمستثمرون اللبنانيون والعرب حذو المغرب، في دعم المشاريع الخلاقة والتي تساهم في تنمية المجتمعات المحلية وتساهم في تمسك الشباب الواعد بأرضه ووطنه.
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال