المعمري لـ"أولاً – الاقتصاد والأعمال": عُمان تستهدف الوصول إلى 11.7 مليون سائح عبر استراتيجيتها السياحية

تتمتع سلطنة عمان بجاذبية سياحية فريدة تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق السفر والسياحة والمغامرة.

وتضم السلطنة تنوعاً طبيعياً مذهلاً من شواطئ خلابة وصحارى واسعة وجبال شاهقة، بالإضافة إلى مواقع أثرية وثقافية تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على أرضها. وتسعى السلطنة من خلال تطوير البنية التحتية السياحية وتحسين الخدمات إلى جذب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، مع الحفاظ على هويتها الثقافية وتراثها الأصيل.

وأطلقت سلطنة عمان مبادرة "Visit Oman" لتكون بوابة جديدة لاستكشاف كنوز البلاد المتنوعة، وتهدف إلى تعزيز مكانة السلطنة كوجهة سياحية رائدة على الخريطة العالمية، من خلال تقديم خدمات متميزة وتسهيلات شاملة تلبي احتياجات مختلف الزوار.

وفي هذا السياق، يقول المدير العام لـ"Visit Oman" شبيب المعمري إن حكومة سلطنة عمان وضعت في العام 2016 "استراتيجية السياحة 2040" والتي تستهدف الوصول إلى 11.7 مليون مسافر بشكل سنوي مقسّمين بين سياح قادمين من دول مستهدفة وسياح داخليين وموزّعين على 14 تجمّعاً سياحياً في جميع محافظات السلطنة بدءاً من الشمال في محافظة مسندم ووصولاً إلى الجنوب في محافظة ظفار.

ما هي أبرز المشاريع التي تدعم القطاع السياحي في السلطنة؟

ويضيف المعمري في مقابلة مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" على هامش معرض "سوق السفر العربي 2024" الذي انعقد في "مركز دبي التجاري العالمي" أخيراً أن من أبرز المشاريع التي بدأتها الحكومة العمانية بالتعاون مع القطاع الخاص هي المجمّعات السياحية (Integrated Tourism Complexes) الموجودة في مختلف المحافظات العمانية، والتي تشمل مساحات من التطوير العقاري والسياحي والتي تحتوي على شقق ومنازل ومحلات تجارية وفنادق من فئات 3 و4 و5 نجوم، مشيراً إلى أنها تساعد على خلق بيئات مناسبة للسياح وللأشخاص الراغبين بزيارة سلطنة عمان أو العيش فيها، ذاكراً أن هذه التجمعات السياحية تمكّن من خلق بيئة جيّدة للاستثمار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق استئجار وتفعيل وتشغيل بعض الخدمات التي يحتاجها السائح أو المقيم في السلطنة.

4 ملايين سائح

ويلفت المعمري النظر إلى أن سلطنة عمان كانت من أكثر الدول نمواً في القطاع السياحي قبل جائحة "كوفيد-19" التي شكّلت تحدياً كبيراً واجهته كل دول العالم، مشيراً إلى أن السلطنة اليوم ممثلة بوزارة التراث والسياحة أعلنت عن 4 ملايين سائح في العام 2023، ذاكراً أن هذا الرقم تجاوز العدد الذي وصل إليه القطاع السياحي قبل الجائحة في العام 2019 وهو مؤشر على صحة القطاع وتعافيه. ويضيف أنه من ضمن مستهدفات "رؤية عمان 2040" استطاعت وزارة التراث والسياحة أن تصل إلى مستهدفات العام 2025 خلال العام 2023، معتبراً أن هذا الأمر صحي جداً لإمكانية تنفيذ مشاريع إضافية من قبل الوزارة بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والمستثمرين من خارج السلطنة.

دور "Visit Oman" في تفعيل القطاع السياحي

ويؤكد المعمري أن شركة "Visit Oman" الحكومية تقوم بدور كبير جداً تحت إشراف وزارة التراث والسياحة وبدعم من مجموعة "عمران" و"جهاز الاستثمار العماني" عبر ربط أصحاب العلاقة مع جهات راغبة عدة بإرسال السياح إلى السلطنة، موضحاً أن الشركة تهدف لبناء منظومة رقمية تحتوي على أكبر عدد ممكن من الشركاء الموفرين لخدمات السياحة ومنها الطيران، والمنشآت الإيوائية سواء كانت فنادق أو شقق، بالإضافة إلى وضع بعض التجارب المميزة على هذه المنظومة وتسهيل عمليات الحجز، مضيفاً أن الشركة تعمل يداً بيد مع الوزارة لاستهداف السائح في أسواق المنشأ، مشيراً إلى وجود شراكات ممتازة في أوروبا.

شراكات

وحول أبرز الشراكات التي تم توقيعها أخيراً، يقول المعمري أنه تم تجاوز أكثر من 200 شريك في أسواق المنشأ في كل من أوروبا وشرق أوروبا والخليج العربي والهند، مشيراً إلى ان آخر توقيع كان شراكة مهمة مع مجموعة "طيران الإمارات" والتي ستتيح نشر المنتج العماني عبر شبكة طيرانها في أكثر من 300 سوق، الأمر الذي يمثل نقلة نوعية للمنتجات المحلية عبر نشرها عن طريق أهم شركات الطيران في العالم.

صور عاصمة للسياحة العربية 2024

خلال معرض "سوق السفر العربي 2024"، أعلنت وزارة التراث والسياحة العمانية عن الباقات والحزم الخاصة بمدينة صور كعاصمة للسياحة العربية للعام 2024. وفي هذا السياق، يلفت المعمري الانتباه إلى أنه تم الإعلان عن صور كعاصمة للسياحة العربية خلال العام الماضي وتم تفعيله خلال العام الحالي، موضحاً أن دور "Visit Oman" كمشغل وطني يكمن بأخذ التجارب المتوفرة حالياً عن طريق المشغلين المحليين في مدينة صور ووضعها على محرك بحث ومحرك الحجوزات وتوفيرها ونشرها رقمياً للسائح المتواجد داخل السلطنة وخارجها، مضيفاً ان هذا ما تم الإعلان عنه خلال فعاليات المعرض حول إطلاق الحزم المتخصصة بالمدينة وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويذكر أن مدينة صور هي مدينة ساحلية تاريخية تشتهر بصناعة السفن منذ مئات السنين، وتحتوي على معامل لصناعة وبناء السفن تشكل جزءاً من التجارب السياحية التي تسمح للسياح بالدخول إليها لرؤية ومراقبة طرق بناء السفن التقليدية التي ساعدت البحّارة العمانيين للوصول إلى مختلف بقاع الأرض، مضيفاً أن صور تمتاز بشواطئها البحرية الجميلة بحيث أنها تحتوي على واحدة من أهم المحميات لتربية السلاحف البحرية.

فتح أسواق جديدة

ويردف قائلاً إن من أهم مستهدفات "رؤية عمان 2040" الوصول إلى أكثر من 11 مليون سائح وهذا ما تقوم به "Visit Oman" بالتعاون مع وزارة التراث والسياحية وأصحاب العلاقة في ظل وجود خطط موضوعة للوصول إلى أسواق جديدة وفتح أسواق جديدة وأخذ شريحة أكبر من الأسواق الحالية، مؤكداً السير قدماً في هذه الخطة لتحقيق الرؤية.

القطاع الفندقي

ويكشف أن "Visit Oman" قطعت شوطاً كبيراً في مجال الربط الرقمي مع الفنادق وتوفير المنتجات الفندقية في الأسواق الحالية وتوسيعها وفتح أسواق جديدة لهذه الفنادق، مشيراً إلى أن بعض الفنادق تجاوز تحديات الجائحة، لافتاً النظر إلى أن طموح الفنادق يكمن بالوصول إلى الأرقام التي تتناسب مع النمو المضطرب في المنطقة ككل، ذاكراً أن الشركة تراقب كل ما يحصل في المنطقة وأن هناك نمواً مهماً جداً، مؤكداً التطلع إلى أفضل التجارب التي ساهمت في إنجاح هذا النمو وأخذها في الاعتبار وتنفيذها في السلطنة.

تعزيز الربط الرقمي

ويختتم المدير العام لشركة "Visit Oman" شبيب المعمري بالقول إن من أبرز المشاريع المستقبلية للشركة هو التركيز على التوزيع الرقمي وربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بأهم منصات الحجز العالمية، حيث بدأت الشركة بتطبيقها في نهاية العام الماضي وتم الإعلان اليوم عن 10 شركات موجود فيها منتج عماني ما يسهم بنشر المنتجات على أشهر المنصات التي يستهدفها السائح.