تركّز شركة «جنرال موتورز» على أسواق المنطقة وتوليها اهتماماً خاصاً، وقد استطاعت مواجهة التحديات من خلال تركيزها على العميل وطرح العديد من الطرازات الجديدة التي تحاكي توقعاته ومتطلباته، ودعمها بالخدمات اللازمة.
حاورنا الرئيس والمدير الإداري لشركة «جنرال موتورز» في الشرق الأوسط وأفريقيا جون روث الذي أكّد أن وضع الشركة في المنطقة بخير، وأن شركته ستقوم بتقديم المزيد من الإصدارات والتقنيات المميزة، كما تحدث عن قدرة الشركة على مواكبة التطور في صناعة السيارات واستشراف الحلول والتقنيات المناسبة لمستقبل التنقل، ورأى أن المستقبل هو للسيارات العاملة على الطاقة الكهربائية. وهنا الحوار:
كيف تأثرت «جنرال موتورز» بالتراجع الحاصل في مبيعات السيارات في أسواق منطقة الشرق الأوسط، وماذا تتوقعون لحجم مبيعات الشركة خلال العام 2019 وحصتها السوقية؟
إن قدرتنا على الاحتفاظ بمكانتنا في المنطقة لأكثر من 90 عاماً ومواصلة الريادة في قطاع النقل فيها، هما ثمرة تركيزنا على العملاء ووضعهم دوماً في صميم كل ما نقوم به.
نحن في وضع جيد هذا العام مع نمو بنحو 2.5 في المئة على أساس سنوي، ولدينا زخم قوي لاختتام هذا العام بشكل جيد. شهدت «جنرال موتورز» نمواً لافتاً ضمن فئات محددة، حتى إنها تفوقت على نظرائها في الصناعة. ففي فئة سيارات الكروس أوفر، سجلت مبيعات كل من طرازات «جي ام سي تيرين» و«شفروليه اكوينوكس» نمواً بنحو 61 في المئة، بينما نمت مبيعات «شفروليه ترافرس» و«جي إم سي أكاديا» بنحو 45 في المئة، كما إن طراز «ترافرس» حقق نمواً تجاوزت نسبته 300 في المئة خلال الأعوام القليلة الماضية. أما ضمن فئة سيارات الكروس أوفر الفاخرة، حققت «كاديلاك XT4» الجديدة الريادة في فئتها، وبيعت نسبة 65 في المئة من طرازاتها في السعودية لسائقات إناث.
وسيتم خلال الأشهر المقبلة طرح مجموعة من الإصدارات والتقنيات الجديدة في مجال التنقل.
إعادة الهيكلة
قامت «جنرال موتورز» في بداية العام الحالي بعملية إعادة هيكلة لتواجدها في المنطقة، وتقليص هذا التواجد. ما هي الأسباب وراء هذه الإجراءات وهل حققت الهدف المنشود؟
على الرغم من أننا لم نخفّض استثماراتنا في أفريقيا والشرق الأوسط، إلا أننا قمنا بإجراء تغييرات في أعمالنا في المنطقة وحول العالم للتكيف مع الوقائع المتغيرة للصناعة. ستشهد صناعة السيارات تغييرات في غضون السنوات الخمس إلى العشر المقبلة بوتيرة أسرع مما كانت عليها في السنوات الخمسين الماضية، ويسمح لنا هذا التغيير في البقاء مستعدين خلال انتقالنا إلى المرحلة التالية من عالم التنقل.
أين تبرز قوة منتجات سيارات «جنرال موتورز» مقارنة بالشركات المنافسة؟
تتمتع جنرال «موتورز» بقدرات وخبرات فريدة تتيح لها توفير منتجات وقطع غيار ممتازة تلبي احتياجات العملاء، كما نتميز في الطريقة التي ننظر فيها إلى مستقبل التنقل وتقديم أحدث التقنيات المواكبة. إننا نرى الطريقة والسرعة التي يتغير فيها قطاع التنقل، فقريباً ستتمكن السيارات من التواصل مع بعضها بعضاً ومع الطريق، ولهذا السبب نقوم اليوم بتصميم سياراتنا لتكون مجهزة بأحدث التقنيات حتى تتمكن سيارتك من «التحدث» إليك والحفاظ على سلامتك أثناء القيادة.
تمثل السلامة أولوية قصوى في منتجات «جنرال موتورز». لقد أصدرنا في شهر سبتمبر الماضي دراسة أجريت بالتعاون مع «معهد أبحاث النقل» في «جامعة ميشيغان» شملت عيّنات من أكثر من 3.7 ملايين سيارة من 20 طرازاً من طرازات «جنرال موتورز» المختلفة التي جرى إنتاجها ما بين العامين
2013-2017، ووجدت الدراسة أن تقنيات مثل فرملة الطوارئ التلقائية ونظام التنبيه للاصطدامات الأمامية يسهمان في تقليل حوادث الاصطدام الخلفي بنسبة 46 في المئة. أما نظام المساعدة على البقاء في المسار وتنبيه مغادرة المسار فقد ساعدا على تقليل الحوادث المرورية المرتبطة بمسار القيادة بنسبة 20 في المئة، وقلل نظام تنبيه تغيير المسار مع تنبيه النقطة الجانبية العمياء حوادث تغيير المسار بنسبة 26 في المئة.
تتمثل رؤية «جنرال موتورز» في بناء عالم خالٍ من الحوادث والانبعاثات والازدحام المروري. إن هذه الخطوات الحاسمة على مستوى التطوير التكنولوجي هي التي ستجعل رؤيتنا حقيقة واقعة.
السوق السعودية
تشير بعض المعلومات إلى قيام «جنرال موتورز» منذ فترة بمحاولات للجمع بين شريكي «جنرال موتورز» في السوق السعودية تحت مظلة واحدة، وبمشاركة الشركة الأم «جنرال موتورز». لماذا لم ينجح هذا المسعى؟ وما هو التوجه المستقبلي؟
نحن لا نعلّق على الشائعات. نواصل العمل عن كثب مع وكلائنا في المملكة العربية السعودية وجميع أنحاء المنطقة من أجل تعزيز أعمالنا وتقديم أفضل خدمة ممكنة لعملائنا في المنطقة، وضمان جهوزية أعمالنا وفرقنا للمراحل التالية في مجال التنقل.
يلاحظ غياب السيارة الأيقونة لدى «جنرال موتورز» خلال السنوات الأخيرة. لماذا لم تتمكن أي من الطرازات الحالية أن تحقق النجاح الذي حققته في السابق الطرازات الشهيرة مثل «شفروليه كابريس» و«شفروليه لومينا»؟
تعدّ منطقة الشرق الأوسط موطناً لمجموعة متنوعة من السكان، ولكل منهم احتياجات مختلفة. نحن نوفر سيارات لمختلف أنماط الحياة. تتفرد كل علامة من علاماتنا الثلاث بميزات خاصة بها. إن «كاديلاك» تقدم مفهوماً جديداً للسيارات الفاخرة، وتتميز «جي ام سي» بالدرجة الاحترافية العالية، أما «شفروليه» فهي تتمحور حول الشغف بإستكشاف طرق جديدة.
نحن نبتكر بإستمرار لتقديم أفضل المنتجات لكل عميل، وأدخلنا 40 طرازاً جديداً إلى المنطقة منذ العام 2008، ونجحنا دائماً في توقّع التغييرات في متطلبات العملاء وتطبيقها على سياراتنا. سنبرز كقادة للصناعة من خلال قدرتنا على تقديم المزيد من السيارات، من مختلف الفئات، التي تتمتع بإمكانية أكبر على توفير الوقود ولا تصدر أية انبعاثات، وكل ذلك مع الحرص على توفير أرقى مستويات الخدمات للعملاء.
السيارة الكهربائية
يلاحظ أن علامة «كاديلاك» لم تتمكن حتى اليوم من أخذ المكانة التي تستحق في مختلف أسواق المنطقة، على الرغم من جودة منتجاتها وأناقة تصاميمها وتنوعها. ما هي الأسباب برأيكم؟ وهل من خطوات لتحسين مبيعات «كاديلاك» وحصصها السوقية؟
لا أتفق معكم في هذه النقطة. أعتقد أن «كاديلاك» نجحت في الوصول إلى العملاء ليس فقط بما تقدّمه من منتجات فاخرة، ولكن لابتكارها في تشكيلة منتجاتها، وقد ظهر هذا جلياً خلال الأشهر الماضية بفضل الأداء المتميز لسيارة XT4.
يمكنني القول إن فريقنا قويّ ويسير بالتوازي مع الخطة االعشرية العالمية، والتي أصبحت اليوم في مرحلة طرح المنتجات، كما إن هذا الفريق يمتلك الزخم اللازم لمواصلة تعميق الصلة مع عملائنا وإعادة أمجاد كاديلاك لتتبوأ القمة من جديد، بفضل سعيها المستمر للإرتقاء بتجربة عملائنا إلى مستويات جديدة بالشراكة مع شبكة وكلائنا الإقليميين، وذلك من خلال مراكز الخدمة وصالات العرض المجددة وهويتنا المؤسسية ومنتجاتنا الجديدة المصممة لتناسب أسلوب حياة واحتياجات قاعدة عملائنا المتنامية في الشرق الأوسط.
كيف تقبلت أسواق المنطقة الطراز الكهربائي Bolt، وما هو توجه «جنرال موتورز» في الفترة المقبلة في مجال السيارات الكهربائية؟
لاقى الجيل الثاني من سيارة «شفروليه Bolt» الكهربائية استجابة رائعة في المنطقة، ونجحت السيارة ذات الأداء القوي والمدى البعيد الذي يصل الى أكثر من 500 كيلومتر في كسب عملاء كُثر من الأفراد والهيئات والمؤسسات الحكومية في كل من الإمارات العربية المتحدة ولبنان تحديداً.
ساهم وكيلنا في لبنان، شركة IMPEX، بشكل كبير في تعزيز المنظومة اللازمة لدعم اعتماد العملاء لهذا النوع من السيارات، كما تمّ في دولة الإمارات العربية المتحدة اختيار سيارة Bolt الكهربائية أيضاً لدعم الأساطيل الحكومية، بما في ذلك مطارات دبي وشرطة دبي، والمساعدة على زيادة مشاركة السيارات الكهربائية حيث تُستخدم ست سيارات من هذا الطراز حالياً في المدينة المستدامة.
نحن نطمح لمستقبل تكون فيه جميع السيارات كهربائية، ولهذا إلتزمنا بتقديم مجموعة من سيارات الدفع البديلة لتناسب مختلف الأذواق، وستكون علامة «كاديلاك» الفاخرة أولى علامات «جنرال موتورز» التي تستخدم الجيل المقبل من منصة BEV3 الكهربائية. نحن نستشرف أيضاً ما هو مطلوب في السيارة نفسها، وهي التكنولوجيا القادرة على التكيف مع العالم من حولها.
في وقت سابق من هذا العام، كشفنا عن منصتنا الإلكترونية الجديدة كلياً والقادرة على معالجة ما يصل حتى 4.5 تيرابايت من البيانات في الساعة، بزيادة خمسة أضعاف في القدرة على هندسة الكهرباء الحالية لدينا، وهذا ضروري لدعم تقديم سيارات كهربائية أكثر قوة، وتوفير ميزات مثل تقنية «كاديلاك سوبر كروز»، أول ميزة مساعدة للقيادة من دون استخدام اليدين متوفرة اليوم. ستظهر هذه التقنية لأول مرة في سيارة السيدان «كاديلاك CT5» 2020 التي جرى طرحها مؤخراً، وسيتم دمجها في تشكيلة جنرال موتورز الأوسع في حلول العام 2023.
يتطلب التحرك نحو مستقبل مستدام وجود البنية التحتية المناسبة والدعم لتعزيز تبنيّ المستهلك لهذا الاتجاه. نحن نعمل مع المجتمعات التي نتواجد ضمنها لتحديد الفرص المناسبة لطرح السيارات في المنطقة وللتوعية وتغيير الأولويات الموجودة اليوم، وضمان توفر البنية التحتية والتشريعات المناسبة للابتكارات القادمة غداً.
هل من توجه لطرح سيارات تعمل بمحركات هجينة؟
نحن ملتزمون بمواصلة طرح السيارات الكهربائية مع التركيز على هذه التكنولوجيا بدلاً من التركيز على السيارات الهجينة. إن امتلاك سيارة هجينة يعني فقط بأنك تدفع ثمن محركين. إن «شفروليه بولت EV» الكهربائية اليوم تنطلق بكل قوة على الطرقات في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، ولمسافة تزيد على 500 كيلومتر لكل عملية شحن.
ما هو جديد علامات «شفروليه»، «جي ام سي» و«كاديلاك» في الشرق الأوسط في الفترة المقبلة؟
تمّ خلال هذا العام طرح «كاديلاك XT4» وأحدث طرازات «شفروليه سيلفرادو»، مع طرازين حصريين لمنطقة الشرق الأوسط، و«جي ام سي سييرا» إضافة إلى سيارة «شفروليه بليزر» الشهيرة.
نحن نخطط لطرح العديد من الطرازات والتقنيات المذهلة في المنطقة عبر علاماتنا المختلفة خلال العام 2020، والتي ستلقى بلا شك إعجاب الجميع.
ما هي توقعاتكم للعام 2020، وهل من تحسن مرتقب في الأسواق؟
أنا على ثقة أن لدينا الأشخاص المناسبين وقدرة الابتكار المناسبة والعلاقات الصحيحة لمواصلة تنمية أعمالنا وتحقيق قيمة غنية للمجتمعات التي نعمل ضمنها.
سوف تشهد الأشهر المقبلة طرح مجموعة من الطرازات الجديدة والإصدارات الخاصة بمجالي التكنولوجيا والتنقل، ما يثبت مدى قدرة «جنرال موتورز» على تقديم منتجات وإبتكارات مذهلة. أنا أعتقد فعلاً بأن الفرص المتاحة هنا لا حدود لها، والقادم بلا شك سيكون أفضل.