كيف يستثمر صندوق النرويج السيادي في الأسهم العربية المدرجة؟

  • 2020-03-05
  • 12:30

كيف يستثمر صندوق النرويج السيادي في الأسهم العربية المدرجة؟

الإمارات تستقطب أعلى الاستثمارات والكويت أعلى نمواً والسعودية إعادة تموضع والمغرب الخامس

  • عاصم البعيني

بلغ إجمالي استثمارات صندوق النرويج السيادي (الصندوق التقاعدي الحكومي النرويجي) في الأسهم العربية نحو 2.611 مليار دولار في نهاية العام الماضي بزيادة 17.8 في المئة مقارنة بالعام 2018، وفق دراسة أعدها "أولاً-الاقتصاد والأعمال". وبلغ إجمالي عدد الشركات التي يستثمر فيها الصندوق 154 شركة مقارنة بنحو 174 شركة في نهاية العام 2018.

وجاءت شركات الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات التي وظفها الصندوق بنحو 887.5 مليون دولار مستحوذة على 34 في المئة من الإجمالي، فيما حلت مصر في المرتبة الثانية بنحو 530.3 مليون دولار والكويت في المرتبة الثالثة بنحو 492.4 مليون دولار.

 

 

يقود تحليل التوجهات الاستثمارية لصندوق النرويج السيادي في الأسهم العربية إلى جملة من الاستنتاجات المهمة حول الأسس التي يبني على أساسها فلسفته الاستثمارية. فمن ناحية، بدا أن الصندوق ذهب إلى زيادة استثماراته في السوق الإماراتية، مستنداً إلى الفرص المتوفرة لا سيما أن مكرر الربحية فيها، كان أقل من متوسط مكرر الربحية في الأسواق الخليجية الأخرى.

كذلك كان من اللافت أن الصندوق رفع استثماراته بنحو 222 في المئة الأسهم الكويتية على وقع ترقية السوق على مؤشر الأسواق الناشئة، في حين أن استثمارات الصندوق سجلت إعادة تموضع شاملة في السوق السعودية "تداول" إذ بدا وكأنه سعى لتسجيل عمليات جني أرباح على بعض الأسهم القيادية لا سيما في القطاع المصرفي خلال فترة ترقية السوق إلى مصاف الأسواق الناشئة.

 

 

الامارات الأولى بـ887 مليون دولار 

حلّت دولة الامارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى بين الدول العربية، إذ بلغت الحصص السوقية لإجمالي استثماراته في الشركات الإماراتية نحو 885.5 مليون دولار بزيادة نحو 156 في المئة، علماً أنها كانت في المرتبة الثالثة عربياً في العام 2018 وذلك بعد كل من مصر والسعودية.

ويأتي هذا التوجه في وقت كانت الأسواق المالية في الإمارات تتداول عند مكرر ربحية يعادل 9 مرات في العام 2018، في حين أن متوسط مكرر الربحية لدى البورصات الخليجية كان يبلغ 15 مرة، ما يؤكد بأن الصندوق يرى مزيداً من فرص النمو في هذه السوق والشركات القيادية المدرجة فيها مقارنة بالأسواق الأخرى.  

وبلغ عدد الشركات المستثمر فيها 18 شركة في نهاية العام الماضي مقارنة بنحو 19 شركة في العام 2018. أما من حيث المؤسسات التي استقطبت أعلى الاستثمارات في الإمارات، فضمت القائمة كل من بنك الامارات دبي الوطني بنحو 237.8 مليون دولار بزيادة 841.4 في المئة، ثم موانئ دبي العالمية بنحو 114.4 مليون دولار بزيادة 93.9 في المئة، ومن ثم بنك أبو ظبي التجاري بنحو 70.7 مليون دولار بزيادة 466.5 في المئة.

ومن المتوقع أن تنخفض استثمارات الصندوق في شركة موانئ دبي العالمية خال العام الحالي، في ظل خطط الملاك الرئيسيين لإلغاء إدراج أسهمهما من بورصة ناسداك والاستحواذ على ملكية صغار المساهمين. ويقود هذا الواقع إلى التساؤل عما إذا كان سيعيد الصندوق استثمار هذه الأموال في السوق الإماراتية أم سيجد فرصاً بديلة في الخارج.

 

مصر الاستثمارات ترتفع 23 في المئة  

حافظت مصر على مرتبتها الثانية وبلغت قيمتها نحو 530 مليون دولار مستحوذة على 20.3 في المئة من إجمالي الاستثمارات الموظفة في الدول العربية التي استثمر فيها الصندوق. وارتفعت  قيمة استثمارات الصندوق بنحو 23.8 في المئة غير أنه قلص عدد الشركات المصرية التي يستثمر فيها إلى 41 شركة في العام الماضي، مقارنة بنحو 56 شركة في نهاية العام 2018. 

وحل البنك التجاري الدولي في المرتبة الأولى من حيث قيمة الاستثمارات التي استقطبها من الصندوق والتي بلغت نحو 100.4 مليون دولار في نهاية العام الماضي بزيادة 290 في المئة مقارنة بنهاية العام 2018، فيما حلّت الشركة الكويتية المصرية القابضة بنحو 54.2 مليون دولار بزيادة 67.6 في المئة، فيما جاءت المجموعة المالية هيرميس في المرتبة الثالثة بنحو 40.6 مليون دولار بزيادة 112.8 في المئة.

أما من حيث نسبة الملكية، فقد جاءت مدينة نصر للإسكان والتعمير في المرتبة الأولى بنحو 4.97 في المئة، تلتها شركة ابن سينا فارما بنحو 4.89 في المئة، ومن ثم شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية والمستحضرات التشخيصية-راميدا.

السعودية إعادة تموضع 

من جهة أخرى، كان من الواضح أن الصندوق اعتمد استراتيجية مختلفة مع السوق السعودية تجلت في إعادة تموضع واضحة. فعلى الرغم من أن إجمالي استثماراته في أسهم الشركات المدرجة تراجعت إلى نحو 415.5 مليون دولار بانخفاض 60 في المئة، فإنه يمكن التوقف عند التالي:

بدا وكأن الصندوق سعى للاستفادة من التوقعات التي سادت في العامين السابقين بترقية "تداول" إلى الأسواق الناشئة، فرفع قيمة استثماراته في الأسهم السعودية بأكثر من 127 في المئة إلى 1.04 مليار دولار نهاية العام 2018 مقارنة بنحو 457 مليار دولار في العام 2016. كما ارتفع مؤشر السوق بنحو 28 في المئة ما بين 2016 وأبريل 2019، أي قبل انضمامه إلى مؤشر مورغن ستانلي للأسواق الناشئة وهو ما وفر للصندوق فرصة للتخارج من بعض الأسهم وتحقيق عوائد مجزية عليها. 

استناداً إلى هذا التوجه، قلّص الصندوق استثماراته في قطاع المصارف وبعض شركات التأمين والتجزئة. وتقدم هذه قائمة التقليصات مصرف الراجحي حيث قلص الصندوق استثماره فيه إلى نحو 24 مليون دولار مقارنة بنحو 139 مليون دولار في نهاية العام 2018، ثم مجموعة سامبا المالية من 119 إلى 19 مليون، والاهلي التجاري من 66 إلى 12 مليون دولار.

في المقابل رفع الصندوق استثماراته في عدد من الشركات من بينها المتحدة الدولية للمواصلات "بدجت" وعبد المحسن الحكير والدريس واللجين. 

غير أن الأبرز كان سعي الصندوق إلى استشراف فرص استثمارية جديدة، فاستثمر في شركات عدة من بينها البابطين للطاقة والاتصالات، والمراكز العربية، شركة عطاء التعليمية، الدر للضيافة، اسمنت المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى الشركة السعودية للخدمات الصناعية "سيسكو" وشركة اسمنت الجنوبية.   

الكويت ارتفاع جميع المؤشرات 

بدورها سجلت الكويت ارتفاعاً في مختلف المؤشرات الرئيسية، فمن جهة بلغ إجمالي استثمارات الصندوق في أسهم شركاتها المدرجة نحو 492.4 مليون دولار وحلت في المرتبة الثالثة عربياً مشكلة نحو 18.9 من إجمالي استثمارات الصندوق في الأسهم العربية. كما سجلت الكويت أعلى نسبة من حيث ارتفاع نسبة الاستثمارات بنحو 222 في المئة. وبخلاف التوجه الذي ساد في السعودية، فإن الصندوق زاد حجم استثماراته في الأسهم الكويتية على وقع ترقية السوق على مؤشر MCSI للأسواق الناشئة وما وفرته هذه الأسهم من فرصة استثمارية مجزية.

كذلك ارتفع عدد الشركات المستثمر فيها إلى 14 شركة في نهاية العام 2019، مقارنة بعدد 10 شركات في العام 2018. وعلى المستوى الفردي، تأتي شركة هيومن سوفت في مقدمة الشركات العربية التي يستحوذ فيها الصندوق على حصة مؤثرة إلى إجمالي رأس المال وتبلغ نحو 5.45 في المئة باستثمارات تبلغ نحو 66.2 مليون دولار.

وحلّ بنك الكويت الوطني في المرتبة الأولى من حيث قيمة الاستثمارات التي استقطبها، وبلغت نحو 118.5 مليون دولار بزيادة نحو 126.2 في المئة، تلاه البنك الأهلي المتحد بنحو 71.4 مليون دولار بزيادة 100 في المئة، وأتى هذا الاستثمار على وقع خطط وأخبار البنك عن اندماجه مع بيت التمويل الكويتي، بدوره جاء بنك الخليج في المرتبة الثالثة بنحو 67.6 مليون دولار بفارق طفيف عن شركة هيومن سوفت بنحو 66.2 مليون دولار. 

المغرب الخامس عربياً 

أما المملكة المغربية فاستقطبت استثمارات بنحو 95 مليون دولار بتراجع نحو 4.3 في المئة، وحلت في المرتبة الخامسة عربياً متقدمة على قطر التي جاءت في المرتبة السادسة، واستحوذت استثماراتها على نحو 3.6 في المئة من إجمالي تلك التي وظفها الصندوق في أسهم عربية.

وبلغ عدد الشركات التي جرى الاستثمار فيها 22 شركة في نهاية العام الماضي مقارنة بـ 23 شركة في العام 2018، تصدرتها أسواق لابلفي (La Belle Vie) بنحو 13 مليون دولار بتراجع نحو 20.3 في المئة، تلاها التجاري وفا بنك بنحو 10.7 مليون دولار بزيادة 5.2 في المئة، فيما حل البنك المغربي للتجارة الخارجية في المرتبة الثالثة بنحو 8.4 مليون دولار بزيادة 5 في المئة. 

  

دول أخرى

بالإضافة إلى ما تقدم، استثمر الصندوق في 6 شركات قطرية بإجمالي 84 مليون دولار، و3 شركات عمانية بإجمالي 51 مليون دولار وشركة واحدة بحرينية بقيمة 39 مليون دولار.

إلى ذلك استقطبت 12 شركة تونسية استثمارات بقيمة 16.8 مليون دولار في نهاية العام الماضي بزيادة نحو 13.4 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، فيما حافظت الشركات المستثمر فيها على عددها عند 12 شركة. وتركز هذه الاستثمارات في شركات تشغيلية تعمل في قطاعات متنوعة، وحلت شركة بيع المنتوجات الصحية في المرتبة الأولى بنحو 5.5 مليون دولار بزيادة 27.2 في المئة، وشركة انيماد في المرتبة الثانية بنحو 1.9 مليون دولار ومن ثم شركة النقل بنحو 1.8 مليون دولار. 

 28 مصرفاً عربياً تشكل أكثر من 18 % من بين الشركات الـ 154 المستثمر فيها


الأعلى استقطاباً

على المستوى الفردي، حل بنك الإمارات دبي الوطني المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات التي استقطبها بنحو 237 مليون دولار، تلاه بنك الكويت الوطني بنحو 118.5 مليون دولار، ومن ثم جاءت شركة موانئ دبي العالمية بنحو 114.4 مليون دولار.، تلاها البنك التجاري الدولي من مصر وبنك دبي الإسلامي.