صناعة الرفاهية الايطالية: 43 مليار دولار الخسائر المتوقعة

لم تكن السلطات الإيطالية ولا الإيطاليين أنفسهم أو حتى العالم يتوقعون أن تبلغ تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 هذا المستوى السيئ في إيطاليا عندما أعلن في شباط/ فبراير الماضي عن إلغاء كرنفال البندقية وأسبوع الموضة في ميلانو، مع بدء ظهور إصابات بالفيروس خارج الصين.

مؤشر سلبي

أن تُعزل ميلانو، عاصمة الموضة في العالم، ومعها كل إيطاليا حيث معاقل إنتاج الرفاهية لغاية 3 نيسان/ أبريل المقبل، مع إحتمال تمديد فترة العزل، ففي ذلك مؤشر سلبي على دخول قطاع الرفاهية العالمي مرحلة عدم اليقين ويضع معظم دور الرفاهية الإيطالية في المركب نفسه، خصوصاً أن الصانعين الإيطاليين يصنّعون محلياً ويعتمدون على شبكة موردين محليين للمواد المستخدمة في إنتاجهم. فمصدر المواد المستخدمة، على سبيل المثال، في إنتاج داري غوتشي Gucci وسان لوران Saint Laurent المملوكتين من مجموعة كيرينغ Kering موردون إيطاليون بنسبة تصل إلى 88 في المئة. و18 من أصل 22 موقع إنتاج خاصة بدار برادا Prada موجودون في إيطاليا، ومصدر أكثر من 97 في المئة من منتجات دار سلفاتوري فيراغامو Salvatore Ferragamo، هو مصانع إيطالية.

خسائر تتعدى الـ 43 مليار دولار

بيد أن أزمة الدور الإيطالية لا تقتصر فقط على الإنتاج، بل إنها تواجه خطراً آخر وهو تراجع الإنفاق على منتجات الرفاهية نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد وملازمة مستهلكي هذه السلع منازلهم وإلغاء رحلاتهم إلى مقاصد التسوق العالمية. وتشير إحدى الدراسات إلى أن الخسائر المتوقعة من تراجع مبيعات منتجات الرفاهية تقدر بنحو 43.4 مليار دولار، ما سيحد من إجمالي حجم هذه المبيعات في العام 2020 بنحو 350 مليار دولار. كما إن تراجع الطلب سيؤدي بدوره إلى الحد من الكميات المنتجة بعكس ما كان سائداً قبل ظهور الفيروس. ووفق أحد المصانع الصغيرة، المنتج لحقائب يد خاصة بدار Gucci، فإن حجم إنتاجه، بحسب رويترز، تراجع من 1000 حقيبة في الشهر إلى 450 في شباط/ فبراير الماضي، مع عدم وجود طلبيات جديدة لغاية أيار/ مايو المقبل.

إلغاء عروض

إلى ذلك، شملت التأثيرات إلغاء عروض أزياء مختلفة. فقد أجّلت دار جيورجيو أرماني Giorgio Armani عرض مجموعة كروز الذي كان محدداً يومي 19 و20 نيسان/ أبريل المقبل في دبي إلى تشرين الأول/ أكتوبر، لكن من دون أن يشتمل على مجموعة كروز. كذلك ألغت كل من فيرزاتشي Versace وGucci عرضيهما المقررين في الولايات المتحدة في أيار/ مايو، وألغت Prada عرض ريزورت المقرر في طوكيو في أيار/ مايو المقبل أيضاً.

مبادرات داعمة

وبرغم ما تمرّ به الدور الإيطالية الراقية، وفي مؤشر لافت للانتباه يترافق مع جهود السلطات الإيطالية الحثيثة للسيطرة عل انتشار فيروس كورونا المستجد، دخلت علامات إيطالية فاخرة على خط مبادرات محاربة كوفيد-19 حيث وهبت دار Giorgio Armani 1.25 مليار يورو لمستشفيات ميلانو وروما ومعهد الحماية المدنية Civil Protection Institute. كما سلّمت دار بولغري Bvlgari مؤخراً 30 مجهراً من الجيل الجديد لمستشفى لازارو سبلانزي في روما، للمساعدة في الوقاية من الفيروس وعلاجه.