المشاريع الصغيرة والمتوسطة الكويتية: لخطة إنقاذ بمواجهة كورونا
المشاريع الصغيرة والمتوسطة الكويتية: لخطة إنقاذ بمواجهة كورونا
خسائر القطاع تجاوزت 80 في المئة
- الكويت - عاصم البعيني
يدور في كواليس الحكومة الكويتية نقاش حول خطة للتحفيز الاقتصادي في مواجهة فيروس كورونا، يكون قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة محورها، وقد بدأت ملامحها بالتبلور مع قرار اتحاد مصارف الكويت بتأجيل الأقساط المترتبة على الشركات العاملة في هذا القطاع لمدة 6 أشهر على أن تتحمل المصارف نفسها فوائد التأخير، ويأتي ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه أن تقرّ الحكومة خطة لدعم القطاع على غرار تلك المقدمة في السعودية والخاصة بالمنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والبالغة نحو 5 مليارات دولار.
ولرصد الأولويات التي يتطلع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى تضمينها في الخطة الحكومية التي يجري العمل عليها، إستطلع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" آراء بعض ممن قدموا توصيات إلى الجهات المعنية في محاولة لرسم صورة واضحة عنها في ظل التداعيات التي تركها تفشي فيروس كورونا على مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد.
ما الذي يريده بعض أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة
من خطة الدعم الحكومية؟
مع تصاعد وتيرة تفشي فيروس كورونا والإجراءات الحكومية الاحترازية المتخذة، تعرّض قطاع "المشاريع الصغيرة والمتوسطة" في الكويت إلى "نكسة"، إذ أصيب بأضرار كبيرة طالت بصورة خاصة مجال المطاعم والضيافة والخدمات الذي حلّ في مقدم المتضررين، ومردّ ذلك، إلى أن شريحة واسعة من هذه المشاريع تأثرت بأزمة كورونا أكثر من سواها، علماً أنها كانت قد استفادت حديثاً من خدمات الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفي هذا السياق، يقول مدير عام شركة "امتداد" داود معرفي إن "قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعرّض إلى ضربة قاضية في ظل التداعيات التي تركها انتشار فيروس كورونا"، مشيراً إلى أنه بادر ومجموعة من أصحاب المشاريع إلى تقديم تصوّر شامل إلى غرفة التجارة والصناعة حول الأولويات والإجراءات الحكومية التي يمكن اتخاذها، خصوصاً أن أزمة كورونا جاءت بعد نحو ثلاث سنوات على وضع الأطر التشريعية لدعم القطاع من خلال تأسيس الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ما وضع القطاع أمام تحديات كبيرة، وذلك على الرغم من ان السنوات الأخيرة كانت قد شهدت تفاعلاً لافتاً للإنتباه من قبل الجهات الحكومية مع المطالب التي كان يرفعها "المبادرون" بين الفينة والأخرى.
داود معرفي: توفير تسهيلات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومعالجة الإيجارات والرواتب
من اللحم الحي
هذه الصورة العامة التي يرسمها معرفي، يؤكدها واقع شريحة واسعة من أصحاب المشاريع ومن بينهم صاحب مشروع Mini Dilights عبد الله الخنجي الذي يقول: "في ظل التداعيات المتسارعة التي تركها الفيروس أصبنا بخسائر جسيمة، وصلت في شركاتنا خلال الشهر الحالي إلى نحو 80 في المئة"، مضيفاً باللهجة العامية: "بتنا نصرف من اللحم الحي".
بدوره، يشير مؤسس العلامة التجارية Deer & Dear وعضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة محمد العنجري إلى أن مبيعات شركته اقتربت من الصفر خلال هذه المرحلة "فنحن لا نبيع إطلاقاً"، كما إن الإجراءات المتخذة دفعتنا إلى إغلاق 6 فروع في الكويت، وكذلك هي الحال في السعودية بعد صدور القرارات بالإغلاق قبل أيام.
محمد العنجري: عدم تدخل الحكومة يولّد نزاعات قانونية "كورونية"
لحل معضلة الإيجارات
عبء آخر
عبد الله الخنجي: لجنة مشتركة بين الجهات الحكومية وأصحاب المشاريع المختلفة
لجنة مشتركة فورية
من جهة أخرى، يقول العنجري إن مبادرة الحكومة إلى معالجة التداعيات الحاصلة يعفيها من مواجهة أي نزاعات قانونية مستقبلية ذات طابع "كوروني" بين المستأجرين من ملاك العقارات وأصحاب المشاريع وكذلك بين هؤلاء والموظفين، ولكن هذه المرة في أروقة وزارة العدل ومحاكمها على غرار ما هو حاصل في أجهزة وزارة الصحة اليوم، وفي هذا السياق، يطالب معرفي بوقف الإجراءات التي تقضي بحبس المتخلفين عن سداد اقساطهم من اصحاب المشاريع الممولين من الصندوق. هذا التحذير الذي يطلقه العنجري يوافق عليه الخنجي موضحاً أن قطاع المطاعم والضيافة الذي استقطب إليه نسبة كبيرة من استثمارات المشاريع الصغيرة والمتوسطة بات قطاعاً قائماً في حد ذاته وشكّل مصدراً لشريحة واسعة من الوظائف، كما إنه لعب دوراً مهماً في دعم السياحة وشجع مواطني دول الخليج على زيارة الكويت، مشيراً إلى أن عدم تدخل الحكومة سيؤدي إلى ارتفاع مستويات البطالة وعدد طالبي الوظائف ما يرتد مجدداً على الحكومة، ولكنه يعبّر في الوقت نفسه، عن ارتياحه للمعطيات السائدة عن توجه الحكومة لوضع خطة اقتصادية تأخذ في الاعتبار هواجس المبادرين. ويلفت الخنجي النظر إلى ضرورة تشكيل لجنة تضم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وممثلين عن الوزارات الأساسية والهيئات المعنية بالقطاع على أن تتولى دراسة الحالات كل على حدة سواء معالجة القروض المترتبة على أصحاب المشاريع أو بدلات الإيجارات والرواتب.
تسهيلات وقروض تجسيرية
ويخلص معرفي إلى إضافة مطلب ثالث يقضي بمنح تسهيلات أو قروض تجسيرية لأصحاب المشاريع لا تتجاوز الـ 10 في المئة من إجمالي الإيرادات المحققة على أساس شهري خلال العام الماضي، على أن يجري سدادها بعد عام من الحصول عليها ولفترة لا تتجاوز الخمس سنوات.
وفيما يعبّر الخنجي عن تفاؤله بالخروج بنجاح من هذه الأزمة، مستذكراً نجاح الكويت في التغلب على أزمات سابقة، على قاعدة أن الكويتيين اعتادوا التكاتف في وقت الأزمات ونجحوا في الخروج منها، يدعو الحكومة إلى السحب من صندوق الأجيال المقبلة على "قاعدة القرش الأبيض لليوم الأسود".
ويضاف إلى هذه المطالب، بعض البنود التفصيلية منها على سبيل المثال إسقاط مبدأ ملاحقة المتعثرين من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة المستفيدين من تمويلات الصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتأجيل تحصيل الرسوم الجمركية على الواردات وسداد بعض رسوم الخدمات الحكومية والرسوم البلدية المستحقة على القطاع الخاص لمدة ثلاثة أشهر، ووضع المعايير اللازمة لتمديد فترة التأجيل لأكثر الأنشطة تضرراً، مع تفويض وزير المالية بالموافقة على الإقراض وأشكال التمويل الأخرى والإعفاء من دفع الرسوم والعوائد على القروض الممنوحة حتى نهاية العام الحالي.
شركات
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال