كورونا: العلم يشحذ سيوفه
كورونا: العلم يشحذ سيوفه
عقاقير ولقاحات وتقنيات علاج توضع قيد التطبيق حالياً لعلاج المرضى
- سليمان عوده
لا يتوافر حتى الساعة أي علاج لفيروس كورونا، فيما يغيب أيضاً أي لقاح يقي منه. في مواجهة هذه المعضلة، تلجأ دول عدة للاستعانة بعقاقير بديلة تستخدم في علاج أمراض أخرى لوقف زحف المرض، آملة أن تجد في "حواضر المختبر" ما ينفع لهذه المهمة. أبرز ما يستخدم حتى الآن عقاقير مضادة لفيروسات وأمراض فتاكة مثل إيبولا وسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي. قطعت التجارب على فعالية بعض هذه العقارات أشواطاً متقدمة، ولا سيما في ما يتعلق بعقارات مثل Remdesivir المستعمل ضد إيبولا وRitonavir وLopinavir، ويستخدمان في علاج فيروس نقص المناعة المكتسب، وHydroxychloroquine، المستخدم في مكافحة الملاريا.
كذلك، تقوم الأطقم الطبية باستخدام العقاقير المخصصة لعلاج ضعف المناعة والتهاب المفاصل، وقد لجأ الكثير من البلدان إلى هذه الأدوية في المعركة ضد كورونا. وبالطبع، يلجأ الأطباء إلى استعمال العقاقير المستخدمة في علاج التليف الرئوي في كفاحهم ضد المرض.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 170 ألف شخص منذ ظهوره أواخر السنة الماضية، في حين تجاوز العدد الكلي للمصابين 2,5 مليون نسمة. وتسابق دول العالم الزمن من أجل اكتشاف لقاح يحمي المليارات من هذا التهديد القاتل. وفي انتظار خروج اللقاح المنتظر من المختبر، أين وصلت الاختبارات المتعلقة بالعقاقير المستخدمة لمكافحة كورونا؟
Remdesivir
تقول منظمة الصحة العالمية إن Remdesivir الذي تنتجه Gilead Sciences هو المرشح الأوفر حظاً لدحر كورونا. يجري اختبار العقار من قبل 13 فريقاً بحثياً في الصين وأوروبا والولايات المتحدة، وقد حقق نتائج واعدة على القرود. يراهن العلماء على دور العقار في منع تلف الرئتين. واختبرت فعالية Remdesivir في علاج الفيروس على البشر للمرة الأولى بتجربة سريرية في المركز الطبي بجامعة نبراسكا في أوماها الأميركية في شباط/فبراير، وفي مستشفى جامعة شيكاغو. وأفادت نتائج التجارب بتحسن سريع في الحمى وأعراض الجهاز التنفسي لدى المرضى. أنتج العقار لمكافحة إيبولا عام 2013، وهو ثمرة تعاون بين الشركة المصنعة والجيش الأميركي.
Hydroxychloroquine
يكافح الملاريا، ومن المعتقد أنه فعال في مواجهة كورونا. أثبتت تجربة فرنسية أنه فعال في منع المرض من التمكن من خلايا الجهاز التنفسي. يعاب على التجربة محدودية عدد المرضى. خلصت دراسات أحدث نشرت في فرنسا والصين إلى أن صيت العقار أكبر من فعاليته. فرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا ودول عربية تستخدم هذا العقار. لكن بريطانيا اكتفت بالتجارب السريرية، فيما توقفت السويد عن استخدامه تماماً بدعوى آثاره الجانبية. ويترقب الجسم الطبي حالياً عشرات التجارب الجديدة على العقار للتأكد من فعاليته. يستخدم Hydroxychloroquine أيضاً لعلاج الذئبة والتهاب المفاصل، ونال شهرة قوية بعد أن روج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن يخشى البعض من أن دعم الإدارة لعلاج لم تتأكد فاعليته أدى إلى اختصار إجراءات المراجعة والرقابة، التي تجريها إدارة الغذاء والدواء.
Actemra
يُختبر Actemra على مصابين بكورونا من قبل 15 فريقاً بحثياً في الولايات المتحدة والصين وأوروبا. وتنظر تجربة سريرية بعينها في أثره على مصابين بالسرطان بلغوا مرحلة متقدمة من المرض، وتجرى لمدة 28 يوماً في فرنسا. يعالج هذا العقار الذي تنتجه Roche الالتهابات الرئوية الحادة، ولم يحصل بعد على أي موافقة لاستخدامه لعلاج كورونا. وأعلنت الشركة السويسرية أنها تعمل حاليًا على زيادة طاقتها الإنتاجية من Actemra حتى تستطيع توفيره على أوسع نطاق ممكن في حال أكدت الدراسات إمكانية استخدامه في علاج المرض. وحصلت الشركة قبل أربعة أسابيع على موافقة استثنائية من الدوائر الطبية المختصة في سويسرا لإطلاق التجارب السريرية على العقار.
Kevzara
صمم هذا العقار خصيصاً لعلاج التهاب المفاصل الروماتزمي، وقد قرر الأطباء في نيويورك، المباشرة باستخدامه في علاج مرضى كورونا منتصف الشهر الماضي. وقد بدأت التجارب السريرية على مريضين اثنين في نورثويلهيلث، أكبر مؤسسة للرعاية الصحية في المدينة، وتستغرق شهرًا. يأمل المستشفى أن يوقف العقار تكاثر الفيروس ويقلل الالتهاب في رئتي المرضى. وتنتج العقار شركتا Sanofi الفرنسية وRegeneron Pharmaceuticals الأميركية. وينتظر أن تظهر النتائج الأولية للاختبارات السريرية قبيل انتهاء الشهر الحالي. ويأمل الفريق الطبي في نورثويلهيلث بأن يسفر الاختبار عن نتائج طيبة، خصوصاً أن لا أحد يستطيع تحمل الانتظار 18 شهراً قد يستغرقها العثور على لقاح.
Jakavi
باشر فريقان طبيان في المكسيك وكندا باختبار فعالية العقار المخصص لعلاج السرطان على بعض المصابين بكورونا ممن بلغوا مرحلة متقدمة من تلف الجهاز التنفسي وضعف جهاز المناعة عموماً. ومن المنتظر أن تظهر النتائج منتصف شهر حزيران/يونيو المقبل. تنتج هذا العقار شركة Novartis الفرنسية، وهي الشركة نفسها التي تنتج Hydroxychloroquine. وفي الولايات المتحدة، أطلقت Novartis برنامجاً خاصاً لمعالجة الحالات المستعصية بكورونا بهذا العقار ابتداءً من السابع من نيسان/أبريل الحالي.
Kaletra
يتم إجراء أكثر من عشرين تجربة سريرية باستخدام Kaletra في أكثر من دولة، وتتولى التجربة الرئيسية في هذا المضمار الشركة المنتجة للعقار Abbvie، في محاولة لاكتشاف علاج مضاد لفيروس كورونا. ويستخدم هذا العقار في الأصل لمنع الإصابة بداء نقص المناعة المكتسب، ومن المنتظر أن تظهر أولى النتائج حول اختباره على الحالات المستعصية من كورونا قبيل انقضاء شهر حزيران/يونيو المقبل. وكان مدير عام الهيئة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية في فرنسا دومينيك مارتان حذر من ظهور نحو ثلاثين أثراً جانبياً خطيراً وثلاث وفيات لدى مصابين بفيروس كورونا المستجد عولجوا بعقار بهذا العقار المضاد للفيروسات الذي يجمع بين مادتي Ritonavir وLopinavir.
عقاقير الوقاية الخاصة القلب
بدأ الأطباء باستخدام عقاقير واقية للقلب والشرايين مثل Aspirin وClopidogrel وRivaroxaban وAtorvastatin وOmeprazole وغيرها الأدوية ليس بغرض شفاء المرضى من كورونا، بل حماية لهم من التعرض لجلطات قاتلة نتيجة المرض. وبدأت بريطانيا دراسة موسعة على هذا النوع من العقاقير، استهدفت ثلاثة آلاف مريض، وينتظر أن تصدر النتائج بحلول نهاية شهر آذار/مارس من العام 2021.
mRNA 1273
في حين تعتمد اللقاحات التقليدية على حقن الجسم السليم بنسخة ضعيفة من الفيروس أو بمادة بروتينية مستخلصة منه بهدف تحفيز جهاز المناعة وجعله مستعدًا لصد الغزو الفيروسي عند حصوله، فإن استراتيجية هذا اللقاح المرتقب من Moderna/Niaid والذي بدأت رحلة تجريبة تعتمد على حقن الجسم بمادة وراثية خاصة تتألف من شيفرة بيولوجية ترميزية تحاكي المادة البروتينية. وإذا امتص الجسم الشيفرة وقام بتنفيذ التعليمات الكامنة فيها، فإن خلايا الجسم ستبدأ تلقائيًا في إنتاج جزيئات بروتين طبيعي مشابه للبروتين المغلف لفيروس كورونا. من المفترض أن يؤدي ذلك بدوره إلى حث الجهاز المناعي على البدء في تكوين جسيمات مضادة لمهاجمة تلك الجزيئات البروتينية الفيروسية. وبهذا، فإن الجسم يكتسب مناعة مسبقة مضادة للفيروس، وهي المناعة التي تمنحه درعاً واقية ضد الفيروس الحقيقي عندما يحاول شن هجوم من الخارج ضد الجسم.
ChAdOx1 nCoV-19
طور هذا اللقاح بعد تجارب أولية على القرود ولم تشمل البشر، وقد تمت في اللقاح إضافة الجزء الوراثي من شيفرة فيروس كورونا. ويقول العلماء إن تقنية إنتاج اللقاح أثبتت في السابق فعاليتها في خلق مناعة ضد أمراض مختلفة. وتدعم الحكومة هذا الاتجاه، وخصصت منحة مالية لتمويل الاختبار. وكسبًا للوقت، تتطلع بريطانيا إلى إنتاج مليون جرعة من اللقاح بحلول شهر أيلول/سبتمبر، والبدء في استخدامه إذا ثبتت فعاليته.
لقاح السل
تقوم Murdoch Children's Research Institute بالتعاون مع UMC Utrecht باختبار فعالية هذا اللقاح على المصابين كورونا ممن أحدث الفيروس أضرارًا متقدمة بجهازهم التنفسي. وقد أنتج اللقاح في الأصل لعلاج السل، لكن تجارب سريرية أظهرت إمكانية أن يسهم في القضاء على فيروس كورونا.
تقنية نقل البلازما
بدأت دول عدة أحدثها بريطانيا استخدام دم الناجين من فيروس كورونا في علاج المرضى المصابين به. وتتولى المؤسسات الصحية الطلب من بعض الأفراد الذين تعافوا من المرض التبرع بالدم، حيث يأمل العلماء في أن تتمكن الأجسام المضادة الموجودة في دم المتعافين من القضاء على الفيروس لدى المرضى الآخرين. وكانت الولايات المتحدة قد بدأت مشروعًا كبيرًا لدراسة هذا النوع من العلاج، في أكثر من 1500 مستشفى. وإذا أصيب شخص ما بفيروس كورونا المستجد، فإن نظام المناعة لديه يستجيب لهذا الفيروس الغريب بخلق أجسام مضادة تهاجمه.
الأكثر قراءة
-
الملتقى الاقتصادي التركي - العربي الخامس عشر: لمزيد من التعاون المشترك بين تركيا والبلدان العربية
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال