يقول رئيس إريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا فادي فرعون في لقاء مع "أولاً - الاقتصاد والأعمال" إن أمام المشغلين في المنطقة فرصة ذهبية للاستفادة من شبكات الجيل الخامس وانترنت الأشياء التي يمكن أن يصل حجم سوقها إلى 46 مليار دولار في العام 2030. لكن كيف يقرأ فرعون آفاق وفرص هذا القطاع وما هي توقعاته لاستخدامات الجيل الخامس ضمن القطاعات الاقتصادية المختلفة وما هو حجم هذه السوق عالمياً؟
تسعى شركات الاتصالات المتنقلة في المنطقة جاهدة إلى خفض تكاليفها. ووفقاً لدراسة أجرتها شركة Analysis Mason، ستؤدي صفقات التقاسم بين المشغلين إلى خفض التكاليف، ما رأيكم؟
تُظهر الدراسات المختلفة أن خفض النفقات التشغيلية يُعتبر بالفعل ضمن الأولويات الأكثر أهمية بالنسبة الى المشغلين. وتشمل القضايا الأخرى المثيرة للقلق توافر الطيف (الترددات)، ونقص التراخيص، والمنافسة المتزايدة في قطاع الاتصال والضغوط المالية.
لقد شهدنا تنفيذ مبدأ مشاركة الشبكات بشكل واسع وبأشكال مختلفة منذ الثمانينات، وكان نموذجاً راسخاً للأعمال في قطاع الاتصالات. ويرى العديد من المشغلين بأن الاعتماد على المشاركة في نموذج أعمالهم قد يعود عليهم بالنفع، وقد تنطوي هذه المشاركة على خدمات التجوال أو مشاركة الموقع، وقد تصل إلى حد مشاركة الأصول الراديوية والشبكة الأساسية.
إلا أن مشاركة الشبكات قد تترافق مع تحديات تؤثر أيضاً على الأعمال التجارية التي قد تطال الجانب التشغيلي للشركات، أكثر من تأثيرها على الجانب التكنولوجي. وقطاع الاتصالات مليء بالأمثلة التي تظهر لنا كيف تم إنهاء التعاون في مجال مشاركة الشبكات، حيث اكتشف المشغلون بأن الوفر المحقق لم يكن كافياً لقاء التضحيات في مجال المنافسة. وعادة ما تحتاج الوفورات الناتجة عن مشاركة الشبكة، بضع سنوات قبل تحقيق الفوائد المرجوة منها.
هل يمتلك المشغلون في المنطقة الفرصة لنشر حلول إنترنت الأشياء؟
تشهد أعمال إنترنت الأشياء(IoT) في المنطقة نمواً ملحوظاً، ما يشير إلى توفّر إمكانات تجارية هائلة إلى مزودي خدمات الإتصال والقطاعات والمؤسسات، وتعتبر الزراعة والنفط والغاز والمرافق أمثلة على القطاعات التي قد تستفيد إما من انخفاض التكاليف أو ارتفاع الإنتاجية عبر الرقمنة والاتصال في المنطقة.
ويتوقع تقرير الاتصالات المتنقلة الذي أصدرته إريكسون في نوفمبر 2019، أن يصل عدد الاشتراكات (Connections) بإنترنت الأشياء النقالة في العالم إلى 5 مليارات في حلول العام 2025. ويشير تقرير إريكسون "بوصلة تقنية الجيل الخامس للأعمال" أن المشغلين قد يستفيدون من فرص سوقية قد تصل قيمتها إلى 700 مليار دولار أميركي على مستوى العالم في حلول العام 2030. وفي ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، يشير تقرير إريكسون "إمكانات تقنية الجيل الخامس للأعمال - ما بعد النطاق العريض المتنقل"، إلى أن مزودي الخدمات في الشرق الأوسط وأفريقيا يمكنهم الاستفادة من إيرادات تصل حتى 46 مليار دولار في حلول العام 2030.
وتعمل إريكسون، من خلال الحلول التقنية، على دعم مزودي خدمات الإتصال في الشرق الأوسط وأفريقيا، بالتزامن مع جهودهم الهادفة إلى تسريع التحوّل الرقمي للأعمال والقطاعات والمجتمع. في الواقع، تؤدي رقمنة القطاعات إلى خلق فرص جديدة لمزودي الخدمات، تمكنهم من تأسيس أعمال جديدة أو توسيع أعمالهم القائمة خارج نطاق مجال الاتصالات، حيث يمكنهم تقديم تطبيقات مخصّصة وخدمات متكاملة وحتى إدارة شبكات إنترنت الأشياء الأكبر حجماً والأكثر اتساعاً.
ما الفوائد التي ستجنيها المؤسسات والأفراد من إمكانات وفرص الجيل الخامس؟
يعدّ النطاق العريض المتنقل (المحسّن) أولى حالات استخدام شبكات تقنية الجيل الخامس التجارية، إذ سيحصل العملاء على تجربة محسنة عند استخدام الخدمات والتطبيقات المتنوعة. وبالتزامن مع تطوير خوذات الواقع الافتراضي VR، سنشهد العديد من حالات الاستخدام الجديدة المفتوحة، ومن ضمنها ألعاب الفيديو باستخدام تقنية الجيل الخامس، وأتوقع ان تكون هذه التقنية الجديدة منصة رائعة للإبتكار.
وتبدي شركات التصنيع الرائدة اهتماماً كبيراً باستخدام تقنية الجيل الخامس، نظراً إلى الفرص والإمكانات التي ستوفرها لتحسين مجالات التصنيع المختلفة. هل يمكنك تخيل التأثير الإيجابي على الإنتاجية بمجرد أن تتمكن من مراقبة تقدم جميع المنتجات في خط التصنيع في الوقت الفعلي باستخدام أجهزة استشعار مزودة بتقنية الجيل الخامس، واتخاذ قرارات سريعة حيالها؟
يشير تقرير إريكسون "بوصلة تقنية الجيل الخامس للأعمال" أن تقنية الجيل الخامس ستحدث ثورة حقيقية في 10 قطاعات رئيسية بما في ذلك: التصنيع، السيارات، الطاقة المرافق، والسلامة العامة، الرعاية الصحية، وسائل الإعلام والترفيه، النقل العام، الخدمات المالية، وتجارة التجزئة والزراعة، ومن المتوقع أن تضاعف تقنية الجيل الخامس كفاءة هذه القطاعات.
ويتوقع تقرير إريكسون للإتصالات المتنقلة، أن يصل عدد الإشتراكات بتقنية الجيل الخامس إلى 90 مليوناً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في حلول نهاية العام 2025، وهو ما سيمثّل نحو 10 في المئة من إجمالي اشتراكات النقال.