"تيك توك" باق في الولايات المتحدة.. والجائحة فرصة لتنويع المحتوى
"تيك توك" باق في الولايات المتحدة.. والجائحة فرصة لتنويع المحتوى
مقابلة حصرية مع رئيس قسم الفيديو والإبداع في تيك توك الشرق الأوسط رامي زيدان
- رانيا غانم
في أقل من عامين على تأسيسها، تمكّنت منصة الفيديوهات القصيرة تيك توك من التسلل إلى أكثر من ملياري هاتف محمول، حيث لاقى التطبيق رواجاً غير مسبوق من قبل المبدعين، ويؤكد رئيس قسم الفيديو والإبداع في تيك توك الشرق الأوسط رامي زيدان أنهم يتلمسون شغفاً وتعلقاً كبيراً من مختلف الفئات العمرية في الشرق الأوسط في تطبيق تيك توك الذي يعتمد على ميزات القصة والشخص والموسيقى والملصقات والمؤثرات لا على النصوص والمدونات اليومية، ويقول: "من أبرز مميزات التطبيق هو أن المستخدم يرى عند فتحه المحتوى الذي يفضله ويرغبه كالطعام والكوميديا والرياضة والموسيقى والأزياء وليس المحتوى الذي ينشره الأشخاص الذين نتبعهم".
كورونا... فرصة لتنويع المحتوى
تمكنت تيك توك من تحويل نقمة كورونا إلى فرصة، وركزت جهودها خلال تلك الفترة على تنويع المحتوى وتوثيق علاقتها بالمبدعين ومساعدتهم، وتعاونت الشركة مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسات دولية لإصدار فيديوهات إرشادية حول كورونا وتقديم معلومات ونصائح من مصادر موثوقة بطريقة مسلية ومرحة، كما استخدم نمط تيك توك المرح لإصدار فيديوهات تشجّع العالم على التزام منازلهم وفي الوقت ذاته تحفزهم على ممارسة الرياضة. وقد أطلقت المنصة أيضاً محتوى خاصاً بالأزياء، وأحدثت نقلة نوعية في المضمون، حيث تمكن مبدعون من إدخال تقنيات وخدع بصرية مع الموسيقى لفيديوهات خاصة بالموضة والأزياء. ويقول زيدان: "هذه المواضيع وغيرها دفعت جميع الفئات العمرية وليس الشباب فقط لاكتشاف تطبيق تيك توك وتجربته، ونقض الاعتقاد السائد بأنها تطبيق للتسلية والترفيه فقط".
ويضيف زيدان أن جائحة كورونا حثت الشركة على الإسراع في تطبيق استراتيجيتها القائمة على تنويع المحتوى وابتكار مواضيع مرحة وتثقيفية وفريدة وخلق حملات توعوية وتفعيل سياسة المسؤولية الاجتماعية، وقد شهدت المنصة خلال تلك الفترة إقبال الكثير من المشاهير على المنصة مثل بلقيس ونانسي عجرم وأحمد حلمي وتامر حسني، لافتاً النظر إلى وجود كم هائل من المبدعين والهواة في العالم العربي الذين يملكون القدرة على إنتاج محتوى ولكنهم يفتقدون إلى التقنيات.
إقرأ:
Zoom تتوسع عربياً
أكاديمية لدعم الإبداع
هذا الواقع، دفع الشركة أيضاً إلى إنشاء أكاديمية تيك توك للإبداع، المتخصصة في تقديم ورش عمل تدريبية تخول الهواة تطوير مهاراتهم التقنية، وقد تم أيضاً تطوير ورش عمل افتراضية تسمح للمبدعين بالتعلم من بيوتهم. وتعمل تيك توك بالشراكة مع Imagination في أبوظبي وNew Media Academy في دبي من أجل تطوير مهارات المبدعين، وتتعاون مع شركة لمسة على موضوع التعليم المبكر للأولاد، وهي الفئة العمرية غير المتوافرة على تيك توك، وسيتم ذلك عبر الأهالي.
وعن إمكانية تمديد مدة فيديوهات تيك توك، يشير زيدان إلى أن الاستراتيجية المعتمدة حالياً هي التركيز على الفيديوهات تحت الستين ثانية، لكن ثمة مشاريع تجريبية لفيديوهات مدتها ثلاث دقائق مع مبدعين متخصصين في مجال التكنولوجيا والتعليم، باعتبار أن دقيقة واحدة لا تكفي دائماً لإيصال معلومة.
تيك توك في خدمة الشركات
تعتبر تيك توك أن خدمة العلامات التجارية والشركات هي المصدر الأساسي لتحقيق الدخل. ومن هذا المنطلق، تساعد تيك توك الشركات على إجراء حملات البيع وكذلك حملات التوعية وتحديد نوعية الفئات التي ينبغي استهدافها. وفي هذا الإطار يقول زيدان: "ننصح أصحاب العلامات التجارية بإنشاء فيديوهات تيك توك وليس دعايات، ونطلب منهم مخاطبة جمهورهم بلغتهم وبالطريقة التي يفضلونها سواء عبر فيديو مرح أو فيديو تحدي"، وتصل تيك توك العلامة التجارية الصحيحة بالمستخدم المستهدف، ولا سيما في ظل توافر مبدعين وجمهور ومواضيع متنوعة من الأزياء إلى الطعام والرياضة والموسيقى والتكنولوجيا والتعليم والألعاب الإلكترونية، التي أدخلت حديثاً، ويلفت زيدان النظر إلى توافر فريق عمل متخصص يساعد العلامة التجارية ويرشدها على الطريقة الأصح في التفكير والعمل. وأطلقت تيك توك أيضاً أخيراً صندوقاً بمئة مليون دولار لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على ولوج منصة تيك توك.
وفي ما يتعلق بإمكانية تحويل منصة تيك توك إلى تقديم خدمة التجارة الإلكترونية على غرار فايسبوك وانستاغرام، فيؤكد زيدان أن الشركة تبذل جهوداً لتطوير المنصة وإعطاء الشركات والعلامات التجارية كل ما تحتاج إليه، لافتاً النظر إلى أن ميزة التجارة الإلكترونية موجودة لدى تيك توك عالمياً، لكن هذه الخدمة لم تصل بعد إلى الشرق الأوسط، قائلاً: "يوجد الكثير من الحلول والمميزات التي يمكن أن نقدمها للتجارة الإلكترونية والتي تسمح للتجار بالإفادة من المحتوى والفيديوهات لترويج منتجاتهم".
ميزات تيك توك التفاضلية
ويتحدث زيدان عن ميزة تيك توك التفاضلية، فيؤكد أن المنظومة الإبداعية والمبدعين وتقديم محتوى مبدع وجديد هو أبرز ما يميز تيك توك، ويضيف: "إن خاصية تيك توك هي في أنها تسمح للمستخدم بتلقي المضمون الذي يرغب في مشاهدته وليس المحتوى الذي ينشره الأشخاص الذين يتبعهم"، وهذا يسمح للمبدع الذي لا يتخطى عدد المتابعين لديه الألف فقط، أن يحقق أحد الفيديوهات التي ينشرها أكثر من 50 ألف مشاهدة في حال كان فيه إبداع، والميزة الثانية التي تتمتع بها تيك توك هي كونها تطبيق يركز على اللغة العربية ويقدم محتوى يعكس الثقافة المحلية والعربية.
الخصوصية واحترام رغبات المستخدمين في الطليعة
حوربت تيك توك كثيراً من ناحية الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمستخدمين. وفي هذا السياق، يؤكد زيدان أن تيك توك تعطي هذا الموضوع أهمية بالغة، وتخصص فريق عمل لمتابعة واحترام خصوصية المستخدمين ورغباتهم، ويشير إلى أنه يتم استخدام أحدث التقنيات للبحث عن المضمون غير اللائق الذي ينشر على المنصة، وإزالة جميع المواضيع والفيديوهات التي تتضمن محتوى إيحائياً أو فيه تنمر وإرهاب وغيرها. وتتعاون تيك توك مع الحكومات المختصة في كل بلد بهدف اتباع القواعد الثقافية المعتمدة وعدم تخطي العادات المحلية. وقد حذفت تيك توك حتى الآن أكثر من مليوني فيديو من تلقاء ذاتها، ومن دون أن يكون المستخدم قد أعطى تقريراً سلبياً عنها. وتعطي تيك توك أيضاً ميزة القوة للمستخدم، التي تخوله إبداء عدم رغبته في مشاهدة محتوى معين، ويمكنه أيضاً أن يحدد إلى من يصل المحتوى وما هي التعليقات التي لا يرغب في أن تصله، ويسمح التطبيق للأهل باستخدام ميزة تؤمن الحماية لأولادهم وتحدد المحتوى الذي يرغبون في مشاهدته.
ويخلص زيدان إلى القول، بأن هدف المنصة هو خلق بيئة آمنة وإيجابية للمبدعين والمستخدمين، وتطوير محتوى ثقافي وتوعوي جاذب، ويضيف: "لقد حققت الشركة إنجازات عظيمة في غضون عامين من تأسيسها، في سوق عمرها أكثر من عشر سنوات، ولا يزال ثمة إمكانات هائلة في منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن مهمة تيك تويك دعم سوق الإبداع في المنطقة، وتسليط الضوء على الإبداع في مجال الموسيقى والإنتاج العربي المحلي. ويقول: "بإمكاننا أن نلعب دوراً أكبر لدعم المحتوى ولتصدير الثقافة للشرق الأوسط إلى الخارج.
إقرأ أيضاً:
Linkedin تواكب متطلبات العمل عن بُعد
تيك توك باق في الولايات المتحدة الأميركية
ويختم زيدان بالحديث عن تواجد تيك توك في الولايات المتحدة وعلى خلفية قرار الحظر الذي يهدد التطبيق، فيشير إلى أنه تمّ تعيين فانيسا باباس المديرة العامة للشركة في الولايات المتحدة، التي أشارت بدورها في رسالة مرئية إلى أن الشركة ستكمّل مسيرتها في هذه السوق، لا بل ثمة خطة لتكبير فريق العمل ليصل إلى عشرة آلاف موظف، وقد أنشئ أخيراً صندوق لدعم الإبداع في أميركا، ويضيف زيدان أن التطبيق يحظى بإقبال كبير من قبل الأميركيين ويوجد الكثير من المبدعين الذين يجنون منه الأموال، لذا الشركة ستستمر بغض النظر عن الأمور السياسية.
شركات
أشخاص
الأكثر قراءة
-
الملتقى الاقتصادي التركي - العربي الخامس عشر: لمزيد من التعاون المشترك بين تركيا والبلدان العربية
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال