أجيبادم للرعاية الصحية: جائحة كورونا رفعت عدد طالبي العلاج في تركيا

  • 2021-06-06
  • 21:00

أجيبادم للرعاية الصحية: جائحة كورونا رفعت عدد طالبي العلاج في تركيا

  • برت دكاش

من مستشفى في مقاطعة صغيرة يحمل اسمها "أجيبادم"، إلى مجموعة تضم 21 مستشفى و13 عيادة خارجية في تركيا ومقدونيا، وبلغاريا وهولندا، و36 مكتباً في 22 بلداً يقدمون خدمات الرعاية الصحية المختلفة للمرضى في تلك البلدان ونحو 23 ألف موظف بما في ذلك 4000 طبيب وطبيبة و4200 ممرض وممرضة. بضع كلمات تختصر قصة مجموعة أجيبادم للرعاية الصحية التي تأسست قبل 30 عاماً. ويضيف إليها الرئيس التنفيذي للمجموعة محمد علي آيدينلار قائلاً: "إن المجموعة تقدم خدماتها لنحو خمسة ملايين شخص في السنة، كاشفاً في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" أن ما يقارب الـ"10 آلاف مريض من الشرق الأوسط وبلدان الخليج ضمناً، يقصدون أجيبادم في تركيا سنوياً لتلقي العلاج".

ازدياد الطلب على العلاج في تركيا

ويكشف آيدينلار أيضاً أن "جائحة كورونا وما رافقها من إغلاق حدود بلدان أوروبية عدة والهند والشرق الأقصى حيث اعتاد المرضى من الشرق الأوسط قصدها بغرض العلاج، أدى إلى ارتفاع عدد المرضى في بعض التخصصات ممن قصدوا أجيبادم للغرض ذاته بنسبة 30 في المئة تقريباً".

ويشير إلى أن التحول في وجهة السفر نحو تركيا الذي تحدث عنه رئيس قسم علاج السرطان بالأشعة في أجيبادم د. أنيس عزير في مداخلته خلال الندوة الافتراضية الأخيرة التي نظمتها المجموعة أخيراً للتعريف أكثر عن نشاطها، وخدماتها والتأكيد على اهتمامها بتفعيل التعاون مع المنطقة عموماً والخليج العربي خصوصاً في مجال الرعاية الصحية والخدمات المساندة لها، "مكّننا من إبراز إمكاناتنا بشكل أفضل في المنطقة"، مشدداً على "إيماننا بالتميّز في الخدمة والسمعة لنواصل توفير خدمات رعاية صحية من الفئة الأولى Class A مدعومة بتكنولوجيا متقدمة وخبرة طبية طويلة، مما سيعزّز من دون شك صورة علامتنا في المنطقة".

السياحة الصحية

تدرج أجيبادم خدماتها الطبية والاستشفائية في إطار السياحة الصحية أيضاً. ويوضح آيدينلار قائلاً: "يقصد تركيا كل عام عدد كبير من المرضى من مختلف أنحاء العالم لتلقي العلاج، ويفضلون مجموعة أجيبادم للرعاية الصحية لأنها توفر لهم خدمات طبية تستخدم أحدث التكنولوجيا في العالم وفرقاً متخصصة بخبرات عالية ومعايير بجودة عالمية. لذلك، ومن أجل راحتهم، صممنا مركز خدمات المرضى الدولي International Patient Services Centre والذي هو بمثابة "الشباك الموحد" الذي يقدم الدعم للمريض منذ اليوم الأول لتقديم طلب العلاج لحين عودته إلى بلاده. فمتى اختار المرضى الأجانب قصد تركيا لتلقي العلاج، يمكنهم بسهولة الحصول على مخطط سفرهم وعلاجهم من مكاتب المعلومات الخاصة بـ "أجيبادم" الـ 36 المنتشرة في 22 بلداً. ويُستقبل هؤلاء المرضى بجو من الدفء والإلفة في مكتب الرعاية الصحية Health Point desk الموجود في المطار بتركيا، ثم ننقلهم من المطار مباشرة إلى الفندق أو المستشفى بواسطة سيارات خاصة. وفي المكاتب نفسها في مستشفياتنا، يستقبل مترجمون يتحدثون 20 لغة مختلفة المرضى ويقدمون لهم كل وسائل الدعم المطلوبة طيلة مدة علاجهم".

الطلب على العلاجات المعقدة

وعن أهم العلاجات التي يقصد المرضى "أجيبادم" للحصول عليها، يشدّد آيدينلار بداية على "كون جميع المستشفيات التابعة لمجموعة أجيبادم للرعاية الصحية مطابقة للمعايير الدولية، وتتمايز بمراكز الإبداع والتميز. وجميع هذه المراكز معتمدة ومؤهلة محلياً وعالمياً بسبب تجهيزاتها التكنولوجية المتقدمة والمختصين من ذوي الخبرة المهمة في مجالاتهم. ويقصد المرضى من الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بشكل خاص أقسام السرطان، والقلب، وجراحة الأعصاب، وزرع الأعضاء، وزراعة النخاع الشوكي ومراكز أطفال الأنابيب".

ويتابع مفصّلاً: "تقدم مجموعة أجيبادم للرعاية الصحية في مركز السرطان جراحات، وعلاجات بالأشعة والعلاجات الكيماوية والطب النووي، والتشخيص ومقاربة لعلاجات متعددة وخدمات حديثة جداً. وتواصل أجيبادم الاستثمار بشكل كبير في التكنولوجيا الخاصة بعلاج السرطان وفي ذوي الخبرات لديها".

ويكمل عن مراكز القلب فيقول: "تقدم أجيبادم خدماتها للأطفال والبالغين بما في ذلك جراحات القلب. وتنافس هذه المراكز على مستوى عالمي لتوفير أحدث عناية بالقلب في تركيا. وتستخدم تكنولوجيا State-of-the- art للتشخيص المبكر وعلاج أمراض الشرايين، كذلك تقدم أحدث تشخيص بمستوى عال، والعلاج والخدمات الداعمة من خلال 16 مركزاً للعناية بالقلب بما في ذلك مراكز العناية بالقلب الخاصة بالأطفال، حيث تعالج أمراض القلب الخلقية بنجاح ووفق معايير عالمية في تركيا"، مؤكداً أن "مركزنا هو مرجع لأمراض القلب الخلقية المعقدة. ومن خلال مقاربة متعددة التخصصات، فإن معدل نجاحنا يتجاوز نسبة 95 في المئة بما في ذلك الحالات الحرجة لدى حديثي الولادة والرضّع".

إلى ذلك، يتابع آيدينلار: "تقدم أجيبادم أحدث خدمات التشخيص والعلاج في مراكز جراحة الأعصاب مثل أورام الدماغ، والمحاكاة العميقة للدماغ DBS، وخزعة الدماغ التجسيمي Stereotatic brain biopsy، وجراحة العمود الفقري وتحليل المشي Gait analysis. وأيضاً توفر أجيبادم مستوى رفيعاً من خدمات التشخيص العلاجي في جراحة الأعصاب لدى الأطفال في مجالات مثل الصرع، والشلل الدماغي والأورام. ويستخدم جراحو الأعصاب في أجيبادم أحدث التكنولوجيا المتوفرة في هذا المجال في العالم".

وفي مراكز زراعة الأعضاء والنخاع الشوكي والتي تشمل الكبد، والكلى، والنخاع، يشدّد آيدينلار أن "هذه المراكز تؤمن خدماتها بواسطة بنية تحتية تقنية مطابقة للمواصفات العالمية. ومن خلال مراكز زرع الأعضاء الستة التابعة
لـ أجيبادم، أصبحت المجموعة مرجعاً للعديد من العلاجات المعقدة. وتستخدم اجيبادم أحدث تكنولوجيا زراعة الأعضاء مع فريق من الاختصاصيين من ذوي الخبرات، وتستقبل المرضى من الأطفال والبالغين".

وعن مراكز أطفال الأنابيب، يقول آيدينلار إنها "تقدم مقاربة مدمجة وفعّالة لتشخيص وعلاج العقم. ويساعد فريق من الاختصاصيين المرضى خلال كل خطوة من هذه التجربة. وتستخدم وتشخّص هذه المراكز بنجاح طرق علاجية وعمليات جراحية مختلفة".

انفتاح على جميع الفرص

وعن وجود المجموعة في منطقة الخليج وعما إذا كانت تملك خطة لفتح مستشفيات فيها، يفيد آيدينلار: "نحن منفتحون على الفرص كافة في بلدان الخليج. وتتمحور إستراتيجيتنا في المنطقة حول تقييم فرص التعاون بدقة، وتوفير كل خدمات الرعاية الصحية المطلوبة مباشرة وغير مباشرة وفق أعلى المعايير الدولية، ونسعى لحجز موقع قوي في منطقة الخليج، تماماً كما في مناطق أخرى".

ويضيف: "نريد أن نؤسس مستشفيات وأن نوفر خدمات الاستشارة الإدارية، وخدمات الأعمال والشراكات في المنطقة في حال كانت مجدية. وأكثر من ذلك، نهدف لأن نصبح الوجهة المفضّلة للعلاجات غير المتوفرة في دول الخليج خصوصاً في الاختصاصات والعلاجات المعقدّة، بالإضافة إلى أن نكون مرجعاً في تقديم الخدمات الداعمة في الرعاية الصحية، إذ تملك مجموعة أجيبادم أيضاً شركات تابعة تقدم الخدمات الداعمة مثل الإسعاف، والرعاية المنزلية، وخدمات الطوارئ الصحية، وخدمة تزويد الطعام، وخدمات المصبغة بمعايير عالمية، وخدمات المختبر، والتصميم وإدارة مشاريع مستشفيات مريحة وآمنة ومراكز طبية، وبرامج معلوماتية صحية وحلول تكنولوجية. نريد دعم دول الخليج من خلال خدمات هذه الشركات. إلى جانب مجال آخر مهم، وهو التعاون في التعليم الأكاديمي من خلال جامعة أجيبادم، لتمكين الاختصاصيين الطبيين وغير الطبيين من التعلم، والحصول على التدريبات التطبيقية اللازمة، والمعلومات المهنية والقدرات والمهارات الممكن توفيرها في مجال الصحة في مركز المحاكاة السريرية والتدريب على جراحة المنظار الآلية المتقدمة Clinical Stimulation and advanced Endoscopic Robotic Surgical Training Centre (CASE)  الذي هو واحد من أهم مراكز المحاكاة في العالم، وذلك من خلال عقود ثنائية يمكن توقيعها للتعاون الأكاديمي وإجراء دراسات مشتركة في مجال البحث والتطوير.

جامعة أجيبادم ومشاريع التوأمة والشراكة

وعن مشاريع توأمة مع مستشفيات وجامعات محلية في المنطقة، يكشف آيدينلار عن توقيع مذكرة تفاهم للشراكة مع مستشفى الجامعة اللبنانية الأميركية LAU في لبنان، كذلك حصلت الجامعة على اعتراف ومعادلة شهادات جامعة أجيبادم في الأردن.

ويكمل عن جامعة أجيبادم مفصلاً: "تأسست الجامعة العام 2007، وهي جامعة متخصصة في علوم الصحة للتدريب الكامل للأخصائيين الصحيين المنفتحين على التطور المستمر، وذلك من خلال فريقها الأكاديمي الرفيع المستوى والبنية التحتية التكنولوجية المتقدمة. وتطبّق الجامعة سياسة التعليم المستمر والتوجيه العلمي المتواصل، وهي نموذج في التعليم والبحث على مستوى وطني، ومرجع على المستوى العالمي.

وتضم الجامعة 5 كليات هي: الطب، والصيدلة، والعلوم الصحية، والفنون والعلوم والهندسة ومهنيتين في مجال الخدمات الصحية، بالإضافة إلى ثلاثة معاهد هي: العلوم الصحية، والخدمات الاجتماعية والعلوم التطبيقية والطبيعية".

وفي هذا السياق، يوضح رئيس الجامعة البروفسور أحمد شاهين أن هدف الجامعة هو أن "تصبح أفضل جامعة في مجال الصحة في تركيا وأيضاً واحدة من أشهر الجامعات في العالم في هذا المجال".

ويشير شاهين إلى أن "أكثر من خمسة آلاف طالب من تركيا، والشرق الأوسط خصوصاً من الأردن، وسوريا وإيران، ومن جنوب أفريقيا وأوروبا يدرسون في الجامعة هذا العام"، ويشدّد على أن "جامعة أجيبادم هي مؤسسة ركزت على الصحة وهدفهم هو إعداد اختصاصيين صحيين مؤهلين".

وتملك جامعة أجيبادم مراكز تعليم طبي من أكثرها شمولية في العالم من خلال أقسامها وبنيتها التكنولوجية. وفي هذا المركز حيث تُجرى جميع برامج التوجيه التعليمي قبل وبعد التخرج ويطبق نموذج تعليمي خاص لإعداد مهارات ذات كفاءة عالية ومواكبة أحدث التقنيات في المجال الطبي".