درويش لـ"أولاً – الاقتصاد والأعمال": عقود بقيمة 33.9 مليار ريال لتطوير واجهة البحر الأحمر

  • 2024-05-10
  • 10:40

درويش لـ"أولاً – الاقتصاد والأعمال": عقود بقيمة 33.9 مليار ريال لتطوير واجهة البحر الأحمر

مقابلة مع كبير إداريي شركة "البحر الأحمر الدولية" أحمد غازي درويش

  • دبي - كريستي قهوجي

شكلّت "رؤية السعودية 2030" التي أطلقها ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان نقطة تحوّل أساسية وحافزاً في تعزيز وتنويع الاقتصاد السعودي حيث أثرت على كافة القطاعات الاقتصادية في المملكة وخصوصاً القطاع السياحي الذي يعتبر من أبرز القطاعات حيوية في البلاد مع إقامة عدد كبير من المشاريع السياحية الضخمة والتي تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

وتعد واجهة البحر الأحمر إحدى الواجهات السياحية الطموحة التي تقوم شركة البحر الأحمر الدولية بتطويرها عبر إقامة مشاريع سياحية ومنتجعات وفنادق وخدمات متنوعة تسهم في تلبية حاجات الزوار وتقدم لهم الراحة المطلقة في ظل مناظر طبيعية، بالإضافة إلى بناء وتطوير مطار يعد فريداً من نوعه لناحية الخدمات التي يقدمها.

وفي هذا السياق، يقول كبير إداريي شركة "البحر الأحمر العالمية" السعودية أحمد غازي درويش إن رؤية البحر الأحمر الدولية لتعزيز القطاع السياحي جزء لا يتجزأ من "رؤية السعودية 2030"، مشيراً إلى أنها تعمل على وضع السياحة السعودية على الخريطة الدولية عبر إقامة استثمارات كبيرة تعود بنتائج إيجابية على الاقتصاد السعودي، وتمكين القطاع الخاص في شركات واعدة، بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل جديدة وواعدة للكوادر الوطنية، والتطوير المسؤول للإنسان والطبيعة، مؤكداً أن كل هذه المستهدفات ضمن رؤية الشركة.

 

ماذا اختلف عن الأعوام السابقة؟

 

ويضيف درويش في مقابلة مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" على هامش انعقاد "سوق السفر العربي 2024" في "مركز دبي التجاري العالمي" إن مشاركة "البحر الأحمر الدولية" خلال هذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة بحيث أن الحديث يدور اليوم عن افتتاح منتجعات واستقبال وجهة "البحر الأحمر للزوار" بشكل فعلي، مشيراً إلى أنه ومنذ أيلول/سبتمبر 2023 تعيش الشركة حالة من الفخر في إزاحة الستار عن الكثير من المنجزات، بدءاً من استقبال "مطار البحر الأحمر الدولي" لرحلات منتظمة وأسبوعية من الرياض وجدة حتى الوصول أخيراً لاستقبال أول رحلة دولية من دبي.

وبحسب درويش، فقد تم افتتاح منتجعين سياحيين وهما منتجع "سيكس سنسز الكثبان الجنوبية" ومنتجع "سانت ريجس البحر الأحمر"، بتجارب مختلفة في البر والبحر، وتخلل هذه الإنجازات العديد من المعالم الرئيسية التي تحققت، مثل البنية التحتية الرقمية وتجهيز الوجهات بأعلى سرعات من خدمة الإنترنت، بالإضافة إلى شركة طيران مائي، والإعلان عن "منتجع ثول الخاص" كوجهة ثالثة تطورها الشركة، والعديد من المنجزات في مجالات البيئة والتقنية والتنقل المستدام وغيرها الكثير

ويلفت درويش النظر إلى أن من أهم المشاريع المستقبلية التي تعمل الشركة على تنفيذها هي افتتاح منتجع "نجومه، محمية ريتز – كارلتون"، بالإضافة إلى افتتاح منتجع "ثول الخاص" ومنتجع "شيبارة" ومنتجع "ديزرت روك" في العام 2024، متوقعاً أن تصل الفنادق والمنتجعات التي سيتم افتتاحها ما بين العامين 2024 و2025 إلى 14 منشأة سياحية لاستكمال المرحلة الأولى.

وحول أبرز الشراكات والاتفاقيات التي تم توقيعها لتطوير وجهة البحر الأحمر، يذكر أن شراكات الشركة مميزة حيث تم التعاون مع كبرى الشركات العالمية والمحلية التي تحمل نفس معايير التطوير المسؤول، مشيراً إلى أنه تم منح عقود وصلت قيمتها إلى 33.9 مليار ريال (أي ما يعادل 9 مليارات دولار أميركي) لتطوير وجهة البحر الأحمر حتى الآن، ومتوقعاً ان تساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بـ22 مليار ريال.

وبالنسبة لـ"أمالا"، يلفت درويش الانتباه إلى أنه تم منح عقود وصلت قيمتها إلى 21.8 مليار ريال (أي ما يعادل 5.8 مليار دولار)، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تساهم في الناتج المحلي الإجمالي بـ11 مليار ريال سعودي، و 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في العام 2030.

 

الشراكة بين القطاعين العام والخاص

 

ويتطرق درويش إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال تطوير وجهة البحر الأحمر ويقول إن الشراكات دائماً ما تؤتي بثمارها من خلال تبادل الخبرات واكتساب الخبرات الجديدة وفتح المجال أمام الشركات المحلية الواعدة في التطور، مشيراً إلى أن المساهمة في مثل هذه المشاريع الكبيرة يعود بالفائدة على الجميع وخصوصاً توفير وظائف نوعية جديدة للمواطنين السعوديين. "الفرص الاستثمارية لدينا كبيرة ولا تنتهي"، يضيف درويش، "وبابنا مفتوح للشراكات مع المستثمرين من جميع أنحاء العالم، والأولوية أيضاً لشركاتنا المحلية ذات الخبرة الواسعة".

 

الاستدامة وقضايا المناخ

 

تشكل قضايا البيئة والمناخ والاستدامة بتفاصيلها الدقيقة أهمية كبرى لشركة "البحر الأحمر الدولية". وفي هذا الصدد يؤكد كبير إداريي الشركة أن "البحر الأحمر الدولية" تساهم بكل قوة في تحقيق الاستدامة بجميع مراحل أعمالها من التخطيط حتى التنفيذ، مشيراً إلى أن شعار الشركة هو دائماً للإنسان والطبيعة، وهذا ما تسوق له وتميز به وجهاتها ومنتجعاتها، ليتشارك معها الزوار في نفس الأهداف والمعايير وسط طبيعة خلابة الجميع مسؤولون عن الحفاظ عليها.

 

أداء القطاع السياحي في المملكة

 

من ناحية ثانية، يقول أحمد غازي درويش حول التوقعات لأداء القطاع السياحي في السعودية، إن هذا القطاع حقق في وقت قياسي أرقاماً رائعة فاقت التوقعات، مضيفاً أن مع مشاريع الرؤية ووجهة البحر الأحمر التي بدأت بالفعل في استقبال الزوار والمنتجعات الأخرى التي يتم تطويرها وسيتم افتتاحها قريباً، ستختلف خريطة السياحة العالمية، مؤكداً مواصلة تحقيق الأرقام القياسية لتكون المملكة وجهة دولية وفي مواقع الصدارة للسياحة العالمية.

 

مطار البحر الأحمر الدولي

 

تتميز واجهة البحر الأحمر بوجود مطار دولي مختلف تماماً عن أي مطار بمفهومه العادي من خلال  ويصف درويش مطار البحر الأحمر الدولي بالأيقونة المعمارية من خلال التصميم والتشغيل والخدمات وسرعة إنهاء الإجراءات وموقعه المميز، مشيراً إلى أنه يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، مشيراً إلى وجود أسطول نقل مستدام من الطائرات المائية والمركبات الكهربائية بمختلف أنواعها من المطار إلى المنتجع ، معتبراً أن  المطار بوابة وجهة البحر الأحمر.

 

مشروع جديد

 

تعمل شركة "البحر الأحمر الدولية" على تطوير مشروع جديد ألا وهو منتجع ثول الخاص الذي يشكل وجهة حصرية على جزيرة رملية صغيرة تبلغ مساحتها 17 ألف متر مربع في أرخبيل مرجاني على ساحل البحر الأحمر، وتتجلّى فيها المناظر الطبيعية الخلاّبة بلمسات مصممة معمارياً بشكل فريد، لتوفر ملاذاً للاستمتاع بخدمات الرفاهية والفخامة، وبخصوصية تامة. ويشير درويش في هذا الإطار، إلى أن المنتجع الواقع في الجزيرة يضم فيلا رئيسية مكونة من 3 غرف نوم بمساحات واسعة، بالإضافة إلى 3 أجنحة من غرفة نوم واحدة لكل جناح، ويحتوي أيضاً على نادي الشاطئ ونادٍ رياضي ومركز صحي، موضحاً أن تجربة السفر المصممة بعناية تبدأ بمجرد وصول الزوّار، حيث يتم استقبالهم عبر رصيف خاص للمراكب الصغيرة من قبل الموظفين والمسؤولين عن تجربتهم في مركز ترحيب. ويؤكد درويش أن تطوير منتجع "ثول" الخاص هو بمثابة مرحلة جديدة لـ "البحر الأحمر الدولية"، حيث تقع الوجهة بشكل منفصل عن وجهتي "البحر الأحمر" و "أمالا"، باعتبارها علامة تجارية مملوكة بالكامل للشركة، ذاكراً أنه للمرة الأولى في تاريخ المشاريع التي تطورها "البحر الأحمر الدولية"، لم تتم الاستعانة بشركات تشغيلية في قطاع الضيافة أو علامات تجارية عالمية للفنادق.

 

بنية تحتية رقمية متطورة

 

ويلفت درويش الانتباه إلى أن شبكة الجيل الخامس عالية السرعة (Gigabit 5G) في مطار البحر الأحمر  الدولي وفي المنتجعات السياحية  والتي تتميز بسرعات إنترنت أعلى من أسرع مدينة في العالم، تشكل دليلاً دامغاً على أن الاستدامة لا تشُكل عائقًا أمام الأداء بأي شكل كان، مشيراً إلى أنه تم بناء شبكة الجيل الخامس عالية السرعة عبر تضاريس متنوعة، تشمل الشواطئ والجبال والصحاري، لتوفير تغطية شاملة وسرعات فائقة، مضيفاً أن "البحر الأحمر الدولية" طوّرت تصاميم تستخدم مواد فريدة لأبراج الاتصالات، لتمتزج بنيتها التحتية مع البيئة المحيطة بشكل مميز.

ويقول إن في منتجع "سيكس سنسز البحر الأحمر" تم تركيب الهوائيات على التلال وتم تغطيتها بقطع مموهة مصنوعة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد للحفاظ على المناظر الطبيعية الخلابة في المنتجع بينما تم استخدام أقمشة مبتكرة لتنسجم مع تصميم المنتجعات في جزيرة "أمهات"، مشيراً إلى أنه من خلال التعاون الوثيق مع المشغلين، ضمنت "البحر الأحمر الدولية" المشاركة المسؤولة للأبراج والاستغلال الأمثل للتصاميم، مما أدى إلى أداء شبكة غير مسبوق عالمياً.

وختم كبير إداريي شركة "البحر الأحمر الدولية" أحمد غازي درويش بالقول إنه تمت أكثر من 100 عملية تفعيل وترقية لخدمات الجيل الرابع والخامس عالي السرعة (Gigabit 5G) لأبراج اتصالات في جميع أنحاء وجهة "البحر الأحمر" ووجهة "أمالا" والطرق التي تربطها بالتعاون مع "زين السعودية" وشركة "الاتصالات السعودية" و"موبايلي"، مشيراً إلى أن التعاون امتد إلى إنشاء أبراج جديدة ذات تصاميم مبتكرة، بالإضافة إلى ترقية الأبراج الحالية التي تخدم الطرق السريعة ومختلف الطرق في مناطق المشاريع، مؤكداً أن "البحر الأحمر الدولية" حرصت، أثناء تطويرها لشبكة اتصال متميزة لتوفير تجربة استثنائية لضيوفها، على الالتزام بمعاييرها البيئية الصارمة من خلال تشغيل الشبكة بالكامل باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة.