شركات الطاقة العالمية تعود إلى الربحية

سجّلت شركات الطاقة العالمية (قيد الدراسة في هذا التقرير) أرباحاً خلال الربع الثالث من 2020 مسحوبةً بشكل أساسي بنتائج أرامكو السعودية وعودة بعض منها إلى تسجيل الأرباح وذلك بعد ان كان القطاع قد شهد تدنياً غير مسبوق في الطلب على النفط إثر تفشّي وباء كورونا تزامناً مع ارتفاع المعروض قبل التوصل إلى اتفاق أوبك+.

فقد بلغت أرباح شركات الطاقة العالمية في الربع الثالث من 2020 نحو 10.9 مليارات دولار بعد أن كانت قد سجّلت نحو 37 ملياراً من الأرباح خلال الربع الثالث من 2019، متراجعة بنحو 71 في المئة على أساس سنوي، وقد تراجعت إيرادات جميع الشركات فسجّل مجموع الايرادات تراجعاً بنحو 35 في المئة على أساس سنوي حيث بلغت الإيرادات 266.8 مليار دولار في الربع الثالث من العام الحالي مقارنةً بـ 409 مليارات في الفترة نفسها من السنة الماضية. وكانت أرامكو، توتال ورويل دتش شيل الشركات الوحيدة التي استطاعت تسجيل الأرباح.

أمّا على صعيد التسعة أشهر الأولى من العام 2020، فحقّقت شركات الطاقة قيد الدراسة خسائر بقيمة 30 مليار دولار مقارنة بأرباح بقيمة 122 ملياراً في التسعة أشهر الأولى من العام 2019، وتراجعت الإيرادات بنسبة 37 في المئة على أساس سنوي لتسجّل 783 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الحالي.

أرامكو السعودية: أداء لافت للإنتباه

على الرغم من التقلبات التي تشهدها السوق وتداعيات فيروس كورونا، استطاعت أرامكو السعودية تسجيل أرباح بنحو 11.8 مليار دولار، وكان هذا الأداء لافتاً مقارنةً بمنافساتها العالمية. فقد سجّل معظم الشركات خسائر خلال الربع الثالث في حين سجّل كل من شركة توتال الفرنسية ورويل دتش شيل أرباحاً بقيمة 181 و489 مليون دولار على التوالي وهي مجموعتان لا تشكّلان سوى 5.6 في المئة من الأرباح التي سجّلتها أرامكو. وقد أظهرت هذه النتائج قوة المركز المالي والأداء التشغيلي للشركة وتدفقات نقدية حرة بقيمة 12.4 مليار دولار أميركي خلال الربع الثالث.

إكسون موبيل:

خسارة نصف القيمة السوقية وتوديع مؤشّر الداو جونز

ودّعت إكسون موبيل مؤشّر الداو جونز خلال شهر آب/أغسطس 2020 بعد ان كان سهمها من بين الأسهم التي أمضت الوقت الأطول في المؤشر، منذ سنة 1928 أي منذ نحو 100 عام. سنة 2013 كانت إكسون موبيل أكبر شركة أميركية من حيث القيمة السوقية مدرجة في البورصة، ولكن في السنوات الماضية خسرت وتدهورت قيمتها السوقية.

وقد أشارت الأرقام إلى أن القيمة الإجمالية لأسهم إكسون موبيل تراجعت بنسبة 52 في المئة على أساس سنوي مع انتهاء شهر أيلول/سبتمبر 2020، حيث انخفضت من نحو 300 مليار دولار في أيلول/سبتمبر 2019 إلى 140 ملياراً خلال أيلول/سبتمبر 2020، وبذلك، يكون أكبر منتج للنفط والغاز في الولايات المتحدة تكبّد أكبر انخفاض في القيمة السوقية سنة 2020 مقارنةً مع شركات النفط والغاز الأميركيّة.

وسجّلت الشركة خلال الربع الثالث من 2020 خسائر بقيمة 680 مليون دولار أميركي مقارنةً بأرباح بنحو 3.2 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من 2019.

 إعادة النظر بالتوزيعات النقدية والنفقات الرأسمالية

مازالت الشركات ملتزمة بخفض النفقات الرأسمالية وإِرشاد وتوجيه مصاريفها لضمان استمراريتها في ظل الأوضاع العصيبة التي يشهدها القطاع. وقد تراجعت النفقات الرأسمالية بنسبة 35 في المئة خلال الربع الثالث من 2020 حيث سجّلت نحو 23 مليار دولار أميركي مقارنةً بنحو 35 ملياراً خلال الفترة نفسها من العام 2019. أمّا على صعيد التسعة أشهر الأولى من 2020، سجّلت النفقات الرأسمالية تراجعاً بنسبة 27 في المئة على أساس سنوي حيث بلغت 77 مليار دولار أميركي.

أمّا بالنسبة إلى التوزيعات النقدية، فلا يزال بعض الشركات أكثر تحفّظاً بتخفيضها وذلك للإثبات للمساهمين أنّهم لن يضحوا بالتوزيعات النقدية حتّى خلال هذه المرحلة العصيبة، فقد ارتفعت توزيعات أرامكو وشيفرون خلال الربع الثالث بنسبة 39 و8 في المئة على أساس سنوي بينما حافظت إكسون موبيل على التوزيعات نفسها.

تجدر الإشارة إلى أنّ شركة روزنفت الروسية ليست قيد الدرس في هذا التقرير بسبب عدم إصدار الشركة النتائج المالية للربع الثالث 2020 الى حين كتابة هذه الدراسة.