"دعمنا خلال العام 2020 مختلف أنواع الأعمال والمؤسسات والحكومية ومراكز الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية لضمان تحقيقها استدامة الأعمال وعولمة العمل أو العمل من أي مكان، بظل الإغلاق العام الذي فرضه الوباء. وفي ذات الوقت حققنا نتائج قوية في مختلف أعمالنا، وهو ما أظهرته نتائجنا المالية خلال العام 2020". وأضاف رئيس "أﭬايا" العالمية نضال أبو لطيف في لقائه مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، إن "أڤايا" اليوم هي أقوى من أي يوم مضى، وجاهزة للتعامل مع كل التحديات المستقبلية، مستندة بذلك إلى قدراتها المتنامية في مجال الابتكار، والثقة التي منحتها إياها الأسواق العربية والعالمية.
تشاركون هذا العام في جيتكس وسط تحديات كبيرة، ما هدف المشاركة وكيف تقيّمون قرار إجراء هذا الحدث، وما هو انعكاسه على علاقاتكم؟
التحديات أمر بديهي في عالم الأعمال، كل عام لدينا تحديات لكن هذه السنة كانت التحديات مختلفة وكبيرة، وبغض النظر عن نوعها، نبقى في "أڤايا" دائماً إلى جانب الشركات ومؤسسات القطاع العام التي وثقت بنا واعتمدت على تقنياتنا. هل مرّ عام في هذا العالم من دون ظهور تحديات؟ ليس المهم ما تواجهه، المهم ما الذي تفعله إزاء التطورات وكيف تتعامل معها.
"أﭬايا" وثقافة أداء الأعمال
لقد مرّت أسواق المنطقة العربية في مراحل عدة خلال السنوات الماضية، ونحن نعتقد أن هذه الأسواق تستمر في بذل الجهود الكبيرة لتحقيق التوازن والنمو الاقتصاديين، وشهدنا في "أڤايا" كيف تعاملت المنطقة مع عشرات التحديات على مدى الأعوام الـ 15 الأخيرة، ورأينا كيف تفاعلت الأسواق وكيف طوّر عملاؤنا وشركاؤنا في القطاعين العام والخاص قدراتهم على المستوى التكنولوجي للتفاعل بشكل إيجابي مع التغيير، ورأينا نجاحات كبيرة على هذا الصعيد في بلدان مثل الامارات والسعودية ومصر ولبنان وفي كل البلدان التي ننشط فيها. لدينا إلتزام جدي وراسخ تجاه عملائنا، وهذا ينبع من ثقافتنا في أداء الأعمال ورؤيتنا لمستقبل الأسواق والتزامنا أيضاً بتطوير أعمال عملائنا في شتى القطاعات سواء كانوا مؤسسات حكومية أو شركات كبرى أو مصارف وجامعات بالإضافة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وغنيّ عن القول، إن الصعوبات قد تفرض أحياناً على الشركات أنماطاً ونماذج جديدة من الأعمال والتسويق، وطريقة المشاركة في المعارض والمؤتمرات وغيرها من الأحداث، لكن المهم هو أننا تماماً كما شركائنا وعملائنا موجودون دائماً لتقديم الدعم وتحقيق النمو والنجاح في كل الأسواق وعلى اختلاف القطاعات. لدينا ملء الثقة بقرار مركز دبي التجاري العالمي القاضي بتنظيم جيتكس هذه السنة من خلال سياسة تتيح التباعد الاجتماعي وإنجاح النشاطات في آن معاً، ولهذا نعتقد أن سياسات السلامة العامة التي تنتهجها إدارة المعرض هذه السنة تتيح مشاركة آمنة لموظفينا وشركائنا وعملائنا وكل الزوار.
تغيّر الوعي الانساني
كذلك، حضّرنا هذه السنة مجموعة من الحلول التي تتيح حضور الزوار بشكل افتراضي من منازلهم ومكاتبهم، وسنقوم بإجراء بث مباشر لنشاطاتنا كي يتمكن زوارنا الافتراضيون من التفاعل معنا كما لو أنهم يزورون جيتكس. وسيترك حضور "أڤايا" في الحدث أثراً ملموساً ومهماً في منصة "جيتكس أنليميتد" الرقمية التي تتيح للزوار كذلك حضور الحدث عن بُعد من منازلهم ومكاتبهم. عادة نقوم كل عام بتوجيه الدعوة إلى عملائنا وشركائنا في أوروبا وأفريقيا وآسيا لزيارة جناحنا في المعرض، لكن بسبب وباء كوفيد - 19، سيتمكن كل هؤلاء من متابعتنا بشكل مباشر كما لو أنهم معنا. أجرينا ترتيبات كبيرة في بعض البلدان حيث سندعو ضيوفنا الى المشاركة في حضور نشاطاتنا التي سنبثّها مباشرة من جناحنا في جيتكس إلى 150 مدينة حول العالم.
ما هي أبرز الخدمات والحلول التي تركزون عليها في هذه الدورة من جيتكس؟
كما في كل عام، نحن نستبق جيتكس بدراسة احتياجات السوق وبالأخص احتياجات عملائنا وشركائنا، ونضع استشرافاً لمستقبل الأعمال ومتطلباته، وهذه السنة نرى أن القوة الرئيسية التي تؤثر على مستقبل الأعمال تتمثل في اتجاهين، الأول هو تحقيق استدامة الأعمال والثاني هو عولمة العمل أو العمل من أي مكان. لقد اكتشفنا خلال انتشار الوباء أهمية توفر التقنيات الضرورية التي تلعب دوراً مفصلياً في تأمين استمرارية الأعمال، كما لاحظنا أهمية "التجربة" Experience التي تتيحها تقنيات "أڤايا" لمختلف القطاعات الاقتصادية كالمصارف والتعليم والعناية الطبية والمؤسسات الحكومية وغيرها، والأهم برأينا هو مدى توفر التقنيات المدعومة بالتحوّل الرقمي لتمكين الشركات والمؤسسات العامة من التعامل مع أي أزمة أو تطورات.
دبي عاصمة العمل الرقمي؟
العمل عن بُعد بات جزءاً من الوعي الإنساني الذي شهد تغيّرات وتلقفته الأسواق حول العالم وتبنّته وأثبت جدواه، لكن المهم أن تكون تجربة استخدام التقنيات ناجحة إذ لا يكفي أن نوفّر تقنية معينّة ونقدمها للأسواق، التجربة أحياناً أهم من التقنية ذاتها. التقنيات التي سوف نستعرضها تقدم حلولاً تتيح تطوير التجارة الإلكترونية في أي قطاع، وحلولنا تأخذ في الاعتبار توجهات المستهلكين والتغيرات التي حصلت على نموذج العلاقة التي تربط الشركات بالمستهلكين. ثمة أمور تغيرت بشكل جذري في بعض المجالات ومنها العلاقة الشخصية المباشرة التي تربط الشركات بعملائها، ومن الأمور الواجب علينا التعامل معها هي كيف نحتفظ بثقة العميل أو المستهلك في العالم الرقمي والتي كانت تُبنى عادة نتيجة التفاعل الشخصي والمباشر بين العملاء والشركات، كمشغّلي شبكات الاتصالات والمصارف ومؤسسات التعليم وغيرها، ولدينا يقين من أنه بإمكان التكنولوجيا المحافظة على هذا العامل في العالم الرقمي.
ولا ننسى أهمية "عولمة العمل" وطرح دبي نفسها كعاصمة للعمل عن بُعد. هذا الأمر يتطلب مجموعة من التقنيات وسنقوم خلال جيتكس باستعراض الحلول التكنولوجية التي تستطيع تسهيل الوصول إلى هذا الهدف. عندما نتحدث عن مدينة تصبو للتحوّل إلى عاصمة العمل عن بُعد علينا أن ننظر إلى "الاقتصادي الميكروي" أو الاقتصاد الجزئي Microeconomics. الانتقال إلى العمل الرقمي يتطلب مقاربات مختلفة لتنظيم التعاون والعمل الرقمي. على سبيل المثال، لكل مهنة متطلباتها خلال الانتقال إلى العالم الرقمي، وهذا الأمر ينطبق على المحامي والطبيب والمعلم وكل المهن والاختصاصات الأخرى ولهذا، اعتمدنا في مشاركتنا هذا العام في جيتكس شعار "لكل تجربة أهميتها" Every Experience Matters.
ما تقييمكم لأداء الأسواق في البلدان العربية بعد نحو ثمانية أشهر من انتشار وباء كورونا؟
يتميّز رواد الأعمال في العالم العربي بالقوة والمرونة، وقد شهدنا في الأشهر الأولى لإنتشار الوباء كيف تفاعلت الأسواق والأعمال مع التطورات خصوصاً من خلال سياسات إدارة الأزمات. لكن بعد مرور أشهر على انتشار الوباء لاحظنا وجود شهية لدى قادة الأعمال تجاه تسريع التحوّل الرقمي، وكانت لهذا القرار نتائج عظيمة، إذ ساهم في المحافظة على الموظفين وفي استدامة الأعمال. وخلال الأشهر الماضية تمكنت الأسواق من استيعاب الصدمة والبدء بوضع سياسات ناجحة أدت إلى تمتع الشركات بالقدرة على المبادرة بدلاً من تلقي نتائج الأحداث، ولاحظنا أيضاً التبنّي الكبير للعملاء في الأسواق لحلول السحابة Cloud والذكاء الاصطناعي وغيرهما من التقنيات المفيدة.
كيف تقيّمون أداء "أڤايا" في المنطقة خلال الفترة الماضية؟
القطاعات التي تعدّ الأكثر توظيفاً في العالم العربي كالبنوك والاتصالات والتعليم والعناية الصحية حققت نمواً وتطوراً في أعمالها وتبنّت التحوّل الرقمي، وهذا أثّر بشكل إيجابي على أعمالنا ونشاطاتنا. في الأشهر الماضية تمكّنا من توقيع عقود مع أكبر المصارف لاستخدام الحلول السحابية ومع شركات الاتصالات في مجال تطوير تجربة العملاء من خلال مراكز الاتصال وخدمة العملاء والذكاء الاصطناعي، كما حدّثنا في القطاع الحكومي أنظمة التعاون الرقمية بين فرق العمل وهو ما انعكس بشكل إيجابي على فعالية ونشاطات موظفي المؤسسات الحكومية.