لقاح كوفيد-19 يصنع 9 مليارديرات جدد

هل يتحوّل لقاح كوفيد-19 إلى لقاح موسمي على غرار لقاح الأنفلوانزا الموسمية؟ سؤال يطرح نفسه إزاء ما قاله رئيس شركة فايزر ألبرت بورلا في بيان أمس إذ اعتبر أن "استمرار التلقيح بعد العام 2021، محسوم بسبب مواصلة كوفيد - 19 انتشاره السريع في أوروبا والعالم"، وأضاف أنه "بعد أكثر من عام، لا نزال نتعلم عن الفيروس ونعمل على تحديد ما إذا كان التلقيح السنوي، كما ضد الإنفلوانزا الموسمية، يوفر حماية أكثر ديمومة".

واقترح بورلا ملتقياً مع هيئات صحية في دول عدة، أن جرعة ثالثة من اللقاح قد تكون ضرورية في غضون 12 شهراً من تاريخ تلقي الجرعة الثانية.

0.2 % حصة 10% من سكان العالم من اللقاحات   

كلام بورلا هذا أتى في موازاة صدور بيان عن منظمة أوكسفام Oxfam أعلنت فيه أسماء 9 مليارديرات جدد حققوا ثروتهم من لقاح كوفيد-19، تصدرهم رئيسا موديرنا وبينوتك وأحد مؤسسيها مع ثروة بقيمة نحو 4 مليارات دولار لكل منهما.

وذكر بيان أوكسفام أن مجموع ثروة المليارديرات التسعة بلغ 19.3 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذا المبلغ يكفي لتلقيح جميع شعوب البلدان ذات الدخل المحدود مرة وثلث. وذكر أن ثمانية مليارديرات آخرين ممن لديهم محافظ كبيرة في شركات الأدوية المصنعة للقاح كوفيد-19، شهدوا زيادة في ثرواتهم المجمعة بقيمة 32.2 مليار دولار، "أي ما يكفي لتلقيح الشعب الهندي برمته"، وفق أوكسفام.

وأوضح البيان أن الدول ذات الدخل المحدود تلقت 0.2 في المئة فقط من العرض العالمي للقاح، بسبب النقص الهائل في الجرعات المتاحة، على الرغم من كون هذه البلدان تضم 10 في المئة من سكان العالم.

اقرأ أيضاً:

هل يسبق تطور اللقاحات تحور سلالات كوفيد-19

أوروبا تتموّن للعام 2023

في المقابل، وتزامناً أيضاً مع بيان أوكسفام وتصريح بورلا، وقّع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع شركة فايزر/ بيونتك للحصول على 1.8 مليار جرعة إضافية من لقاح كوفيد-19 في حلول العام 2023، تضاف إلى 2.3 مليار جرعة طلبتها بروكسل من شركات فايزر/ بيونيك، موديرنا، أسترازينيكا وجونسون آند جونسون (المكون من جرعة واحدة فقط)، وهذه الشركات الأربع فقط حائزة على ترخيص من وكالة الدواء الأوروبية.

وحصل الاتحاد الأوروبي حتى الآن على 201 مليون جرعة من اللقاحات، 150 مليوناً منها من فايزر/ بيونتك، ويحتاج هذا اللقاح إلى جرعتين من أجل فعالية كاملة.

وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فان دير لاين إنه "مع توقيع الاتفاق، يدخل الأخير حيز التنفيذ، وهذا خبر جيد على مستوى حماية المواطنين الأوروبيين على المدى الطويل من الفيروس ومتحوراته"، وأضافت أن "عقداً آخر محتملاً مع صانعين آخرين سيتبع النموذج نفسه، لما فيه مصلحة الجميع".

يخول الاتفاق كذلك دول الاتحاد شراء 900 جرعة إضافية، بحسب ما ذكرت المفوضية الأوروبية في بروكسل، ونص على أن تصنع جميع الجرعات داخل الاتحاد الأوروبي وأن يكون مصدر موادها الأساسية دول الاتحاد.

وبحسب المفوضية، فإن الاتفاق الجديد يعزز "إمكانية الدول الأعضاء من إعادة بيع أو التبرع بجرعات لدول بحاجة إلى اللقاح خارج الاتحاد الأوروبي أو خارج منصة كوفاكس"، مع العلم أن الدول الغنية اشترت الكمية الأكبر من لقاحات كوفيد-19 حتى الآن، وقد حثت منظمة الصحة العالمية كما مجموعة من الخبراء المستقلين هذه الدول على التبرع بجرعات أكبر في أسرع وقت.

اقرأ أيضاً:

لقاحات كورونا: من يشتريها أولاً... وسباق مع تحور الفيروس

لكسر الاحتكار وإلغاء الملكية الفكرية

إزاء هذا الواقع، اقترحت جنوب أفريقيا والهند على منظمة التجارة الدولية في وقت سابق من الشهر الحالي كسر احتكارات اللقاح مؤقتاً وإلغاء براءات الاختراع عن لقاحات كوفيد-19. ولاقى هذا الاقتراح تأييد الولايات المتحدة ودعم أكثر من 100 بلد متطور، آخرهم إسبانيا والفاتيكان، في حين تقف كل من ألمانيا والمملكة المتحدة ودول غنية أخرى عقبة أمام تحقيق ذلك. وتقف أخرى، مثل إيطاليا وكندا وفرنسا، علماً أن شركة سانوفي الفرنسية أعلنت أخيراً عن نجاح المرحلة الثانية من الاختبار على لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه بالتعاون مع شركة غلاكسو سميث كلاين، وتتوقع طرحه في السوق خلال الربع الأخير من العام. كذلك، ذكرت الشركة أنها في صدد تطوير لقاح آخر بالتعاون مع شركة Translate Bio الأميركية يستند إلى تقنية mRNA الحديثة التي تعتمدها كل من فايزر/ بيونتك وموديرنا. وكانت وكالة الدواء الأوروبية أبدت ثقتها فعالية هذه التقنية ضد المتحور الهندي B.1.617 الشرس الذي ظهر بداية في الهند في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وينتشر حالياً في أكثر من 40 بلداً، ويعتقد خبراء أنه من أسباب الطفرة الأخيرة في عدد الإصابات والوفيات في الهند.

وحذّرت المديرة التنفيذية لمنظمة UNAIDS ويني بيانيما أنه "في الوقت الذي تحقق فيه الشركات أرباحاً هائلة من لقاحات كوفيد-19 وترفض مشاركة معلوماتها العملية والتكنولوجيا مع غيرها لزيادة عرض اللقاح عالمياً، يواصل العالم مواجهة خطر المتحورات الحقيقية للوباء التي قد تجعل من اللقاحات المتوفرة حالياً غير فعالية وتجعل من الجميع عرضة للخطر من جديد".

قائمة بمليارديرات "اللقاح" التسعة الجدد (المصدر: أوكسفام)