الشركات القطرية المدرجة 2020: الانفاق الاستثماري الأعلى منذ 2016

  • 2021-07-25
  • 10:30

الشركات القطرية المدرجة 2020: الانفاق الاستثماري الأعلى منذ 2016

(CAPEX) "أولاً- الاقتصاد والاعمال": الشركات تجاوزت تداعيات كورونا وفتحت آفاقاً جديدة للنمو المستقبلي

  • دائرة الأبحاث

نمت الاستثمارات الرأسمالية للشركات القطرية المدرجة بأكثر من 5 في المئة في العام 2020، وسُجلت الزيادة في الإنفاق الاستثماري على الرغم من الظروف التي نشأت عن جائحة الكورونا.  وبلغ حجم هذا الإنفاق نحو 10.6 مليار ريال قطري (نحو 2.9 مليار دولار أميركي) وهي أعلى قيمة تسجلها الشركات القطرية المدرجة منذ العام 2016. وشكلت هذه القيمة نسبة 2.0 في المئة من إجمالي الناتج المحلي القطري في العام 2020 (في مقابل 1.6 في المئة في العام 2019) ونحو 5.8 في المئة من إيراداتها الإجمالية.

ووفرت هذه الاستثمارات قوة دفع إيجابية ساهمت في احتواء آثار جائحة كورونا وضخ سيولة مهمة يحتاجها السوق وخلق فرص عمل جديدة وهي عوامل تساهم في دعم وتيرة نمو الاقتصاد المحلي، ولاسيما أنها تركزت في إضافة أصول إنتاجية مثل إنشاء مصانع جديدة، أو توسعة أو تحديث بعضها الآخر، أو الاستثمار في انظمة الاتصالات والرقمنة وتطوير البنية التحتية وغيرها من الاستثمارات الطويلة الاجل.

 

مساهمة كبيرة للاتصالات والمصارف

استحوذ قطاع الاتصالات على أعلى قيمة استثمارات رأسمالية والتي قاربت 6.1 مليارات ريال وهو ما يمثل نحو 58 في المئة من إجمالي استثمارات الشركات المدرجة.

وتواصل شركات الاتصالات تحديث البنية التحتية لا سيما فيما يتعلق بزيادة القدرة الاستيعابية وسرعة الاتصالات ومد شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع.

بدورها، عمدت المصارف إلى رفع استثماراتها والتي تركزت على تطوير خدماتها الرقمية لتنمية عملياتها المستقبلية. فنمت استثمارات القطاع بنحو 43 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 2.1 مليار ريال قطري في العام الماضي وهو ما يشكل نسبة 20 في المئة من إجمالي استثمارات الشركات المدرجة، ويلعب القطاع المصرفي دورا مهما في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال توفير التمويل للقطاعين العام والخاص وضخ السيولة.

وسجل الإنفاق الرأسمالي لقطاع العقارات نسبة نمو لافتة تعدّت الثلاثة اضعاف ليصل إجمالي استثمارات الشركات العقارية إلى 468 مليون ريال في العام 2020. وعمدت شركات القطاع إلى ضخ نحو 12.5 في المئة من ايرادات العام الماضي في السوق على شكل استثمارات يرتبط بعضها بالاستعداد لكأس العالم لكرة القدم 2022.

ويلاحظ أن الانفاق الاستثماري في قطاعات أخرى قد انخفض وهي قطاعات السلع الاستهلاكية والتأمين والصناعة والنقل نتيجة تراجع الايرادات أو بهدف الحفاظ على السيولة، وذلك على الرغم من وجود استثناءات طالت بعض الشركات التي عمدت إلى رفع قيمة استثماراتها.

 

10 شركات وفّرت 90 في المئة من الاستثمارات

تظهر البيانات أن 10 شركات مدرجة وفّرت نحو 90 في المئة من إجمالي الاستثمارات في العام الماضي وأن "أوريدو" احتلت موقع الصدارة في لائحة "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال" لأكبر الشركات استثماراً في العام 2020 مع إنفاق استثماري بلغت صافي قيمته 5.6 مليارات ريال خلال العام الماضي (نحو 53 في المئة من الإجمالي) وذلك نتيجة لاستمرار الشركة في تنمية خدماتها وتطوير شبكتها داخل قطر وفي مختلف الدول التي تنشط فيها.

وجاء بنك قطر الوطني ثانيا بقيمة 1.2 مليار ريال في العام الماضي بالمقارنة مع 0.9 مليار في العام الذي سبقه، ويمثل هذا الإنفاق نحو 3 في المئة من إيرادات البنك الذي يواصل العمل على توسعة أعماله جغرافيا وتحديث انظمته ورقمنة عملياته.

وحل مصرف قطر الإسلامي ثالثا من حيث صافي قيمة الاستثمارات الرأسمالية بقيمة 656 مليون ريال، أو ما يعادل 11 في المئة من ايراداته وذلك بالمقارنة مع إنفاق نحو 183 مليون ريال في العام 2019.

وبلغ الاستثمار الرأسمالي لشركة  "فودافون" نحو نصف مليار ريال بزيادة بنحو 12 في المئة عن العام السابق، وهي احتلت المرتبة الرابعة في لائحة "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال" لأكبر الشركات القطرية المدرجة  استثماراً في العام 2020. وتعمل الشركة على تحديث بنيتها التحتية وتطوير خدمات رقمية جديدة للعملاء.

إلى ذلك، جاءت شركة بروة في المرتبة الخامسة بعد أن نمت قيمة استثماراتها بشكل كبير لتصل إلى 453 مليون ريال نتيجة تطوير مشروعين  سكنين كبيرين في منطقة الوكرة. ومن المتوقع أن تستمر شركة بروة بزيادة انفاقها الاستثماري خلال العام 2021 وبشكل كبير راصدة نحو 4 مليار ريال وذلك من أجل تنفيذ خمسة مشاريع رئيسية.

 

الشركات القيادية

على صعيد القطاعات، فقد احتلت شركة أوريدو صدارة قطاع الاتصالات وشكلت قيمة استثماراتها نحو 93 في المئة من استثمارات القطاع. ولا تنحصر استثمارات الشركة داخل قطر فقط، بل تتعداها إلى مختلف البلدان التي تتواجد فيها.

وتبوأ بنك قطر الوطني صدارة ترتيب قطاع المصارف والخدمات المالية منفقا نحو 56 في المئة من إجمالي استثمارات القطاع ومعززا مكانته الريادة. وقد نمت صافي استثمارات المصرف بنحو 240 مليون ريال وذلك على الرغم من جائحة كورونا.

أما في القطاع العقاري، فقد تصدرت بروة الترتيب مستأثرة على 99 في المئة من استثمارات الشركات المدرجة ومستفيدة من خطتها التوسعية لا سيما في مشاريع الوكرة، ومستفيدة من المخزون الكبير للأراضي التي تمتلها والتي تسعى إلى تطويرها على مراحل خلال الأعوام القادمة.

واحتلت شركة قطر للوقود مركز الصدارة في قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكية مستثمرة نحو 265 مليون ريال وهو ما يوازي 31 في المئة من استثمارات القطاع. وتعمل الشركة على توسعة أعمالها الحالية وتوسعة محطات حالية وإنشاء أخرى جديدة.

بدورها، احتلت شركة صناعات قطر صدارة ترتيب قطاع الصناعة مستثمرة نحو 232 مليون ريال وهو ما يوازي 36 في المئة من استثمارات القطاع. أعلنت الشركة أنها ستواصل توسعة أعمالها عبر استثمار 1.7 مليار ريال إضافية في السنوات الخمس القادمة.

إلى ذلك، احتلت شركة ملاحة صادرة ترتيب قطاع النقل مستثمرة نحو 221 مليون ريال خلال العام الماضي في رقمنة عملياتها والتوسع جغرافيا. وتشكل استثمارات الشركة نحو 54 في المئة من استثمارات القطاع. وتنشط "ملاحة" على عدة محاور بما فيها النقل البحري والخدمات اللوجستية والتجارة والصيانة وغيرها من الخدمات المتممة.

وفي قطاع التأمين، استحوذت شركة قطر للتأمين على 67 في المئة من استثمارات القطاع منفقة نحو 24 مليون ريال على تطوير المعدات والبرامج والممتلكات.

 

الشركات الأكثر نشاطا في إعادة استثمار ايراداتها

في مقارنة بين قيمة الاستثمار الرأسمالي والايرادات التي حققتها الشركات خلال العام الماضي، يتبين أن استثمارات شركة قطر للسينما فاقت قيمة ايراداتها خلال العام الماضي بمقدار ثلاثة أضعاف مما يؤشر إلى مواصلة الشركة تنفيذ خططها التوسعة على الرغم من جائحة كورونا واجراءات منع التجول والاقفال القسري لدور السينما خلال عام 2020.

 بينما حلت الشركة القطرية للصناعات التحويلية في مركز الوصافة إذ بلغت قيمة استثماراتها نحو 52 في المئة من قيمة ايرادات العام الماضي مع مضي الشركة بالتوسع لا سيما في قطاع الألومنيوم. وجاءت شركة بروة في المركز الثالث إذ عمدت إلى إعادة استثمار نحو 34 في المئة من ايراداتها.

وجاءت شركة بلدنا في المرتبة الرابعة مستثمرة نحو 27 في المئة من ايراداتها أي ما يوازي 218 مليون ريال. وقد بدأت الشركة عملياتها في العام الماضي وهي تعتبر أكبر شركة مصنعة لمنتجات الألبان والمشروبات في دولة قطر ومرتكز لجهودها الرامية لتأمين الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وحلت فودافون قطر بالمرتبة الخامسة مستثمرة نحو 21 في المئة من ايراداتها خلال العام الماضي .