السعودية: الاستثمار الجريء ينمو بنسبة الثلث في 2019

شهد قطاع الشركات الناشئة في السعودية نمواً لافتاً في العام الفائت، حيث بلغت قيمة الاستثمار في القطاع حوالى 70 مليون دولار، بارتفاع نسبته 37 بالمئة مقارنة بالعام 2018، وفق تقرير الاستثمار الجريء في السعودية الصادر عن Magnitt.

ونفذت منصة نون أكاديمي، المتخصصة في مجال التعليم الإلكتروني والمتمركزة في الرياض، أكبر جولة تمويل أفصح عنها في السعودية إذ جمعت 8.6 مليون دولار من رائد فنتشرز والشركة السعودية للاستثمار الجريء والعصامية للاستثمار. وجمعت شركة نعناع، المنصة الإلكترونية المخصصة بتوصيل المواد الغذائية، من Middle East Venture Partners (MEVP) وومضة كابيتال والشركة السعودية للاستثمار الجريء 6.6 مليون دولار.

وتشير نورة السرحان، مديرة الاستثمار في الشركة السعودية للاستثمار الجريء إلى أن قدرة الشركة على الوصول إلى الموارد المالية تمكنها من تنفيذ استثمارات نوعية في السوق، لا سيما في ظل المعايير العالية التي تطبق عن اتخاذ القرار بالاستثمار المناسب.

تضاعف الصفقات الاستثمارية

بلغ عدد الصفقات الاستثمارية في السعودية 71 استثماراً بارتفاع يقدر بحوالى 90 بالمئة خلال 2019 مقارنة مع العام الذي سبقه. وكانت مسرعة مسك للابتكار 500 للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومسرعة مسك للنمو وشركة Startups 500 وعقال ووعد فنتشرز من بين أكثر المستثمرين نشاطاً. وذهب 85 بالمئة من التمويل إلى الجولات التمويلية المبكرة و14 بالمئة منها إلى الجولة التمويلية (أ) وواحد بالمئة فقط إلى الجولة التمويلية (ب).

التجارة الإلكترونية في الصدارة

تصدرت شركات التجارة الإلكترونية الناشئة لائحة القطاعات الجاذبة للاستثمار الجريء في السعودية من حيث إجمالي عدد الصفقات في 2019. وحلت شركات التوصيل والنقل في المرتبة الثانية، والشركات التي تعنى بالتعليم وحلول تكنولوجيا المعلومات في المرتبة الثالثة.

لعبت برامج التسريع دوراً رئيسياً في نمو منظومة الشركات الناشئة السعودية، إذ استحوذت برامج المسرعات على نسبة 32 بالمئة من إجمالي عدد الصفقات. وكانت مسك للابتكار من بين أكثر ميسري الاستثمار نشاطاً في السعودية، في حين استثمرت 500 Startups في أكبر عدد من الشركات الناشئة السعودية والذي بلغ 20 شركة. ويلفت محمد المالكي، نائب المحافظ الأول للتمويل في الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى أن وجود الحاضنات ومسرعات الأعمال ومراكز الابتكار سيساهم في تفعيل بيئة ريادة الأعمال وتحسين جودة الشركات الناشئة، ما سيؤدي إلى تدفق أفضل للصفقات والاستثمارات.

ويرجح أحمد الجبرين، مدير الاستثمار في مسرعة أعمال مسك 500 دخول المزيد من المستثمرين إلى السوق السعودية خلال العام الجاري، والمزيد من الشركات التي تتجه نحو تقييم استراتيجيات الابتكار الخاصة بها والتي كانت مفقودة نسبياً في المنظومة من ناحية مشاركة المشاريع الناشئة.

واحتلت السعودية المرتبة الثالثة بعد الإمارات ومصر في منطقة الشرق الأوسط وشما أفريقيا من حيث قيمة الاستثمار الجريء في العام الفائت. وجاءت في المرتبة الثالثة أيضاً بعد مصر والإمارات من حيث عدد الصفقات.

مبادرات داعمة

تسعى السعودية إلى اتخاذ إجراءات من شأنها دعم قطاع الشركات الناشئة في السعودية، حيث أعلنت وزارة التجارة والاستثمار عن إطلاق مصرف للشركات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع البنك الدولي، بهدف توفير الموارد والحلول المالية بأفضل الممارسات.

وكانت السعودية اتخذت سلسلة من الإجراءات ساهمت في نمو القطاع، حيث أعلن صندوق الاستثمارات العامة السيادي عن إطلاق صندوق الصناديق "جدا" بقيمة 1.07 مليار دولار سيتم تخصيصها للاستثمار في الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة. سيعالج الصندوق واحدة من المشاكل الرئيسية التي تواجه الشركات الصغيرة وهي الحصول على رأس المال المؤسسي النشط، وفقاً لعادل العتيق، المدير التنفيذي ل"جدا". وستعمد جدا إلى إرساء شراكات مع صناديق الاستثمارات الجريئة والملكية الخاصة التي تركز على السوق السعودية وتلتزم بأفضل الممارسات الدولية في مجال الحوكمة وإدارة الصناديق.

وأطلقت الحكومة "جمعية رأس المال الجريء والملكية الخاصة" خلال العام الفائت بهدف تعزيز قطاع الملكية الخاصة ورأس المال الجري وتحفيز الاستثمارات من خلال تنفيذ الشراكات وورش العمل والدورات التدريبية والمؤتمرات حول قطاع الملكية الخاصة ورأس المال الجريء. أطلقت كذلك الهيئة العامة للاستثمار مبادرة الاستثمار الجريء "استثمر في السعودية"، التي تهدف إلى جذب شركات رأس المال الجريء العالمية إلى المملكة. ستوفر المنصة أيضاً إجراءات ترخيص مبسطة لشركات رأس المال الجريء على شكل ترخيص فوري يصدر في أقل من ثلاث ساعات.

ونفذت السعودية عدداً من الإصلاحات الاقتصادية خلال العام الماضي، ساهم في انضمامها إلى قائمة أفضل عشر دول من ناحية تحسين بيئة ممارسة الأعمال في العالم، وفقاً لتقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2020 الصادر عن مجموعة البنك الدولي.