"ألما هيلث": حلول صحية رقمية متكاملة تسهل حياة المرضى
"ألما هيلث": حلول صحية رقمية متكاملة تسهل حياة المرضى
- زينة أبو زكي
في منتصف العام 2020، أسّس خلدون بشناق وطارق سكسك "ألما هيلث" لابتكار الحلول الصحية الرقمية المصممة لتسهيل الرعاية الصحية للأشخاص الذين يعانون من الحالات المرضية المزمنة، ومنحهم تجربة رقمية بالكامل، بدءاً من استشارة الطبيب بضغطة زر، مروراً بتوصيل الأدوية، ووصولاً إلى خدمات الرعاية المستمرة من المنزل، حيث أدرك القيمون على الشركة الناشئة في أبوظبي الفجوة القابلة للتطوير في إدارة الحالات المزمنة وبالتالي، سعوا إلى بلورة الحلول التي من شأنها تغيير حياة الأفراد. ومع انتشار جائحة كورونا أصبحت عملية الطبابة عن بعد مطلباً أساسياً ما ساهم في انتشار خدمات "ألما هيلث" وتطوير أعمالها. عن إنطلاقة "ألما هيلث" وتطور نشاطها يتحدث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" الشريك المؤسس لـ "ألما هيلث" خلدون بشناق.
يقول بشناق الفكرة بدأت من معاناة شخصية حيث كان لديه نمط حياة نشط وعملي جداً وبدأ يعاني من "ديسك" في العنق والظهر وكانت تجربة قاسية، حيث بدأ يزور الطبيب باستمرار مما أجبره على التغيب عن العمل لإجراء التحاليل، وهنا يشرح بشناق "شعرت أن هذه التجربة المتعلقة بالعناية الصحية يمكنها أن تتحسن ولاسيما للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة كالضغط والسكري وما شابه، وأنه هناك طرق لتحسين حياة هؤلاء بدءاً من الاستشارة الطبية عبر الفيديو إلى تقديم الوصفة الطبية وتأمينها لهم وصولاً إلى أي خدمة طبية أخرى ممكن أن يحتاجونها من المنزل".
منصة hub 71 منحتنا الحوافز المطلوبة
ويعرّف بشناق "ألما هيلث" بالقول: نحن شركة طبية ولكننا أيضاً شركة تكنولوجية، فنحن نملك المركز الطبي عبر الانترنت ونقوم بتوظيف الأطباء والصيادلة وتوصيل الأدوية، وقدمنا الكثير من الخدمات الطبية لمستخدمينا في الإمارات وكانت هناك صعوبات ولاسيما خلال جائحة كورونا ولكن الدعم الذي حصلنا عليه من الدائرة الاقتصادية ومبادلة وhub71 ساعدنا على تجاوز هذه العقبات كشركة ناشئة في الإمارات العربية المتحدة.
ولا يخفي بشناق أن إنشاء أي شركة ولاسيما في القطاع الصحي لا يخلو من الصعوبات، فالشركة تحتاج إلى إجراءات تأسيس وتراخيص، ولكن وجودنا في الإمارات سهّل علينا الكثير من الأمور، وأيضاً في أبوظبي كشركة ناشئة وفّر لنا الكثير من الحوافز كوجودنا في منصة hub71 التابع لشركة "مبادلة"، كما إن وجودنا ضمن منصة دائرة الصحة في أبوظبي أعطانا خريطة طريق واضحة للتراخيص الطبية التي نحتاجها، هذا فضلاً عن قربنا من الدائرة الاقتصادية في أبوظبي أيضاً سهل علينا الحصول على التراخيص اللازمة لإنشاء وإطلاق الشركة. فهناك عدد كبير من الحوافز التي ساعدتنا على إطلاق الشركة بوقت قياسي وخلال جائحة كورونا، وعلى الرغم من أنه كان هناك الكثير من الموظفين يعملون من المنزل ولكن ذلك لم يؤثر على سرعة إطلاق الشركة. الطريق طبعاً لم تخل من الصعوبات في الحصول على التراخيص ولكن القرب من الدوائر الحكومية وعلاقتنا مع المستثمرين وفريق العمل الذي أسسناه منذ اليوم الأول ساعدانا على أن نتجاوز هذه العقبات.
توفير الخدمات داخل المنزل
وعن الخدمات يقول بشناق: نقدم خدماتنا لأي شخص يعيش مع حالة مزمنة كضغط الدم أو السكري وغيرها، ومهمتنا في الشركة هي تحويل حياة الناس التي تعيش مع حالات مزمنة إلى حياة أسهل. فنحن يهمنا أن نسهل حياة الأشخاص ليتماشوا مع هذه الحالات المزمنة بأي طريقة ممكنة، ووجدنا أن هناك طريقة موجودة لتوفير خدمة الطبيب عن بعد من خلال الفيديو، وأطلقنا خدمة الصيدلية الالكترونية وتوصيل الأدوية الموصوفة من الطبيب الى منزل المريض، كما نوفر المختبر الطبي بإجراء الفحوصات المخبرية من المنزل. ونحن على استعداد لتقديم أي خدمة من شأنها تسهيل وتحسين حياة الناس التي تحتاج لخدماتنا. حالياً نتطلع إلى مجموعة من الخدمات الصحية التي تساعد المريض من دون الحاجة للخروج من المنزل من خلال الربط عبر الأجهزة الذكية الخاصة بالمريض بأجهزة قياس ضغط الدم أو قياس السكري بالدم، وهذا كله سيكون جزءاً من نظام "ألما هيلث" المتكامل.
ويضيف بشناق: نحن يهمنا خدمة أي شخص بحاجة لخدمة طبية عادية أو مميزة، وتركيزنا حالياً ينصب على ذوي الأمراض المزمنة لأننا نعيش حالياً في جائحة كورونا وهؤلاء الناس هم الأكثرعرضة للاصابة بفيروس كوفيد – 19، ولكننا نتطلع في المستقبل بأن نتمكن من مساعدة أي شخص يريد خدمة طبية مميزة عبر التطبيق أو من المنزل. وبالنسبة الى الخدمات التي نقدمها فهي مفتوحة لكل الشرائح الموجودة في الإمارات ونحن موجودون حالياً في مدينة أبوظبي والعين وتمكنا من مساعدة آلاف الأشخاص الذين يعيشون مع أمراض مزمنة.
كورونا غيّرت سلوك ومتطلبات المرضى
وعن الدروس المستخلصة من كورونا، يقول بشناق: تعلمنا من كورونا أن سلوك المريض تغيّر ولاسيما الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة. فالمريض أصبح يفضل أن تصل الخدمات والادوية الى المنزل وأن تتم عبر التطبيق والفيديو، وهذه الأمور كانت الدافع لنمو الشركة، حيث تمكّنا من تقديم خدمة مميزة للمريض الذي بات يعتاد على هذه الخدمات النوعية. ومما لا شك فيه، أن جائحة كورونا بشكل عام كانت صعبة على الجميع ولكن الاجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات والخدمات والدعم الذي تم تقديمه من قبل الدوائر الحكومية خلال جائحة كورونا ساعدتنا على تخطي الكثير من هذه المصاعب ومكنتنا من الانطلاق وتحقيق النمو خلال انتشار الجائحة.
وعن أبرز محطات نجاح "ألما هيلث" يوضح بشناق: "أكثر ما نفتخر به في "ألما هيلث" هو تقديم خدمة مميزة لأي شخص يعيش مع حالة مزمنة، حيث تضم الشركة فريقاً طبياً متميزاً يسهر على راحة المريض، وهذا هو بالنسبة لنا النجاح، حيث إن المريض الذي استخدم التطبيق ورأى الطبيب المناسب واستلم دواءه في الوقت المناسب، يعاود التعامل معنا مرة وأكثر، فشهادة المريض هي نجاحنا وهو ما نفخر به كفريق عمل.
نمو سريع وتوسع خارجي واستثمارات
وبحسب بشناق، شهدت الشركة نمواً سريعاً جداً خلال الأشهر الماضية، ومنذ الانطلاقة وجدنا أن هناك مجالاً كبيراً للشركة لخدمة عدد كبير من المرضى، والشركة تنمو بنسبة 40 في المئة شهرياً إن من ناحية عدد المستخدمين والدخل العام مما أدى إلى استقطاب عدد كبير من المستثمرين من داخل الإمارات وخارجها. ولقد تمكنا من استقطاب استثمار من صندوق جريء موجود في بريطانيا "هامبرو بركس" حيث قاموا بأول استثمار لهم في الشرق الأوسط من خلال "ألما هيلث" كما تمكنا من استقطاب عدد من المستثمرين الآخرين مثل الصندوق السيادي في عمان وصندوق ابتكار الجريء وعدد من المكاتب العائلية الموجودة في الإمارات والسعودية. وهناك توجه نحو التوسع جغرافياً داخل الإمارات لنغطي إمارة دبي والإمارات الشمالية، كما إن هناك خططاً للتوسع في أسواق خليجية أخرى ولاسيما السعودية. ونحن على استعداد للتوسع بأي خدمة طبية يطلبها المريض حيث إن هناك طلباً واسعاً على الخدمات التي من شأنها تسهيل حياة المريض وسوف تكون "ألما هيلث" السباقة في توفير هذه الخدمة.
التكنولوجيا هي المستقبل
وعن مدى خدمة التطور التكنولوجي لنشاط "ألما هيلث" يقول بشناق: التكنولوجيا هي المستقبل ومن يتعود على التكنولوجيا لا يمكنه العودة إلى الأساليب التقليدية. ومن خلال خبرتي في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات وجدت أن هناك فرصة لتطوير الخدمات الطبية من خلال التكنولوجيا، وعلى قدر ما يمكننا استخدام التكنولوجيا بقدر ما يمكننا تسهيل حياة المرضى أكثر في الشرق الأوسط الذي يضم أكثر من 55 مليون شخص يعيش مع السكري ونحو 30 في المئة من السكان يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وأنا من أشد المؤمنين أنه من خلال التكنولوجيا يمكننا الوصول ومساعدة أكبر عدد من هؤلاء وبأسرع وقت ممكن.
الشغف وعدم الخوف أساس ريادة الأعمال
وعن نصائحه لرواد الأعمال يقول بشناق: إطلاق شركة ليس بالأمر السهل ولكن في دولة الإمارات اصبح هناك اهتمام كبير في الدوائر الحكومية والصحية الذين كانوا على أتمّ الاستعداد لمساعدة أي شخص لديه الشغف والقيادة والفكرة لتأسيس شركة تهدف لتسهيل حياة عدد كبير من الأشخاص بخاصةً في مجال التكنولوجيا. فنصيحتي لأي شخص لديه فكرة أن يتخذ القرار ويكون عنده الحس القيادي والشغف وعدم الخوف من التحديات لأن هناك نظاماً داعماً والأهم البدء بالتنفيذ وسيكون التوفيق حليفه.
الأكثر قراءة
-
"فورسيزونز" تتعاون مع شركة "بلو آيريس للاستثمارات" لإنشاء منتجع في جزيرة ميكونوس اليونانية
-
الملتقى الاقتصادي التركي - العربي الخامس عشر: لمزيد من التعاون المشترك بين تركيا والبلدان العربية
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا