رئيسة فايزر في الخليج: اعتماد أول لقاح يستند إلى تقنية mRNA فرصة علمية مهمة
رئيسة فايزر في الخليج: اعتماد أول لقاح يستند إلى تقنية mRNA فرصة علمية مهمة
تركز إستراتيجيتنا على الاستفادة من كامل إمكانات هذه التقنية
- برت دكاش
هل تعيد جائحة كوفيد-19 واللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى شركة فايزر موقعها المتقدم في سوق صناعة الأدوية والعلاجات بعدما تراجعت من المركز الثاني عالمياً العام الماضي إلى السادس نتيجة للجائحة وضعف أداء بعض المنتجات، بحسب موقع بروكلينيكال؟ الجواب رهن نتائج العام الحالي الذي شارف على نهايته، علماً بأن توقعات فايزر تشير إلى إنتاج ما يقارب الـ 3 مليارات جرعة من لقاح كوفيد-19 مع نهاية العام 2021، والـ 4 مليارات جرعة في مختلف أنحاء العالم العام 2022.
مواصلة البحث عن طرق مبتكرة لزيادة عدد الجرعات
في غضون ذلك، أكّدت رئيسة أعمال فايزر في منطقة الخليج العربي ليندسي ديتشي في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال "تركيز جهودنا ومواردنا منذ إطلاق برنامجنا لتطوير اللقاح على زيادة حجم إمداداتنا بما يتيح لنا دعم الاحتياجات العالمية ومواكبتها"، كاشفة أن "الحاجة الماسة إلى تطعيم المزيد من الأشخاص تدفعنا إلى مواصلة البحث عن طرقٍ مبتكرة تتيح لنا زيادة عدد الجرعات التي نقدمها. وتشمل هذه الطرق توسيع منشآتنا القائمة، والاستعانة بالمزيد من المورّدين والمواقع الخاصة بشركة فايزر/ بيونتيك ووجهات التصنيع المُتعاقدة معها في مختلف أنحاء العالم لإنتاج اللقاح".
وتؤكد ديتشي "مواصلة استكشاف الفرص المتاحة واغتنامها لاستقطاب شركاء جدد إلى شبكة سلسلة التوريد الخاصة بنا لتسريع الوصول إلى لقاحنا، ومواصلة الاستثمارات وتحسين العمليات لتعزيز قدراتنا العام 2022 وبعده".
تقنية mRNA والمستقبل
لم تكن فايزر أول شركة تعلن اكتشاف لقاح كوفيد-19 بالتعاون مع شريكتها الألمانية شركة بايونتيك وتحصل على الترخيص للاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية فحسب، بل كانت واحدة من شركتين منتجتين للقاح كورونا تستخدمان تقنية اللقاح القائم على الحمض الريبي النووي الناقل (mRNA) messengerRNA. وتبشر هذه التقنية بمستقبل واعد في مجال اللقاحات وبعض العلاجات الأخرى. وتوضح ديتشي في هذا السياق قائلة: "يوفّر الاعتماد السريع لأول لقاح يعتمد على الحمض الريبي النووي الناقل mRNA فرصة علمية مهمة لهذه التقنية الرائدة. وتركز إستراتيجيتنا الرامية إلى تحقيق التقدم والاستفادة من كامل إمكانات هذه التقنية على ثلاثة مجالات رئيسية تشمل:
أولاً: تعزيز امتياز لقاح كوفيد-19 الأساسي.
ثانياً: توسيع نطاق إنتاج لقاحات الأمراض المُعدية.
ثالثاً: استكشاف المجالات العلاجية لبعض الأمراض مثل الأمراض النادرة والأورام، مع تحقيق أكبر تأثير إيجابي ممكن على مرضانا".
تأثير اللقاح الإيجابي في المنطقة
وعن تقييمها لعملية التلقيح في منطقة الخليج العربي، تقول ديتشي: " حظيت لحسن الحظ بفرصة توظيف المعارف والخبرات التي اكتسبتها من منصبي السابق في جهودنا الرامية إلى تقديم اللقاحات في الخليج العربي"، مثنية على فرصة وجودها في منطقة الخليج "في هذا الوقت تحديداً، إذ تمكنت شركة فايزر بالتعاون مع شركة بايونتيك من إرساء شراكة مثمرة مع بعض الحكومات في المنطقة لتقديم لقاحنا الخاص بمرض كوفيد-19. ونشهد اليوم مدى التأثير الإيجابي لبرامج التطعيم في خفض حالات الإصابة بالمرض، والنتائج الطيبة لشراكاتنا المثمرة مع حكومات دول الخليج العربي".
اقرأ أيضاً:
مديرة صندوق النقد الدولي ومنظمات تحث الدول الغنية على التبرع باللقاحات للبلدان النامية
فايزر والمنطقة
وتتابع ديتشي عن أداء فايزر في منطقة الخليج العربي فتقول: "نجحنا على مدى أكثر من 40 عاماً في تحقيق إنجازات متميزة تعود بالنفع على المرضى في منطقة الخليج العربي، وامتد تأثيرنا الإيجابي ليشمل 396 ألف مريض في المنطقة خلال العام 2020".
وتضيف: "نجحنا بزيادة التركيز على حضورنا الرقمي منذ تفشي الوباء. لقد اعتدنا سابقاً إطلاق منتجاتنا الجديدة من الأدوية خلال الفعاليات الحية، لكننا خلال العام 2020 وحده نظمنا 18 فعالية افتراضية أطلقنا خلالها منتجات جديدة، وذلك ضماناً لوصول إنجازاتنا العلمية وأحدث الأدلة المتعلقة بها إلى مزودي خدمات الرعاية الصحية، لإحداث تأثير إيجابي وملموس في حياة المرضى. كذلك أطلقنا خلال العام الحالي 10 منتجات جديدة ونتطلع لإطلاق المزيد منها خلال الأشهر القليلة المقبلة. ومن خلال مقر الشركة ومركز عملنا الإقليمي الذي يدعم أنشطتنا في منطقة الخليج العربي وأفريقيا والشرق الأوسط في دبي، ندير ونشرف على أكثر من 200 موظف من مختلف دول الخليج بما فيها الإمارات والكويت وقطر والبحرين وعُمان".
وتكمل ديتشي: "تعدّ الإمارات الدولة الأكثر ابتكاراً في العالم العربي، بحسب التصنيف السنوي لمؤشر الابتكار العالمي 2019"، مؤكدة "دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارات في مجال الابتكار عبر تقديم إنجازات علمية مهمة تسهم بإحداث تغيير إيجابي كبير في حياة المرضى". وتلفت الانتباه إلى "امتلاك فايزر في منطقة الخليج العربي محفظة واسعة من الأدوية تتوزع على ستة مجالات علاجية تركز على الأورام الخبيثة، واللقاحات، والأمراض النادرة، والأمراض الالتهابية والمناعية، والطب الباطني، وأدوية المستشفيات (الأدوية المضادة للأمراض المُعدية ومسكنات الألم وأدوية التخدير)".
بيئة تنظيمية مؤاتية لأحدث الإنجازات العلاجية
وتضيف شارحة: "تتوزع تخصصاتنا على المجالات العلاجية الستة المذكورة آنفاً وفقاً لرؤية فايزر التي تشكّل نواة تركيزنا، ونحن متحمسون لتقديم أحدث الابتكارات المتعلقة بها. وانطلاقاً من كون الخليج العربي من المناطق المتميزة من حيث البيئة التنظيمية، يمكنّنا ذلك من تزويد المرضى بأحدث المنجزات العلمية بسرعة. فعلى سبيل المثال، تبدي الأسواق الخليجية اهتماماً كبيراً بالابتكار، مما يمكننا من تقديم إنجازاتنا المبتكرة إلى المرضى في دول الخليج بسرعة بفضل الإجراءات السريعة المعتمدة في بعض الأسواق الخليجية مثل الإمارات والكويت وقطر، وغيرها من إجراءات الاعتماد في عُمان والبحرين".
وتتابع ديتشي: "نحصل على الموافقات الخاصة باعتماد علاجاتنا خلال فترات تتراوح ما بين شهر وستة أشهر من الحصول على موافقات إدارة الغذاء والدواء الأميركية أو وكالة الأدوية الأوروبية. ونجحنا من خلال شراكتنا مع الهيئات الصحية، وتماشياً مع عمليات المسار السريع التي تتبناها، من تسريع الموافقات لاعتماد 11 نوعاً من علاجاتنا المبتكرة، ونتطلع للحصول على المزيد من الموافقات في نهاية العام الحالي، علماً أننا أطلقنا العام 2010، ولضمان تزويد مرضانا في منطقة الخليج بإمدادات متواصلة وأكثر سرعة من علاجاتنا المبتكرة، مركزاً محلياً لتوزيع الأدوية في المنطقة الحرة بدبي، ويعمل في هذا المركز أكثر من 750 موظفاً يشارك أكثر من 100 منهم بشكل مباشر في العمليات التشغيلية لشركة فايزر".
وتلفت ديتشي الانتباه إلى أن "المجالات العلاجية التي نتوقع أن تشهد المزيد من الابتكار على المدى القصير، والتي من شأنها إحداث تغيّر ملحوظ، هي أدوية الأورام الخبيثة، والأمراض الالتهابية والمناعية، والأدوية المضادة للأمراض المُعدية".
التزام ببناء الشراكات
ماذا عن خطط فايزر لتوسيع نطاق الشراكة أو الشراكات الحالية، خصوصاً بعد توقيعها أخيراً اتفاقية شراكة في السعودية؟ تفيد ديتشي: "تتمتع فايزر بعضوية جمعية أبحاث ومصنّعي المستحضرات الصيدلانية الخليجية (PHRMAG) التي تمثل شركات الأبحاث الصيدلانية المبتكرة والرائدة في المنطقة، وتكرّس جهودها لاكتشاف الأدوية وتطويرها، مما يتيح للمرضى إمكانية عيش حياة أطول وأكثر صحة وإنتاجية. وتلتزم الجمعية ببناء شراكات مع صنّاع القرار في منطقة الخليج العربي الذين يدعمون الأبحاث الطبية المبتكرة، ويسعون لتحقيق التقدم بما يعود بالنفع على المرضى ويمنحهم الأمل بالحصول على علاجات مستقبلية فعّالة".
وتكشف قائلة: "نخطط لتوسيع نطاق برامجنا الخاصة بدعم المرضى من خلال إضافة علاجات جديدة وتغطية المزيد من الدول والمرضى".
الجدير ذكره، أن ديتشي انضمت إلى اللجنة التنفيذية لجمعية PHRMAG، وتقول في هذا السياق إنه "على الرغم من التحديات الكبيرة بما فيها تلك الناجمة عن أزمة كوفيد-19، إلا أن ذلك أتاح لي فرصة مهمة للمساهمة في تحقيق رسالة فايزر المتمثلة بتقديم إنجازات علمية متميزة تعود بالنفع على المرضى".
وتنطلق ديتشي من تجربتها في منطقة الخليج العربي لتنوه بمساهمات القطاع الخاص في المنطقة وبسرعة اتخاذ الحكومات للقرارات المهمة التي تدعم إحداث تغيير إيجابي في بعض المجالات مثل الارتقاء بصحة المرضى. وتضيف: "شغلتُ مناصب وظيفية مختلفة في مجالات عدة مثل الصحة العالمية وشؤون الشركات والعمليات التشغيلية والمبيعات، مما ساعدني على بلورة فهم أفضل حول قدرات مختلف الأقسام لشركتنا، والتي يمكنها لعب دور فاعل في دعم رسالتنا المتمثلة بتحقيق إنجازات علمية مهمة بالنسبة الى المرضى في منطقة الخليج".
اقرأ أيضاً:
دراسة هندية: تراجع الأجسام المضادة لفيروس كورونا بعد 4 أشهر من تلقي الجرعة الأولى
تقديم اللقاحات إلى الدول المحتاجة
وفي وقت أقرّت فيه الجرعة الثالثة المعزّزة من لقاح فايزر، ماذا عن الدول المتوسطة والقليلة الدخل وقدرتها على الحصول على اللقاحات؟ تلفت ديتشي الانتباه إلى أن "المنصب الأخير الذي شغلته أتاح لها التركيز مع قسم من فريق عملها "على إنشاء الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسهيل الوصول إلى اللقاحات، وذلك من خلال تعاوننا الوثيق مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، إذ بذلنا جهوداً حثيثة لتقديم اللقاحات إلى الدول المحتاجة في أفريقيا وأجزاء من آسيا وأميركا اللاتينية".
وعلى صعيد منطقة الخليج العربية، تذكّر ديتشي بأنه "انطلاقاً من سعي شركة فايزر دائماً لضمان حصول المرضى على الرعاية الطبية التي يحتاجونها، أطلقنا برامج مختلفة لمساعدة المرضى في منطقة الخليج العربي لضمان حصولهم على علاجات الأورام وأمراض الدم والاضطرابات الالتهابية على نحو مستدام وعادل. وتهدف هذه البرامج إلى دعم المرضى المحتاجين الذين يعجزون عن تحمّل التكاليف العلاجية أو لا يملكون تأميناً صحياً يتيح لهم الحصول على أدويتهم، كذلك هناك برامج أخرى لدعم المرضى تعمل على تحسين امتثالهم لعلاجات الأمراض النادرة والاضطرابات الالتهابية من خلال توعيتهم وتعزيز فهمهم حول أعباء المرض وتقنيات الحقن للحصول على نتائج علاجية أفضل".
الأكثر قراءة
-
المركزي الصيني: 98.5 مليار دولار تسهيلات إقراض متوسط الاجل
-
الخزانة الأميركية تعتزم بيع سندات طويلة الأجل بـ 183 مليار دولار الأسبوع المقبل
-
"جلف كابيتال" قوة استثمارية مؤثرة في الخليج وآسيا
-
ماذا تتضمن نشرة الإحصاءات الزراعية في السعودية لعام 2023؟
-
قطر: شراكة بين وزارة الاتصالات و"ستارتب جرايندر" لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال